المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تعليم وتعلم الأولاد في الاسلام  
  
1778   10:01 صباحاً   التاريخ: 2023-04-16
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص156 ـ 164
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

بحثنا عن التعليم والتعلم وفي الروايات التربوية والتي تتحدث عن تربية الابناء يعد التعليم والتعلم من حقوقهم. ونقرأ في غالب الروايات ان من الابناء على الوالدين ان يعلموهم: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (حق الولد على والده ان يعلمه الكتابة والرماية وان لا يرزقه الا طيباً(1). ولقد وردت هذه الجملة في كثير من الروايات والمراد بالتعليم والتعلم ثلاثة اقسام التعليم والتعلم المتعلق بالطفل والمتعلق بالمراهق والمتعلق بالشاب. وإذا قصر الوالدين في احدى هذه المراحل فانهم محاسبون يوم القيامة. وقد تنجر الى الحرمة تحت عنوان ثانوي في بعض الأحيان.

القسم الأول: المعلومات التي تتعلق بدنيا الطفل. كالمدرسة والثانوية والجامعة. وما هو واجب على الوالدين المعلومات العمومية وكلما ازدادت فأنها فضيلة بالنسبة للأنسان ولقد راعى الوالدين هذا الحق جيداً.

وهناك قسم يتعلق بالحياة. كأن تعلم الام ابنتها ادارة البيت وتربية الأطفال فالفتاة في عمر عشرة إلى خمسة عشرة عاما يجب ان تعرف كيف تدير بيتها. وهذا من واجبات الأم. رأينا بعض الأحيان أن الفتاة تملك شهادة عالية الا انها لا تعرف كيف تلبس الطفل او تحميه وهذا سيء للفتاة وفي الحقيقة يجب ان نقول ان هذا عار على الأم. او في مسألة الطبخ فهذا نقص للأم والفتاة، فعلينا ان نتعلم امور البيت في المرحلة الأولى ثم تحصل المرتبة العلمية الأخرى التي هي فضيلة وضرورية. وعلى الأم ان تعلمها كيف تتعامل مع زوجها وكيف تستقبله وكيف تحسن معاملته. وعلى الوالدين ايضاً ان يعلموا الصبي كيف يكون رجلاً ذو مروءة وصفح وايثار في بيته. على الأب ان يجلس ويعظ ابنه بلطف اذا كنت ترجو سعادة الدنيا والآخرة عليك ان تحسن معاملة زوجتك و.. ويعلمه كيف يتعامل في المجتمع وان (الانسان اللطيف المعشر شريك الناس في اموالهم) مثل فارسي.

انتبه لكي تكون صادقاً محقاً وان تجد مكاناً مناسباً لك في المجتمع بدل ان يطردك خاصة في شهر رمضان المبارك نرى ان بعض الشباب يجلسون في الساعة العاشرة او الحادية عشر ليلاً وهم يلهون ويتمازحون وهنا عار على الوالدين وعلى الشباب وعلى قم ايضا وبدل من ان يقعدوا في هذا الشهر الكريم ويتعلموا القرآن يمضونها في التجوال في الشوارع، على الآباء والأمهات ان يحسوا بالمسؤولية تجاه هذا الموضوع المهم. والا فان الشباب سينجرون إلى الفساد ويجلب لكم ولهم العار.

على الأم ان تنتبه اين تذهب ابنتها ومن ترافق. وهل يحق لها ان تذهب إلى صلاة الجمعة وأمها او ابوها يجلسون في البيت، ولا يمكن ترك الحرية الكاملة للفتاة قد تذهب إلى اي مكان. قد ترى في وقت ما يحضرونك إلى الشرطة انهم لا قدر الله قد وجدوا شاباً وفتاة؟ فانه عار ليس لابنتك فحسب حتى تموت بل انه عار لعشيرتك بأكملها وعار على قم المقدسة ايضا.

