أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2018
1685
التاريخ: 9-08-2015
1133
التاريخ: 1-08-2015
1115
التاريخ: 1-08-2015
1197
|
ومما يدل على إمامته ظهور الأعلام على أيدي سفرائه: فمن ذلك ما رووه عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت بعد مضي أبي محمد عليه السلام، فاجتمع عند أبي مال جزيل، فحمله وركب في السفينة، فخرجت معه مشيعا، فوعك وعكا شديدا، فقال: يا بني ردني فهو الموت، وقال لي: اتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات، فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلى العراق فأكتري دارا على الشط، فلا أخبر أحدا بشئ ، فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته، وإلا أنفقته، فقدمت العراق، واكتريت دارا على الشط، وبقيت أياما، فإذا أنا برقعة مع رسول فيها: يا محمد معك كذا وكذا، حتى نص جميع ما معي مما لم أحط به علماء، فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي رأس (1)، فاغتممت، فخرج إلي: قد أقمناك مكان أبيك، فأحمد الله (2).
ورووا عن أبي عبد الله الشيباني (3) قال: أوصلت أشياء للمرزباني، وكان فيها سوار ذهب، فقبلت ورد علي السوار، فأمرت بكسره فكسر، فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس وصفر، وأخرجت ذلك منه، وأنفذت الذهب فقبل (4).
ورووا عن علي بن محمد (5) قال: أوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه، وقيل له: أخرج حق بني عمك منه، وهو أربعمائة درهم، وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عليهم، فنظر، فإذا لولد عمه في ذلك المال أربعمائة درهم، فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل (6).
ورووا عن القاسم (7) بن العلاء قال: ولد لي عدة بنين، فكنت أكتب وأسأل الدعاء، فلا يكتب إلي بشئ، فماتوا كلهم، فلما ولد لي الحسن ابني (8) كتبت أسال الدعاء فأجبت، فبقي والحمد لله (9).
ورووا عن علي بن الحسين اليماني قال: كنت ببغداد، فاتفقت قافلة اليمانيين (10)، فأردت الخروج معهم، فكتبت ألتمس الإذن في ذلك، فخرج: لا تخرج معهم، فليس لك في الخروج معهم خيرة، وأقم بالكوفة، قال: فأقمت، وخرجت القافلة، فخرج عليهم حنظلة فاجتاحتهم.
قال: وكتبت أستأذن في ركوب الماء، فلم يؤذن لي، فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر، فما سلم منها مركب، خرج عليها قوم يقال لهم البوارح فقطعوا عليها (11).
ورووا عن الحسن بن الفضل بن يزيد الهمداني (12) قال: كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه، ثم كتب بخطي فورد جوابه، ثم كتب بخط رجل جليل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه، فنظرت فإذا العلة في ذلك أن الرجل تحول بين ذلك قرمطيا (13).
ورووا عن الحسن بن الفضل قال: وردت العراق وزرت طوس، وعزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري ونجاح من حوائجي، ولو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدق، قال: وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام، وأخاف أن يفوتني الحج، قال: فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه، فقال لي: صر إلى مسجد كذا وكذا فإنه يلقاك رجل، قال:
فصرت إليه، فدخل علي رجل، فلما نظر إلي ضحك وقال: لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما، فاطمأنت نفسي وسكن قلبي، فقلت: أرى (14) مصداق ذلك إن شاء الله.
قال ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب، فاغتممت وقلت في نفسي: جزائي عند القوم هذا، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة، ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسي: كفرت بردي على مولاي عليه السلام، ثم كتبت رقعة أخرى أعتذر من فعلي وأبوء بالإثم وأستغفر من ذلك وأنفذتها، وقمت أتطهر للصلاة وأنا في ذلك أفكر في نفسي وأقول: إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثا حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني فيعمل فيها بما يشاء، فخرج إلي الرسول الذي حمل إلي الصرة وقيل له: أسأت إذ لم تعلم الرجل أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبركوا به، وخرج إلي: أخطات في ردك برنا، فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك، فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا ولا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك، فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه.
