المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

العكس
26-03-2015
الإنسان وسيادته على الأرض
2023-11-08
ما ينعقد به الاحرام
2024-09-26
إعادة وضع الحجر الأسود
25-3-2022
Lucas Pseudoprime
24-1-2021
تقويم الرقابة الإدارية في مرحلة الدعاية الانتخابية
29-3-2022


هل العصمة ذاتية أم اكتسابية؟  
  
1312   08:58 صباحاً   التاريخ: 2023-08-23
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج9 ، ص 60
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / العصمة /

السؤال : هل عصمة النبي صلى الله عليه وآله الأئمة المعصومين وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعليهم أجمعين ذاتية، أم اكتسابية، أم اختيارية، بينوا لنا ذلك، رحمكم الله؟

 

الجواب : حديث حول العصمة :

إن الحديث عن العصمة طويل، ومتشعب، وهي ـ بلا شك ـ عصمة اختيارية، أساسها العقل الكامل، والتوازن في الشخصية، وقضاء الفطرة، والعلم بالله وبآياته، والمعرفة التامة بشرائعه وأحكامه، ومع ذلك كله اللطف، والرعاية الإلهية، والتسديد الرباني.. على قاعدة: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}.

فمن يرى أن أي تمرد على الله تعالى هو بمثابة شرب السم القاتل، أو بمثابة الانغماس في مادة سريعة الاشتعال، ثم إطلاق شعلة النار فيها. لا يمكن أن يقدم على أمر كهذا أبداً.. إذا كان يملك عقلاً راجحاً، وفطرة سليمة، وسوف يجد كل من يحبه، ويرأف به، ويعطف عليه، على استعداد لأن يعينه في الابتعاد عن هذا الخطر.. فكيف إذا طلب منهم ذلك، وألحّ عليهم به؟!

وليس ثمة أرحم وأعطف وأرأف من الله تعالى بعباده.. ولا بد أن يساعدهم، ويسددهم، ويفتح لهم أبواب الهداية والرحمة حين يسعون للابتعاد عن الأخطار والتخلص من المهالك.. ويطلبون منه أن يكون لهم الهادي والمعين، والمرشد، والمسدد.

وإذا كان أهل البيت والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، منذ أن أفاض عليهم الوجود، قد عرفوا أن لهم خالقاً، وإلهاً، ورباً، ومدبراً، فخضعوا له، وسعوا إلى نيل رضاه، وتدرجوا في مراتب القرب منه، وحصلوا على الهدايات التي طلبوها منه، وزادهم ذلك صلابة ومناعة وقوة في دينهم، ثم زادهم قرباً منه، وبعداً عن المهالك والمزالق، وحصانة منها..

وإذا كان ذلك لا يختص في نشأة بعينها، ولا في سن بعينه، بل هم يرون الحقائق منذ صغرهم، وحتى قبل ذلك أيضاً.. ويتعاملون معها، وفق مقتضيات الفطرة السليمة، وأحكام العقل، ومعايير الأخلاق.

وإذا كنا نرى أن بعض الناس يظهر عليه التميز في سن مبكرة كأولئك الذين يحفظون القرآن، ويتصرفون فيه بدرجات عالية، وهم في سن الطفولة، وبعمر السنتين، والثلاث سنوات.. فما بالك بصفوة الخلق، وخيرة الله، فهل يمكن أن يكونوا أقل شأناً، وأضعف إدراكاً، وأدنى من أولئك تميزاً، وتفرداً؟! أم أن المتوقع أن يكونوا في درجات لا يدانيها ولا يصل إليها أحد بل لا تمر في وهم ولا في خيال أحد من البشر، ممن هم أقل معرفة وأضعف في ملكاتهم، وفي إدراكاتهم، وفي خصائصهم.. ولم تشملهم الألطاف والعنايات الإلهية، بالمقدار الذي نال الأنبياء، والأئمة الأصفياء..

وأما لماذا لم تكن العصمة إجبارية، فذلك بحث قد أشرنا إليه في العديد من الموارد، وقلنا: إن ذلك معناه إزالتهم عن مراتب الفضل إلى حد أن يصبح أشقى الأشقياء أفضل من أفضل الأنبياء بمجرد أن يفعل حسنة واحدة في حياته..

كما أن ذلك يجعل العدل الإلهي في قفص الاتهام، ويثير أكثر من شبهة، ويطرح العديد من التساؤلات حول حقيقة هذا العدل، وصحة التدبير الإلهي..

عصمة الزهراء عليها السلام:

وأما بالنسبة لكون السيدة الزهراء عليها السلام واجبة العصمة، بمعنى أن العقل يحكم بضرورة وبداهة كونها معصومة، حتى ولو لم ينقل إلينا ذلك في آية ولا رواية.. فنقول:

إن الأمر كذلك أيضاً: إذ إن للزهراء عليها السلام مهمات عظيمة جداً في حفظ أساس الإسلام، وخصوصاً الإمامة، فبها ظهر عدوان المعتدين على مقام الإمامة، وعرفت الأمة أنهم مبطلون فيما يدعونه، مخالفون لله ولرسوله فيما يسعون إليه ويطلبونه، وذلك بما جرى عليها من ضرب، وإسقاط جنين..

ثم إنها كانت هي السبب في تمكين الأمة من معرفة أن أولئك القوم يفقدون أهم الشرائط للتصدي لأي أمر ديني مهما كان بسيطاً، وذلك في قضية اغتصابهم لفدك..

وقد أوضحنا ذلك في كتاب: «مختصر مفيد» وفي كتاب: «الغدير والمعارضون»، وغير ذلك..

وواضح أن حفظ الإمامة من كيد الخائنين وشبهات المبطلين، حفظ للدين، في أخطر قضية واجهته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله..

وعصمة الزهراء عليها السلام هي المرتكز الأهم في هذا الأمر الخطير، فالعقل يحكم بضرورة توفر هذا العنصر ـ العصمة ـ إذ إن الإخلال به يوجب ضياع جهود الأنبياء والأولياء والأصفياء.. وهذا معنى كونها عليها السلام واجبة العصمة.. والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.