3- ستراتيجية الانكماش Retrenchment strategy

تلجأ المنظمات الى ستراتيجية الانكماش عندما تواجه ازمات طارئة تأمل تجاوزها والبقاء في الاسواق وذلك من خلال تلقيص بعض الانشطة ثناء اوقات الازمة.

وبهذا المعنى فان الانكماش هو محاولة من المنظمة لتخفيض عناصر التكلفة عندما يكون الموقف التنافسي لجميع او اغلب خطوط منتجاتها ضعيفاً مما ينعكس سلباً في مستوى ادائها معبراً عنه بانخفاض الارباح والمبيعات (عوض، 2000). وتتشكل ملامح ستراتيجية الانكماش عبر اربعة ستراتيجيات فرعية هي :  

- ستراتيجية المنظمة الاسيرة Captive company strategy : قد تقرر الادارة العليا في المنظمة ان تجعل نفسها اسيرة لدى احد اكبر زبائن المنظمة لضمان استمرار وجودها لاسيما عندما تكون الصناعة ذات جاذبية ضعيفة فضلاً عن معاناتها الناجمة عن بعض المشكلات كانخفاض المبيعات او زيادة الخسائر. وخير مثال على هذه الستراتيجية هو عندما وافقت شركة Simpson Industries of Birmingham على قيام فريق متخصص من شركة General Motors بفحص سجلاتها مقابل تعهد الاخيرة بشراء اكثر من 80% من انتاجها ولفترة طويلة من الوقت.

- ستراتيجية البيع او / والتجريد Sell – out /divestment strategy:   تقوم ستراتيجية البيع على فكرة قيام منظمة ما بعرض نفسها للبيع امام منظمة اخرى وذلك بشرطين الاول هو الحصول على سعر بيع جيد، والثاني هو احتفاظ موظفي المنظمة المعروضة للبيع باعمالهم بعد عملية البيع. وقد اعتمدت شركة Land Rover البريطانية هذه الستراتيجية عام 1994 عندما عرضت نفسها للبيع امام شركة BMW الالمانية بسعر 102 بليون دولار. اما بخصوص ستراتيجية التجريد فان المنظمة يمكن ان تعتمدها اذا كانت تعاني من صعوبات في موقفها التنافسي وتمتلك وحدات اعمال ستراتيجية متعددة فانها والحالة هذه يمكن ان تبيع (تجرد) احدها لاسيما ذات النمو المنخفض وهذا ما اعتمدته شركة BMW عندما اعادت بيع Land Rover لشركة Ford بعد 6 سنوات من عدم جدواها. 

- ستراتيجية الافلاس / التصفية Bankruptcy/liquidation strategy: تتضمن ستراتيجية الافلاس قرار الادارة العليا بالتخلي عن المنظمة لصالح المحكمة التي تتولى بدورها سداد التزامات هذه المنظمة، وهذا ما فعلته شركة L.A. Gear احد اكبر ثلاثة شركات امريكية مصنعة للأحذية عندما شهدت اوقات صعبة ومنافسة قوية من جانب Reebok & Nike. واذا كان الهدف من سترتيجية الافلاس هو البقاء او الديمومة Perpetuate، فان ستراتيجية التصفية تسير على العكس من ذلك (الزوال Termination) . فعندما تكون الصناعة ذات جاذبية ضعيفة والموقف التنافسي للمنظمة ضعيفاً ايضا عندها لا يكون امام الادارة العليا ومجلس الادارة في المنظمة سوى اتخاذ قرار مشترك بتحويل موجودات المنظمة الى سيولة (نقد) بهدف استعماله في تسديد التزامات المنظمة تجاه الجهات الخارجية وتوزيع ما تبقى منه على حاملي الاسهم.

- ستراتيجية اعادة التاهيل (الالتفاف) Turnaround Strategy: تركز هذه الستراتيجية على تطوير الكفاءة التشغيلية ⁽¹⁾ للمنظمة لاسيما عندما تعاني من مشكلات بسيطة لم تتفاقم بعد.   

ويستند تطوير الكفاءة التشغيلية في المنظمة الى مرحلتين الاولى هي مرحلة التقليص Contraction وتشمل مجموعة الجهود الهادفة الى تدارك الوضع الحالي ومن ثم العمل على تخفيض التكاليف غير الضرورية. اما المرحلة الثانية فهي مرحلة الدمج Consolidation والتي تتعلق بتنفيذ البرامج الكفيلة بالمحافظة على استقرار المنظمة بصورتها الجديدة. ويوجد نوعان من ستراتيجيات اعادة التاهيل هما (Smith et al.,1985): 

√ ستراتيجية اعادة تاهيل العمليات: اذ تقوم هذه الستراتيجية على افتراض ان اهداف المنظمة وستراتيجيتها هي صحيحة ومناسبة. وهناك عدد من البدائل التي تتضمنها هذه الستراتيجية هي : 

* زيادة الايرادات عبر زيادة الاعلان، زيادة او تخفيض الاسعار، وزيادة مستوى خدمة الزبون.

* تخفيض التكاليف عبر تخفيض حجم القوى العاملة، استئجار الالات بدلاً عن شراءها... الخ.

* زيادة مجرى النقد عبر بيع الموجودات والتخفيض من المنتجات الهامشية .

√ ستراتيجية اعادة التاهيل الستراتيجي: تعتمد هذه الستراتيجية عندما لا تتناغم اهداف المنظمة وستراتيجياتها مع الاداء المرغوب. وبموجب هذه الستراتيجية يتخذ مجلس الادارة قراراً باجراء تغييرات ادارية قد يكون احدها حل فريق الادارة العليا كلياً بعد التأكد من جانبين هما : 

* تحديد فيما اذا كانت الصناعة تحتمل احداث التخفيض.

* تحديد فيما اذا كانت المنظمة تمتلك المقدرات الجوهرية اللازمة لاحداث التخفيض.

وتجدر الاشارة الى اعتماد شركة IBM الامريكية لهذه الستراتيجية مطلع عام 1994 عندما اتخذ مجلس ادارة الشركة قراراً بتخفيض عدد العاملين الى 40% بهدف تخفيض التكاليف ومن ثم السعي نحو اعادة تنظيم الشركة لا سيما قوة البيع كي تتلاءم مع طبيعة العمل في بعض الانشطة كالبيع بالمفرد او الصيرفة. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

(1) الكافاءة التشغيلية Operational Efficiency تمثل احد طرائق تخفيض الكلفة باستخدام تكنولوجيا المعلومات. ويعد نظام تخطيط موارد المنظمة Enterprise Resource Planning (ERP) ، الذي صمم خصيصاً لجمع المعلومات الشاملة عن المنظمة وتوفيرها كبديل عن نظم معلومات التنفيذيين او نظم دعم القرار، احد التطورات المهمة في هذا الميدان ويختلف مفهوم الكفاءة التشغيلية عن مفهوم الفاعلية التشغيلية Operational effectiveness الذي قصد به ( Porter 1996) الادوات التي تعتمدها المنظمة لتحقيق النجاح كإدارة الجودة الشاملة او اعادة الهندسة او المقارنة المرجعية.. الخ.