أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
4287
التاريخ: 16-6-2022
1948
التاريخ: 6-4-2016
3496
التاريخ: 6-4-2016
2884
|
روى الشيخ المفيد والصدوق والقطب الراوندي وغيرهم : انه لما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيعة الناس ابنة الحسن (عليه السلام) دس رجلا من حمير الى الكوفة ورجلا من بني القين الى البصرة ليكتبا اليه الاخبار، ويفسدا على الحسن الامور، فعرف ذلك الحسن (عليه السلام) ، فأمر باستخراج الحميري من عند حجام بالكوفة، فأخرج وأمر بضرب عنقه، وكتب الى البصرة باستخراج القيني من بني سليم، فأخرج وضربت عنقه، وكتب الحسن (عليه السلام) الى معاوية يكلفه بالبيعة له، ويبين له فضله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله)، واستحقاقه للخلافة، وكتب فيه حججا شافية، وبراهين وافية، وكتب له :
انك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال، وارصدت العيون كانك تحب اللقاء، وما اشك في ذلك، فتوقعه ان شاء الله.
فلما وصل الكتاب الى معاوية اجابه بأجوبة في الكتاب واهية، وأدرج ما يقتضيه كفره ونفاقه، وارسله الى الحسن (عليه السلام) ، وسار بجيش عظيم متوجها الى العراق، وأرسل الجواسيس للكوفة الى جملة من المنافقين والخوارج الذين كانوا يظهرون الايمان بأمير المؤمنين خوفا من سيفه، ويبطنون النفاق، كعمرو بن حريث، والاشعث بن قيس، وحجر بن الحر، وشبث بن ربعي، وامثالهم من المنافقين والخوارج، وافرد كل واحد منهم بعين من عيونه، انك ان قتلت الحسن بن علي فلك مئتا الف درهم، وجند من اجناد اهل الشام، وبنت من بناتي، واستمال اكثر المنافقين إليه بذلك حتى انحرفوا عن الحسن (عليه السلام) ، حتى ان الحسن كان يستئلم ويلبس درعا ويكفرها تحت ثيابه، وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم الا كذلك، فرماه احدهم في الصلاة بسهم، فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة، وكتب اولئك المنافقون الى معاوية في الخفية يظهرون الموافقة.
فلما سمع الحسن (عليه السلام) بتوجه معاوية الى العراق علا المنبر وحمد الله واثنى عليه، وحثهم ودعاهم الى الجهاد مع معاوية وقومه، قال : فسكتوا فما تكلم منهم أحد، ولا أجابه بحرف، فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال : انا ابن حاتم، سبحان الله! ما أقبح هذا المقام، الا تجيبون امامكم، وابن بنت نبيكم، اين خطباء مصر الذين السنتهم كالمخاريق في الدعة، فاذا جد الجد تراوغوا كالثعالب، اما تخافون مقت الله ولاعنتها وعارها.
ثم قام جماعة آخرون ووافقوا عديا في قوله، فقال لهم (عليه السلام) ان صدقتم فتوجهوا الى النخيلة، فأنها معسكري، واعلم انكم لا تفون بقولكم، كما انكم ما وفيتم لمن كان خيرا مني، فكيف تفون لي، وكيف اطمئن اليكم، وكيف أثق بكم، وقد رأيت صنيعكم مع أبي؟! ثم نزل (عليه السلام) من المنبر و ركب وتوجه الى معسكره، وركب من أراد الخروج معه، وتخلف عنه كثير، فما وفوا بما قالوه.
فقام (عليه السلام) خطيبا وقال : غررتموني كما غررتم من كان قبلي، مع أي امام تقاتلون بعدي! مع الكافر الظالم الذي لم يؤمن بالله ولا برسوله قط، ولا أظهر الاسلام هو وبنو امية الا فرقا من السيف! ثم نزل عن المنبر ووجه الى معاوية قائدا في أربعة الاف، وكان من كندة، وامره ان يعسكر بالأنبار، ولا يحدث شيئا حتى يأتيه امره، فلما توجه الى الانبار ونزل بها وعلم معاوية بذلك بعث اليه رسلا، وكتب اليهم معهم : انك ان اقبلت الي اولك بعض كور الشام والجزيرة غير منغص عليك، وارسل اليه بخمسمائة الف درهم، فقبض الكندي عدو الله المال وقلب على الحسن وصار الى معاوية في مائتي رجل من خاصته واهل بيته، فبلغ ذلك الحسن (عليه السلام) فقام خطيبا، وقال :
هذا الكندي توجه الى معاوية وغدر بي وبكم، وقد أخبرتكم مرة بعد مرة انه لا وفاة لكم، انتم عبيد الدنيا، وانا موجه رجلا آخر مكانه، واني اعلم انه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبه، ولا يراقب الله في ولا فيكم.
