لقد أخذت التعريفات التي تناولت الإعلام التربوي أربعة اتجاهات رئيسة، وهي :  

الاتجاه الأول

ويعني بالإعلام التربوي التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها وتصنيفها والإفادة منها ، و يؤخذ على هذا التعريف أنه يحمل دلالة هي اقرب ما تكون لمفهوم نظم المعلومات التربوية، وليس لمفهوم الإعلام التربوي، فمجالات الاعلام التربوي هي نفسها مجالات العملية التربوية، وحيث أن كل المعارف العلمية والمهنية والاجتماعية يمكن أن تكون موضوعاً للعملية التربوية والبحث التربوي، فإنها بالتالي يمكن أن تكون مادة للإعلام التربوي.

الاتجاه الثاني

ويرى أن تعريف الاعلام الربوي يمتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الاعلام العامة. إن ما قدمه أصحاب هذا الاتجاه، لا يعدو كونه رأياً، وليس تعريفاً للإعلام التربوي، كونه منقوصاً، ويتصف بالعمومية، كما انه يثير مشكلتين اساسيتين، تتمثل المشكلة الأولى في تحديد المعايير التي يمكن الاستناد اليها في إصدار الأحكام على محتوى وسائل الاعلام العامة، في حين تتمثل المشكلة الثانية في أسس الالتزام التربوي والأخلاقي لوسائل الاعلام.

الاتجاه الثالث

ويعرف الاعلام التربوي بأنه المحاولة الجادة للاستفادة من تقنيات الاتصال وعلومه من اجل تحقيق أهداف التربية من غير تفريط في جدية التربية واصالتها، أو إفراط في سيطرة فنون الاتصال وإثارته عليها وهذا ما تبناه بعض الباحثين.

ويؤخذ على هذا التعريف كونه تعريف توفيقي متأثر بواقع الخلاف بين التربويين والإعلاميين حول تبعية هذا المصطلح، إضافة إلى عدم التمييز بين مفهوم الاتصال ومفهوم الإعلام، وكذلك إغفال بعض الجوانب المهمة مثل : مضمون الرسائل الإعلامية للإعلام التربوي .

الاتجاه الرابع

يقدم تعريفا تبناه معهد الإنماء العربي ويرى ان الإعلام التربوي يقوم على البرامج التربوية في الإذاعة والتلفزيون، وعلى المجلات والنشرات التربوية، والمحاضرات والندوات، ومع ان هذا التعريف يحدد عدداً من وسائل الإعلام التربوي، غير أنه لا يوضح ماهية البرامج التربوية، وطبيعة محتواها، فهل المقصود هو البرامج التعليمية، كالدروس المنهجية المساندة لطلبة المدارس، وبرامج تدريب المدرسين اثناء الخدمة ؟ ام البرامج التربوية بحسب المفهوم الشامل للتربية المستدامة ؟

ويهتم الإعلام التربوي بالتطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية واساليب توثيقها وتصنيفها والإفادة منها، ويستمد الاعلام التربوي فلسفته من فلسفة المجتمع وسياساته في مجال السياسة وغيرها، وهناك نوع من الرابط بين فلسفة الاعلام وفلسفة الجمع، من خلال التواصل في تربية شعوبها وتعليمها، وإقناعها بفلسفة النظام السياسي السائد، حيث يقوم كل من الإعلام والتعليم في دور أساسي في دعم فلسفة المجتمع الرامية إلى زيادة الوعي للجماهير الذي يعتبر شرط جوهري للتطور الاجتماعي ويهدف لبناء الإنسان، وفيما يلي متطلبات الاعلام الربوي :

1- التعرف على المقومات الأساسية لفلسفة المجتمع في جميع المجالات.

2- مواكبة الجهود والخطط والبرامج التنفيذية الرامية الى تحقيق هذه الفلسفة وتحويلها الى واقع الاعلام المستمر والمتصل بالمتغيرات السياسية والاقتصادية الدولية والمحلية لتنعكس على بناء الاجتماعي والثقافي للمجتمع.

3- التعرف على الحاجات الأساسية للأفراد والجمع من خلال مراحل التطور المختلفة.

4- الإعداد والتدريب والتوعية المستمرة للعناصر البشرية التي تطلع بمهمة الإعلام في هذا المجال.

5- تأكيد الالتزام الأخلاقي والتربوي في محتوى الرسالة الإعلامية خدمة لعملية التربية بجوانبها المتعددة، حيث تتم هذه العملية من خلال :

أ- التوجيه والإرشاد الذي يساعد على تكوين المواقف وبلورة الاتجاهات

ب- زيادة الثقافة والمعلومات.

ج- نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل.

د- تبني برامج اعلامية جادة هي المفيدة والهادفة، تهدف إلى الارتقاء بمجالات المعرفة الإنسانية الملتزمة بالقيم والأخلاق وغيرها.