أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2795
التاريخ:
1628
التاريخ: 1-12-2016
3584
التاريخ: 27-12-2020
3054
|
حل رموز الكتابة المسمارية:
إن قصة حل الرموز الكتابة المسمارية واحدة من أروع الاكتشافات العلمية, فقد بذلت جهود كبيرة, منها الناجحة ومنها المتعثرة من أجل حل رموز هذه الكتابة, إذ تم حل طلاسم الكتابة المسمارية في فترت زمنية متفرقة توقفت على الحقبة الزمنية التي عثر فيها الآثاريون على الألواح التي ساعدت في حل رموز الكتابة المسمارية التي نقشت عليها بأساليب مختلفة(1).
وتعود البدايات الأولى في محاولة لحل الرموز المسمارية إلى القرن السابع عشر الذي قام برحلة إلى العراق (Pietro Della Volle) وذلك عن طريق الايطالي بترو ديلا فاله وبلاد فارس في 1616 م ونقل معه إلى أوربا عددا من الأختام الأسطوانية عليها نقوش وكتابة مسمارية من بابل وأور، وهي أولى النماذج لهذه الكتابة (2).
ولم تتوقف الكشوفات في القرن الثامن عشر, فقد أرسل ملك الدانمارك عام 1761 م بعثة علمية إلى الشرق تكونت من خمسة أعضاء برئاسة كارستن نيبور(Carsten Neibuhr) وتمكنت البعثة من نسخ نقوش جديدة من برسبوليس عام 1778 م, ولاحظ أنها مكتوبة بثلاثة أشكال مختلفة من الكتابة المسمارية, واستنتج أن كل نقش يتناول موضوعا واحدا كرر ثلاث مرات ليمثل كتابة الأقسام الثلاثة الرئيسية في الإمبراطورية الفارسية وهي فارس وعيلام وبابل (3).
أن يتوصل إلى فك الخط واستطاع العالم الألماني ج.ف كروتفند(G.F.Groflend) الأول الذي كان يضم 42 علامة مسمارية, والتي كانت تمثل حروفا هجائية وليست مقطعية وتمكن من قراءة بعض العلامات المنقوشة فوق رأس أحد التماثيل التي تعود للأخمنيين وبعد دراسات ومقارنات مع الكتب التي ترد فيها أسماء حكام السلالة الأخمينية تمكن من التوصل إلى معرفة بعض أسماء الأعلام التي حواها النص الأول والتي تشير إلى اللغة الفارسية القديمة (4).
ويرجع تاريخ أهم كشف أثري في حل طلاسم الخط المسماري إلى سنة 1844 م عندما قام هنري رولنسون (Sir.H. Rawlinson ) الدبلوماسي البريطاني الذي كان يشغل منصب القنصل بالسفارة البريطانية في بغداد بوصف لوح عثر عليه في أحد المواقع الأثرية بإيران (5) عرف بلوح "بهيستون", "باهستان" المدون بلغات فارس القديمة وعيلام وبابل وانضم إلى العمل فيما بعد جورج سميث (G. Smith) وهذا الأخير كشف النقاب عام 1872م عن اكتشاف قصة الطوفان والتي وردت في اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش (6) كما يرجع الفضل في فك قسط كبير من الخط المسماري إلى كل من الإنجليزي ادوارد هنكس (Edword Hinks) والفرنسي جول أوبرت (Juel Oppert)(7).
كما يعد اكتشاف سكافيه Sckafer المهندس الفرنسي أحد الاكتشافات المهمة، فقد عثر في منطقة رأس شمرا (8) بين عامي 1928 م و1929 م على نقوش مكتوبة بالخط المسماري الأوغاريتي (الأبجدية الأوغاريتية المسمارية) مكتوب على لوحات فخارية، ويحتوي على أساطير وملاحم شعرية وأناشيد وصلوات دينية تلقي الضوء على الأدب الكنعاني في الألف الثاني ق.م حيث استطاع شي. فيرولو(Ch.Virolleand) ود. دورم (D. Dhorme) وهانز باور(Hans Baver)
كل على حدى من الوصول إلى حل طلاسم هذه الكتابة بهذه الاكتشافات وبذلك أمكن حل طلاسم اللغة المسمارية القديمة (9).
إن الكتابة المسمارية برغم صعوبتها وتعقد مواضيعها وطول الفترة التي استغرقتها في حل رموزها إلا أنها كانت من الأهمية وتراثها الحضاري المشجع والدافع والمحرك لمواصلة حل رموزها وترجمتها, فكان أن تم التوصل والوقوف على الإرث الحضاري الذي خلفه سكان وادي الرافدين خاصة منهم السومريون والبابليون, تراث شمل جميع المجالات خاصة منها الجانب الأدبي الذي احتوى الأساطير والقصص والملاحم وغيرها...
____________
(1) سيد حسب الله, محمد جلال غندور, المرجع السابق, ص 162 .
(2) محمد حرب فرزات, عيد مرعي, المرجع السابق, ص 31 .
(3) أحمد أمين سليم, (العصور الحجرية), المرجع السابق, ص 102 .
(4) بهيجة إسماعيل خليل وآخرون, المرجع السابق، ص 230 .
(5) سيد حسب الله، محمد جلال غندور، المرجع السابق, ص 75 .
(6) محمد العربي، موسوعة الأديان السماوية والوضعية-الديانات الوضعية المفترضة- دار الفكر اللبناني، بيروت, 1995 , ص 23 , الهامش رقم (03)
(7) Georges Roux, OP.Cit; P 50.
(8) رأس شمرا: أو ما يعرف بأوغاريت قديما, وهي تل أثري يقع شمال اللاذقية على الساحل السوري للمتوسط, وقد تم كشفها سنة 1928 من خلال ذكرها في نصوص مملكة ماري. أنظر: ليونارد كوتريل، المرجع السابق, ص 231-232.
(9) سيد حسب الله, محمد جلال غندور, المرجع السابق, ص 75-76.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|