المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

ZERO ORDER REACTION
22-9-2018
عطائه و حلمه و حسن خلقه (عليه السلام)
15-04-2015
Transcriptomic Biomarkers
4-8-2020
الجناس
25-03-2015
borrowing (n.)
2023-06-17
انتاج لب التمور
16-6-2016


مباني أمنحتب الثالث.  
  
892   03:20 مساءً   التاريخ: 2024-05-19
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج5 ص 72 ــ 78.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23 247
التاريخ: 2024-02-17 953
التاريخ: 2024-03-13 906
التاريخ: 2024-11-18 206

هذه صفحة من أنواع اللهو الذي كان يصرف فيه «أمنحتب» شطرًا من حياته وبرفقته زوجه «تي»، وهذه الهوية المحبَّبة لم تكن لتَثْنِيه عن الالتفات إلى جسام الأمور في داخلية البلاد عندما كان يرى أن ذلك مما يُمجِّده أو يرفع من شأنه في أعين الشعب ويُكسِبه رضى آلهته الذين حبَوْه بالنصر على الأعداء. ولذلك كان أول ما وضع فيه كل همته هو تجميل مدينة «طيبة» مَهْد أعظمِ آلهة الدولة وأعلاها كعبًا. ولا غرابة فإن ذلك كان يتفق مع ميوله السلمية، وقد كانت هذه المدينة آخذة في الاتساع، يزداد بهاؤها وعظمتها باطِّراد منذ أوائل الأسرة الثامنة عشرة، مما جعلها تأخذ بنصيب الأسد من الثروة التي كانت تتدفَّق على مصر من «سوريا» وبلاد «النوبة». والواقع أن «طيبة» نالتْ في عهده ما لم تَنَلْه في عهد أيِّ فرعون قبله أو بعده، بما أُقيم فيها من معابد فاخرة وقصور شامخة كانتْ مضرب الأمثال وبهجة الناظرين في عصره. على أن ما أقامه في هذه المدينة من آثار كان يترسَّم فيه خُطَا أسلافه ثم يفوقهم في الفَخَامة والعَظَمة، هذا فضلًا عما ابتكره مما لم يُسبَق إليه. فنراه قد جرى على نهج أجداده في إقامة المعابد للآلهة المحلية في «طيبة» نفسِها مقرِّ الإله العظيم «آمون رع»، كما أقام لهم المعابد في أنحاء بلاد النوبة، ولم يُجارِه في هذا المضمار إلا «تحتمس الثالث»، فقد بنى الأخير معبدًا للإله «بتاح» في معبد الكرنك العظيم، وأقام الفرعون «أمنحتب الثالث» على غراره معبدًا للإله «منتو «(1) إله الحرب، وآخَر للإلهة «موت «(2) زوج الإله «آمون رع» في معبد الكرنك أيضًا (راجع Porter and Moss, “Bibliography” II, p. 89–91). وأعظم وأفخم بناء أقامه «أمنحتب الثالث» في «طيبة» معبده الجنازي الذي أقامه على الضفة اليُمنى للنيل في السهل المنبسط وراء شاطئ النهر وفي سفح التلال التي تكتنف النيل في هذه الجهة، وقد كان غرضه الأول من إقامته أن يكون معبدًا جنازيًّا له يُعبد هو فيه بوصفه إلهًا، وكذلك ليكرم فيه والده «آمون». غير أن عوادي الدهر ويد التخريب لم تُبقِ عليه ولم تَذَرْ حجرًا من أحجاره، ولم يصل لنا من أطلاله ما يدل على فخامته وعظمته إلا التمثالان المعروفان بتمثالي «ممنون» المنحوت كل منهما في قطعة واحدة من الحجر الرملي المستخرج من محاجر الجبل الأحمر الواقع بجوار «عين شمس»، وقد نقل هذا الفرعون هذين التمثالين إلى هذا المعبد في طيبة الغربية، ولذلك عبَّر «أمنحتب الثالث» بكبرياء وفخار عن نقلهما إلى هذا المكان بالعبارة التالية: لقد نقلتُهما من «عين شمس» الشمالية إلى «عين شمس الجنوبية» (أيْ من محاجر الجبل الأحمر الواقعة بجوار عين شمس إلى طيبة الغربية التي كان يُطلِق عليها المصريون اسمَ «عين شمس الجنوبية»). وقد لَقَّب هذا الفرعونُ نفسَه على تمثاليه الضخمين المُقامين أمام هذا المعبد: «صاحب الآثار العظيمة التي نقَلها بقوَّته من «عين شمس الشمالية» إلى «عين شمس الجنوبية «. ومن حُسن الصدف أن «أمنحتب الثالث» بعد أنْ أتمَّ إقامة هذا المعبد العظيم أقام في ردهته الكبرى لوحةً عظيمة من الجرانيت الأسود نَقش عليها نقوشًا جاء فيها كل ما كان يحتويه المعبد من أثاث فخم، وزخرف بهيج، وقد اغتصب الفرعون «مرنبتاح» هذه اللوحة بعينها، وهي المعروفة بلوحة «بني إسرائيل»، ونقش على وجهها الغفل من النقش وَصْفَ حروبه ومآثره في خلال حكمه، كما اغتصب معظم أحجار هذا المعبد هو ووالدُه وبنى به معبدَه الجنازي (راجع Breasted, A. R. II, § 878; Rec. XX, 37–54 ). وهذه اللوحة لها أهميتها القيمة من الوجهة التاريخية والدينية؛ إذ تَصِف لنا معبد «أمنحتب» الجنازي الذي أُقيم فيه تمثالا «ممنون» ومعبد «الأقصر» وما يتصل به من مبانٍ، والقارب المقدس، والبوابة الثالثة العظيمة التي أقامها هذا الفرعون في معبد «الكرنك»، ومعبد «صولب» الذي أقامه في بلاد «النوبة»، ثم أنشودة للإله «آمون «. وسنورد ترجمة هذه اللوحة مع التعليق عليها ليَرَى القارئ عظمة ما قام به هذا الفرعون من المباني الدينية، فاستمتع لما جاء فيها عن معبده الجنازي:

