اهم المشاكل الادارية اثناء قلش الدجاج البياض

أولا: مشكلة الاضطرابات والاصابات المعوية (Entritis)

هذه الاضطرابات المعوية تنشأ لسببين رئيسيين وهما:

١. لجوء الدجاج الى تناول العلف القديم المبعثر بالفرشة اثناء فترة التصويم. هذا العلف القديم قد يكون معرض للتعفن وسيؤدي الى ظهور اصابات معوية.

۲. سبب هذه الاضطرابات هو لجوء الطيور المصومة من العلف الى شرب المزيد من الماء. فهي سوف تلهي نفسها بشرب الماء والماء الزائد سيؤدي الى سيولة زائدة في محتويات القناة الهضمية وهذا ما سيوفر وسط ملائم جدا لنمو البكتريا الضارة التابعة لعائلة Enterbacteriaceae مثل الكولاي والسالمونيلا والباستورلا المسببة لمرض الكوليرا. هذه الأنواع البكتيرية تسبب ظهور الاسهال من خلال تأثير سمومها على نفاذية جدران الخلايا المعوية فيبدأ الجسم يفقد سوائله لتتوفر لها بيئة أفضل للنمو والتكاثر ولهذا سوف تزداد فرص الإصابة بأمراض الاسهال الكولي Coli entrites والباراتيفوئيد الذي تسببه السالمونيلا ومرض الكوليرا الذي تسببه بكتريا الباستوريلا(pasturella).

لعلاج هذه المشكلة نقترح القيام بالإجراءات التالية:

1. استبدال الفرشة القديمة بفرشة جديدة قبل البدا بتطبيق برنامج القلش الإجباري على شرط ان يتم ذلك دون ازعاج القطيع يتم الاستبدال جزئيا من بداية القاعة ويفضل أن يتم عصرا او ليلا وعند الضرورة يمكن اجراء العملية بعد الساعة 10 صباحا" لضمان ان معظم الدجاج قد انتهى من وضع البيض. فقد اشارت الدراسات أن أكثر من 80% من الانتاج يحصل في الساعات الأولى من الصباح. يتم دفع الدجاج من منطقة وتستبدل الفرشة ويبدأ العمل بمنطقة اخرى وهكذا الى نهاية القاعة على ان يراعي العمال عدم احداث اصوات عالية او القيام بحركات مفاجئة تربك الدجاج.

2. تعريض القطيع للتعطيش لمدة يوم او يومين حسب البرنامج او تقنين الماء حيث يقدم من الصباح لغاية المساء (ساعة 6 مساء) وبعدها يقطع الماء لضمان حصول خفض ملموس بدرجة الرطوبة او الفعالية المائية (water activity) لمحتويات الامعاء وهذا ما سوف يثبط نمو وتكاثر انواع البكتريا الضارة ويشجع ويحفز نمو انواع بكتريا حامض اللاكتيك النافعة.

3. لأجل زيادة فعالية التعطيش في تثبيط نمو البكتريا الضارة يفضل اضافة الخل (Vineger) او اللبن الخاثر (Yugart) المخفوق مع الماء ويوزع بمعدل 4 لتر لكل قاعة. يتم التوزيع مباشرا" على المناهل بمعدل قدح صغير لكل منهل.

هذا الاجراء المهم سيقلل نوعا ما الأس الهايدروجيني داخل الامعاء (PH الأمعاء) وبذلك ينشط البكتريا المحبة للحموضة وهي أنواع البكتريا النافعة لتقوم بقتل البكتريا الضارة وتثبط نموها وتكاثرها وبالتالي اخراجها مع الفضلات خارج الجسم. إذا علمنا أن مدى الجيل للبكتريا أو عمر البكتريا احيانا" 7 - 15 دقيقة لبعض الانواع فأن هذه التغيرات اذن سوف تحصل خلال ساعات قليلة. بكتريا الباستورلا المسببة لمرض الكوليرا تنشط ايضا" بالأجواء الحارة وذلك لزيادة شرب الماء وهذا الاجراء سوف يساعد على الحد من تكاثرها. هذا الاجراء ايضا" يقلل من خطورة الإصابة بالكوكسيديا ومرض التهاب الأمعاء التنخري الذي تسببه بكتريا الكلوستريديا (Clostridia). مع كل هذا يفضل أن يحتفظ المربي ببعض الأدوية المهمة لعلاج هذه الأمراض التي قد تظهر خلال فترة التصويم وعلى طول فترة تطبيق برنامج القلش الاجباري. اهم الادوية الضرورية هي النيومايسين والامبسلين والامبروليوم والكوزمكس والسلفا ديازين.

4. مضاعفة كميات المعززات الحيوية (Probiotic) المضافة للعلف قبل او اثناء وبعد فترة تطبيق البرنامج. هذه المعززات الحيوية تحوي على أحياء مجهرية مفيدة تثبط نمو البكتريا المرضية الضارة.

