المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



فتح مكّة  
  
1749   06:12 مساءً   التاريخ: 10-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة
الكتاب أو المصدر : النبي محمد صلى الله عليه وآله قدوة للعالمين
الجزء والصفحة : ص133- 136
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2022 1841
التاريخ: 28-1-2019 2855
التاريخ: 28-6-2017 3101
التاريخ: 2024-11-13 462

أ ـ أسباب فتح مكّة1:

لقد اختلفت ردود فعل القوى في المنطقة بعد معركة مؤتة، فقد فرح الروم بانسحاب المسلمين وعدم تمكّنهم من دخول الشام.

أما قريش فقد سادهم الفرح، وانبعثت فيهم الجرأة على المسلمين، وأخذوا يسعون لنقض صلح الحديبيّة عن طريق الإخلال بالأمن، فحرّضوا قبيلة بني بكر على بني خزاعة، وبعد أن اعتدت بكر على خزاعة أدركت قريش سوء فعلتها، وقد تملّكها الخوف والهلع من المسلمين، فاجتمع رأيهم على إيفاد أبي سفيان إلى المدينة ليجدّد الصلح، ويطلب تمديد المدّة من النبيّ صلى الله عليه وآله .

ولكن النبيّ صلى الله عليه وآله  لم يصغِ لطلب أبي سفيان، وسأله قائلاً: هل كان من حدث؟ قال أبو سفيان: معاذ الله، فأجابه النبيّ صلى الله عليه وآله: "نحن على مدّتنا وصلحنا" 2. لكن أبا سفيان لم يهدأ له بال ولم يقنع، بل أراد أن يستوثق ويأخذ عهداً وأماناً من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فسعى لتوسيط مَن يؤثّر على النبيّ صلى الله عليه وآله، فقابله الجميع بالرفض واللامبالاة، فلم يجد إلاّ أن يقفل راجعاً بالخيبة إلى مكّة.

أعلن النبيّ صلى الله عليه وآله النفير العام، وتوافدت عليه جموع المسلمين ملبية نداءه، فجهّز جيشاً قارب عدده عشرة آلاف رجل. واجتهد النبيّ صلى الله عليه وآله أن يكتم قصده وهدفه إلاّ على الخاصة، وكان صلى الله عليه وآله يدعو الله، قائلاً: "اللهمّ خذ العيون والأخبار من قريش حتى نباغتها في بلادها" 3.

ويبدو أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يودّ أن يتحقّق النصر المؤزّر سريعاً دون إراقة قطرة دم. وتسرّب الخبر إلى رجل كان قد ضعف أمام عواطفه، فكتب إلى قريش كتاباً بذلك، وبعثه مع امرأة توصله، ونزل الوحي يخبر النبيّ صلى الله عليه وآله بذلك، فأمر عليّاً والزبير بأن يلحقا المرأة ويسترجعا الكتاب، فوصلا إلى المرأة، فأمرها أمير المؤمنين عليه السلام بتسليمه الكتاب، فامتنعت، فانتزعه منها بقوة إيمانه برسول الله صلى الله عليه وآله 4. ولمّا تسلّمَ الرسول صلى الله عليه وآله الكتاب جمع المسلمين في المسجد ليثير هممهم، ويحذر من مسألة الخيانة من جانب، وليبيّن أهمّيّة كبت العواطف مرضاةً لله. وقام المسلمون يدفعون حاطب بن أبي بلتعة صاحب الكتاب الذي حلف بالله أنّه لم يقصد الخيانة، وانفعل عمر بن الخطاب وطلب من النبيّ أن يقتله، فقال له: "وما يُدريك يا عمر، لعلَّ الله اطلع على أهل بدر، وقال لهم: اعملوا ما شئتم فلقد غفرت لكم"5.

