المفكر الاقتصادي باتـن     

مفكر اقتصادي امريكي تأثر بالافكار الاقتصادية للمدرسة الالمانية ، ومن الرافضين للمدرسة الاقتصادية الانكليزية وفكرة الاقتصاد الحر ، وكان من المدافعين عن نظام الحماية للصناعة الناشئة ، وقد كانت له وجهة نظر خاصة في البلدان المتخصصة بنوع واحد من المحاصيل الزراعية كالقطن مثلاً ، ويرى ان استخدام الارض بشكل مستمر في زراعة محصول زراعي واحد يؤدي الى اضعاف الارض ومن غير الممكن التخلص من هذه المشكلة الا باستخدام الاقتصاد المتنوع ، وقد تناول موضوع الشعوب الساكنة ويقصد الدول النامية والتي ليس لها القدرة على التطور والشعوب المتطورة ؛ ويقول ان تلك الدول تمتلك قوى اقتصادية عظيمة قابلة للتطور ، اما دول القسم الاول فهي التي توقفت عن التطور واخذت دخلها في التناقص ، ويقول ان هذه الشعوب المتحركة النشطة قد تسمو الى مستوى عال من المعيشة ويزداد مستوى الانتاج ولكن هذا الأمر مقرون بنظام الحماية والا فانها تقع تحت شروط حياتية قاسية تنزل بها الى مستوى ادنى من سواها بسبب قوة التنافس الخارجي .

هذا ما طرحه باتن ، وقد كانت طروحاته شكل مطلق لطروحات ليـست والمفكرين الألمان ، و قد نالت افكاره الاستحسان في اواخر تلك الفترة وقد ظفرت آراءه بالقبول في اواخر القرن التاسع عشر بعد ان عانت من تفوق التبادل الحر 1860 .

• جـون كـومنز  

ظهر جون كومنز الاستاذ بجامعة وسكونسن ، وكان معاصراً لمرحلة بسمارك في المانيا وكان مناظراً لبسمارك ولويد جورج اذ قام بنفسه وعلى رأس مجموعة باتخاذ اجراءات لغرض انجاز قانون الخدمة المدنية ⁽¹⁾.
وبدأ بالتفكير بشكل جدي في ضمان حقوق المواطن الامريكي وبوضع نظام تسعيرة لخدمة المرافق العامة ونظام التأمين ضد البطالة .

ان التفكير الاقتصادي النظري لم يأخذ بالنضوج في الولايات المتحدة الامريكية الا بعد نهاية الحرب الأهلية وبتأثر كبير من الاقتصاد السياسي الألماني والنمساوي ، حيث تأثر الاقتصاد الامريكي منذ البداية بالمفكرين الألمان ، وقد كانوا ضمن الرعيل الأول الذي دخل الى امريكا كمهاجرين ، فكلاً من الاقتصادي كلارك وباتن وسيلوفان ناسوينغ كانوا من اصل الماني او نمساوي ودرسوا في جامعات هذين البلدين واستقوا من معين المدرسة الحدية النمساوية ، وكانت افكاره تقدمية مقارنةً بالواقع الاجتماعي الاقتصادي الذي كان يسود المانيا والنمسا ، ومن خلال ما توضح نلاحظ ان المذهب الاتباعي (الكلاسيكي) يميل الى حرية التبادل وحرية تداول البضاعة بين الدول عن طريق التجارة ويؤكد على ان التجارة هي اساس  الاقتصاد حيث ان لكل بلد تخصصاً بسلعة او نوع من الانتاج البضائعي يبدع به ويبادله بنوع آخر من انتاج تخصص فيه بلد آخر سواء أكان بمواكبة الطبيعة ⁽²⁾ والظروف الطبيعية كخصب الارض وملائمة المناخ او في مجال الانتاج بحيث يجد كل من البلدين المتبادلين ربحه في تقسيم العمل وبهذا الشكل ومن خلال العمل على ايجاد اقتصاد عالمي متكامل تتم عمليات التجارة ويستفيد البلدين ، ولكن هذا الامر لم يستمر مع ظهور بلدان اوربية سرعان ما رأت بأن هذه الدعوة لا تفيد ولا يستفاد منها احد غير الذي عملها والمقصود بريطانيا صاحبة الدعوة اليها فظهر في المانيا وفي الولايات المتحدة تيار مضاد لسياسة انكلترا مع التطور وبناء امريكا كدولة .

• كـاري 

هو اقتصادي امريكي كان له رأي في موضوع حماية الدولة للصناعة الناشئة وعدم ترك ذلك حر لكي لا تغزو السلع الانكليزية أمريكا وتبقى الولايات المتحدة خاضعة ويرى ان الدعم ليس لفترة معينة ، بل ينبغي ان يكون على طيلة الفترات ، ويطبق على الزراعة وعلى الصناعة على سواء ، ويرى كاري بأن الاقتصاد المتطور وحده السبيل للتطور ⁽³⁾ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ جون كينيث كالبيرت ، تاريخ الفكر الاقتصادي (الماضي صورة الحاضر) ، مصدر سابق ، ص233 .

2ـ مجذاب بدر العناد وآخرون ، الانهيار السوفيتي وانـعـكاساتها الاقتصادية دولياً وعربياً ، مجلة العلوم الاقتصادية ، كلية الادارة والاقتصاد ، جامعة بغداد المجلد (3) ، العدد الثامن ، بغداد ، 1996 . 

3ـ جوزيف لاجوجي ، المذاهب الاقتصادية ، مصدر سابق ، ص43 .