الأسئلة المقفلة في مناهج البحث

وهي الأسئلة التي تتطلب إجابات دقيقة ومحددة، كتلك التي يجيب المبحوث عنها

بـ(نعم) و (لا)، (موافق) و (معارض) .. الخ. ولدى توجيه الأسئلة المقفلة، تكون الإجابات مدونة في الاستبانة.

ويمكن أن تكون الأسئلة المقفلة مركبة بصور مختلفة، منها:

1- أن يكون للسؤال بديلان فقط.

مثال: هل تؤيد الدراسة المختلطة؟

(أ) نعم

(ب) لا.

2- أن يكون للسؤال أكثر من بديلين

مثال: ما الذي يمنعك من شراء جهاز تلفزيون؟

ضع إشارة أمام البديل المناسب

(أ) ارتفاع ثمنه.

(ج) أفضل الاستماع إلى المذياع.

(د) التلفزيون يؤثر سلبياً على العلاقات الأسرية.

(ب) لا وقت لدي للمشاهدة

هذا وقد تكون بدائل السؤال عبارة عن تقديرات كمية كأن نسأل:

كم تقدّر عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية من القتلى؟

(أ) 50 مليوناً ( ب ) 45 مليوناً ( ج ) 40 مليوناً (د) 35 مليوناً.

لاحظ، عزيزي القارئ أن المثال المتعلق باقتناء جهاز تلفزيوني يحتمل أكثر من إجابة واحدة، بينما لا يحتمل المثال المتعلق بضحايا الحرب العالمية الثانية أكثر من إجابة واحدة.

2- قد يكون للسؤال عدد من البدائل المتسلسلة، أي المتتابعة زمنياً.

مثال على ذلك: هل تزور والديك؟

(أ) يومياً

(ب) مرتين في الأسبوع

(ج) أسبوعياً.

 (د) كل أسبوعين.

 (هـ) شهرياً.

(و) غير ذلك.

4- قد يدور السؤال المقفل حول ظروف أو أوضاع افتراضية نوضح ذلك بمثال أورده «يوغن فريدريك (Turgen Friedrich) في كتابه أساليب البحث الاجتماعي التجريبي الصادر في أبلادن (Opladen) عام 1980 ص 200 نقلاً عن كتاب "القياس والتنبؤ" تأليف :Stoufer Toby

وإليك الترجمة لهذا المثال ( ببعض التصرف)

افترض أنك كنت في سيارة يقودها صديق حميم لك. فصدم أحد المارة. وأنت تعرف أنه انطلق بها بسرعة لا تقل عن 60 كم في الساعة، علماً بأنه لا يسمح بسرع سرعة تزيد عن 30 كم في الساعة حيث وقع الحادث. ولم يكن هناك شاهد غيرك عليه. ويقول محامي الدفاع إنك إذا شهدت بعد تأدية اليمين بأن صديقك كان يقود سيارته بسرعة 30 كم في الساعة فإن من الممكن حمايته من عواقب وخيمة.

ما الحق الذي ينتظره صديقك منك لحمايته؟

ضع إشارة أمام بديل واحد من فضلك:

(أ) لصديقي حق تام وأكيد أن ينتظر مني أن أشهد بأنه قاد سيارته بسرعة 30 كم في الساعة.

(ب) لصديقي بعض الحق أن ينتظر مني أن أشهد بأنه...

(ج) لا حق لصديقي أن ينتظر مني أن أشهد بأنه...

سؤال آخر:

ماذا تعتقد أنك ستفعل كشاهد محلف من جانب وماذا ستفعل من جهة التزامك بصديقك من جهة آخر؟

ضع إشارة أمام بديل واحد من فضلك:

(أ) سأشهد بأنه كان يقود سيارته بسرعة 30 كم في الساعة.

(ب) لا أشهد بأنه كان يقود سيارته بسرعة 30 كم في الساعة.

