أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
![]()
التاريخ: 5-4-2016
![]()
التاريخ: 19-10-2015
![]()
التاريخ: 5-4-2016
![]() |
بوفاة الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) ينتهي عهد الرسالة ويبدأ عهد الإمامة ، بدء بإمامة علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) والذي عيّنه الرسول الأمين ليتحمّل أعباء الثورة الإلهية المباركة والقيادة الربّانيّة للامّة الإسلامية ، التي حباها اللّه بوافر لطفه ، وأنقذها من براثن الجاهلية ، لتنعم في ظلّ الهداية الرشيدة إلى حيث الكمال والجلال .
لقد اجتاز الحسنان ( عليهما السّلام ) مرحلة الصبا في حياة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقد عرفنا كيف أنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) لم يعاملهما معاملة الصبيان ، بل كان يتعامل معهما كشخصيّتين إسلاميتين تنتظرهما مسؤوليات رياديّة كبرى ، كما أفصحت عن ذلك نصوص نبويّة وفيرة .
وبدأت مرحلة فتوّتهما في ظلّ إمامة أبيهما ، وفي ظروف غير مستقرّة ، لا للدولة الإسلامية ولا لأهل بيت النبوّة ، حيث ابعد عليّ ( عليه السّلام ) عن القيادة السياسية ، وتولّى الأمر رجال لم يجعل لهم نصيب في القيادة استئثارا وحسدا ، واستصغارا لشأن عليّ ( عليه السّلام ) وموقعه الرياديّ الإلهيّ .
ثم تعرّضت دار الزهراء ( عليها السّلام ) للهجوم المباغت واقتيد عليّ ( عليه السّلام ) ليبايع أبا بكر ؛ كي تستقر الدولة المهدّدة بالأخطار .
وفي كلّ هذه الأحوال كان الحسنان يراقبان تطوّرات الأحداث ، وكيف أصبحا بعد ذلك العزّ في عهد جدّهما رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يستذلّان وتستذلّ العترة النبوية الطاهرة ، وقد كانت للزهراء ولإبنيها مواقف شتى في هذه الفترة ، وهي لا تخرج عن المخطّط الرسالي الذي خطّه لهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فيما يرتبط بالرسالة بعد وفاته . وسوف نشير باختصار إلى المواقف التي ترتبط بالإمام الحسن ( عليه السّلام ) خاصّة ، أو به وبأخيه الحسين ( عليه السّلام ) .
1 - الحسنان ( عليهما السّلام ) وفدك :
لقد توفّي الرسول الأعظم محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) وحدث بعده ما حدث من استئثار القوم بالأمر ، وتنصيب أبي بكر خليفة على المسلمين ، وإقصاء علي ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) عن محلّه الطبيعي الذي أهّله اللّه سبحانه وتعالى له ، وتعرض فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) بنت النبي الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) لاغتصاب إرثها من أبيها ، ومصادرة ما كان النبيّ قد ملّكها في حال حياته ، وما دار بينها وبين أبي بكر من مساجلات واحتجاجات حول هذا الموضوع ، حتى طلب منها أن تأتي بالشهود لإثبات ما تدّعيه ، فجاءت بأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وبالحسنين ( عليهما السّلام ) وبأم أيمن ( رضي اللّه عنها ) ، ولكنّ أبا بكر ردّ الشهود ، ورفض إرجاع حقّها إليها .
إنّ استشهاد الزهراء البتول - صلوات اللّه وسلامه عليها - بالحسنين ( عليهما السّلام ) - وهي المرأة المعصومة بحكم آية التطهير - لم تكن لتصدر ولا لتورد الّا وفق أحكام الشرع الإسلامي الحنيف ، وذلك بمرأى وبمسمع من المسلمين ، وبتأييد ورضى من سيّد الوصيّين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، كلّ ذلك كان له دلالة تامة على أهليتهما لأداء الشهادة في مناسبة كهذه ، مع أنّهما كانا آنذاك لا يتجاوز عمرهما السبع السنوات .
إنّ إعطاءهما دورا بارزا في قضية كبيرة كهذه ، لم يكن أمرا عفويا ، ولا منفصلا عن الضوابط التي تنتظم مواقف أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وإنما كان امتدادا لمواقف النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) منهما ، في مجال إعدادهما ، ووضعهما في مكانهما الطبيعي وعلى المستوى القيادي للامّة .
