المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الإحاطة بتاريخ صدر الإسلام
12-10-2015
Twin Peaks
21-1-2021
أحوال عدد من رجال الأسانيد / علي بن يعقوب الهاشمي.
2023-04-13
محمد بن الحسن بن علي القتال النيسابوري
27-8-2020
Mechanism of Cyanohydrin Formation
23-9-2019
الصدق.
2024-02-24


الجذور والعلل لصفة كشف العيوب عند الطفل  
  
1058   09:41 صباحاً   التاريخ: 2023-02-15
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص255 ــ 261
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

قبل البدء بالإصلاح يجب أن نتعرف على جذور واسباب الابتلاء بهذه الصفة، ولماذا لجأ الطفل إلى ممارسة هذه العادة. فاذا تمت عملية معرفة الاسباب يكون الاصلاح متيسراً إلى حد ما. وأما حول الجذور يمكننا ذكر الموارد التالية:

1ـ العوامل الحياتية: وهنا نكتفي بذكر هذه النقطة وهي ان بعض الاطفال مرضى منذ المراحل الاولى لطفولتهم حيث يقضون حياتهم في فراش المرض فلا يملكون قدرة على الحركة والفعالية والنشاط وقد قضوا حياتهم في البؤس وعدم الراحة. اعتادوا على الاشكالات والانتظارات والتوقعات الزائدة عن الحد، نشأوا على الدلال وأحياناً هم من ذوي العقد وذوي الكلام الكثير والمستمر وبالأخص إذا كان كلامهم موجه لوالديهم بعنوان جواباً ايجابياً مقروناً بالدلال فيكون عاملاً لإيجاد أرضية لكشف عيوب الآخرين، وكذلك فان الاطفال الكُسالى والمتعبين وذوي القلق والاضطراب وعدم الراحة الجسمية وذوي النوم المضطرب والقليل.

2ـ العوامل الروحية والنفسية: أحياناً يكون لقضية حب كشف العيوب جذوراً ومنشأً نفسياً. وفي هذا المجال هناك موارد عديدة نتعرض لقسم منها:

- وجود الحاجة الشديدة للانتقام والثأر لأي هفوة تصدر من الآخرين فيقوم بمتابعتها واعطاءها حجماً كبيراً.

- الاحساس بالضغط على أثر الظروف المعيشية والاعتراض على هذه الظروف يتجسّد بذكر عيوب الآخرين.

- الاحساس بالذلة والحقارة ونقص في الشؤون المعيشية فيرغب سد هذا النقص عن طريق كشف عيوب الآخرين.

- الغرور وحب الذات والعجب تسبّب ظهور حالة عند الفرد، بأن لا يعترف بأي شخص. فيتقمّص عيوب الآخرين.

- وجود العُقد الناجمة عن الظروف الغير طبيعية لحياته والتي تسبب ظهور هذه الحالة.

- حب الجاه والمقام تجعله يسعى إلى أن يصف الآخرين بالدناءة ويعطي نفسه قيمة خاصة.

- سوء الظن والذي تكون له جذوراً نابعة من الاضطرابات النفسية أو الاصابة بالاسكيزوفرني له أثر في بروز هذه الحالة.

- الشعور بالضعف في الادراك والفهم والارادة واتخاذ القرار حيث يكون ذلك أرضية لظهور هذه الاضطرابات.

3ـ العوامل العاطفية: ظاهرة حب كشف العيوب في بعض الاحيان تنبع من عوامل عاطفية نذكر قسماً منها:

- وجود الحسد عند الاطفال والذي يرغبون من خلاله تحطيم شخصية المحسود له دوراً في ظهور حالة حب كشف عيوب الآخرين.

- الغضب والعصبية والتي تمثل الأرضية المناسبة للتوسل بهذه الحالة وذلك بغية الحد من حالة الغضب والعصبية.

- التعصب والذي ينم عن نزعة طفولية تطغي على العقل والاخلاق فتبرز حالة كشف عيوب الآخرين بسبب التعصب.

- الاحقاد والكراهية تكون سببا للغيبة والكذب والجزاف في القول التي تؤدي كلها إلى كشف عيوب الآخرين.

- وأخيراً هناك عوامل مثل حب الذات وحب الانتقام والرغبة في التعدي والعداوة والأحقاد والعصبية تهيئ الأرضية لظهور مثل هذه الصفة.