فبعث اليه رجلا من مراد في اربعة الاف، وتقدم اليه بمشهد من الناس، وتأكد عليه واخبره انه سيغدر كما غدر الكندي، فحلف له بالأيمان التي لا تقوم بها الجبال انه لا يفعل، فقال الحسن (عليه السلام) : انه سيغدر، فلما توجه الى الانبار ارسل اليه معاوية رسلا، وكتب له بمثل ما كتب الى صاحبه، وبعث اليه بخمسة الاف درهم، ومناه أي ولاية أحب من كور الشام الى الجزيرة، فقلب على الحسن (عليه السلام)، واخذ طريقه الى معاوية ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود، وبلغ الحسن ما فعل المرادي، فقام خطيبا فقال :
قد أخبرتكم مرة بعد اخرى انكم لا تفون لله بعهود، وهذا صاحبكم المرادي غدر بي وبكم، وصار الى معاوية.
ثم أرسل (عليه السلام) عبيد الله بن عباس مع قيس بن سعد، وضم اليهما اثني عشر الفا ووجههم من دير عبدالرحمن الى معاوية، وجعل (عليه السلام) عبيد الله اميرا عليهم، وان اصيب فالأمير قيس بن سعد، وأوصى عبيد الله بن عباس ان لا يخالف قيس بن سعد، ثم توجه (عليه السلام) من موضعه ونزل سأباط دون القنطرة، فلما اصبح (عليه السلام) اراد ان يمتحن اصحابه ويستبرئ احوالهم له بالطاعة ليتميز بذلك اولياءه من اعدائه، ويكون على بصيرة من لقاءه معاوية وأهل الشام، فأمر ان ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمعوا، فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال في خطبته : الحمد لله كلما حمده حامد، واشهد ان لا اله الا الله، كلما شهد له شاهد، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق فأتمنه على الوحي.
اما بعد : فاني والله لأرجو ان اكون قد اصبحت بحمد الله ومنه وانا انصح خلق الله لخلقه، وما اصبحت محتملا على مسلم ضغينة، ولا ميردا له بسوء ولا غائلة، الا وان ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة، الا واني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم، ولا تخالفوا أمر، ولا تردوا علي، غفر الله لكم، وارشدني واياكم لما فيه المحبة والرضا.
قال : فنظر الناس بعضهم الى بعض، وقالوا : ما ترونه يريد بما قال، قالوا : تظنه والله يريد ان يصالح معاوية ويسلم الامر إليه، فقالوا : كفر والله الرجل، ثم شدو على فسطاطه وانتهبوه حتى اخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبدالله بن جعال الازدي فنزع مطرفه عن عاتقه، فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداء، ثم دعا بفرسه فركبه وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من اراده.
فقال (عليه السلام) : ادعو لي ربيعة وهمدان، فعدوا، فأطافوا به ودفعوا الناس عنه وساروا معه، فلما مر في ساباط المدائن بدر اليه رجل من بني اسد يقال له جراح بن سنان وأخذ بلجام بغلته وبيده معول، وقال : الله اكبر، اشركت يا حسن كما اشرك ابوك من قبل، ثم طعنه في فخذه فشقه حتى بلغ العظم، ثم وثب اليه جماعة من مواليه وشيعته فقتلوا ذلك الملعون.
وحمل الحسن (عليه السلام) على سرير الى المدائن، فانزل به على سعد بن مسعود الثقفي وهو عم المختار، وكان عامل امير المؤمنين (عليه السلام) بها، فاقره الحسن على ذلك.. .
ثم ان سعد بن مسعود اتاه بجراح وقام عليه حتى برئ، ثم انه كتب جماعة من رؤساء القبائل الى معاوية بالسمع والطاعة في السر، واستحثوه على المسير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن اليه عند دنوه من عسكرهم او الفتك به، وبلغ الحسن (عليه السلام) ذلك وود عليه كتاب قيس بن سعد، وكان قد انفذه مع عبيد الله بن العباس يرغبه فيا لمصير اليه، ضمن الف الف درهم يعجل له منها النصف ويعطيه النصف الاخر عند دخوله الى الكوفة، فانسل عبيد الله في الليل الى معسكر معاوية في خاصته وأصبح الناس قد فقدوا أميرهم، فصلى بهم قيس بن سعد، ثم خطبهم فثبتهم وقال : ان كان هذا الخائن خان مع امامه فلا تخونوا انتم، وتحرزوا من غضب الله ورسوله، وانهضوا الى عدوكم فجاهدوه، فاجابوه ظاهرا بالسمع والطاعة وقلوبهم مخالفة لذلك، وفي كل ليلة ينسل جمع منهم الى معسكر معاوية.