قال: وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث فامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسرا والحمد لله (15).
ورووا عن الحسن بن عبد الحميد قال: شككت في أمر حاجز بن يزيد، فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر، فخرج إلي: ليس فينا شك ولا في من يقوم مقامنا بأمرنا قادرين، فاردد ما معك إلى حاجز بن يزيد (16).
ورووا عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة، أحبهم (17) جملة، إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته أن يعطي الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه، فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى إذكوتكين (18) نالني منه استخفاف، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبع مائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق: أن وجه السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة (19).
ورووا عن أبي محمد الحسن بن عيسى العريضي قال: لما مضى أبو محمد عليه السلام ورد رجل من مصر بمال إلى مكة للناحية، فاختلف عليه، فقال بعض الناس: إن أبا محمد عليه السلام مضى من غير ولد والخلف من بعده جعفر، وقال بعضهم: مضى أبو محمد عليه السلام عن ولد هو خلفه، فبعث رجلا يكنى أبا طالب، فورد العسكر ومعه كتاب، فصار إلى جعفر، فسأله عن برهان، فقال: لا يتهيأ في هذا الوقت، فصار إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا، فخرج إليه: آجرك الله في صاحبك فقد مات، وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يحب، وأجيب عن كتابه (20).
ورووا عن الحسن بن خفيف، عن أبيه قال: بعث حرم (21) إلى المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ومعهم خادمان، فكتب إلى خفيف أن أخرج معهم، فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا، فاخرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر: برد الخادم الذي شرب المسكر وعزله عن الخدمة (22).
ورووا عن محمد بن شاذان النيسابوري قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص منه عشرون درهما، فأنفت أن أبعث بها ناقصة، فوزنت من عندي عشرين درهما وبعثت بها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها، فورد: وصلت خمسمائة درهم، لك منها عشرون درهما (23).
ورووا عن الحسن (24) بن محمد الأشعري قال: كان يرد إلي كتاب أبي محمد عليه السلام في الاجراء على الجنيد قاتل فارس (25) وأبي الحسن (26)، فلما مضى أبو محمد عليه السلام ورد استيناف من الصاحب عليه السلام بالإجراء على أبي الحسن وصاحبيه (27)، ولا يرد في أمر الجنيد شئ، فاغتممت لذلك، فورد نعي الجنيد بعد ذلك، فإذا قطع جاريه إنما كان لوفاته (28).
ورووا عن عيسى بن نصر قال: كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا، فكتب إليه: إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين، وبعث إليه الكفن قبل موته (بأيام) (29).
ورووا عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال: كان للناحية علي خمسمائة دينار، فضقت بها ذرعا، ثم قلت في نفسي: لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة، ولا والله ما نطقت بذلك، فكتب إلي محمد بن جعفر:
إقبض الحوانيت من محد بن هارون بخمسمائة دينار التي لنا عنده (30).
ورووا أن قوما وشوا إلى عبيد الله بن سليمان الوزير بوكلاء النواحي وقالوا:
الأموال تجبى إليهم وسموا له جميعهم، فهم بالقبض عليهم، فخرج الأمر من السلطان:
اطلبوا أين هذا الرجل فإن هذا أمر غليظ، فقال عبيد الله بن سليمان: نقبض على من ذكر أنه من الوكلاء، فقيل له: لا ولكن دسوا إليهم قوما لا يعرفون بالأموال فمن قبض منهم شيئا قبض عليه، فلم يشعر الوكلاء بشئ حتى خرج إليهم: ألا تأخذوا من أحد شيئا، وأن يمتنعوا من ذلك ويتجاهلوا بالأمر، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك، فاندس لمحمد ابن أحمد رجل لا يعرفه وخلا به، فقال: معي مال أريد أن أصله، فقال له محمد: غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا، فلم يزل يتلطف به ومحمد يتجاهل عليه، وبثوا الجواسيس، فامتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم، ولم يظفر بأحد منهم (31)، وظهرت بعد ذلك الحيلة عليهم وأنها لم تتم (32).
