أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1605
التاريخ: 22-9-2016
1967
التاريخ: 1-12-2016
2967
التاريخ:
2176
|
إدخال الفساد والانحراف الأخلاقي إلى مؤسسة الخلافة:
لقد أجمع المؤرخون والمختصون على أن الحكام الأمويين هم الذين أدخلوا الخلاعة والمجون والفجور وشرب الخمر وممارسة المحرمات الشاذة إلى مؤسسة الخلافة ، حتى أصبحت دار الخلافة مركزا للهو والعبث والفساد ، ففقدت الخلافة هيبتها الروحية ومكانتها في النفوس . فكان الخليفة منهم يذكر باللهو والغناء وشرب الخمر والفجور والظلم وجمع الأموال وامتهان الأمة وسلبها حقوقها ومصادرة إرادتها .
أخرج الواقدي من طرق أن عبد الله بن حنظلة الغسيل قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى ظننا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إنه رجل ينكح أمهات الأولاد ، والبنات ، والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة " ( 1 ) .
وقال الذهبي : " ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل ، مع شربه الخمر واتباعه المحرمات اشتد عليه الناس وخرجه عليه غير واحد " ( 2 ) .
ووصفه عبد الملك بن مروان بالخليفة المأفون بقوله: " ألست بالخليفة المأفون، يعني يزيد " (3).
قالت أم الدرداء لعبد الملك بن مروان مرة " بلغني يا أمير المؤمنين أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة ؟ قال : إي والله والدماء قد شربتها " ( 4 ) .
ووصف الذهبي الوليد بن يزيد بن عبد الملك بقوله : " اشتهر
بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك . . . " ( 5 ) .
وقال ابن الأثير : إن عبد الملك بن مروان أول من نهى عن الأمر بالمعروف ، فإنه قال في خطبته بعد قتل ابن الزبير : " ولا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه " ( 6 ) .
من تلك اللقطات والمئات من الممارسات المحرمة التي ارتكبها الحكام الأمويون في قصور الخلافة يتضح لنا الدور الأموي في إسقاط الأخلاقية الإسلامية في مؤسسة الخلافة التي أراد لها الله أن تكون قدوة ومنارا للهدى والإصلاح .
وضع الحديث: وفي هذه المرحلة - مرحلة الحكم الأموي - كثر وضع الحديث: والتشجيع عليه من قبل معاوية وبشكل رسمي، كما كثر دخول الإسرائيليات في الحديث والتفسير والعقائد .
ويذكر الباحثون في تاريخ الوضع والوضاع أن الكذب قد بدأ في عصر رسول الله ، ولكنه كان عملا فرديا وممارسة من أناس كذابين ، أما الوضع بشكله المتبني فقد بدأ عام ( 41 هـ ) بدأه معاوية بن أبي سفيان ، وأن الوثائق التاريخية التي وردت إلينا تؤكد ذلك ، قال أبو جعفر الإسكافي المعتزلي : " إن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فاختلفوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير " ( 7 ) .
وقال ابن عرفة : " إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم " ( 8 ) .
إن دراسة الحوادث والوقائع والمواقف التأريخية التي مارسها حكام أمويون تكشف لنا بوضوح حقيقة الصراع الأموي ضد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وامتداده المتمثل في علي وآله عليهم السلام وسترى وضوح ذلك من خلال الدراسة التي أجراها الشيخ الأميني في شخصيات أموية شملت أبا سفيان ومعاوية ومروان والحكم بن العاص والوليد بن عقبة وغيرهم من العناصر الأموية . وإذن فلنقرأ ما كتبه العلامة الأميني في ذلك لتتشكل أمامنا معالم الصورة الحقيقية للمسار الأموي .
_________________
( 1 ) تاريخ الخلفاء : 195 .
( 2 ) المصدر السابق : 204 .
( 3 ) الصدر السابق : 204 .
( 4 ) الكامل في التاريخ : 3 / 522 .
( 5 ) الكامل في التاريخ : 3 / 233 .
( 6 ) المصدر السابق .
( 7 ) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد : 1 / 12 - 16 .
( 8 ) المصدر السابق : 1 / 358 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|