هواء التربة (Air Soil):

يعد هواء التربة أحد الأركان الأساسية في تكوين التربة بحيث يجهز النبات بما يحتاجه من الأوكسجين اللازم لنمو النبات ويؤثر كذلك على الكائنات الحية الموجودة في التربة وتتوقف كمية الهواء الموجود في التربة على ما تتعرض له من ظروف و خواص فيزيائية بحيث يقال بان كلما كانت التربة مفككه وذات حبيبات كبيرة كلما ساعد ذلك على أن تكون مساميتها وتهويتها أفضل وهذا يعني سهولة الحصول على الاوكسجين ووصوله إلى جذور النبات وكلما كانت دقيقة متماسكة كلما كانت سيئة التهوية.

وهذه الكمية من الأوكسجين في التربة أهمية بالغة للنباتات والكائنات الدقيقة المتواجدة فيها بحيث أن سوء تهوية التربة غالبا ما يؤدي إلى اعاقة عملية نمو البذور والجذور كذلك وبالتالي النقص في امتصاص الماء والأملاح. إذ يوجد في جذور النباتات فتحات تسمى (العديسات) تسمح بتبادل الغازات إذ يسير الاوكسجين من هواء التربة إلى داخل خلايا الجذور ويستخدم في التنفس في حين يخرج غاز ثاني اوكسيد الكاربون من خلايا الجذور إلى هواء التربة وعملية الانتشار هذه تتم نتيجة الاختلاف تراكيز الغازات والغازات تنتشر من مناطق التركز العالي إلى مناطق التركز الواطئ) ويتم تبادل الغازات بين هواء التربة والهواء الجوي من خلال عملية الانتشار ويطلق على هذه العملية بتهوية التربة. وهواء التربة بطبيعته يختلف عن الهواء الجوي إذ أن الهواء الجوي يكون متصل في حين أن هواء التربة يكون منفصل بعضه عن بعض والسبب يعود إلى الحيز المسامي الذي يعمل على فصل المواد الصلبة وبالتالي يفصل مكونات الهواء  أضف إلى ذلك تباين نسبة مكوناته إذ تقدر نسبة ثاني اوكسيد الكاربون في التربة حوالي (03%) بينما الاوكسجين يصل إلى (10-12%).

هذا وتتحدد كمية الهواء في التربة من خلال حجم الفراغات الكلية الموجودة والتي تستغل بالماء وهذا الحيز والحجم المشغول بالهواء من التربة مع نسبة الرطوبة يسمى (السعة الهوائية) ويمكن حساب هذه السعة من خلال الفرق بين حجم الحيز المسامي وكمية الرطوبة المحمية للتربة. وبطبيعة الحال هذه السعة تختلف من تربة إلى أخرى إذ تصل أكبرها على سطح ترب الغابات 90% وتؤثر عليها عوامل كثيرة مثل النسجة والبناء والمحتوى الرطوبي. يتبن لنا من خلال دراسة ماء وهواء التربة أن كليهما من العوامل المهمة والمؤثرة في التربة وتحديد خصوبتها لما لها من أهمية للكائنات الحية نباتية كانت أو حيوانية المتواجدة في التربة.