تأمل! إن قلب جلالته كان راضيًا عن إقامة آثار عظيمة مما لم يُعمل مثلُها منذ الأزل. ولقد جعله بمثابة أثر لوالده «آمون» رب «الكرنك» وسيد «طيبة»؛ إذ أقام له معبدًا فخمًا في غربي «طيبة»؛ ليكون حصنًا خالدًا أبدًا من الحجر الجيري الأبيض المغشَّى كله بالذهب، كما صُفِّحت رقعته بالفضة، وكل أبوابه كانت مُصفَّحة بالسام. وقد كانت رقعته عظيمة الاتساع والحجم جدًّا، وأُسِّس للأبدية، وقد زُيِّن بهذا الأثر العظيم جدًّا (اللوحة). والتماثيل الملكية فيه عديدة، وقد صُنعت من جرانيت «إلفنتين»، ومن الحجر الصلب، ومن كل حجر فاخر ثمين، ليكون عملًا خالدًا. وتضيء في رقعتها أكثر من السموات، وأشعتها تسطع في وجوه الناس مثل الشمس عندما تُشرق في الصباح المُبكِّر. وقد جُهِّز «بموقف للإله»، وغُشِّي بالذهب، (3) وأحجار ثمينة عِدَّة، ونُصبتْ أمامه عَمَد أعلام مُغَشَّاة بالسام، وهو يشبه الأفق في السماء عندما يُشرق فيه «رع» (الشمس) وتُمدُّ بُحَيْرته العظيمة من النيل العظيم، رب السمك، والطير طاهر في …

ثروة المعبد: «وحظيرته مملوءة بالعبيد ذكورًا وإناثًا، وكذلك أولاد أمراء كل الأقاليم، التي استولى عليها جلالته. ومخازنه فيها من كل ما لذَّ وطاب مما لا يُعرَف له عدد، وتُحيط به مستعمرات من أراضي «خاروا» يقطنها أولاد الأمراء، وحيوانُها يُعَدُّ بالملايين مثل رمال الشاطئ«.

بوابة المعبد الغربية: وهو حبل مقدمة سفينة الصعيد وحبل مؤخرة سفينة الدلتا (نعتان للفرعون)، وقد ظهر جلالته نفسه مثل «بتاح»، وكان ذكيَّ الفؤاد مثل «الذي جنوبي جداره» (أي الإله بتاح أيضًا)، باحثًا عن أشياء ممتازة لوالده «آمون رع» مَلِك الآلهة، فأقام له بوابة عظيمة جدًّا قبالة آمون (وهي البوابة التي كانت تكتنف تمثالَيْ «ممنون»)، وكان اسمُها الجميل الذي منحه إياها جلالته: «آمون تسلم سفينته المقدسة» وهي مكان يَرْتاح فيه رب الآلهة «في عيد الوادي» الخاص به عند سياحة آمون إلى الغرب ليُشاهِد آلهة الغرب ليمنح جلالته حياة راضية«.

