ـ (بالنسبة لي كل شيء يتعلق دائماً بالانطباعات الأولى) بيلي زين

ـ (يمكنك معرفة الكثير من لغة جسد شخص ما) هارفى وولتر

ـ (لدي ثلاث أدوات تحت تصرفي، صافرتي ولغة جسدي وكلامي، تتعلق المسألة بالكيفية التي أجمعها بها معاً لمحاولة استمالة اللاعبين لطريقة تفكيري) آلان لويس

ـ (لن تترك أبداً انطباعاً جيداً عند الآخرين حتى تتوقف عن التفكير في شكل الانطباع الذي تتركه، حتى في الأدب والفن، من يشغل باله بالسعي نحو الأصالة لن يصبح أصيلاً أبداً) سي. إس. لويس

ـ (نحن نقنع الاخرين عبر حضورنا) والت وايتمان

 كم مرة حكمت فيها على الاخرين بناءً على مظهرهم وكيفية تقديمهم لأنفسهم عند اول لقاء لكم؟ هل تلاحظ قميصهم المتجعد وجواربهم المنسلة واحذيتهم المتسخة ومن ثم تكون رأيك عن هذا الشخص؟ أم ربما تلاحظ جلستهم المنحنية ومصافحتهم العصبية والضعيفة وغمغمتهم أثناء تقديمهم لأنفسهم قبل أن تكون وجهة نظرك؟ في كلتا الحالتين، أنا واثق من أنك مثل كثير من الأشخاص الذين يكونون الانطباعات ووجهات النظر بشأن الآخرين خلال اللحظات القليلة الأولى من لقائهم.

لقد امضيت أكثر من عشرة اعوام في العمل كمسئول توظيف وخلال تلك السنوات قضيت متوسط    45 دقيقة أعقد مقابلات مع ما يقرب من 5000 باحث عن وظيفة، حتى أصبحت أدرك أن انطباعاتي الأولى لكل مترشح وآرائي التي توصلت إليها في نهاية كل مقابلة غالباً ما تكون متوافقة، فالمرشحون الضعفاء لم يعطوا انطباعات جيدة أولى بينما أعطى المرشحون الأقوى بالفعل انطباعات أولى أفضل.

من الأمور المهمة للغاية أن الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا عندما نكون مع الآخرين هي الطريقة التي نريد أن يرانا ويميزنا بها الآخرون، على نحو مثالي، عليك أن تحاول جاهداً تقديم نفسك بأفضل صورة ممكنة وأن تكون شخصاً جديراً بالتذكر، شخصاً يريد الآخرون العمل والتواصل معه.

تتضمن الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا كلاً من العناصر المرئية وغير المرئية، تشمل العناصر المرئية عوامل مثل طريقة ملبسنا وطريقة حديثنا ووقوفنا، وأين نركز أعيننا عندما نتحدث، ومدى ترتيب حلاقة شعرنا ولحيتنا وما نوع المكياج الذي قد نضعه، ترتبط العناصر غير المرئية جزئياً بالعناصر المرئية وقد تتضمن إلى أي مدى نظهر بصورة واثقة أو عصبية أو متعجرفة أو سعيدة. من المحتمل أن نرتدي ونتصرف بشكل محترف أو في غاية الثقة، لكن نظل نعطي الآخرين الانطباع العكسي، وذلك لأننا كشفنا للآخرين دون وعي حقيقة عدم شعورنا بالراحة بالبدلة أو الفستان الرسمي الذي نرتديه.

ـ الانطباعات الأولى مهمة

إليكم بعض النصائح المهمة حول كيفية ترك انطباع أولي جدير بالتذكر وإيجابي ويدوم عند أي شخص تقابله أو تتواصل معه، تناسب هذه النصيحة بشكل متساو كل ما لديك من تعاملات، حتى مع الزملاء الذين تعرفهم حق المعرفة.

لا أستطيع أن أسديك النصح حول ما ترتديه من ملابس وأحذية وكماليات وأسلوب تصفيف الشعر وما شابه، باستثناء القول بأنك يجب أن تشعر بالراحة في اختياراتك، ويجب أن تكون احترافية بالقدر الكافي لتلائم بيئة العمل التي أنت فيها، مثلاً، قد يحتاج من يعمل في بنك استثماري أن يظهر بصورة أكثر رسمية من الشخص الذي يعمل في مصنع أغذية، أحب دوماً أن أذكر من أدربهم بالقول المأثور: (إذا كنت في روما، فتصرف كما يتصرف الرومان)، انظر لمن حولك وحاول تقليد ومحاكاة بعض زملائك أو رؤسائك الناجحين في طريقة ملبسهم وتصرفهم.

بالإضافة إلى إتقان كيفية اختيار ملابسك، إليك بعض الأمور الضرورية التي يتوجب عليك اتباعها:

ـ انظر دائماً إلى الشخص الذي تتواصل معه وجهاً لوجه، حتى أثناء التحدث من خلال مؤتمر عبر الفيديو أو برنامج سكايب Skype- يشعر الناس بعدم الراحة عندما يتجنب من يحادثهم التواصل البصري وقد يظنون أنك متوتر، أو غير مرتاح، أو تخفي شيئاً ماً.

ـ اجلس أو قف في وضعية مستقيمة، وأبق كتفيك إلى الخلف، وتجنب أن تمشي مترهلاً بظهر مقوس، تبرز الوضعية الجيدة الثقة ومن المهم أن تتذكرها عندما تكون جالساً أو واقفاً على حد سواء.

