أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015
2187
التاريخ: 2-08-2015
987
التاريخ: 2-08-2015
1274
التاريخ: 2-08-2015
1074
|
كلمة (نُبوّةُ) مصدر الفعل (نبأ) - المهموز من آخره -، فأصل الكلمة (نبوءة) - بالهمز - ثم خففت بقلب الهمزة واواً وادغامها بالواو الأصلية، كما يقال : مُروءة ومُروّة.
واستدل
اللغويون على ذلك بتصغيرها حيث يقال فيها (نُبيئة).
ومعناها
- لغة - : الإِنباء والإِخبار - بكسر همزتهما الاولى.
ومنه
أخذت النبوة شرعاً إلا أنها قُيّدت بالإِخبار والإِنباء عن اللّه تعالى، وقُصرت على
أن يكون المخبر أو المنبئ انساناً.
وسمي
الانسان المخبر أو المبلغ عن اللّه تعالى (النبي).
وعرّفه
(معجم ألفاظ القرآن الكريم) : «من يصطفيه اللّه من عباده البشر لأن يوحي اليه بالدين
والشريعة فيها هداية للناس».
وعرّف
النبوة : «منصب النبي وجماع مميزاته وخصائصه التي بها يصير نبياً».
وفي
(مجمع البحرين) : «النبي : هو الانسان المخبر عن اللّه بغير واسطة بشر، أعم من أن يكون
له شريعة كمحمد صلى الله عليه وآله أو ليس له شريعة كيحيى (عليه السلام) ..».
وتعريفه هذا هو تعريف المتكلمين.
و«بقيد
(الانسان) يخرج الملك، وبقيد (المخبر عن اللّه) يخرج المخبر عن غيره،
وبقيد (بغير واسطة بشر) يخرج الامام والعالم فانهما مخبران عن اللّه تعالى بواسطة النبي»(1).
والمميزات
والخصائص التي يتم اصطفاء واختيار النبي على اساس منها، هي - باختصار - أن يمثل النبي
في شخصيته الانسان في اسمى حالات كماله البدني والخُلقي والعقلي. وقد
اختلف المتكلمون المسلمون في حكم النبوة أو بعث الانبياء من قبل اللّه تعالى الى الناس،
على قولين :
1 -
الوجوب عقلاً، وهو مذهب المعتزلة.
2 -
الجواز عقلاً، وهو مذهب الاشاعرة.
وحجة
المعتزلة :
ان التكاليف
الشرعية ألطاف في التكاليف العقلية، بمعنى ان الانسان المكلف متى واظب على الامتثالات
الشرعية كان أقرب الى التكاليف العقلية.
وبتعبير
آخر :
ان التبليغ
الذي يأتي به الانبياء تشريعاً من اللّه يأتي موافقاً لما يحكم به العقل، بمعنى انه
لا يمتنع عند العقل.
واللطف
واجب لانه هو الذي يحصّل غرض الشارع المكلف. ومتى
لم يجب لزم نقض غرض الشارع المكلف.
«بيان
الملازمة : إن المكلِّف اذا علم أن المكلَّف لا يطيع
الا باللطف لا يكلفه بدونه، لأنه لو كلفه بدونه كان ناقضاً لغرضه، فيكون الشأن كمن
دعا غيره الى طعام وهو يعلم أنه لا يجيبه الا
أن يستعمل معه نوعاً من التأدب، فاذا لم يفعل الداعي ذلك النوع من التأدب كان ناقضاً
لغرضه.
فوجوب
اللطف يستلزم تحصيل الغرض»(2).
ولأن
اللطف واجب يكون التكليف الشرعي واجباً أيضاً، وهو «لا يمكن معرفته الا من جهة النبي،
فيكون وجود النبي واجباً لأن ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب»(3) ومذهب
المعتزلة هذا، هو مذهب الحكماء أو الفلاسفة، واليه ذهب الإماميون أيضاً.
وخلاصته :
أن طبيعة
تكوين الانسان الفرد بما تحمل من نوازع الى الخير ونوازع الى الشر. وطبيعة
التفاعل الاجتماعي بين أفراد الانسان التي تتطلب الوقوف أمام نوازع الانسان الشرية
أن تتغلب فتضر بالعلاقة الاجتماعية، ان هذه وتلك تقتضيان وجود نظام مستقيم يحقق العدل
في العلاقات الاجتماعية، وفي جميع السلوك الانساني.
ولأن
وضع هذا النظام من قبل الانسان لا يأتي مستقيماً محققاً للعدل بسبب نقص الانسان، والنقص
لا يوجد الكمال لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لا بد اذن من أن يكون وضع النظام من قبل المتصف
بالكمال المطلق، وهو اللّه تعالى، لطفاً منه بعباده.
ومن
هنا يكون بعث الانبياء الى الناس من قبل اللّه تعالى بما يشرعه من شرائع لتنظيم سلوك
الانسان فكرياً وعملياً، لطفاً.
واللطف
واجب في الحكمة فتجب البعثة. والمسألة هذه من المسائل التي تقوم على
اساس من فكرة التحسين والتقبيح. ولأن المعتزلة والامامية ومن سار في خطهما
يذهبون الى انهما عقليان قالوا بالوجوب العقلي. ولأن
الاشاعرة ومن تبعهم يذهبون الى أنهما شرعيان قالوا بالجواز، نفياً للوجوب العقلي الذي
قال به المعتزلة، لا لأصل الوجوب.
سأل
رجل الامام الصادق (عليه السلام) السؤال التالي :
من أين
اثبت الانبياء والرسل ؟
فأجابه
الامام (عليه السلام) الجواب التالي :
«إنّا
لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا، وعن جميع ما خلق. ولما
كان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشرونه،
ويحاجهم ويحاجونه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبّرون عنه الى خلقه وعباده، ويدلونهم
على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم. فثبت
الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه، والمعبرون عنه عز وجل، وهم الانبياء»(4).
«وتعرف
النبوة بثلاثة أشياء : أولها : أن لا يقرر ما يخالف العقل كالقول
بان الباري تعالى اكثر من واحد.
والثاني
: أن تكون دعوته للخلق الى طاعة اللّه والاحتراز عن معاصيه.
والثالث
: أن يظهر منه عقيب دعواه النبوة معجزة مقرونة بالتحدي مطابقة لدعواه. والمعجز
، فعل خارق للعادة يعجز عن أمثاله البشر. والتحدي
: هو أن يقول لأمته : ان لم تقبلوا قولي فافعلوا مثل هذا الفعل»(5).
___________________
(1)
النافع يوم الحشر 58.
(2)
كشف المراد 254.
(3)
م. ن 273.
(4)
التربية الدينية 31 ط 5.
(5)
قواعد العقائد للطوسي 455.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|