4ـ العوامل الاجتماعية: أحياناً يكون لنزعة كشف العيوب أسباباً وجذوراً اجتماعية. وفي هذا المجال نستطيع أن نشير إلى ظروف وعوامل في هذا المجال، ومنها:

- وجود نماذج سيئة للتربية في محيط العائلة، مثل قيام الاب بكشف عيوب الآخرين الذي يمثل قدوة لطفله.

- طرق واساليب الاصدقاء وذوي العشرة والتي يكون لها دوراً كبيراً في قيام الطفل بتقليد هؤلاء.

- تصرفات المعلم ومحيط المدرسة له دور في السلوك والخطاب المخالف للأخلاق والآداب.

- سوء التربية المتمثل في الاستهزاء بالآخرين بغية اضحاك الآخرين.

- دعم الوالدين بصورة مباشرة أو غير مباشرة لما يقوم به الطفل من الاعمال وبالأخص من مسألة الرغبة في كشف عيوب الآخرين.

- الممارسات والعادات الخاطئة في محيط العائلة مثل الألفاظ البذيئة والنابية من قبل الوالدين تجاه ابناءهم وذكر اصطلاحات مثل ايها الطويل أو ذو الأنف أو البطن الكبيرة أو أيّها الاحول أو سيء الخلقة.. و... له آثار على ظهور هذه الصفة.

- محاولة الطفل للحصول على مكانة عند اصدقائه بواسطة كشف العيوب وتحقر الآخرين.

- حمله لسلوكيات مضادة للمجتمع بسبب الخصومات مع بعض افراد المجتمع وتحقير الآخرين واستصغارهم وبالنتيجة لغرض اطفاء جمرة حقده وغضبه.

5ـ العوامل الأخرى: ومن العوامل الأخرى التي تستحق الذكر في هذا المجال هي: الجهل وعدم الخبرة في أمر كشف عورات الآخرين فالكثير لا يعلمون ان عمل هذا الشخص قبيح. حيث ممكن أن يكون تصرفه في كشف عيب شخص لغرض اضحاك الآخرين أو المزاح لقضاء الوقت. وأحياناً فان للعقوبات والتأديب الذي يقوم به الوالدين والمربين الأثر في ظهور هذه الصفة لكي يصادروا شخصيات الآخرين وعلى هذا الاساس فإنه يرغب أن يحقر أبويه في حضور الآخرين أو انه اذا توجهت له صفعة أو تحقير من أحد فانه يحاول أخذ ثأره حيث ينجر الأمر إلى التوسل بهذه الصفة.

أساليب الاصلاح

لغرض اصلاح صفة كشف العيوب التي يقوم بها الآخرين نستفيد من اساليب مختلفة، أهمها:

1ـ التذكير والتفهيم: من الأمور التي لا شك ولا ريب فيها في رفع كل الاشكالات والاختلالات مسألة الاستفادة من التذكير والتعليم، فالتوعية والاطلاع لهما الدور المؤثر في هذا المجال فالواقع أن الكثير من الافراد لا يعون قبح عملهم ولا يعلمون ماذا يفعلون.

فوعي الانسان وذكره لعيوبه ونواقصه واشكالاته يعتبر بمثابة بناء لشخصيته. فاذا ذكّره أحد بعيوبه فيحتمل أن يفكر في اصلاحها ورفع الاشكالات والاقلاع عن السلوك الخاطئ.

2ـ تقوية العقل والايمان: وهذه من الأساليب الصحيحة، بأن نقوم بتقوية عقل وايمان الافراد لأن الكثير من الهفوات الاخلاقية ناجمة من ضعف الايمان أو عدم قدرة العقل. فاذا ما استطعنا أن نرفع مستوى تفكير الطفل ونجعله يقف على خطأه عن طريق العقل وكذلك البحث عن الآثار السيئة للعقوبة والمجازاة، هذا الأمر يجعل الطفل يعيد النظر في وضعه ويتجنب هذا السلوك الخاطئ.

3ـ تقوية الأخلاق والعواطف: يجب أن نهيئ الظروف اللازمة التي تحقق الانس والصفاء والصدق والمحبة، فتظهر الحب للطفل لكي يتعلم كيف يحب الآخرين. ونظهر له الأنس والصفاء لكي تكون علاقاته مبنية على الصفاء والصميمية. نقوم بإيقاظ وجدانه ونوظّف هذا العمل في تفهيم الطفل بقبح عمله حيث يجب أن يعلم بان للآخرين حرمة فلا يحبّون هتك حرمتهم كما يحب هو ذلك لنفسه. فالوجدان الاخلاقي إذا كان يقظاً وبناءاً لا يسمح للأفراد السير في الطرق الملتوية.