ايها السيد لا تنم إذا لم ينم ابنك اجلس وتحدث معه وعلمه هذا من واجبك (حق الولد على الوالد ان يعلمه). أخبره عن طريقة الحياة وأخبره انه إذا وقع في الفخ لن يتمكن حتى ألف عاقل من انقاذه. وان كان تاجراً علمه ما ينتجه الغش والخدع والمال الحرام. يقول القرآن: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 276]، اقرأها لولدك وعلمه آداب الكسب وغض النظر حتى لا يعرف إذا كانت المرأة التي قدمت إلى محله عجوزاً كانت ام شابة علمه النجابة والصفاء والحقيقة. ليطمئن اليه الأصدقاء والجيران والتجار. ويساعدوه في محنته. من واجب الآباء ان يتحدثوا مع ابنائهم ومن واجب الأمهات ان يتحدثن مع بناتهن. حذروهن من المخالطة من الذهاب الى المحال المشبوهة فان لحظة غفلة قد تجلب العار مدى العمر للفتاة.

حيث لا يمكن توعية الابناء بالصراخ والغضب بل بالسيطرة على الأعصاب والتبسم والاستدلال. يذكر القرآن جملة في سورة لقمان. وهذه الجملة تفهمنا خاصة الآباء والأمهات كيف يجب ان نتكلم مع اولادنا: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، لقد ورد في هذه الآية الشريفة ثلاث نكات:

1ـ {يَا بُنَيَّ} [لقمان: 13]، عندما تريد ان تتحدث مع ولدك استعمل كهذه التعابير يا بني يا عزيزي و...

2ـ {وَهُوَ يَعِظُهُ} [لقمان: 13]، اي حدثه بالموعظة وبلطف وبحنان.

3ـ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، اي باستدلال حذري ابنتك أيتها الأم من الذهاب لوحدها واذكري لها الاسباب. او قل لولدك ان الساعة العاشرة ليلا ليس وقت خروج ومكان الشاب في هذا الوقت من شهر رمضان المبارك هو المسجد.

حيث يقرأ القرآن ودعاء أبو حمزة الثمالي او في البيت. لا ان يلهيك القادم والذاهب ويلعن والدك الذي تركك في الشارع تراقب الفتيات والنساء والعياذ بالله فأنها اعمال قبيحة. قل له ولدي العزيز يجب ان تحصل على شخصيتك الاجتماعية وعلى الكرامة والا فستحقر ولن تبلغ مناك وسيطردك المجتمع. ان هذا الأسلوب من التعامل واجب. وهذا التعليم والتعلم اوجب من المدرسة والثانوية والجامعة بشكل خاص لقد قلت ان اولئك ايضا ضروريين يعدون فضيلة ايضاً لأن الاسلام يقول بثلاثة علوم والباقي يعتبره فضيلة الا العلم الذي يضر بالمجتمع - كالعلوم الغربية مثل السحر والزمل واحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي وغيرها من العلوم التي قد تلهي الناس او تخدعهم.

دخل النبي (صلى الله عليه وآله) الى المسجد فرأى المسلمين وقد التفوا حول أحدهم فسألهم عنه قالوا انه علامة يا رسول الله، فسأل عن علمه قالوا: اعلم بالنسابة. اي يعرف الآباء والاجداد فأجاب النبي (صلى الله عليه وآله) هذا ليس علم فان علمه لا ينفع ووجهه لا يضر ثم قال: (انما العلوم ثلاثة آية محكمة، سنة عادلة، فريضة قائمة). اي علم التوحيد وعلم أصول الدين والمعارف الاسلامية وعلم الأخلاق لكي يعرف الفضيل من الرذيل وكيف يحصل الأولى ويتخلص من الثانية. وعلم الفقه. ثم اضاف (صلى الله عليه وآله): (انما العلوم ثلاثة وما سواهن فضل) فالشاب الذي يحصل على شهادة علمية عصرية هذه تعد فضيلة برأي الاسلام.

طبعاً إذا أردنا ان تثمر ثورتنا وان شاء الله ستثمر يجب ان تعتمد على الاكتفاء الذاتي من الناحية الثقافية والعلمية. وهذا ما نعاني منه اليوم لو كان لدينا لكل عشرة مرضى طبيبا واحدا لكان ذلك ممتازا. وهذا ما يجب ان نسعى اليه ومن البديهي انه فضيلة. لكن الأفضل من هذا القسم الثاني من التعليم والتعلم اي كيفية الحياة. والأفضل من هذين القسمين علم الدين. يجب ان تعلموا ابنكم كيفية الصلاة والوضوء شكل صحيح قبل ان يتكلف بذلك. ويجب ان يتعلم التيمم والفتاوى ويقرأ القرآن فالبيت الذي لا توجد فيه الرسالة العملية كالبيت الذي لا توجد فيه سجادة للصلاة: وقرآن او كتاب دعاء. هل صادف ان ذهبتم إلى بيت ولم تجدوا فيه سجادة للصلاة ولم يعرفوا اهله اتجاه القبلة. فان لم تكن الرسالة العملية موجودة في بيتكم فان حاله مثل حال ذلك البيت.

