أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
3748
التاريخ: 10-9-2020
2569
التاريخ: 23-12-2020
6301
التاريخ: 10-5-2020
6284
|
وأما الذين أسلموا قبل المواجهة مع قريش ، فنذكر منهم :
زيد بن حارثة الذي أسلم ثانيا ، وفي نفس الوقت أسلم خالد بن سعيد بن العاص ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن عبسة ، وعتبة بن غزوان ، ومصعب بن عمير (١) أما الأرقم بن أبي الأرقم فكان سابعا (٢) ، وقصة إسلام أبي ذر معروفة ، وكان إسلامه على يد النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، وعلي «عليه السلام» هو الواسطة ، وسيأتي ذلك بعد صفحات يسيرة.
ومن الأولين أيضا :
جعفر بن أبي طالب ، وبلال ، وخباب بن الأرت ، والزبير بن العوام ، وكل هؤلاء أسلم قبل أبي بكر ـ على حد تعبير الإسكافي في نقض العثمانية (٣).
ويرى المقدسي : أن الزبير أسلم رابعا ، أو خامسا.
وعدا عما تقدم ، فإن أبا اليقظان خالد بن سعيد بن العاص ، كان هو نفسه يزعم : أنه أسلم قبل أبي بكر (4).
وعليه فلا يصغى لما حكاه البيهقي من أنه رأى في منامه النار ، ثم لقي أبا بكر فأخذه إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، فأسلم (5) فإن أبا اليقظان نفسه يكذب ذلك وينكره ، وهو أعرف بنفسه من كل أحد.
وأما عثمان فقد اشترط لإسلامه أن يزوجه الرسول «صلى الله عليه وآله» رقية ، ففعل ، فأسلم (6) فأين هي دعوة أبي بكر له ، والحالة هذه؟!.
ويروي المدائني عن عمر بن عثمان : أن عثمان قال : إنه دخل على خالته أروى بنت عبد المطلب يعودها ، فدخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فجعل ينظر إليه ، وقد ظهر من شأنه يومئذ شيء ؛ فجرى له معه «صلى الله عليه وآله» حديث ، وقرأ عليه «صلى الله عليه وآله» بعض الآيات ، ثم قام «صلى الله عليه وآله» فخرج.
قال عثمان : فخرجت خلفه فأدركته ، وأسلمت (7).
فإذا أخذنا بهذه الرواية أيضا لم يكن لأبي بكر في إسلام عثمان يد ولا نصيب.
وأما سعد بن أبي وقاص ف «كان سبب إسلامه : أنه رأى في المنام قال : كأني في ظلام ، فأضاء قمر ، فاتبعته ، فإذا أنا بزيد وعلي قد سبقاني إليه ، وروي : فإذا أنا بزيد وأبي بكر ، قال : ثم بلغني : أن رسول الله يدعو إلى الإسلام مستخفيا ، فلقيته بأجياد ، فأسلمت ، ورجعت إلى أمي الخ ..» (8).
وعن إسلام طلحة يقولون : إنه كان في بصرى ، فسمع خبر خروج نبي اسمه أحمد في ذلك الشهر من راهب ، فلما قدم مكة سمع الناس يقولون : تنبّى محمد بن عبد الله ، فأتى إلى أبي بكر ، فسأله فأخبره ، ثم أدخله على رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأسلم ، فأخذهما نوفل بن خويلد وقرنهما بحبل ، فسميا القرينين (9).
ولكن هذه الرواية كما ترى ، لا تدل على أنه أسلم بدعوة أبي بكر إياه ، بل هي في خلاف ذلك أظهر كما هو واضح ، كما أنهم يذكرون رواية أخرى مفادها :
أن طلحة ذهب بنفسه إلى رسول الله فأسلم (10) ، وأما أن أبا بكر وطلحة قد سميا القرينين فسيأتي أنه لا يصح أيضا ؛ وذلك ضعف آخر في هذه الرواية.
بل لقد كذّب علي «عليه السلام» أن يكون أحد من قريش قد عذّب كما سنرى فكيف يكون طلحة وأبو بكر قد عذبّا ، وقرن أحدهما إلى الآخر؟!
٣ ـ يقول الإسكافي هنا ما ملخصه :
إن أبا بكر قد عجز عن إدخال أبيه ، مع أنه معه في بيت واحد ، وابنه الوحيد عبد الرحمن في الإسلام ، وبقيا على شركهما إلى عام الفتح ، وكذا الحال في أخته أم فروة ، وزوجته نملة ـ أو قتيلة ـ بنت عبد العزى ، التي فارقها حين نزل قوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ)(11) ، بعد الهجرة بعدة سنين.
ويمضي الإسكافي هنا فيقول : كيف استطاع أبو بكر أن يهيمن على سعد ، والزبير ، وطلحة ، وعبد الرحمن وغيرهم وهم ليسوا من أترابه ، ولا من جلسائه ، ولا كان له معهم صداقة أو مودة ، ولم يستطع أن يقنع عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وهما من جلسائه ، بل وأكبر منه سنا ، ويأنسان إلى حديثه وطرائفه ـ كما يزعم أنصاره ـ؟! وما له لم يدخل جبير بن مطعم في الإسلام ، وهو الذي أدبه وعلمه ، وعرفه أنساب العرب ، وقريش وطرائفها وأخبارها كما يدّعون؟!.
وكيف لم يقبل منه عمر بن الخطاب الدخول في الإسلام في تلك الفترة ، وكان صديقه وأقرب الناس شبها به ، وبحالاته ، ولئن رجعتم إلى الإنصاف لتعلمن بأن إسلام هؤلاء لم يكن إلا بدعاء النبي «صلى الله عليه وآله» وعلى يديه (12).