طبعاً ذكر القصص الاخلاقية والتعاليم الدينية في الجانب الأخلاقي يعتبر أمراً مؤثراً وبناءاً.

4ـ اصلاح البيئة والمحيط: يجب أن نخلق للطفل محيطاً سالماً واخلاقياً، فاذا التزمنا في البيت وخارجه واثناء معاشرة الآخرين واثناء الدرس والبحث بإصلاح كلّ لك واعطاءها طابعاً اسلامياً فلا نذكر عيب شخص امام الطفل ولا نتهم أو نحقر أحداً فعندها سوف نخلق للطفل محيطاً اخلاقياً سليماً فالكل يعلم ان الكثير من الهفوات والانحرافات تأتي من التعلم والاقتباس. فالذي يراه الطفل يتعلّمه ويقلد الآخرين في افعالهم.

وحتى في الموارد التي يكون فيها العيب واقعياً وقطعياً فيجب أن تحكمهم روح التسامح والتساهل. وأن يمروا على العيب مرور الكرام.

5ـ ايجاد العادات المناسبة: لا يوجد مجتمع خالي من النقص والعيوب، والأمر قريب من المحال. وإذا أردنا أن نجعل من الأفراد في غفلة عن ظروف المجتمع وعيوبه فهذا من الاخطاء فالأصل هو أن يشاهدوا العيوب ويتعرفوا عليها ويراقبوا الاوضاع حتى نستطيع أن نصلح عيوبهم من خلال ذلك وفي حالة الاحساس بالتأثير على الآخرين فأننا نسدل الستار على ذلك العيب ولا نتعرّض له.

ان بذر بذور حسن الظن عند الافراد وتعويدهم على الظن الحسن حول المؤمنين من المسائل التي يجب أن تحظى باهتمام خاص من قبل الوالدين والمربين. وفي هذه الصورة نستطيع التغلب على كثير من الصعاب وبسهولة.

6ـ السيطرة على المعاشرة: لقد أكد الاسلام على ضرورة اجتناب معاشرة أمثال هؤلاء لان ما يقومون به من التأكيد على الجوانب السلبية يؤثر على السكون والطمأنينة لدى الأفراد ويجعلهم يتركون السلوك المحبذ والمستقيم.

ورد في غرر الحكم عن الامام علي (عليه السلام) قوله: (اياك ومعاشرة مبتغي عيوب الناس فانّهم لم يسلم مصاحبهم منهم).

7ـ عدم العناية والاهتمام: عندما يبدأ الطفل وحسب عادته بذكر عيوب الآخرين فيجب أن لا ندعه يديم كلامه ولا نؤيّد ما قال والمصلحة تقتضي بأن لا نهتم بكلامه وحتى في بعض المواطن نترك المجلس وندعه لوحده لكي يشعر بانه لا يوجد مشترٍ لكلامه.

وأحيانا نستطيع أن ننظر إليه نظرات باهتة لكي يفهم بأن حديثه لم يلق الرضا وانّ سلوكه غير مقبول وغير محبوب وأحياناً نستطيع سماع كلامه ولكن بدون تأييد أو إظهار اية وجهة نظر حوله بحيث يتشاغل المرء عنه بالحديث مع الآخرين.

8ـ الاستفادة من العوامل الرادعة: وأخيراً ومن أجل ارغامه على ترك هذا الطريق وهذا الاسلوب الخاطئ أحيانا يمكن انذاره وتوبيخه على عمله وتقبيحه. وفي حالة تكرار ذلك فإن التوسّل باللوم والتوبيخ وحتى التهديد بانه لو صدر منه مثل هذا ثانية فإنه سيلقى عقابا قاسياً و...

وطبعا يجب أن لا ننسى بان الشيء المؤثّر والبنّاء هو التذكير المقرون بالمحبّة والعطف والرأفة وطلب الخير. حيث ان الرفق والنصيحة من شأنها أن تجذب الافراد إلى الطريق المستقيم وتفتح عليهم سبل الخير، فيجب أن لا نغفل هذا الجانب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.