أهمية هذا المتن: ولا نزاع في أن هذا الوصف الرائع لهذا المعبد لم يضع أمامنا تفاصيل دقيقة، غير أنه شَرْحٌ خلَّاب يعطينا صورة عن عظم ثروة الإمبراطورية في هذا العهد وما كانت تَنعَم فيه البلاد من مجْد وأبهة، وما كان يُقدِّمه الفرعون للإله، وما كان يتخذه لنفسه من أثاث وعتاد لعبادته. ومما يلفت النظر بوجه خاص ذِكْر مستعمرة «السوريين» التي أُسِّست لهم في مباني هذا المعبد، مما يدل على مدى اختلاط الأجناس الأجنبية بالمجتمع المصري، مما أدَّى إلى امتزاج دم جديد بالدم المصري، فأثَّر في تغيُّر سِحَن المصريين، وبخاصة عِلْيَة القوم، وسنرى أثر هذا الاختلاط فيما بعد. على أن هذه المستعمرة لم تكن الوحيدة في بابها بل لها مثيلاتها، فقد عُثر بجوار «بوالهول» على مستعمرة كان جُلُّ أهلِها من «العبرو» (العبرانيين) الذين نجد ذكرهم في لوحة منف الجديدة لأول مرة، ولا يَزال اسم هذه المستعمرة باقيًا في اسم بلدة «الحرونية» نسبة لإلههم «حورنا» أو «حول» وهو «بوالهول» الذي وُجد مع معبودهم الذي كانوا يعبدونه في بلادهم، كما شرحنا ذلك من قبل، على أنه لدينا لوحة أخرى لا تزال ملقاة بجوار تمثالَيْ «ممنون» وفيها إهداء هذا المعبد للإله «آمون رع». (راجع Breasted, A. R. II, § 904). وقد كان موضعها الأصلي في المعبد في «موقف الملك»؛ أي إنها كانت ترتكز على الجدار الذي خلف حجرة قدس الأقداس. والجزء الأعلى من هذه اللوحة يحتوي على منظرين تقليديين؛ يُرَى فيهما الفرعون «أمنحتب الثالث» وزوجه الملكة «تي» أمام الإله «سكر أوزير» في الجهة اليسرى والإله «آمون رع» في الجهة اليمنى (راجع L. D. III. Pl. 72).

وهاك نصَّ اللوحة:

خطاب الفرعون

يعيش (ألقاب الفرعون) الملك «أمنحتب الثالث» يقول: تعالَ أنت يا «آمون رع» يا رب طيبة، يا مَن تسيطر على «الكرنك»، لقد رأيتُ بيتك، الذي لك في غربي «طيبة»، وجماله يمتزج بجبال «مانو» (جبال خرافية في الغرب) عندما تسبح في السماء لتغرب وراءها، وعندما تشرق في أفق السماء فإنه يضيء بذهب وجهك؛ لأن واجهته شطر الشرق … وإنك تضيء في الصباح كل يوم، وجمالك في وسطه دائمًا، ولقد صنعتُه صناعة ممتازة، فهو من الحجر الرملي الأبيض الجميل.

تمثالا ممنون

ولقد ملأه جلالتي بالآثار بتماثيلي من جبال الحجر الصلب، وعندما تُرى في مكانها فإنها تبعث البهجة بسبب حجمها «العظيم»، ولقد صنعتُ كذلك صورة في الحجر من المرمر والجرانيت الوردي والأسود. وقد أقام جلالتي «بوابتين» مريدًا عمل أشياء ممتازة لوالدي، وتماثيل خارجة … وقد صورت … جميعها، ولقد كان ما صنعتُه من ذهب وحجر، وكل حجر غالٍ فاخر لا حصر له. ولقد ألقَيتُ عليهم التعليمات ليعملوا ما يسرُّ حضرتَك راضيًا بمأوًى ممتاز مثل …