٤ ـ وأما ما تقدم نقله عن أسماء ، فهو يقتضي أن تكون أسماء وأهل بيت أبي بكر أسبق الناس إلى الإسلام ، وقد عد ابن هشام ممن أسلم في الفترة الأولى من الدعوة بحيث يعدّ من السابقين الأول أسماء وعائشة ابنتا أبي بكر (13) ، وعند النووي وغيره : أن عائشة قد أسلمت بعد ثمانية عشر إنسانا وأختها أسماء أسلمت بعد سبعة عشر (14).
ولكن قد فات هؤلاء : أن كل ما تقدم يكذب هذا الذي ذكروه هنا.
أضف إلى ذلك : أن عمر أسماء كان حين البعثة أربع سنين على أبعد التقادير ، أما عمر عائشة فنحن نقول : إنها أيضا كان عمرها قريبا من هذا (15).
ولكن نفس أولئك يقولون : إنها قد ولدت بعد البعثة بخمس سنين (16) ، فكيف تكونان قد أسلمتا بعد ثمانية عشر إنسانا؟ مع أن الفترة السرية أو فقل الدعوة الإختيارية ، وعدم الإعلان ، قد انتهت بإسلام أربعين؟!
وأما جلساؤه وأهل بيته فقد تكلمنا عنهم ، ولم يبق إلا ولده محمد ، وهو إنما ولد بعد مبعث النبي «صلى الله عليه وآله» بثلاث وعشرين سنة ، أي قبل وفاته «صلى الله عليه وآله» بقليل.
سر التأكيد على دور أبي بكر :
وأما سر التأكيد على دور أبي بكر فقد أوضحه لنا الجاحظ ، حين قال :
«ولذلك قالوا : إن من أسلم بدعاء أبي بكر أكثر ممن أسلموا بالسيف ، ولم يذهبوا في ذلك إلى العدد ، بل عنوا الكثرة في القدر ، لأنه أسلم على يديه خمسة من أهل الشورى ، كلهم يصلح للخلافة ، وهم أكفاء علي «عليه السلام» ومنازعوه في الرياسة والإمامة ، فهؤلاء أكثر من جميع الناس» (17).
نعم يا جاحظ : لقد تجاوز أبو بكر كل التوقعات ، حتى لقد بزّ النبي نفسه ، ولم يستطع وهو الرسول الأعظم أن يجاريه في تلك الفضائل المجعولة ـ كما قدمنا ـ ولا ندري لماذا غلط جبرئيل ونزل عليه دونه!.
وحسبنا هنا ما ذكرناه حول هذا الموضوع ؛ فإن استقصاء الكلام فيه يحتاج إلى جهد مضن ووقت طويل.
هل عمير بن أبي وقاص من السابقين؟!
ويذكر ابن هشام هنا : أن عمير بن أبي وقاص كان من جملة السابقين إلى الإسلام (18).
ولكن ذلك لا يصح ؛ لأنهم يقولون : إن عميرا قد قتل في بدر ، وله ستة عشر عاما ، فيكون عمره حين البعثة سنة واحدة (19) ؛ فكيف يكون من السابقين إذن؟!.
_______________
(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٣٢ وسيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٦٤ وغير ذلك.
(٢) الإصابة ، ترجمة الأرقم ج ١ ص ٢٨.
(٣) شرح النهج ج ١٣ ص ٢٢٤ ، والعثمانية في أواخرها حيث ينقل كلام الإسكافي ص ٢٨٦ والغدير ج ٣ ص ٢٤١.
(4) البدء والتاريخ ج ٥ ص ٩٦.
(5) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٢٤٨ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ٣٢ وطبقات ابن سعد ج ٤ ص ٦٧ ـ ٦٨ والاستيعاب ج ١ ص ٤٠١ ـ ٤٤٢ والإصابة ج ١ ص ٤٠٦ ومع ذلك فإن الرواية لا تدل على أنه أسلم بدعوة أبي بكر بل هي في ضد ذلك أظهر.
(6) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٢.
(7) الاستيعاب ج ٤ ص ٢٢٥.
(8) البدء والتاريخ ج ٥ ص ٨٤ ـ ٨٥.
(9) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣٦٩ ، والبدء والتاريخ ج ٥ ص ٨٢ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٩ ودلائل النبوة للبيهقي ج ١ ص ٤١٩.
(10) البدء والتاريخ ج ٥ ص ٨٢.
(11) الآية ١٠ من سورة الممتحنة.
(12) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٧١ عن الإسكافي ، ولا يردّ على الإسكافي بامرأة نوح وولده ؛ حيث لم يكونا مؤمنين ، فإن الإسكافي يريد أن يقول : إن المستفاد من القرائن العامة هو أن أبا بكر لم يكن يملك المؤهلات والكفاءات التي تعطيه القدرة على أن يقنع أحدا بالدخول في الإسلام.
(13) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٧١.
(14) تهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ٣٢٩ و ٣٥١ عن ابن أبي خيثمة في تاريخه عن ابن إسحاق ، والإصابة ج ٤ ص ٢٢٩ بالنسبة لأسماء فقط.
(15) وعد المقدسي عائشة مع الذين أسلموا في السنوات الأولى من البعثة في الفترة السرية قبل أن يدخل «صلى الله عليه وآله» دار الأرقم وقال : إنها كانت صغيرة فراجع البدء والتاريخ ج ٤ ص ١٤٦.
(16) سيأتي بعض الكلام في ذلك ، في فصل : حتى بيعة العقبة.
(17) العثمانية للجاحظ ص ٣١ ـ ٣٢ وشرح النهج ج ١٣ ص ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(18) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٧٢.
(19) تهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ٣٩ والإصابة ج ٣ ص ٣٦.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|