إذا بلغت الفتاة سن التاسعة يجب ان تصوم وان تتوضأ وان تعرف مسائلها من دون اخطاء. والا فحذار ان تكون هذه الفتاة تاركة الصلاة عندها ستدخل ووالديها إلى النار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، فمن واجبكم ان تعلموا اولادكم الرسالة العملية حتى إذا لم تكن زوجتك تعرف مسائلها عليك ان تجلس وتعلمها اياها والا فستدخل هي إلى جهنم لأن لم تعمل بواجبها وانت بسبب تقصيرك. اجلس وعلمهم ورغب الذي يجيبك بالجائزة وهيء له جائزة قيمة. فان هذا من واجب النساء والرجال.

من واجبهم ان يعرفوا الأخلاق الاسلامية ويعلموها وأطفالهم. فيفهمونهم ما الحسد مثلا ويعملون على ازالته إذا كان الصبي يحسد اخاه الصغير فتحدث معه بلغته وعلمه كيف يتخلص من الحسد.

ابنتكم ذات التسعة اعوام يجب ان تتعلم اصول الدين وهذا لا يحتاج الى التفكير. عليها ان تعرف ان اوله التوحيد اي ان الله واحد، لماذا واحد وليس اثنين؟ فتعلق في الاجابة وتعلقون أنتم ايضاً. انكم مسؤولون على كل واحد منا ان يتعلم اصول الدين وباستدلال حسب قابليته على ابنتكم الصغيرة ان تعرف اصول الدين واستدلالاته حسب قابليتها وكذلك الانسان العامي. ان النبي (صلى الله عليه وآله) لا يقبل بذلك لا تستخفوا بهذا الأمر وتمروا عنه والا فستخسروا يوم القيامة يقول القرآن الكريم: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].

مر النبي بعجوز ذات يوم وهي تغزل الصوف وكانت أمية حديثة العهد بالإسلام فسألها النبي (صلى الله عليه وآله): ما الدليل على وجود الله؟. فرفعت العجوز يدها عن المغزل وقالت: ان هذا المغزل الصغير لا يدور الا بيدي فكيف بالكون وما يجري فيه؟ ففرح النبي (صلى الله عليه وآله).

تعلموا التوحيد من هذه العجوز ايها الشباب الأعزاء المتعلقين بالمنبر والمحراب وتملكون شهادات عديدة كشهادة الليسانس والديبلوم والدكتوراه إذا لم تتمكنوا من اثبات وجود الله فأنك لن تستطيع العبور.

قد يعطون معادلة رياضية إلى الفتاة فتحلها بسرعة ويسألونها من هو والد النبي (صلى الله عليه وآله) فلا تعرف اسمه. ان شاء الله انه لا يوجد أمثال هؤلاء اليوم.

أجروا مسابقة في عهد الطاغوت من والد علي (عليه السلام)؟ فأجاب بعض المثقفين علي بن معاوية بن أبو سفيان واجاب البعض الآخر ابن محمد بن عبد الله او ابن عمران وأجاب فريق منهم ابن أبي طالب.

عار عليك ان يسألوك عن والد الامام جعفر الصادق (عليه السلام) ولا تقدر على الاجابة. او لا تتمكن من اثبات التوحيد. علينا ان نطالع جميعاً دورة كاملة عن احوال الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) والأربعة عشر معصوماً ولو كتاب منتهى الآمال للمرحوم المحدث القمي هذا الكتاب العظيم القيم. ويجي ان يعرف عن حياتهم الجميع الشاب والعجوز والنساء والأميين والمثقفين حتى لو لم يكن واجباً فانه فضيلة فكيف يمكن للأنسان ان لا يعرف كم سنة عاش النبي (صلى الله عليه وآله) وكيف يكون ظهوره وماذا يحدث. حتى لو لم يكن واجباً فانه فضيلة كبيرة.