القربان

ولقد خصصت لها (التماثيل) قربانًا … وقد عمل جلالتي هذه الأشياء لملايين السنين، وإني أعلم أنها تمكث على الأرض لوالدي … كل ما يلزم عمله له. وصنعتُ لك ظلًّا (مزولة؛ أي ساعة شمسية) لسياحتك في عرض السماء مثل «آتوم» عندما يخرج مع كل الآلهة حينما يكون تاسوع الآلهة الذين خلفك والقردة المقدسة تمجِّد شروقك وظهورك في … الأفق. والتاسوع الإلهي يبتهج ويقدمون الثناء للإله «خبري»، والقردة المقدسة تمدحك عندما تغرب في «الحياة» في الغرب.

المسلات

وأقمتُ مسلات هناك (…)، ولقد أظهرت عطفًا لكل ما فعله جلالتي في صورة مقصورة لجلالتك … وأقمتُ لك ثانية آثارًا في غربي المأوى العظيم (4). ولقد عظمت كل الأعمال … لأجل أن أقدم ضرائبي على يد جيشي. ولقد اغتبطت عندما فعلتُ كل ذلك لوالدي. وخصصتُ لك قربانًا يوميًّا عند بداية الفصول، وضحايا في مواقيتها، بمثابة ضريبة لمعبدك. وخُدَّام الإله والكَهَنة من أعظم وخير مَن في البلاد … فتقبَّلْ ما فعلتُه يا أيها الوالد المبجل «يا آمون» الأزلية.

كلام آمون

الكلام الذي نطق به «آمون» … تعالَ يا بُنَي «أمنحتب»، إني أسمع ما تقول، ولقد رأيتُ آثارَك، وإني والدك خالق جمالك … وإني أتقبَّل أثَرَك الذي أقمتَه لي.

كلام التاسوع الإلهي

… تعالَ … في معبدك الأبدي، وإنه «نب ماعت رع» (أمنحتب الثالث) ابنك الذي عمل لك هذا … وإنك في السماء، وإنك تضيء الأرض، والمَلِك على الأرض يُدير دولتك …

تمثالا ممنون: ومما هو جدير بالملاحظة في هذه النقوش ذِكْر التماثيل التي أقامها الفرعون في هذا المعبد، وقد نحتها من كل الأحجار النادرة، وكذلك الأواني والأشياء التي صنعها من الذهب. كما أشار إلى تمثالَيْ «ممنون» القائمَيْن أمام «بوابة المعبد»، وكذلك ذكر لنا وجود مسلتين، ثم ذكر لنا وضْع مزولة ليَعرِف بها الكهنةُ سَيْرَ الشمس في السماء. ومن كل هذا لم يَبْقَ لنا إلا تمثالا «ممنون» (أمنحتب الثالث)، ومع ذلك فقد أخْنَى عليهما الدهر وشوَّهَهما تشويهًا كبيرًا بفعل العوامل الطبعية ويد الإنسان معًا. وكان يبلغ طول الواحد منهما قبلَ تهشِيمِه نحو تسع وستين قدمًا، وطول ساقه تسع عشرة قدمًا ونصف القدم، وطول قدمه عشر أقدام ونصف قدم، وعرض صدره عشرون قدمًا وطول أصبعه الوسطى أربع أقدام ونصف القدم، وذراعه خمس عشرة قدمًا ونصف قدم.