ورووا عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد قال: خرج النهي عن زيارة مقابر قريش والحائر على ساكنيها السلام، ولم يعرف السبب، فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطاني (33) وقال له: إلق بني الفرات والبرسيين وقل لهم: لا يزورون مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليهم (34).
في أمثال لهذه الروايات، إيراد جميعها يخرج عن الغرض، وفي بعض ما ذكرناه كفاية.
(إثبات تواتر هذه الأخبار):
وليس لأحد أن يقول: جميع ما ذكرتموه من أخبار النصوص والمعجزات أخبار آحاد، وهي مع ذلك مختصة بنقلكم، وما هذه حاله لا يلزم الحجة به.
لأن هذا القدح دعوى مجردة، ومن تأمل حال ناقلي هذه الأخبار علمهم متواترين بها على الوجه الذي تواتروا به من نقل النص الجلي، وقد بينا صحة الطريقة فيه، فلنعتمد هاهنا عند الحاجة، ومساو لنقل معجزات النبي صلى الله عليه وآله، ومن لم يتأمل ذلك وأعرض عنه لبعض الصوارف فالحجة لازمة له، ولا عذر له في جهله بما يقتضيه، شكه من تحصيل العلم به لو نظر على الوجه الذي يجب عليه.
وإذا ثبت تواترها، لم يقدح فيه اختصاص نقلها بالفرقة الإمامة دون غيرها، لأن المراعى في صحة النقل وقوعه على وجه لا يجوز على ناقليه الكذب، سواء كانوا أبرارا أو فجارا متدينين بما نقلوه أو مخالفين فيه، وهذا الطعن... (35).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في النسخة: " رأسا ".
(2) غيبة الطوسي: 171.
(3) في الكافي: " النسائي "، وفي الوافي: " النسابي "، وفي الإرشاد والبحار: " السياري ".
(4) الكافي 1: 518، الإرشاد للمفيد: 331، الوافي 2: 203، البحار 51: 297.
(5) في النسخة " عليهما السلام " وهو اشتباه واضح.
(6) الكافي 1: 519، الإرشاد: 331، الوافي 2: 203.
(7) في النسخة: " أبي القاسم ".
(8) في النسخة: " ابني عليه السلام " وهو اشتباه.
(9) الكافي 1: 519، والارشاد: 331.
(10) في الكافي والارشاد: " فتهيأت قافلة لليمانيين ".
(11) الكافي 1: 519، الإرشاد 332.
(12) في الكافي: " الحسن بن الفضل بن زيد اليماني "، وفي الإرشاد: " الهماني ".
(13) الكافي 1 / 520، الإرشاد 332، والبحار 51: 309.
(14) في الكافي: " وأقول ذا مصداق "، وفي الإرشاد: " قلت هذا مصداق ".
(15) الكافي 1: 520، الإرشاد: 332، مع اختلاف يسير.
(16) الكافي 1: 520، الإرشاد: 333.
(17) في الإرشاد: " ولا أحبهم جملة ".
(18) كان من أمراء الترك من أتباع بني العباس.
(19) الكافي 1: 522، الإرشاد: 334.
(20) الكافي 1: 523، الإرشاد: 335، مع اختلاف يسير.
(21) في الكافي: " بعث بخدم إلى ".
(22) الكافي 1: 523، البحار 51: 310.
(23) الكافي 1: 523، الإرشاد: 335.
(24) في الكافي: " الحسين ".
(25) كذا في الكافي والارشاد، وفي الأصل: " الجنيد وفاتك وفارس ".
(26) في الكافي: " وآخر ".
(27) في الكافي والارشاد: " وصاحبه ".
(28) الكافي 1: 524، الإرشاد: 335.
(29) الكافي 1: 524، الغيبة للطوسي: 172.
(30) الكافي 1: 524.
(31) الكافي 1 / 525.
(32) في الأصل: " لم تنم ".
(33) في الكافي: " الباقطائي ".
(34) الكافي 1: 525، الغيبة للطوسي: 172، الإرشاد: 336.
(35) في النسخة وردت جملة مشوشة المعنى، هي: " أجمع في المعجزات هوما قدمناه سقط هن أصله ".
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|