ب ـ تحرّك الجيش الإسلاميّ نحو مكّة:

تحرّك جيش المسلمين في العاشر من شهر رمضان باتجاه مكّة المكرّمة، ولما وصل النبيّ صلى الله عليه وآله إلى مرّ الظهران أمر المسلمين أن ينتشروا في الصحراء، وأن يوقد كل منهم ناراً، وهكذا أضاء الليل البهيم، وظهر المسلمون كجيش عظيم تضعف أمامه كلّ القوى، حتى سُمع صوت أبي سفيان يحادث بديل بن ورقاء مستغرباً وجود هذه القوة الكبيرة على مشارف مكّة. وارتعد أبو سفيان خوفاً حين أخبره العباس بزحف النبيّ صلى الله عليه وآله بجيشه لفتح مكّة، ولم يجد بدّاً من اصطحاب العباس لأخذ الأمان من رسول الله صلى الله عليه وآله.

ولم يكن بوسع صاحب الأخلاق السامية أن يبخل بإجازة جوار عمّه لأبي سفيان، فقال صلى الله عليه وآله: "اذهب فقد أمّناه حتى تغدو به عليّ"، فلما غدا عليه أعطاه رسول الله الأمان 6.

ت ـ دخول مكّة:

أصدر رسول الله صلى الله عليه وآله أوامره الحكيمة بتوزيع مداخل القوات إلى مكّة، مؤكداً عدم اللجوء إلى القتال إلاّ رداً عليه.

دخلت قوّات المسلمين مكّة من جهاتها الأربع، ودخل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مكّة مطأطئاً رأسه تعظيماً لله وشكراً له على ما منحه من الفضل والنعمة، حيث دانت لرسالته ودولته أمّ القرى، وذلك بعد طول جهد وعناء، وبعد تحمّله صلى الله عليه وآله الصعاب الجمّة في سبيل إعلاء كلمة الله.

ثم أمر النبيّ صلى الله عليه وآله عليّاً أن يجلس ليصعد صلى الله عليه وآله على كتفه، ولكن لم يستطع الإمام عليّ عليه السلام أن يحمل النبيّ صلى الله عليه وآله على كتفه لكسر الأصنام فوق الكعبة، فصعد عليّ على كتف ابن عمّه صلى الله عليه وآله وكسر الأصنام. ثم طلب النبيّ مفاتيح الكعبة، وفتح بابها ودخلها، ومسح ما فيها من صور.

وبعد ذلك خطب بالناس، وقال للذين عادوه منهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" 7. ثم ارتقى بلال سطح الكعبة مؤذّناً لصلاة الظهر، فصلّى المسلمون بإمامة النبيّ صلى الله عليه وآله في المسجد الحرام أوّل صلاة بعد هذا الفتح.

ثم أقبل الناس يبايعون الرسول صلى الله عليه وآله فبايعه الرجال، وتشفّع عدد من المسلمين لدى النبيّ صلى الله عليه وآله ليعفو عمن أهدر دمه فعفا وصفح.

وجاءت النساء لتبايع، فكانت المرأة تُدخِل يدِها في قدح فيه ماء قد وضع الرسول صلى الله عليه وآله يده فيه 8.

____________

  1. تم فتح مكّة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
  2. الواقديّ، المغازي، ج2، ص792.
  3. الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص327.
  4. ابن هشام الحميريّ، السيرة النبويّة، ج2، ص398.
  5. الواقديّ، المغازي، ج2، ص798.
  6. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، مصدر سابق، ج6، ص528، الشيخ الطبرسي، تفسير مجمع البيان، مصدر سابق، ج10، ص471، العلامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج21، ص104.
  7. الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج3، ص513.
  8. راجع حول فتح مكّة: الواقديّ، المغازي، مصدر سابق، ج2، ص781، الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، مصدر سابق، ج2، ص325، ابن كثير، السيرة النبويّة، مصدر سابق، ج3، ص530، ابن سيد الناس، عيون الأثر، مصدر سابق، ج2، ص183، الشيخ الطبرسي، مجمع البيان، مصدر سابق، ج10، ص555، ابن هشام الحميريّ، السيرة النبويّة، مصدر سابق، ج4، ص855، الشيخ الطبرسي، إعلام الورى، مصدر سابق، ج1، ص218، ابن حبان، صحيح ابن حبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، لا.م، 1414هـ - 1993م، ط2، ج11، ص64، الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد، تحقيق وتعليق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، لبنان - بيروت، 1414 - 1993م، ط1، ج2، ص134، ج5، ص227، الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، مصدر سابق، ج3، ص244.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.