وربما يُعزَى بقاء هذين الأثرين لتأليه القوم لهذا الفرعون، وعلى أية حال يَظهَر أنه لم تَقُمْ أية محاولة لإتلافهما واغتصابهما، كما كانت سُنَّة الفراعنة؛ ولذلك فقد بَقِيَا جالسَيْن على حافَةِ الصحراء يَرَيان «طيبة» تنمو تارة وتسقط أخرى. فقد رأيَا «الأثيوبيين» يدخلون البلاد، ومِن بعدِهم «الآشوريين» ثم «الفُرْس» ثم أعقبهم «الإغريق» «فالرومان»، ثم «العرب» أخيرًا. وفي عام 27 ق. م حدث زلزال قضَى على بعض ما كان ماثلًا من خرائب «طيبة» وهشَّم التمثال الشمالي من تمثالَيْ «ممنون» فكسر نصفين، وسقط نصفُه الأعلى، وكان هذا الزلزال الذي أعقبه الكسر فاتحةَ عهدٍ جديد في شُهْرة هذا الأثر؛ إذ بعد حدوث هذا التصدُّع بزمن قصير كان المارَّة يسمعون في الصباح المبكر عند طلوع الشمس صوتًا موسيقيًّا ينبعث من التمثال المكسور، كأنه صوت عود، وقد انتشر خبر تلك الأعجوبة؛ ومن ثَمَّ حَبَكَ الخيالُ الإغريقي الخصب الخرافات عن سبب هذا الحادث. وعلى الرغم من أن المصريين الذين كانوا يعيشون بجوار هذين الصنمين يعرفون أنهما للفرعون «أمنحتب الثالث»، فإنهم أفتَوْا بأن الصوت المنبعث من التمثال هو صوت «ممنون» ابن «تيتوس» أخي الملك «برايام» صاحب «طروادة» و«إيوس» الإلهة الإغريقية إلهة شفق الفجر. وتقول الأسطورة إن ممنون كان يُهاجِم أهالي «طروادة» هو وجيش من الأثيوبيين ضد الإغريقيين، وقد قتله «أخيل» البطل الإغريقي، غير أن أمه «إيوس» التقطتْ جثته من ساحة القتال، ودَعَتِ الإله «زيوس» أن يمنحه الأبدية. وقد صارتِ الدموع التي انهمرتْ من عينَيْها عليه تمثِّل نقط الندى التي تَظهَر كل صباح عند مطلع الشمس. وفي رواية أخرى أن «ممنون» كان رجلًا أثيوبي الأصل، وأنه قبل ذهابه إلى «طروادة» أتى إلى مصر، ومن ثَمَّ ذهب إلى «سوس» «ببابل»، وعلى حسب الخرافة الجديدة التي نشأتْ حول التمثالين نعرف أن الأصوات الموسيقية العَذْبة التي كانت تُسمع كل صباح عند مطلع الشمس هي نبرات صوت هذا البطل يُرحِّب بوالدته عندما تشرق الشمس في السماء الوردية اللون، ولقد نال هذا التمثال شهرة عالية دوَّتْ في كل مكان، حتى إن أباطرة الرومان، قد دفعهم حبُّ استطلاع هذا الشيء الغريب إلى أنْ يَفِدوا لزيارته. ففي القرن الثاني بعد الميلاد قام الإمبراطور «هدريان» بسياحة إلى «طيبة» ليستمع إلى هذا الصوت، وبعد مرور سنين على زيارته هذه جاء الإمبراطور «سبتمس سفرس» لزيارة هذا التمثال وسُرَّ به كثيرًا لدرجة أخذتْه، فأمر بإصلاح ما تهدَّم منه. فركَّب الجزء العلوي في مكانه، وبذلك ظهر بصورته الحقيقية، غير أنه مما يؤسف له أن هذا الإصلاح كان إيذانًا باختفاء هذا الصوت، ومن ثَمَّ بقِيَ صامتًا فلم يُسمع ثانية، ومنذ ذلك العهد انفضَّ الزُّوَّار الكثيرون من حوله، وأمسى التمثال في عالَم النسيان من هذه الوجهة، ولكنه دون هذه الناحية بقي حتى الآن صورة ناطقة بعظمة مقيمِه، ولا يزال كعبة الزوَّار من كل بقاع العالَم؛ لشهرته وضخامته، ولا أدلَّ على مقدار شهرة هذا الصنم مما نجده من الكتابات التي تركها لنا الزوار على أجزائه المختلفة منذ القِدَم حتى الآن(5).

...........................................

1- راجع: Bouriant “Rec. Trav.” XIII, p. 172; Brugsch, Rec. LXII. (3); Porter and Moss, “Bibliography”, II, p. 3–5

2- راجع: Benson and Gourlay, “Temple of Mut”.

3- المكان الذي يقف فيه امللك ليُ َّتوج في قدس الأقداس.

4- اسم هذا المعبد هو بيت آمون في غربي طيبة (راجع Amenophis Bauinschrift Die “,SpiIII auf der Flinders Petrie-Stele”, Rec. Trav. XX, p. 49).

5- وقد رسم على كل من جانبي التمثال الثاني (الجنوبي الغربي) صورة كلمن الملكة » تي «والملكة» موت مويا « Porter and Moss. “Bibliography”, II, p. 160.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).