ثانيا: مشكلة تفاقم ظاهرة النقر (Cannabolizm)

النقر بالطيور قد يظهر لأسباب عديدة كالازدحام والجوع والعطش والحرارة العالية وعدم اتزان العليقة. وبما أن برامج القلش الاجباري بما تحويه من عوامل مجهدة كالصوم والعطش والضوء لذلك سوف تثار الطيور وقد تتفشى عندها ظاهرة النقر وتزداد الهلاكات. لمنع ظهور هذه المشكلة نوصي بالإجراءات التالية:

١. القطعان البياضة وكذلك قطعان الأمهات المرباة على الأرض يتم قص المنقار في اعمار مبكرة (بعمر 10 يوم او 40 يوم كحد اعلى) وعند القيام بهذه العملية بصورة مضبوطة فسوف لا يعود المنقار ولا ينمو من جديد مطلقا. اما إذا اجريت عملية قص المنقار (Debeaking) بصورة غير مناسبة ولم يتم القطع من المنطقة القريبة من فتحة المنخرين (۲ ملم عن الفتحة) فان ذلك سيؤدي الى عودة نمو المنقار من جديد وسيرجع الى سابق عهده طويل وحاد النهاية. إذا أصبح المنقار كذلك فان النقر بين الطيور سيبدأ وسيكون النقر مؤذي وجارح وهذا ما يعرض بعض الطيور للهلاك. لذلك ننصح بفحص الطيور قبل بدا البرنامج واعادة قطع المنقار للطيور التي نمى فيها المنقار مرة أخرى.

۲. ضرورة ضبط تعتيم القاعة وخفض الاضاءة فيها الى أوطأ حد ممكن. شدة الإضاءة يجب ان لا تزيد عن 1-0.5 واط لكل متر مربع من مساحة القاعة. الظلام يهدا القطيع ويمنع ظاهرة النقر.

ثالثا: مشكلة اصابة القطيع بمرض النيوكاسل

النيوكاسل كان ولايزال من أخطر الأمراض الفايروسية التي تصيب الدجاج وتهدد صناعة الدواجن بجميع انحاء العالم. ورغم مضي ثمانين عام من اكتشافه. (عام ۱۹۲۷) بولاية نيوكاسل في المملكة المتحدة لم يتم اكتشاف دواء شافي لهذا المرض. وتكتفي حقول الدواجن بالوقت الحاضر بالتلقيح ضد هذا المرض لأجل رفع مناعة الجسم الداخلية لمجابهة هذه الفايروسات المرضية الخطيرة. ان جميع برامج التلقيحات للمرض معمولة على اساس تسويق القطيع البياض عند انتهاء سنته الانتاجية الأولى. ولهذا لا توجد معلومات دقيقة حول وضع برنامج تلقيحي للقطعان خلال وبعد فترة القلش الاجباري. وهل من الواجب اعادة التلقيح الزيتي على القطعان ام يتم الاكتفاء باللقاحات الحية. بعد القيام ببرامج القلش الاجباري على قطعان تجارية لحقول الدجاج البياض وحقول امهات فروج اللحم ننصح القيام بالإجراءات التالية:

ضرورة تلقيح القطيع بالرش (Spray vaccination) قبل اسبوعين من موعد تطبيق البرنامج خلال الفترة التحضيرية لأجل رفع مناعة القطيع ضد هذا المرض الى المستوى الذي يعطيه الحماية الأكيدة من هذا المرض. الدراسات الحديثة اكدت ان تعرض القطعان للاجهادات (Stress) كالتصويم الطويل الأمد والتعطيش ستؤدي الى تثبيط الجهاز المناعي وخفض فعالية الخلايا اللمفاوية البائية (- B lymphocytes) المنتجة للأجسام المضادة المسؤولة عن المناعة الخلطية بالجسم. كذلك ستقل الفعالية الالتهامية ( Phagocyte ) لأنواع الخلايا الدموية البيضاء فتقل قابليتها على التهام المايكروبات الغازية. وظهر من الدراسات ان الاجهاد سيؤدي الى رفع معدلات افراز هرمونات Corticosteron المنطلقة من قشرة الغدة الادرنالية وهذه الهرمونات تمتلك مستقبلات على الخلايا اللمفاوية فتدخل لداخل الخلايا هذه وتقوم بعملية هضم وتحطيم لهذه الخلايا وهذا ما يطلق عليه اسم Lympholysis وكما هو موضح بالشكل التالي. لذلك ننصح بالتلقيح قبل اسبوعين من موعد البدا بالبرنامج ويعاد التلقيح كل ۲۱ يوم طيلة الفترة الانتاجية الثانية. ولا يفضل اعادة التلقيح باللقاح الزيتي مطلقا وذلك لان هذه العملية ستؤدي الى تورم بمنطقة الراس (اذا تم التلقيح تحت جلد الرقبة) وذلك لحصول حساسية من النمط الثاني والناتجة من فعالية الخلايا اللمفاوية التائية المتحسسة وهذا ما يطلق عليه اسم (T - delayed hypersensitivity). هذه الخلايا سوف تتجمع بالمنطقة وسوف تدخلها بحالة استنفار والتهاب وهذا ما يعرض الراس للتورم. وتزداد حالات التورم كلما كانت مناعة الطيور ضد المرض عالية قبل التلقيح. لذلك ننصح أن يتم التلقيح بالرش فقط ويعاد بعد كل ۲۱ يوم طيلة الفترة الإنتاجية الثانية.

شكل بوضح ميكانيكية تأثير الاجهادات الناتجة عن تطبيق برنامج القلش الاجباري في خفض فعالية الجهاز المناعي وخفض مستوى المناعة الخلطية والخلوية بجسم الطيور