أن من المحتمل أن يتيح مثل هذا الموقف حافزاً شديداً لدى المبحوث للإجابة كالحفاظ على الصداقة أو قول الحق ولو على حساب هذه الصداقة.

وأي إجابة تصدر عن المبحوث إنما تصدر انطلاقاً من مدى توافق الموقف مع وجهة نظره وأطر تصرفاته وإجابة المبحوث عموماً تقرب الباحث من معرفة تصرف المبحوث في الظروف المعقدة. والشرط الأساسي لمعرفة ذلك هو أن يشرح الباحث الموقف الافتراضي بدقة كما جاء في المثال المذكور.

مثال آخر:

افترض أنك في قاعة امتحانات وجلس إلى جانبك أحد الأصدقاء، وكنت الطالب الوحيد الذي يستطيع مساعدته لينجح في الامتحان. وأنت تعلم بأنه تلقى إنذاراً نهائياً بسبب انخفاض تحصيله العلمي.

كيف تتصرف عندئذ؟

ضع إشارة أمام بديل واحد من فضلك:

(أ) أحاول مساعدته لأني قد أتعرّض إلى الموقف نفسه.

(ب) أخفي عنه إجاباتي وإلا فإني سأساهم في تردي المستوى العلمي الجامعي.

سؤال آخر:

ماذا ستفعل لو لاحظ المدرس كما لو كنت أنت الذي يغش عن ورقة صديقك، فأخذ ورقة الإجابة؟

ضع إشارة أمام بديل واحد من فضلك:

(أ) أبين للمدرّس أنني لست المسؤول عن ذلك الغش.

(ب) أقبل بموقف المدرس لأني كنت المساهم الأول بعملية الغش.

(ج) أحاول إقناع صديقي بتوضيح الأمر للمدرس.

(د) أتقدم بشكوى ضد المدرس.

إليك مثالاً ثالثاً:

لو أغار العدو على الحي الذي تقيم فيه، وهدم البيت المجاور لبيتك، وسمعت عقب ذلك شخصاً يستغيث تحت الأنقاض، وكان قبل ذلك يسخر منك ويؤذيك، وأصبحت في تلك اللحظة قادراً على نجدته. فماذا تفعل؟

ضع إشارة أمام بديل واحد:

(أ) أهب لنجدته حالاً انطلاقاً من حق الجوار.

(ب) أهب لنجدته حالاً، فقد يتيح لنا هذا الموقف فرصة لنصبح أصدقاء.

(ج) اتركه تحت الأنقاض لأنه لا يستحق الحياة.

5- قد يكون السؤال المقفل «سؤال اختبار».

يصوغ الباحث هذا النوع من الأسئلة لاختبار مواقف الأفراد حول موضوع اجتماعي معين.

مثال:

هل توافق على خروج الفتاة مع خطيبها بمفردهما؟

(أ) أوافق

(ب) أعارض

ولكن كيف يستطيع الباحث اختبار صحة الإجابة التي يدلي بها المبحوث؟

يستطيع الباحث ذلك عن طريق إضافة سؤال آخر ليختبر صحة الإجابة عن السؤال الأول.

ويمكن أن يضيف الباحث السؤال التالي:

ولماذا؟

بذلك يتداخل السؤالان المقفل والمفتوح معاً.

وإذا أراد الباحث أن يكون أكثر وضوحاً، يمكن له أن يسأل:

هل تؤيد خروج الفتاة مع خطيبها حتى ولو كانت أختاً لك.

ويستطيع الباحث كتابة الإجابتين البديلتين أو غيرهما:

(أ) أختي لا تخرج مع خطيبها إلا إذا رافقها أحد منا.

(ب) أختي تخرج مع خطيبها لأن الأمر لا يخص غيرهما.

6- قد يأتي السؤال المقفل بصورة غير مباشرة:

يكون الباحث مضطراً في بعض الأحيان إلى توجيه السؤال إلى المبحوثين بصورة غير مباشرة ليحول دون إحراجهم، وليزيل من نفوسهم ما يمنعهم من الإجابة عن أسئلته.