ثم كتب معاوية الى الحسن وارسل اليه ما كتب له اصحاب الحسن من اظهار الاطاعة والانقياد، والخيانة مع الحسن، وكتب له : ان الناس قد غدروا بابيك من قبلك، ولا يوافقوك ابدا وهذه كتبهم قد ارسلتها اليك، فلما راى الحسن (عليه السلام) مكاتيب اصحابه وقراها اطلع على فرار عبيد الله وجمع آخرين وتوجههم الى عسكر معاوية.
فقال لهم الحسن (عليه السلام) : اني لأعلم انكم اهل مكر وخدعة، وأعلم انكم غادرون ما بيني وبينكم، ولكني اتم الحجة عليكم، فاجتمعوا غدا في النخيلة، ووافوني هناك ولا تنقضوا بيعتي، واتقوا عذاب الله. ثم ان الحسن (عليه السلام) اخذ طريق النخيلة فعسكر عشرة ايام فلم يحضره الا اربعة الاف، فانصرف الى الكوفة فصعد المنبر وقال:
يا عجبا من قوم لا حياء لهم ولا دين، ويلكم، والله ان معاوية لا يفي لاحد منكم بما ضمنه في قتلي، واني ان وضعت يدي في يده فاسلمه لم يتركني ادين بدين جدي، واني اقدر ان اعبد الله (عز وجل) وحدي، وايم الله لئن سلمت الامر لمعاوية لا ترون فرحا ابدا مع بني امية، وليسومونكم سوء العذاب، وكأني انظر الى ابنائكم واقفين على ابواب ابنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون، ولو وجدت اعوانا ما سلمت له الامر؛ لان الخلافة محرمة على بني امية، فاف لكم يا عبيد الدنيا، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] ثم لما يئس من أصحابه كتب الى معاوية من فوره :
اما بعد : فاني كنت اريد ان احيي الحق واميت الباطل، وانفذ حكم الكتاب والسنة، ولم يوافقني الناس على ذلك، والان اصالحك على شروط اعلم انك لا تفي بها، ولا تفرح بما تسير لك من هذه الرئاسة، وعما قريب ستندم كما ندم من مضى قبلك، ولا تنفعك الندامة.
ثم ارسل ابن عم عبدالله بن الحارث الى معاوية ليأخذ منه العهود والمواثيق، ويكتب وثيقة المصالحة، وهذا ما كتبه (عليه السلام) في كتاب الصلح :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن ابي طالب معاوية بن ابي سفيان، صالحه على ان يسلم اليه ولاية أمر المسلمين على ان يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخلفاء الصالحين، وليس لمعاوية بن ابي سفيان ان يعهد الى احد من بعده عهدا، بل يكون الامر من بعده شورى بين المسلمين.
وعلى ان الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.
وعلى ان اصحاب علي وشيعته آمنون على انفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم. وعلى معاوية بن ابي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه، وما أخذ الله على أحد من خلقه الوفاء وبما أعطى الله من نفسه.
وعلى ان لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لاحد من أهل بيت رسول الله غائلة، سرا ولا جهرا، ولا يخيف احدا منهم في أفق من الافاق.
وأن يوصل الى كل ذي حق حقه.
وان يعطي للحسن في كل سنة من الخروج خمسين ألف درهم، واشترط عليه ترك سب أمير المؤمنين، والعدول عن القنوت عليه في الصلاة وعلى شيعته، والله ورسوله شاهدان على ذلك.
وشهد بذلك عبدالله بن الحارث وعمرو بن أبي سلمة وعبدالله بن عامر وعبدالله بن سمرة وغيرهم، ولما تم الصلح توجه معاوية الى الكوفة حتى نزل بالنخيلة، وذلك يوم الجمعة، فصلى بالناس ضحى النهار، فخطبهم وقال في آخر خطبته :
إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، انكم لتفعلون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد اعطاني الله ذلك، وانتم لها كارهون، والا واني كنت منيت الحسن واعطيته اشياء، وهي جميعا تحت قدمي لا أفي بشيء منها له.
ثم سار حتى دخل الكوفة واقام بها اياما، ثم جاء الى المسجد والتمس من الحسن (عليه السلام) ان يصعد المنبر ويعلم الناس بانه قد بايع معاوية وسلم الامر اليه، فأجابه الحسن الى ذلك ورقى المنبر وحمد الله واثنى عليه، وذكر النبي فصلى عليه وعلى أهل بيته، وقال في خطبته :
ايها الناس، اني اكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق الفجور، وانكم لو طلبتم بين جالبلقا وبين جابرسا رجلا جده رسول الله (صلى الله عليه واله) ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين، وقد علمتم ان الله تعالى هداكم بجدي محمد (صلى الله عليه واله) فأنقذكم به من الضلالة، ورفعكم به من الجهالة، واعزكم بعد الذلة، وكثركم بعد القلة، وان معاوية نازعني حقا هو لي دونه، فنظرت لصلاح الامة، وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على ان تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت، فرأيت ان اسالم معاوية واضع الحرب بين وينه، وقد بايعته ورايت ان حقن الدماء خير من سفكها، ولم ارد بذلك الا صلاحكم وبقاءكم {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأنبياء: 111] .
