المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

‏تصنيع الهيدروجن
6-8-2016
سبب نزول : { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}
24-04-2015
ثابت بلانك Planck constant
24-6-2017
مواد الهدم Catabolites
8-10-2017
النبيُّ يدخُلُ المدينة
4-5-2017
مرض تجعد واصفرار اوراق الطماطم
13-11-2016


ملء الفراغ العاطفي  
  
235   11:54 صباحاً   التاريخ: 2024-10-21
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص23ــ27
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2021 1932
التاريخ: 2024-04-19 713
التاريخ: 2024-09-14 342
التاريخ: 2024-09-23 183

الزوج السعيد هو الذي لا يترك مركز العاطفة في قلب الزوجة شاغراً، بل عليه أن يحركه دائماً بشتى العبارات الرامية إلى إشغاله وعدم تركه شاغراً من جهة، وبالأفعال الرامية إلى نفس الغرض من جهة أخرى .

إن الزوج الجاف عاطفياً تضبح حياته الزوجية جافة لا روح فيها، ومهما حاولت الزوجة مبادلته بالمشاعر والأحاسيس فإنها إن لم تلقى منه تجاوباً عاطفياً سوف تنحى مثله منحى جافاً وقاسياً .

إن الزوج وللوهلة الأولى قد يظن أن الكلمة العابرة لا قيمة لها ولا أثر، والفعل العابر البسيط لا جدوى منه ولكن التحقيق يفيد العكس وهذا ثابت بالتجربة والبرهان.

إن دعوة الزوج لزوجته لنزهة أو مجاملتها والتعبير لها عن حبه لها بكلمات معينة من قبيل: أحبك وحياتي وغير ذلك، وإن جلب هدية متواضعة أو ما شابه؛ كل هذا يملأ الشعور العاطفي ويزيد الحياة الزوجية رونقاً، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً))(1)، وقال إمامنا الصادق (عليه السلام): ((إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن))(2)، وقال (عليه السلام): ((لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها))(3)، وقال الإمام الرضا (عليه السلام): ((إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة))(4).

لا يُستراب البتة بأن كل فعل موسوم بالإيجابية يقوم به الحبيب اتجاه زوجته الحبيبة هو مقبول عندها، ويملأ قلبها حباً وكرامة، ألا ترى أن حديد الحبيب عند المرأة أفضل من ذهب غير الحبيب، وها هي الحبيبة الهائمة المتزوجة من أحد الملوك ترنو إلى البقاء مع من كانت تحب بالرغم من الفارق المادي الكبير بين ما يقدمه الملك وما يقدمه أهل ذلك المكان ذلك تقول هذه الهائمة شعراً:

ولبس عباءة وتقر عيني               أحب إلي من لبس الشفوف (5).

وما ذلك إلا لأن اليسير من الحبيب أفضل للحبيبة من الكثير مع غير الحبيب.

وأنا أزعم وذمتي بذلك رهينة أن كل أبواب المرأة تبقى موصدة ما لم يطرق باب القلب ويستجيب، ولو حاول المرء مراراً وتكراراً طرق أي باب من أبواب المرأة فإنه لن يستجاب له فتح أي باب ما لم تفتح له المرأة باب قلبها، إن باب قلب المرأة هو القفل المركزي لكل أبوابها الأخرى فإن فتح فتحت باقي الأبواب طواعية .

وقد يحصل وتقبل امرأة ما بالزواج من رجل لا تحبه لأجل ثروته، أو نسبه، أو شهرته، أو منصبه أو غير ذلك، ولكنها إن لم تحبه بعد حين فيكون هذا الزوج هو زوج جسدها لا زوج روحها، وستبقى على أمل بزواج قلبها وروحها من مليكه الحقيقي .