من حق الاولاد ان يتعلموا هذه العلوم من حق الاولاد ان يتعلموا الاخلاق الاسلامية والمعارف الاسلامية والفقه الاسلامي وحددوا وقتاً لذلك لا توكلوا كل شيء للمدرسة مع ان من مسؤولياتهم. خاصة بعد الثورة فان المعلم والمربي مسؤول ان ينشىء التلامذة على الاسلام لكن ان يكل الوالدين الأمر للمعلم والثانوية والجامعة. فهذا خطأ. وليس صحيحاً برأي الاسلام وهذا قتل الحق والذهاب إلى جهنم فكما تعلم انت وجود الله واثباته على اولادك ان يعلموا ذلك ايضاً.

اقول خاصة للنساء حاولوا ان تركزوا الخوف والخشية من الله في قلوب اولادكم فتحافظون على عفة بناتكم ويرفعون رأسكم وهذا افتخار لكم وهذا واجب وضروري يقيناً إذا عرفوا ان هناك جهنم، لن يبقى أحد في الشوارع للهو الساعة حادية عشر ليلاً.

نقرأ في التاريخ ان النبي (صلى الله عليه وآله) ذهب إلى أحد الغزوات. (ليتنبه النسوة إلى هذه القضية التاريخية).

كان من عادة النبي (صلى الله عليه وآله) إذا ذهب للحرب ان يبقى عدداً من المسلمين للحراسة وادارة امور عيال المجاهدين فقدم شاب منهم وطرق باب صديقه الذي ذهب مع النبي (صلى الله عليه وآله) ليسأل عياله عن ما يلزمهم. فأخبرته المرأة. لا أدري ماذا حدث بالضبط هل ان الستار رفع فشاهد المرأة او تأثر بصوتها خلاصة الأمر ان الشيطان خدعه فأمسك بالمرأة فصرخت المرأة النار، النار وما ان تلفظت بهذه الكلمات حتى انتفض الشاب ولم يقر له قرار فأخذ يردد النار النار وترك المدينة وذهب إلى الصحراء يصلي ويبكي ويقول: النار، النار.

طوبى لتلك الكلمات التي تخرج من القلب لتستقر في القلب. طوبى لتلك الفتاة التي ترد بوجه من يغازلها النار النار فتشعل قلبه بالتوبة.

وعندما جاء النبي (صلى الله عليه وآله)، وأخبروه. طلب النبي (صلى الله عليه وآله) احضاره كان ذلك بين صلاة الظهر والعصر وصلى العصر مع النبي (صلى الله عليه وآله) وعندما صعد الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى المنبر اضطرب الشاب وطأطأ رأسه حياء. وهذا ما يدعى بالأيمان العاطفي حيث يؤكد القرآن الكريم على ذلك فيقول: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]، اقرأوا هذه الآية دائماً لبناتكم وابناءكم اعملوا ما شئتم فان الله والنبي والأئمة الطاهرين وامام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيروا جميعاً اعمالكم. صعد الرسول (صلى الله عليه وآله) المنبر وقع نظره في نظر الشاب فطأطأ الرسول (صلى الله عليه وآله) رأسه ولكن اراد ان يوعظه فتلا سورة التكاثر التي تتحدث عن الإيمان: بسم الله الرحمن الرحيم {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 1 - 8]. وما أن انتهى (صلى الله عليه وآله) من تلاوة السورة حتى صاح الشاب صيحة وخر على الأرض وعندما تقدموا نحوه وجدوه قد مات. لقد انفجر في نفسه كالمادة المتفجرة.

ايتها السيدة إذا أدركت ابنتك جهنم كما يدرك العطشان العطش. فلن تبتعد عن العفاف، ايها السيد إذا أدرك ابنك جهنم فلن يدور في الشوارع وفي مراكز الفحشاء. وستجدونهم امام المنابر وفي المحراب. وهذا أمر ضروري وواجب.

(حق الولد على الوالدان يعلمه) حتى ان العديد من العلماء يقولون اصلا ان حق الولد على الوالد ان يعلمه. ليس المقصود التعليم الأول والثاني بل الأخير اي علم الدين والأخلاق والمعارف الاسلامية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كنز الخبر 45340. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.