تعد الصحيفة بكافة أشكالها وتنوع مضامينها ضمن المصادر المهمة في المنهج التاريخي، وفي إطار بحوث الصحافة تظل الصحيفة بدورها مصدر المعلومات الأول – أي الوثيقة الأولى والرئيسية – وذلك عندما يبدأ الباحث في إعداد دراسة تتعلق بتاريخ الصحافة، ويرى بعض الباحثين أن هناك عدة ضوابط ومعايير لا بد وأن يهتم بها الباحث ويراعيها عندما تخضع صحيفة ما للدراسة والبحث، حيث يتوجب عليه دراسة عدة أبعاد من أجل الاستعانة بالصحيفة كوثيقة تاريخية ومن بين هذه الأبعاد (15).

 - 1البعد البشري: يتضمن كتاب الصحيفة ومحرريها ومنتجي مادتها الصحفية ومضمونها الإعلامي، ومن ثم يتطلب هذا البعد دراسة الانتماءات السياسية والاجتماعية والفكرية والمعنية للمحررين والكتاب، كما يتضمن هذا البعد جمهور المتلقين من القراء من حيث نوعياتهم (عمال – فلاحون – طلبة – سكان مدن - نساء - شباب – أطفال).

2 - البعد الاقتصادي: يتضمن دراسة مصادر تمويل الصحيفة مثل الإعلانات والاشتراكات والتوزيع والمصادر الأخرى، ويتميز هذا البعد بأهمية خاصة نظراً لاستخدامه في تحديد نوعية المصادر الاجتماعية والسياسية التي تعبر عنها الصحيفة من خلال تبعيتها الاقتصادية والمالية، وما يساعد على إدراك هذا البعد هو تحديد حجم ودور الإعلانات وتأثيرها في السياسة التحريرية للصحيفة.

3- البعد الإعلامي: يتضمن التمييز بين كونها صحيفة رأى أو صحيفة خبر، ولا سيما أن صحيفة الرأي تحمل هويتها الفكرية والسياسية التي يمكن إدراكها بسهولة من خلال تحليل مواد الرأي. وذلك على العكس من الصحيفة الإخبارية التي يصعب معها كشف الانتماء الفكري والسياسي والايديولوجي لها.

4- البعد السياسي: يتضمن علاقة الصحيفة بالسلطة السياسية، وتوجهها السياسي، ودراسة مدى تأثير توجهها السياسي على الاتجاه العام للصحيفة تجاه قضايا المجتمع، والبحث عما إذا كانت الصحيفة تعبر عن قضايا المجتمع بموضوعية وحيادية من علمه، ولا شك أن إدراك سياسة الصحيفة يسهل على الباحث تحليل توجهها وتفسير مواقفها واتجاهها نحو القضايا المختلفة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(15) رامي عطا صديق، المنهج التاريخي في البحوث الصحفية، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2009، ص: 33.