أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-14
1003
التاريخ: 2023-10-21
1011
التاريخ: 2023-11-13
919
التاريخ: 2023-09-28
1246
|
وخشي البنادقةُ — لأول وهلة — التحالفَ التركي البيزنطي، ثم عادوا إلى أنفسهم فرأوا في استيلاء الأتراك على المضايق وعلى القسطنطينية خطرًا أكبر وأعظم، فراحوا يستنهضون الهِمم لحملة صليبية جديدة؛ تُخلص نصارى البلقان والقسطنطينية من الأتراك، فبدئوا بالوصول إلى تفاهمٍ تامٍّ بينهم وبين الجنويين، ثم اتصلوا بعمانوئيل الثاني في تموز السنة 1394 وفاتحوه بكلام في هذا المعنى، فأبان الفسيلفس المخاطرَ التي تحيق بحملة برية وارتأى أن يصار إلى تقويته بحرًا(1)، واتصل سيجسموند في هذا الوقت بكارلوس السادس في بوردو وبدوق لانكستر وبالبنادقة، فلقي استعدادًا كبيرًا لدى هؤلاء جميعًا (2)، وتبنى هذا الواجب فيليب دي ميزيير de Mezieres فبث دعوة قوية في أوساط الأشراف في فرنسة وغيرها، فتطوع عددٌ مِن كِبَار فرسان ذلك العصر بينهم وريث دوقية برغونية والمارشال بوسيكو Boucicaut وغيرهما، وتم الاتفاق على أن يتولى سيجسموند تطهير الفلاخ وبلغارية من الأتراك وأن تقوم البندقية بخرق الحصار البحري الذي كان قد ضربه بايزيد حول مداخل القسطنطينية، ثم ترددت البندقية موازِنةً بين مفاوضة بايزيد وبين محاربته، فتأخر انطلاق الحملة سنة كاملة. وفي ربيع السنة 1396 وافقت البندقية موافقةً كاملةً، فتقاطر إلى بودا جيشٌ قويٌّ من فرسان الغرب، وفي صيف هذه السنة تحرك أسطول البندقية إلى مياه الدردنيل والبوسفور، وتمكن في الثامن والعشرين من تشرين الأول من خرق الحصار حول مداخل القسطنطينية وبيرا وبات ينتظر وصول الجيش البري الزاحف عبر الدانوب. وكان سيجسموند قد حاول انتظار بايزيد في ميدان ملائم للقتال متخذًا موقف الدفاع، ولكن الفرسان الغربيين أَبَوْا أن ينتظروا في موقفٍ دفاعيٍّ، وانطلقوا عبر الدانوب فاحتلوا تورنو وبدئوا بحصار نيقوبوليس. وجاءهم بايزيد بمُشاته المدربين فلم يقوَ فرسان الغرب على اختراق صفوف هؤلاء، فوَلَّوْا مدبرين في الخامس والعشرين من أيلول، ونجا سيجسموند بنفسه على قارب صغير عبر به الدانوب، وقُتل أو أُسر عددٌ كبيرٌ من خِيرة الفرسان الغربيين، وأسعد الحظ مرقية هوسبودار الفلاخ؛ إذ بقي جيشه سالمًا، فتمكن من رد الأتراك على أعقابهم بعد أن قطعوا الدانوب (3). واتجه بايزيد بعد نيقوبوليس إلى بلاد اليونان فحارب ثيودوروس ديسبوتس المورة في ليونتاريون Leontarion في الحادي والعشرين من حُزيران سنة 1397، وتغلب عليه فدخل في طاعته، واستولى السلطان على كورنثوس وأَرغوس ونهب المورة وخرج منها بثلاثين ألف رقيق (4). وطلب السلطان إلى الفسيلفس أن يسلم العاصمة، فَأَبَى عمانوئيل الثاني، فقام بايزيد يُعد العدة لاقتحام القسطنطينية، فأنشأ على بعد ثمانية كيلومترات منها كوزل حصار «القلعة الجميلة»، ثم أَصْغَى إلى نصائحِ حاشيته فارتدَّ عن حصار العاصمة؛ نظرًا لضعفه في البحر وخوفًا من اتحاد الغرب عليه، وكان عمانوئيل قد اتصل منذ السنة 1397 بدوق موسكو باسيليوس الأول طالبًا المعونة، وشاركه في هذا البطريرك المسكوني، فأرسل الدوق معونة مالية (5)، واستغاث عمانوئيل بملكَي فرنسة وإنكلترة، فأتته من الاثنين معونةٌ ماليةٌ، وأضاف ملك فرنسة كارلوس السادس بعثةً عسكريةً مؤلفةً من ألف ومائتي جندي بقيادة المارشال بوسيكو، ووصلتْ هذه الحملة الصغيرة في أواخر السنة 1398 إلى مياه الدردنيل، فاعترضتها قوةٌ بحريةٌ تركيةٌ، فتغلب الفرنساويون عليها، ووصلوا إلى القسطنطينية في وقت كاد بايزيد فيه أَنْ يستولي على غَلَطة، فتراجع بايزيد عن غَلَطة، وحارب بوسيكو بعد ذلك في مواقعَ متعددةٍ، ولكن انتصاراته لم تضمن سلامة العاصمة؛ نظرًا لضآلة عدد المحاربين (6).
....................................
1- Bréhier, L., Byzance, 468-469
2- Delaville-Leroux, La France en Orient, 226–229
3- Delaville-Leroux, France, 247ff; Hammer, J., Emp. Ott., I, 324–338; King, G., Die Schlachtbei Nikopolis; Atiya, A. S., Crusade of Nicopolis
4- Zakythinos, D. A., Op. Cit., 155ff
5- Ostrogorski, G., Gesch. d. Byz. St., 397-398
6- Marinescu, E., Manuel II Paléologue, Bullet. Acad. Roum, 1924, 194ff
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|