أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2017
1804
التاريخ: 31-3-2017
1294
التاريخ: 1-07-2015
2081
التاريخ: 1-07-2015
1528
|
قال: ( ولكلّ جسم مكان طبيعيّ يطلبه عند الخروج على أقرب الطرق ).
أقول: كلّ جسم على الإطلاق ـ بسيطا كان أو
مركّبا ـ فإنّه يفتقر إلى مكان يحلّ فيه ؛ لاستحالة وجود الجسم مجرّدا عن كلّ
الأمكنة.
ولا بدّ وأن يكون ذلك المكان طبيعيّا له ؛
لأنّا إذا جرّدنا الجسم عن كلّ العوارض الخارجة فإمّا أن لا يحلّ في شيء من
الأمكنة ، وهو محال بالضرورة ، أو يحلّ في الجميع ، وهو أيضا باطل بالضرورة ، أو
يحلّ في البعض وليس مستندا إلى أمر خارج ؛ إذ المفروض خلوّه عنه ، ولا إلى
الجسميّة المشتركة ؛ لأنّ نسبتها إلى الأمكنة كلّها على السويّة ، بل إلى أمر آخر
داخل فيه مختصّ به ، وهو المراد بالطبيعة ، فيكون ذلك البعض طبيعيّا ؛ ولهذا إذا
خرج من مكانه عاد إليه ، وإنّما يرجع إليه على أقرب الطرق ، وهو الاستقامة.
قال : ( فلو تعدّد انتفى ).
أقول: يريد أن يبيّن أنّ المكان الطبيعي
واحد ؛ لأنّه لو كان لجسم واحد مكانان طبيعيّان لكان إذا حصل في أحدهما تاركا
للثاني بالطبع ، وكذا بالعكس ، فلا يكون واحد منهما طبيعيّا له ؛ فلهذا قال: « فلو
تعدّد » يعني الطبيعي « انتفى » ولم يكن له مكان طبيعي.
قال: ( ومكان المركّب مكان الغالب أو ما
اتّفق وجوده فيه ).
أقول: المركّب إن تركّب من جوهرين ، فإن
تساويا وتمانعا وقف في الوسط بينهما ، وإن غلب أحدهما كان مكانه مكان الغالب ، فإن
تركّب من ثلاثة وغلب أحدهما كان مكانه مكان الغالب ، وإلاّ كان في الوسط ، وإن
تركّب من أربعة متساوية حصل في الوسط أو ما اتّفق وجوده فيه ، وإن غلب أحدهما كان
في مكانه.
قال : ( وكذا الشكل (2) والطبيعي منه الكرة
).
أقول : قيل في تعريف الشكل : إنّه ما أحاط
به حدّ واحد أو حدود (3).
وفي التحقيق أنّه من الكيفيّات المختصّة
بالكمّيّات ، وهي هيئة إحاطة الحدّ الواحد أو الحدود بالجسم (4).
وهو طبيعيّ وقسريّ ؛ لأنّ كلّ جسم متناه
على ما يأتي ، وكلّ متناه له شكل بالضرورة ، فإذا فرض عاريا عن جميع العوارض ، لم
يكن له بدّ من شكل أيضا ، فعلّته طبيعة الجسم لا غيره ، فيكون طبيعيّا له.
ولمّا كانت الطبيعة واحدة والقابل واحدا ـ
وما عدا شكل الكرة من الأشكال مشتملا على تعدّد الأفعال من الخطّ والنقطة وغيرهما
، وأثر الواحد واحد ـ كان الشكل الطبيعي هو المستدير ، والأشكال الباقية قسريّة.
__________________
(1) المكان : الموضع ، وهو المحلّ المحدّد الذي يشغله
الجسم. وذهب المشّاءون ومتأخّر والحكماء ـ كابن سينا والفارابي ـ إلى أنّ المكان هو
السطح الباطن من الجسم الحاوي المماسّ للسطح الظاهر من الجسم المحوي. وأمّا الإشراقيّون
فقد ذهبوا إلى أنّ المكان هو البعد المجرّد الموجود ، وهو ألطف من الجسمانيّات وأكثف
من المجرّدات. وذهب المتكلّمون إلى أنّه بعد موهوم مفروض يشغله الجسم ، ويملأه على
سبيل التوهّم ، وهو الخلاء.
انظر : « كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم » 2 :
1634 ـ 1635.
(2) الشكل هو الهيئة الحاصلة من إحاطة
الحدّ الواحد أو الحدود بالمقدار ، أي الجسم التعليمي أو السطح ، فالأوّل كشكل
الكرة ، والثاني كشكل المثلّث.
(3) انظر : « كتاب التعريفات » : 169 ،
الرقم 837.
(4) انظر : « كشّاف اصطلاحات الفنون
والعلوم » 1 : 1039.
|
|
حمية العقل.. نظام صحي لإطالة شباب دماغك
|
|
|
|
|
إيرباص تكشف عن نموذج تجريبي من نصف طائرة ونصف هليكوبتر
|
|
|
|
بمشاركة 60 ألف طالب.. المجمع العلمي يستعدّ لإطلاق مشروع الدورات القرآنية الصيفية
|
|
صدور العدد الـ 33 من مجلة (الاستغراب) المحكمة
|
|
المجمع العلمي ينظّم ورشة تطويرية لأساتذة الدورات القرآنية في كربلاء
|
|
شعبة التوجيه الديني النسوي تختتم دورتها الثانية لتعليم مناسك الحجّ
|