المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

نشاط (سنوسرت الثاني)
2024-02-13
اقتصاد أدوات وسائل الإعلام الإلكتروني: أولا: المواقع الالكترونية
6-6-2022
في ما يعمل للّوى
10-05-2015
أتقتلون رجلا أن يقول ربّي الله !
10-10-2014
Matrix Multiplication
6-3-2017
الميوجلوبين غني بالحلزون ألفا
19-5-2021


ﻣﺎهية النبي ﻭﻭﺟﻮﺩه ﻭﻋﻠته ﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ  
  
1636   09:41 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 122
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / اثبات النبوة /

ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺑﺤﺎﺙ:

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ :

ﺇﻧﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺫﻟﻚ، ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻣﻪ، ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻻﻋﻦ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻟﻠﻨﺒﻮﺓ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ. ﻭﺍﺣﺘﺮﺯﻧﺎ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ " ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻨﻲ " ﻣﻊ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻜﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ. ﻭﻗﻴﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ :

ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻪ ﻭﻣﻌﺎﺩﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻓﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﺇﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﺷﺨﺼﺎ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ ﻣﻌﺎﺷﻪ ﻭﺑﺘﻮﻟﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﺃﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺃﺷﺨﺎﺹ ﺃﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻧﻮﻋﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻜﻔﻴﺎ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ. ﻭﻧﻈﻴﺮﻩ ﻛﺄﻥ ﻳﺨﺒﺰ ﻫﺬﺍ ﻟﺬﺍﻙ ﻭﻳﺨﻴﻂ ﺫﺍﻙ ﻟﻬﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﺑﻴﻨﻬﻢ ، ﻭﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻨﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺭﺍﺅﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻻﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻟﻪ ﻋﺪﻻ ﻭﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﻠﻤﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻠﺘﻨﺎﺯﻉ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺗﻞ ﻭﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻉ.

ﺛﻢ ﻻ ﺑﺪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻥ ﻋﺎﺩﻝ ﺑﺸﺮﻯ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻬﺎ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻈﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ.

ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻔﺎﺭ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺜﻼ ﻭﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻭﺻﻼﺡ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﺒﺎﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ، ﻓﺈﺫﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ: ﻓﻸﻥ ﺑﻘﺎﺀ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﻭﺑﻠﻮﻏﻪ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﻭﺷﺮﺍﺋﻄﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ.

ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ: ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﺴﻤﻌﻴﺎﺕ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ، ﻓﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺟﺐ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺷﺮﻃﻪ ﻟﺠﺎﺯ ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﻪ، ﻓﺠﺎﺯ ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻜﺮﺕ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻬﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻪ ﻏﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺒﺢ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻷﻥ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻏﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺑﺈﺩﺭﺍﻛﻪ، ﺑﻞ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻔﺼﻼ. ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻩ ﻳﺠﺐ ﺍﺟﺘﻨﺎﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺃﻭ ﻳﻀﺮﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﻲ ﺑﻞ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﺑﺘﻔﺼﻴﻠﻪ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻏﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.