2 - اعتراضه على أبي بكر :
وللحسن بن عليّ ( عليهما السّلام ) موقف مع أبي بكر ، حيث جاء إليه يوما وهو يخطب على المنبر ، فقال له : انزل عن منبر أبي ، فأجابه أبو بكر : صدقت واللّه ، إنّه لمنبر أبيك لا منبر أبي[1].
3 - الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وأسئلة الأعرابي :
تقوم الإمامة على ركنين رئيسين : أحدهما : الكفاءة التي تشمل العلم والعصمة وغيرهما ، والآخر : النص ، من هنا نجد الأئمة ( عليهم السّلام ) كانوا يهتمّون بذكر هذه النصوص والتذكير بها والتركيز عليها باستمرار ، وقد كان الإمام الحسن ( عليه السّلام ) قد أولى اهتماما خاصّا - وفي كثير من أقواله ومواقفه - لذكر هذه النصوص ، ومن ذلك قوله : إنّهم هم الذين افترض اللّه طاعتهم ، وإنّهم أحد الثقلين[2].
وكذلك الحال بالنسبة إلى العلم ، فإنّهم ( عليهم السّلام ) ما فتئوا يؤكدون على أنّهم هم ورثة علم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وعندهم الجفر والجامعة وغير ذلك[3].
وقد كان الإمام عليّ ( عليه السّلام ) يهتم في إثبات صفة علم الإمامة للإمام الحسن ( عليه السّلام ) منذ طفولته ، لكي يطّلع المسلمون على مدى علمه ، فيكون دليلا قاطعا على إمامته ( عليه السّلام ) ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) يهتم في إظهار ذلك لأولئك الذين استأثروا بالأمر وأقصوا أصحاب الحقّ الحقيقيين عن حقّهم ، وقد اتّبع ( عليه السّلام ) في لفت الأنظار إلى الحسن ( عليه السّلام ) أسلوبا من شأنه أن يتناقله الناس ويتندروا به في مجالسهم ، إذ أنّ إجابة طفل لم يبلغ عمره العشر سنوات على أسئلة عويصة وغامضة لأمر يثير عجبهم ويستأثر باهتمامهم .
وذكر القاضي النعمان في شرح الأخبار بإسناده عن عبادة بن الصامت :
أنّ أعرابيا سأل أبا بكر ، فقال : إنّي أصبت بيض نعام فشويته ، وأكلته وأنا محرم ، فما يجب عليّ ؟ فقال له : يا أعرابي ، أشكلت عليّ في قضيّتك ، فدلّه على عمر ، ودلّه عمر على عبد الرحمن بن عوف ، فلمّا عجزوا قالوا : عليك بالأصلع ، فقال أمير المؤمنين : « سل أيّ الغلامين شئت » ، فقال الحسن : « يا أعرابي ، ألك إبل ؟ » قال : نعم ، قال : « فاعمد إلى ما أكلت من البيض نوقا ، فاضربهن بالفحول ، فما فصل منها فأهده إلى بيت اللّه العتيق الذي حججت إليه » ، فقال أمير المؤمنين : « إنّ من النوق السلوب ، ومنها ما يزلق »[4]، فقال : إن يكن من النوق السلوب وما يزلق ، فإنّ من البيض ما يمرق[5] ، قال : فسمع صوت « أيّها الناس ، إنّ الذي فهّم هذا الغلام هو الذي فهّمهما سليمان بن داود »[6].
4 - الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في الشورى :
بعد أن طعن عمر بن الخطاب ، ورتّب قضية الشورى على النحو المعروف قال للمرشحين : « وأحضروا معكم من شيوخ الأنصار وليس لهم من أمركم شيء ، وأحضروا معكم الحسن بن علي وعبد اللّه بن عباس ، فإنّ لهما قرابة ، وأرجو لكم البركة في حضورهما ، وليس لهما من أمركم شيء .
ويحضر عبداللّه مستشارا ، وليس له من الأمر شيء » فحضر هؤلاء[7].
وقد قبل الإمام الحسن حضور جلسات الشورى ، وكان حضوره يعني انتزاع الاعتراف من عمر بأنّه ممّن يحقّ له المشاركة السياسية ، حتى في أعظم وأخطر قضية تواجهها الامّة ، وكذلك كي يفهم الناس هذا الأمر ولكي يتمكّن في المستقبل من إظهار رأيه في القضايا المصيرية ، ولو لم يقبل منه .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|