أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2016
2964
التاريخ: 20-10-2016
2209
التاريخ: 2023-04-07
915
التاريخ: 2023-04-12
1282
|
الفصل الرابع
تجارب الدول المتقدمة في تحقيق التنمية البشرية
أولا: تجارب الدول المتقدمة :
أولاً: اليابان :
ان تفعيل دور النظم السياسية التي يتم اعتماداً في عملية تحديث الاقتصاد أي استعمال البرامج المعرفية والعلمية في العملية التنموية يظهر اولاً هذا التفعيل في نمو البناء السياسي من خلال نمو وتوسيع الانشطة السياسية والتشريعية والادارة على المستوى الوطني وتشجيع الوعي المتزايد بالاطار التكاملي للوطن من خلال ابراز وتنمية الادوار الوطنية واضعاف عوامل التجزئة مثل القبلية او الطائفية او الاقليمية وتوسيع الدور السياسي للدول الحديثة.
ونتيجة لزيادة الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية في العديد من الجوانب، أرتأينا ان نأخذ الأنموذج الياباني في اعتماده المعرفة والتطوير بهدف أكتشاف الاسباب التي كانت وراء نجاح الأنموذج والكيفية التي استطاع بها ان يؤثر في تطور الفكر السياسي مع المحافظة على قيم المجتمع الياباني.
وأتبعت اليابان اكثر من أسلوب في الحصول على التكنولوجيا المتطورة، ففي البداية استخدمت اسلوب نقل التكنولوجيا المتطورة الجاهزة بعد تطويعها للتكيف مع الواقع الياباني، وكانت الحكومة على درجة من القناعة في التأكيد على انه من غير الممكن بناء تكنولوجيا متقدمة دون ان يصاحبها تطور في قدرات ومهارات الافراد الناقلين لها والقادرة على تطويعها. وأرسلت الطلبة الى الدول المتقدمة للدراسة والتدريب في جامعاتها والاستفادة من منجزات العلم والتكنولوجيا، وكذلك القيام باصلاح العلم وجعله من التعليم الاجباري تسع سنوات منذ عام 1947 اذ وفرت هذه السنوات ملاكات صالحة لتلقي العلم وفهم التكنولوجيا وكذلك قيام الحكومة اليابانية بشراء براءات الاختراع من الدول المتقدمة والحصول على التكنولوجيا عن طريق وسائل الاعلام العلمية وسمحت للشركات الاجنبية للعمل في اليابان للاستفادة من الخبرات وفسح المجال للشركات الاجنبية الامريكية والاوربية للاستثمار وبيع براءات الاختراع والمنتجات التكنولوجية في اليابان لاسباب عديدة منها (1):
1. توفر الايدي العاملة الماهرة والرخيصة اليابانية.
2. موقع اليابان بالقرب من مراكز التسويق الدولي.
3. الاجراءات التشجيعية التي وضعتها الدولة للاستثمار في اليابان.
4. اعتبار اليابان ورشة عمل متطورة ومختبراً مضمون النتائج و يحقق للشركات المكاسب الجيدة.
5. أستفادت الشركات من بعض الجوانب المتطورة في التكنولوجيا اليابانية .
ان هذه التكنولوجيا المتقدمة كانت امراً حيوياً لليابان وجعلها قوة اقتصادية دولية فان تكنولوجيا الترانزستور التي أستوردتها اليابان في أوائل الخمسينات ساعدتها على بناء صناعتها الالكترونية، كذلك استفادت اليابان من استيراداتها للتكنولوجيا في مجال القوى الكهربائية، اذ أقيمت محطات توليد الكهرباء من الشلالات والبناء والتي شجعت لاستيراد الالات والمعدات اللازمة لذلك (2).
واستخدمت اليابان أسلوب البحث والتطوير من اجل انتاج تكنولوجيا محلية واعادة تصديرها الى الاسواق الدولية واعتبرت ان الاستثمار في البحث والتطوير بمثابة السماء التي تؤدي الى نمو بذور التكنولوجيا الحديثة محلياً(3).
وكذلك تضاعفت الجهود لدعم وزيادة الامكانيات الانتاجية لتحقيق مزايا الانتاج على نطاق واسع وملاحقة التطورات في مجال تحرير التجارة ورؤوس الاموال واستعمال الاساليب وادخال الابتكار التكنولوجي في ميادين مختلفة، وتمثل التكنولوجيا الحيوية Bio-Technology واحدة من أهم التكنولوجيات الجديدة التي برزت أهميتها خلال السنوات العشرة الماضية في مختلف المجالات فمنها (صناعة الادوية، والمنظفات الحيوية Bio-detergents) وكذلك قيام البحوث الحديثة في مجال تكنولوجيا الجينات الموحدة (Recombined Gentehnology) التي طبقت في مجال المستحضرات الصيدلية مثل الأنسولين، أنيفرون (Inferon) ويمكن لهذه التكنولوجيا من ان تطبق في مجالات الزراعة والمواد الغذائية واستعمالها في تكوين تنويعات زراعية جديدة (4)
أثبتت التجربة اليابانية أهمية وجود المنافسة في الاسواق كأسلوب لتحفيز الابتكار وتحسين الانتاجية، فقد أخضعت الصناعات المحلية بدرجة معينة الى المنافسة السوقية وبقيت قيود الاستيراد محصورة على السلع الاجنبية فقط. بينما كان تشجيع الاستيراد على التكنولوجيا الاجنبية المتطورة والاساليب الحديثة في الانتاج بعد ان اصبحت قوة اقتصادية كبيرة وذات سياسية تجارية انفتاحية وتخلت عن سياسة الحماية السابقة، وكانت لمقولة (ماوتس تونغ) الشهيرة اثر كبير لدى ابناء الشعب الياباني اذ قال (انه لا توجد بلاد غير منتجة، بل توجد عقول غير منتجة) (5)، وهكذا يجب اعتبار التجربة اليابانية نموذجاً يحتذى لغيرها من الدول في مجال تطوير المعرفة وانتاجها وصولاً الى الاقتصاد المعرفي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علي عبد الهادي سالم الدليمي، التكنولوجيا ودورها في التنمية الصناعية في الوطن العربي، جامعة بغداد، كلية الادارة والاقتصاد، رسالة ماجستير غير منشورة، 1986، ص132.
(2) د. فوزي درويش، اليابان الحديثة والدور الامريكي، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1989، ص202.
(3) أقبال عطية جبري الجبوري، التجربة الصناعية والتكنولوجية اليابانية وآفاقها المستقبلية، جامعة بغداد، كلية الادارة والاقتصاد، رسالة ماجستير غير منشورة، 1994، ص116.
(4) Edward p. Hawthorne, The Transfer of Technology. Pan's. PECO. 1971, p.57.
(5) د .سعد على العنزي ، مصدر سابق ، ص172 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|