صدقوني إن قلب المرأة هو عرش الرجل، ولقد حدثني أحدهم منذ مدة عن فتاة أحبت رجلاً سارقاً، وشارباً للمخدرات، وقاتلاً، وزانياً ويحمل الكثير من الصفات السيئة وقال لي: العجيب أنها كلما سمعت عنه شيئاً ازدادت تعلقاً وحباً به، حتى أنها لم تأبه لنصح الناصحين، ولوعظ الواعظين فقلت له: إن هذا الرجل الشاب امتلك قلبها فملك كل شيء فيها، وكلما حاول أحدهم النيل منه والتحدث بصفاته السيئة وأفعاله القذرة؛ كلما شعرت هي بالتحدي والصراع القائم بين قلبها الذي أصبح ملكاً للحبيب، وبين الصفات والأفعال السيئة، والقذرة، وبالطبع فإن الميل الطبيعي سوف يكون لما يميل إليه القلب وهذه الفتاة باختيارها له بالرغم ما تعرفه ويتحدث عنه الناس تشعر بأنها تخترق جميعا الممنوعات والمستحيلات من أجل حبها، وهذا بحد ذاته لذة ما بعدها لذة بالنسبة إليها .

نعم هناك من الفتيات من تتبرىء من هذا الحب، بل هناك من لا يتطرق إليها هكذا حب من الأساس.

ثم أنني وبعد كل هذا سردت له الروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) والدالة على ((أن عين الحبيب عمياء)). فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)): ((حبك للشيء يعمي ويصم))، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((عين المحب عمية عن معائب المحبوب وأذنه صماء عن قبح مساويه))، ومن هنا نفهم بأن على الفتى أو على الفتاة إذا أرادا أن لا يقعا في فخ هذا الحب القائم على أساس عدم التمييز بين الصالح والطالح أن يحبا الله عزّ وجلَّ فلا يجعل الله عز وجل في قلبهما حب أهل المعاصي، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: ((طلبت حب الله عزّ وجلَّ فوجدته في بغض أهل المعاصي))(6).

ومهما يكن من شيء فإن حب الله عزَّ وجل المنعكس على قلب الحبيب سوف لن يجعل هذا القلب متوجهاً إلا على جهة صحيحة ألا وهي قلوب أهل الطاعة والإحسان.

وعلى أي حال فإن الزوج السعيد هو الذي يعمل على امتلاك قلب زوجته، ويتربع على عرش قلبها باسم الحب، ففرق كبير بين أن يكون الزوج زوجاً محضاً تعقد له المراسم الجسدية وبين أن يكون زوجاً حبيباً تعقد له مراسم قلبية وجسدية .

والزوج الذي لم يتزوج على أساس الحب المتبادل بينه وبين زوجته عليه أن يعمل لأجل أن يحبها وتحبه وبعد ذلك عليه أن يعمق هذا الحب، وعلى كلا الحالتين فثمة خطوات ينبغي السير على وفقها بالإضافة إلى ما ذكر سابقاً ومنها :

1ـ دوام ذكر الزوجة وتذكرها : ففي الحديث : ((من أحب شيئاً لهج بذکره))(7).

2ـ النظر إلى الزوجة ملياً وفي الحديث: ((إن المودة يعبر عنها باللسان، وعن المحبة العينان))(8).

3ـ الإيثار: وفي الحديث: ((دليل الحب إيثار المحبوب على من سواه))(9).

4ـ التحذير والإرشاد وفي الحديث: ((من أحبك نهاك))(10).

5ـ تحمل المكاره وفي الحديث: ((الحب داعي المكاره))(11).

هنيئاً لذاك الزوج الذي يدخل حبه في قلب زوجته فإنه لا محالة سعيد وإن أصبح وأمسى ووجد أن للحب أعباء زائدة إلا أنها تسعده ولا تحزنه .

_______________________

(1) ميزان الحكمة، ج4، ص 285.

(2) م. ن.

(3) م. ن.

(4) م. ن.

(5) قطر الندى، ص65.

(6) م . ن . 216.

(7) م. ن، ص 209.

(8) م. ن.

(9) م. ن.

(10) م. ن.

(11) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.