أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-20
776
التاريخ: 2023-08-29
1170
التاريخ: 11-1-2017
1886
التاريخ: 2024-12-23
176
|
يتمثَّل الاتساع الذي قام به الهكسوس في عصرهم الثاني العظيم في مصر في خصائص حورانية كما سبقت الإشارة لذلك، فقد ظهر في هذا العصر طرازٌ من الفخار ذو لونين من صنع الحورانيين، وقد أظهرت أعمالُ الحفر التي عملت على أُسُس علمية على حسب طبقات الحفر في فلسطين، أن هذا الطراز من الفخار أحدث من طراز الفخار الذي استُخرِج من «تل اليهودية»، الذي كان يُعَدُّ رمزًا خاصًّا لإنتاج عهد الهكسوس القديم، والطراز الجديد يُؤرَّخ بعهدٍ يرجع إلى ما قبل الأسرة الثامنة عشرة؛ فلا بد من أن يكون تاريخ وجوده إذن في مصر قبل عام 1850 ق.م، وهذا هو السبب الرئيسي الذي من أجله يعتقد بأنه يُنسَب إلى الهكسوس والحورانيين على السواء، ولدينا حقيقة أخرى بدهية، وهي أن الفخار الحوراني لا بد أن يكون إحضاره إلى مصر قد وقع في حدود عهد الأسرة السادسة عشرة لا الأسرة الخامسة عشرة التي لم يوجد فيها، وإذن فليس من خطل الرأي أن نرى في ظهور الفخار الجديد في البلاد المصرية علامةً على تغيير أُسَري. وقد كان كلٌّ من طراز الفخار الجديد والقديم على ما يظهر يُستعمَل بكثرة في مصر، ولكن لما كانت الأسرتان اللتان خصَّصهما «مانيتون» لعهد الهكسوس لم يمتد أجلهما أكثر من قرنٍ ونصف قرن من الزمان، فإنه قد يكون من المعقول أن نرجع ظهور الفخار الحوراني إلى حوالي عام 1650، أما في فلسطين وسوريا فلا بد أن يكون قبل ذلك بزمن قليل، وعلى الرغم من احتمال وقف صنع الفخار ذي اللونين في مصر بشكله الخاص حوالي عام 1850ق.م، عندما طرد «أحمس» الأول الهكسوسَ من البلاد، فإنه كان لا يزال بقية في البلاد من المتمسِّكين بالقديم، وقد استمروا في البلاد إلى منتصف القرن الخامس عشر على أقل تقدير، وبين هؤلاء نلحظ وجود فخار حوراني في شكل مختلف،(1) هذا إلى ظهور طراز جديد من المرمر(2) ومن الجعارين؛(3) ومن ذلك نرى أنه في الوقت الذي لم يكن فيه نفوذ «الهكسوس» السياسي في مصر قائمًا بعد عام 1580ق.م، نجد من جهة أخرى أن ثقافة الهكسوس لم تُمْحَ من الوجود في البلاد المصرية مباشَرةً، أما في «سوريا وفلسطين» فكان الموقف يختلف تمامًا في خلال الجزء الأول من الأسرة الثامنة عشرة، ففي نهاية الأسرتين السادسة عشرة والسابعة عشرة اللتين كانتا تحكمان البلاد في مدة واحدة تقريبًا، هُزِم الهكسوس في «أواريس» ووَلَّوا الأدبار مخترقين الصحراء إلى أن وصلوا إلى «شاروهن»، حيث قاوموا حصار «أحمس» لهذه المدينة طوال ثلاثة أعوام، ثم دارت الحرب بعد ذلك في الشمال. ولكن بعد أن أحَسَّ «أحمس» أن الخطر قد زال عن بلاده، عاد إلى مصر ليلتفت إلى مهام البلاد الأخرى، والظاهر أن الهكسوس في الوقت نفسه لم يتقهقروا إلى أبعد من النقطة التي طُرِدوا إليها، بل من الجائز أنهم قد عادوا فتَقَدَّمُوا ثانيةً نحو مصر بعد عودة المصريين إلى بلادهم، غير أن عملهم هذا لم يَتَعَدَّ مجرد حركات حربية وحسب، وبطبيعة الحال بقي جزء كبير من السكان في مساكنهم، وتحدِّثنا الوثائق المصرية عن غزوتين أخريين لآسيا قبل عهد «تحتمس» الثالث؛ فقد قام تحتمس الأول بحملة إلى آسيا وصلت في سيرها حتى بلاد نهرين على نهر الفرات، على حسب ما جاء في حياة «أحمس بن أبانا»، وكذلك «أحمس» بن «بنخبت»، وهما اللذان جاء ذِكْرهما لأول مرة في عهد «أحمس» الأول، وقد قاد «تحتمس الثاني» في مدة حكمه القصيرة على أقل تقدير حملةً إلى «آسيا» كما سيجيئ بعدُ، وقد ذكرنا فيما سبق الأسبابَ التي تحمل على الاعتقاد بأن الهكسوس كانوا لا يزالون في «فلسطين» و«سوريا» عندما اعتلى «تحتمس» الثالث العرشَ، وأنه هو وابنه «أمنحوتب» الثاني قد قضيَا على الهكسوس القضاء الأخير في هذه البلاد.
................................................
1- راجع: (Balabish Pl. XIX, 3 late 18th Dynasty)
2- راجع: Howard Carter in J. E. A. III. p. 151–53. Pl. XXII. 1–4 & Brunton and Engelbach, “Gurob”, (London 1927) Pl. XXIV p. 53 (Thuhmose III?) cf. O. I. p. XXXIII, Fig. 184:1–5.
3- راجع: Newberry, “Scarabs” p. 73 & Brunton and Engelbach, “Gurob”, Pls. XXIV, 50 & XL, 22 (Thuhmose III); cf. O. I. p. XXXIII, p. 184 f.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|