ـ صافح بيد واثقة وثابتة مع الحفاظ على التواصل البصري، اسمح للآخرين بعبور المداخل قبلك، تمهل ولا تجلس قبل طلب ذلك منك وعند الجلوس لا تتململ وتتحرك كثيراً.

انتبه لكيفية تعامل الآخرين معك وقلدهم كلما تطلب الأمر، على سبيل المثال لا تخلع معطفك إلا بعد أن يفعل الآخرون الموجودون في الاجتماع ذلك، يحدث هذا التقليد بشكل طبيعي، ودون إدراكنا غالباً، ويسمى (التطابق الوضعي)، من المفيد أن نعي ذلك، ونلاحظ كيف يقلد الأشخاص بعضهم البعض دون وعي في كثير من الأحيان، في الاجتماع قد يجلس الأشخاص بوضع الذراعين أو الرجلين متقاطعتين تقريباً في وقت واحد.

كن على بينة بالاختلافات الثقافية والمعايير والتوقعات، تختلف المعايير والمحظورات الثقافية على نطاق واسع، من الأمثلة على ذلك، في العديد من مناطق العالم يجب عليك ألا تطلب من المرأة المصافحة باليد، ويجب عليك ألا تجلس مظهراً لكعب حذائك، ويجب عليك ألا تلمس الشخص الآخر.

ـ تجنب العادات السيئة والتصرفات الغريبة المحتملة

كن على بينة بأي عادة سيئة لديك قد تعطي انطباعاً سيئاً للآخرين عندما يقابلونك، القائمة المحتملة لمثل تلك العادات على الأرجح لا حصر لها، لكن إليك بعض الأمثلة لأمور قد تريد فعلها لضمان ترك انطباع جيد عند الآخرين: لا تقضم أظافرك، لمع حذاءك، لا ترتد جوارب بها تنسيل، تجنب ارتداء ملابس تنقصها أزرار، نظف أسنانك من بقايا الطعام، ابق مرتدياً لسترتك حتى تخفي أي بقع ناتجة عن العرق في منطقة الإبط، ضع عطراً أو مزيلاً للرائحة إذا كنت معرضاً للرائحة السيئة، وأخيراً وليس آخراً بالنسبة إلى الرجال، كن حليق الذقن.

نحن جميعاً متفردون وبعض الأشخاص يحبون صبغ شعرهم باللون البرتقالي، أو وضع الوشوم، أو ارتداء ثلاثة أقراط في كل أذن، أو ارتداء ملابس غير معتادة، تفهم حقيقة أن مثل هذه الحالات الفريدة قد لا تكون مناسبة لمساعدتك على النجاح في بيئة العمل، وعليك أن تقرر إلى أي مدى أنت مستعد لتقديم التنازلات، لتتفوق في عملك، تحتاج لجعل الآخرين يشعرون بالراحة معك والثقة بك، سواء كانوا على صواب أو خطأ، فإن لدى الناس تحيزات وقيم وآراء خاصة بهم، أثناء عطلات نهاية الأسبوع كن على طبيعتك بنسبة 100 بالمائة، لكن في العمل، كن مستعداً للتخفيف من تصرف ما أو إخفاء بعض صفاتك المتفردة، مثل وشم كبير على ذراعك.

ـ تصرف باحتراف

كإجراء ضروري أخير، بمجرد إتقانك لكيفية تقديم نفسك جسدياً، أظهر طريقة تفكير وتوجه ذهني تتناسب مع الطريقة المحترفة والعصرية التي تحاول أن تلبس وتتصرف على أساسها، ما الذي قد يعنيه ذلك؟ ربما يمكنك أن تستفيد من محاولة إبراز المزيد من الثقة، وأن تكون أكثر هدوءاً ورزانة، وأن تتسم بالجاذبية الإيجابية، وأن تكون أكثر راحة ومبتسماً بشكل أكبر.

ـ ملخص ما سبق

لسوء الحظ، يصدر الناس أحكاماً وقرارات بشأن الآخرين بالاعتماد جزئياً على كيفية تقديمهم لأنفسهم وعلى مظهرهم، قد يكون ذلك ملائماً، لكن يمكن اعتباره عنصرياً، على أي حال، هذا هو الواقع ومن غير المحتمل أن يتغير، خاصةً في ظل ضغوط العمل المتزايدة لدينا، مما يترك وقتاً أقل لمعرفة بعضنا البعض وبالتالي نصبح أكثر اعتماداً على تلك الانطباعات الأولى.

تقول نصيحة هذا الفصل بشكل اساسي ان تنظر إلى نفسك في المرآة وأن تشعر بالراحة أن ما تراه مثالي لبيئة العمل التي تم توظيفك بها، إذا راودك الشك، فابحث عن نصيحة من الآخرين بما في ذلك الزملاء الموثوق بهم.

قد تختار تغيير ملابسك بشكل كامل وأن تعمل على تحسين وضعياتك الجسدية، مهما كانت التغييرات التي ستقرر القيام بها في كيفية ظهورك أمام الآخرين، فإنني أرجوك أن تقوم بذلك بصدق وواقعية، إن لم تستطع أن تكون على طبيعتك في مكان عمل معين وكنت تشعر بالحاجة إلى أن تتصرف أو تكون مزيفاً باستمرار، فعليك التفكير إذن بجدية في إيجاد بيئة عمل جديدة وأكثر ملاءمة لتعمل بها.