المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تجنب عقد المقارنات  
  
1880   10:35 صباحاً   التاريخ: 25-12-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص359-361
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

بعد مولد طفلنا بوقت قصير ، كنا في منزل احد اصدقائنا في دعوة على الغداء بصحبة مجموعة صغيرة من الاصدقاء . وقالت صديقتنا (( كاسي )) لعدد من المدعويين : (( اتمنى لو ان ديفيد ( زوجها ) يقضي مزيدا من الوقت مع اولادنا كما يفعل ريتشارد )) . ولقد سمع زوجها هذا التعليق واصبح غاضبا ، وفسر كلماتها على انها تشعر بانني احب طفلي واضعه في اهم اولوياتي اكثر مما يحب هو طفله – وذلك الامر لم يكن سخيفا فقط بل ويمكنه ان يتسبب في اثارة غضب العديد من الاباء ايضا . وبصورة حزينة كانت هذه الحادثة بداية النهاية لعلاقة الصداقة بيننا .

وكما في كل الاحوال ، فان المقارنة كانت سخيفة الى حد مضحك وغير عادلة مثل عقد المقارنة بين التفاح والبرتقال ، حيث انني كنت اعمل في عمل حر وكنت اتمتع بكثير من التحكم في جدول مواعيدي واعمالي ، وكنت اسير اقل من خمسة عشر دقيقة من منزلي لمقر عملي ، وكان ديفيد من ناحية اخرى يعمل لدى شركة عملاقة ، ويملك مقدارا ضئيلا من السيطرة على جدول مواعيده ، وعليه ان يتحمل ذلك ان كان يريد الاحتفاظ بوظيفته – والذي جعل الامور تزداد سوءا ان رحلة ذهابه من والى المكتب كانت تستغرق اكثر من ساعتين يوميا .

انا في الحقيقة على ثقة بان صديقة العائلة لم تقصد اي اساءة من وراء ذلك التعليق ، فهي كانت فقط تعبر عن شعورها بالاستياء لان ديفيد لا يستطيع ان يقضي مزيدا من الوقت مع اولاده ، واعتقدت هي انه شيء لطيف ان بإمكاني ان اوفر الوقت بل وانني ايضا اختار ان اقضي مزيدا من الوقت مع طفلنا .

ولسوء الحظ وأيا ما كانت درجة العفوية والدقة ومنطق ذلك التفسير فانه غالبا مالا يحمل اي معنى ، لأنك عندما تبدا بالمقارنة بين انسان تحبه وبين شخص اخر فانت بذلك قد فتحت الابواب للمشاكل المحتمل وقوعها ، ولو فكرت في ذلك لوجدت ان الامر معقول ، لان اغلبنا يريد ان يكون محبوبا لدى الاخرين كما هو عليه . وانه لأمر يدفع للشعور بالإهانة ان نفكر ان شريك حياتنا تمنى لو اننا كنا نشبه احدا اخر .

انا كلي رجاء ان قيامك بالمقارنة بين شريك حياتك وبين شخص اخر لن تتسبب في تحطيم علاقتك الا ان المقارنة تعد احد تلك الامور التي ليس لها اي جانب مشرق .

هناك جانب اخر للعملة كما يقولون يجب ان تكون على دراية به ايضا ، فلو كنت انت الذي يتعرض لمقارنته بشخص اخر حاول ان (( لا تبتئس من ذلك )) بل حاول ان ترى المقاصد البريئة التي قصدها شريك حياتك ودع الامر يمر ، واعلم انه في كثير من الحالات عندما يقوم شريك حياتك بمقارنتك مع شخص اخر ، فهو يعبر بذلك عن عدم رضاء مؤقت في مشاعره فقط .

اما بالنسبة لكاسي فكانت تتمنى ان يكون لدى زوجها مزيد من وقت الفراغ ليقضيه مع الاولاد ، وكانت تعلم ان هذا ليس خطأه ، ولو ان ديفيد استشف حسن النية في تعليقها لكانت ردود افعاله اقل حدة واكثر تفهما . وفي الواقع لو انهم تعاملوا مع الموقف من زاوية اخرى لأدى ذلك بالاثنين الى تفاهم مهم بشان تحديد أولوياتهم كأسرة .

نحن نؤمن ان هذه الاستراتيجية جيدة لتقضي على اسلوب التأجيل الدائم الذي تتبعه الافكار الجيدة ، لن نقابل من يكون سعيدا عندما يتم مقارنته (بصورة ضعيفة) مع شخص اخر ، ولا نتوقع ان نقابل أحداً على هذه الشاكلة قريبا .

إن عقد المقارنات أمر يجب علينا جميعاً أن نتجنبه . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.