ثم ان معاوية صعد الى المنبر فخطب الناس وذكر امير المؤمنين (عليه السلام) ونال منه، ونال من الحسن، وكان الحسن والحسين (عليهما السلام) حاضرين، فقام الحسين ليرد عليه، فاخذ بيده الحسن واجلسه، ثم قال فقال : ايها الذاكر عليا، انا الحسن وابي علي، وانت معاوية وابوك صخر، وامي فاطمة وامك هند، وجدي رسول الله وجدك حرب، وجدتي خديجة وجدتك فتيلة، فلعن الله اخملنا ذكرا، والامنا حسبا، وشرنا قدما، واقدمنا كفرا ونفاقا، فقالت طوائف من اهل المسجد : آمين آمين.
اقول : قد ألف الفاضل المجلسي (رحمه الله) هذه الرواية من كتب شتى واحاديث متفرقة، وانتخب من جميعها هذا، ونحن قد اوردنا كما اورده.
وفي بعض الكتب المعتبرة على ما في (البحار) : انه دخل الحسين (عليه السلام) على أخيه باكيا، ثم خرج ضاحكا، فقال له مواليه، ما هذا؟ قال : العجب من دخولي على امام اريد ان اعلمه، فقلت : ماذا دعاك الى تسليم الخلافة؟.
فقال : الذي دعا اباك فيما تقدم.
وروي فيه ايضا : انه لما انعقد الصلح بين معاوية والحسن (عليه السلام) فطلب معاوية البيعة من الحسين (عليه السلام) ، فقال الحسن : يا معاوية، لا تكرهه، فانه لن يبايع ابدا او يقتل، ولن يقتل حتى يقتل اهل بيته، ولم يقتل اهل بيته حتى يقتل اهل الشام.
ولما تم الصلح بين معاوية والحسن (عليه السلام) أرسل الى قيس بن سعد يدعوه الى البيعة، وكان رجلا طوالا يركب الفرس المشرف ورجلاه يخطان في الارض، وما في وجهه طاقة شعر، وكان يسمى خصي الانصار، فلما ارادوا ادخاله اليه قال : حلفت ان لا القاه الا وبيني وبينه الرمح او السيف، فامر معاوية برمح وسيف فوضعا بينه وبينه ليبر بيمينه.
وقد روي ايضا : ان الحسن (عليه السلام) لما صالح معاوية اعتزل قيس بن سعد في اربعة الاف، وابي ان يبايع، فلما بايع الحسن ادخل قيس ليبايع، فالتفت الى الحسين (عليه السلام) ينظر ما يأمره، فقال : يا قيس، انه امامي، يعني الحسن (عليه السلام) ، ووضع قيس يده على فخذه ولم يمدها الى معاوية، فحنى معاوية على سريره وأكب على قيس حتى مسح يده على يده، وما رفع قيس اليه يده.
وفي رواية اخرى : انه بعدما امره الحسن بالبيعة لمعاوية بايعه.
وفي بعض الكتب المعتبرة ايضا : انه دخل معاوية الكوفة بعد فراغه من خطبته بالنخيلة، وبين يديه خالد بن عرفطة ومعه حبيب بن حماز يحمل رايته.
فلما صار بالكوفة دخل المسجد من باب الفيل، واجتمع الناس اليه، فتذكر الناس كلام امير المؤمنين (عليه السلام) ، وما أخبر به من هذه الواقعة حسبما رواه العامة والخاصة عن عطاء بن السائب، عن ابيه، قال : بينما علي بن ابي طالب (عليه السلام) على منبر الكوفة اذ دخل رجل فقال : يا أمير المؤمنين، مات خالد بن عرفطة.
فقال : لا والله ما مات ولا يموت حتى يدخل من باب المسجد – واشار الى باب الفيل- ومعه راية ضلالة يحملها حبيب بن حماز، قال : فوثب اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين، انا حبيب بن حماز، وانا لك شيعة؟
فقال (عليه السلام) : فانه كما اقول، قال : فوالله لقد قدم خالد بن عرفطة على مقدمة معاوية يحمل رايته حبيب بن حماز، ثم تبين في ذلك الوقت صدق مقالته (عليه السلام) لجمع الحاضرين.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|