مثال: يقول كثير من الناس لابد من مساواة المرأة بالرجل.

(أ) أوافق

(ب) أعارض.

مثال ثان يرى بعض الناس أن الرجل ليس أكثر ذكاء من المرأة، بل أن بعض النساء قد يتفوقن على الرجال بالذكاء.

(أ) أوافق

(ب) أعارض

مثال ثالث: يطالب كثير من النساء بضرورة مشاركة أزواجهن في أعمال المنزل في أوقات الفراغ. فهل هن على حق أم على باطل؟

إن توجيه السؤال بصورة غير مباشرة يجعل من السؤال الحساس سؤالاً طبيعياً أو عادياً. إلا أن صياغة السؤال تختلف باختلاف المبحوثين فالباحث يختار أسئلة مباشرة لدى استجواب الأفراد ذوي التعليم العالي؛ لأن الأسئلة غير المباشرة لا تنطلي عليهم.

توجد أساليب أخرى لتوجيه الأسئلة بصورة غير محرجة، كأن يأتي الباحث بصورتين لامرأتين مرسومتين على صفحة واحدة.

تقول الأولى: أن من الخطأ ضرب الطفل إذ يمكن تربيته بدون ذلك أيضاً.

تقول الثانية: إن الضرب أسلوب من أساليب التربية أيضاً ، فهو لم يلحق الضرر بطفل حتى الآن.

أما صيغة السؤال فيمكن أن تكون على النحو التالي:

هاتان امرأتان تتحدثان عن مبدأ في تربية الأطفال. فمن منهما على حق الأولى أم الثانية؟

مثال آخر: ما هي الصفات المهمة التي يفترض توفرها في الصديق؟

أيها القارئ العزيز

يستخدم الإسقاط أحياناً كأسلوب لتوجيه الأسئلة بصورة غير مباشرة أو

محرجة أو مضجرة. يقوم الأسلوب الإسقاطي باختصار على أساس الافتراض بأنه حكم المبحوث على موقف غامض، يقدم للباحث دليلاً على إدراك المبحوث للعالم المحيط، ومدى استجابته له، ويتم ذلك بعرض موقف غامض على المبحوث كصورة رجل يقف على النافذة، امرأة ترعى غنماً... الخ، ويطلب الباحث أن يتخيل قصة عن الصورة.

وقد يلجأ الباحث إلى كتابة جمل ناقصة، ثم يطلب من المبحوث إكمالها، فيسقط أو يعكس عليها انفعالاته، ومشاعره، وآرءه عن طريق وصف الصورة، أو إكمال الجمل الناقصة. ويستحسن في هذه الحال لو يستعين الباحث بعالم نفسي يساعده على تحليل إجابات المبحوثين.

7- قد تكون صياغة السؤال المقفل حائلاً دون إبداء الرأي أو انعدامه.

لا يجيب بعض المبحوثين عن الأسئلة الواردة في الاستمارة فيضعون إشارة أمام البديل «لا أعلم». ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب هي:

(أ) عدم توفر معلومات سابقة لدى المبحوث حول موضوع السؤال

(ب) امتناع المبحوث عن إبداء الرأي لسبب أو لآخر.

(ج) انعدام الرأي لدى المبحوث

ونعتقد بأن الأسباب التي تحول دون ذلك عائدة إلى عدم فهم السؤال من قبل بعض المبحوثين، وضآلة المعرفة لديهم، والعجز عن التمييز بين مدلولات الكلمات.

عزيزي القارئ

إن الأسئلة التي تدور حول مسائل محرجة ومنفرة كمعرفة الدخل، والجنس والعلاقات الأسرية، وتربية الأطفال وبخاصة في المجتمعات المحافظة، تسبب عناء كبيراً للباحث إذا لم يكن ذكياً في صياغة الأسئلة.