أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2020
2052
التاريخ: 14-1-2020
78328
التاريخ: 1-12-2016
7871
التاريخ: 9-2-2020
2165
|
الهجرة إلى الطائف
لا بد من تحرك جديد :
لقد فقد النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بوفاة أبي طالب نصيرا قويا ، دافع عن النبي «صلى الله عليه وآله» ، وعن دعوته الإلهية ، بيده ولسانه ، وشعره ، وولده ، وعشيرته ، وكل مواهبه وطاقاته ، وضحى من أجله بمركزه وماله وعلاقاته الاجتماعية ـ كما قدمنا ـ فاعتقدت قريش أنه «صلى الله عليه وآله» سيضعف عزمه عن مواصلة جهوده ، بعد أن مات ناصره ، فنالته بعد وفاة شيخ الأبطح بأنواع الأذى ، مما عجزت عنه في حياة عمه العظيم ، ووجدت الفرصة للتنفيس عن حقدها ، وصب جام غضبها على ذلك الذي ترى فيه سببا لكل مشاكلها ومتاعبها.
ورأى «صلى الله عليه وآله» أن الدعوة الإسلامية تتعرض لضغوط قوية تمنع من انتشارها ، ومن دخول الآخرين فيها ، ما داموا لا يرون في ذلك الدخول إلا العذاب والنكال ، وإلا الذل والمهانة.
بل يمكن أن يتعرض ما حصل عليه ، وجاهد من أجله وفي سبيله لأخطار بما لا يكون في وسعه مواجهتها وتجاوزها بنجاح تام.
ومن هنا فقد كان لا بد من تحرك جديد ، يعطي للدعوة دفعة جديدة ، ويجعلها أكثر حيوية ، وأكثر قدرة على مواجهة الأخطار المحتملة وإذا كان بقاؤه «صلى الله عليه وآله» في مكة ـ إن لم يكن فيه خطر على الدعوة ـ معناه جمودها ، وتحجيمها ، وشل حركتها ، فإن من الطبيعي أن يبحث عن مكان آخر تتوفر فيه له حرية الحركة ، والدعوة إلى الله ، بعيدا عن أذايا قريش ومكائدها ، ويتوفر فيه متنفس لهؤلاء المسلمين الذين تنالهم قريش بمختلف أنواع العذاب والتنكيل ، قبل أن يتطرق اليأس إلى نفوسهم ، وينهاروا أمام تلك الضغوط التي يتعرضون لها باستمرار.
فكان كل ذلك وسواه دافعا إلى الهجرة إلى الطائف.
الهجرة إلى الطائف في كلمات المؤرخين :
فبعد أن أذن الله له «صلى الله عليه وآله» بالخروج من مكة إذ قد مات ناصره ؛ خرج إلى الطائف ، ومعه علي «عليه السلام» (١) ـ أو زيد بن حارثة أو هما معا (٢) على اختلاف النقل ـ وذلك لليال بقين من شوال سنة عشر.
فأقام في الطائف عشرة أيام ، وقيل : شهرا ، لا يدع من أشرافهم أحدا إلا جاءه ، وكلمه ، فلم يجيبوه ، وخافوا على أحداثهم ؛ فطلبوا منه أن يخرج عنهم ، وأغروا به سفهاءهم ؛ فجلسوا له في الطريق صفين ، يرمونه بالحجارة ، وعلي «عليه السلام» يدافع عنه ، حتى شج في رأسه ، أو أن الذي شج في رأسه هو زيد بن حارثة.
ويقولون : إنه «صلى الله عليه وآله» التجأ إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وجلس في أحد جوانبه ، فتحركت عاطفة ابني ربيعة ، وهما يريان ما به من الجهد ، فأرسلا إليه غلامهما عداسا ـ وهو نصراني من أهل نينوى ـ بعنب ، فوضعه بين يديه ، فمد إليه يده ، وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، فتعجب عداس من أن يكون بهذا البلد أحد يذكر الله ، وجرت بينهما مكالمة انتهت بإسلام عداس.
فقال أحدهما للآخر : أما غلامك فقد أفسده عليك.
ثم انصرف «صلى الله عليه وآله» راجعا إلى مكة ، فاستعد أعداؤه للقائه بأنواع من الأذى لم يعرفها من قبل.
ولكنه «صلى الله عليه وآله» كان مصمما على مواجهة كل الاحتمالات ؛ حيث قال لرفيقه علي «عليه السلام» ، أو زيد : إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه.
فطلب من الأخنس بن شريق أن يجيره ليتمكن من دخول مكة ، فرفض على اعتبار أنه حليف ، والحليف لا يجير على الصميم (3).
ثم طلب من سهيل بن عمرو أن يجيره ، فرفض أيضا ، لأنه من بني عامر فلا يجير على بني كعب ، فدخل مكة بجوار المطعم بن عدي ، الذي تجهز ومن معه بالسلاح لحمايته ؛ فأمضت قريش جواره.
ويقول البعض : إنه رد عليه جواره من أول يوم وصوله ، وقال آخرون : بل استمر في جواره مدة.
هكذا باختصار يروي المؤرخون قضية الهجرة إلى الطائف ، ثم العودة منها.
__________________
(١) سيرة المصطفى ص ٢٢١ و ٢٢٢ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٤ ص ٩٧ عن الشيعة.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٢٧ عن المدائني وسيرة المصطفى ص ٢٢١ و ٢٢٢.
(3) قد تقدمت مصادر ذلك حين الكلام على هجرة أبي بكر ، ثم دخوله مكة بجوار ابن الدغنة.
|
|
إجراء أول اختبار لدواء "ثوري" يتصدى لعدة أنواع من السرطان
|
|
|
|
|
دراسة تكشف "سببا غريبا" يعيق نمو الطيور
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
|
|
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
|
|
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
|
|
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف
|