المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2656 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الرماني  
  
7747   02:26 صباحاً   التاريخ: 29-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص180- 185
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة البغدادية / أهم نحاة المدرسة البغدادية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-03-2015 13328
التاريخ: 3-03-2015 1993
التاريخ: 3-03-2015 3012
التاريخ: 3-03-2015 3875

أبو الحسن الرماني

رابع هؤلاء الأربعة، هو أبو الحسن علي بن عيسى الأخشيدي الرمّاني لقد كان من أئمة اللغة و النحو، أخذ العربية عن أبي بكر بن دريد، و النحو عن أبي اسحق الزجاج، و أبي بكر ابن السراج، و تلقى مذهب الكلام عن ابن الأخشيد المعتزلي (ت 326 ه‍) و لازم هذا الأخير و تأثر بآرائه حتى نسب إليه. كما أنه كان متشيعا(1). و لقد ألف رسالة في فضل الإمام علي بن أبي طالب، كرّم اللّه وجهه، دون أن يكون على مذهب الإمامية، بدليل أن السري الرفاء الشاعر كان يعرض به حين يقول:

ومعتزلي رام عزل ولايتي                       عن الشرف العالي بهم و ارتفاعه 

فما طاوعتني النفس في أن أطيع                 هو لا أذن القرآن لي في اتباعه 
طبعت على حب الوصي و لم يكن              لينقل مطبوع الهوى من طباعه (2).
يمتاز الرماني بثقافة واسعة، و اطلاع كبير، و إنتاج ضخم، و من أهم كتبه تفسيره الكبير الذي قيل إنه بستان يجد فيه كل إنسان ما يريد. و قد طبعت رسالته في إعجاز القرآن. و قد سرد القفطي (3) مجموعة كبيرة من الكتب الأخرى منها ما هو في علوم القرآن، و كثير منها في علم الكلام و العقائد، و الاستدلال و الجدل، و أما في مجال النحو، فإن اهتمامه انصب على كتاب سيبويه، إذ خصص له عدة تآليف في أغراض الكتاب، و إعادة تبويبه، و نكته و أهمها الشرح الذي وضع على الكتاب، و الذي خصص له الدكتور مازن

ص180

المبارك دراسة وافية (4). مع أنه أيضا كتب في الحدود النحوية، و التصريف، و الاشتقاق و معاني الحروف، و شرح مسائل الأخفش، و مقتضب المبرد، و مختصر الجرمي، و معاني الزجاج، و الجمل لابن السراج (5).

فمعارف الرماني الموسوعية، و تنوع إنتاجه، و ميوله المذهبية كل هذا جعله يمثل عصره تمثيلا شاملا، إذ كان جامعا في علمه، بصريا في منزعه، منطقيا في منهجه، مستقلا في رأيه.

يعتقد بعض المؤرخين أن الرماني كان يرمى بعدم الوضوح في مذهبه، مما جعل كل أهل فنّ يرون أنه غريب عنهم، فيقول المتكلمون «ليس فنه في الكلام فننا» ، و يقول المنطقيون ليس ما يزعم أنه منطق عندنا (6)، كما شاع قول أبي علي الفارسي عنه (إن كان النحو ما يقوله الرماني، فليس عندنا منه شيء، و إن كان النحو هو ما نقوله فليس عند الرماني منه شيء) (7)، و يقال إن بعض أهل الأدب يقولون إنهم يحضرون مجلس ثلاثة من المشايخ، و يفهمون كل ما يقول السيرافي، و بعض ما يقول الفارسي و لا يفهمون شيئا مما يقول الرماني (8).

و لقد رد الدكتور مازن المبارك كل هذه الانتقادات و بيّن ضعفها و دوافعها، كما أوضح أن الرماني في مجال النحو، كان إماما بارعا، و خبيرا ماهرا(9)، و استجلى الدكتور مازن من خلال دراسته لشرح كتاب سيبويه، أصول مذهب الرماني، مبينا نظرته العامة إلى النحو، و منحاه في السماع و القياس و موقفه من آراء سيبويه، و مدى انتمائه للمدارس النحوية الموجودة في عصره.

النحو عند الرماني

ينظر الرماني إلى النحو بصفته صناعة مستقلة بنفسها، و صار يتكلف العذر لسيبويه الذي أدخل تفسير الغريب في كتابه، و هو ليس من النحو. فقال الرماني إنه أورد ذلك لكشف الوجه الذي يقع عليه الإعراب فجاز أن يدخل في الصناعة ما ليس منها.

و كشف أوجه الإعراب هو المحور الأساسي للنحو عند الرماني، فهو يقول:

و لا تنظر إلى ظاهر الإعراب، و تغفل المعنى الذي يقع عليه الإعراب، لتكون قد ميزت فيما تجيزه، أو تمتنع منه و صاب الكلام من خطئه. فإن صناعة النحو مبنية على تمييز صواب الكلام من خطئه على مذاهب العرب بطريق القياس الصحيح. و يعطي المثال على قوله في نحو: مررت برجل حسن أبوه، فإذا كان «حسن» علما فلا يجوز إلا الرفع، و إذا كان صفة غالبة فالرفع أولى، و إن كان صفة محضة فيكون الوجه فيه الجر (10).

و يقتدي أبو الحسن الرماني بإمامه سيبويه في تقدير أهمية العامل و جعله المحور الذي يدور حوله البحث النحوي، و من ذلك أنه يركز على ترتيب العمل في التوابع مانعا حذف المتبوع أو تقديم التابع عليه (11).

السماع و القياس

و نظرية الرماني في السماع تبع لرأي سيبويه، فيلتزم بالتقيد باختيارات صاحب الكتاب في القراءات، و المعروف أن سيبويه يقول إن القراءة لا تخالف لأنها سنة، مع أنه في بعض الأحيان يعلق عليها مثل ما هو في المثال التالي: و لو قرئت (وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ) (الجن-الآية 18) كان جيدا، دون أن يذهب بعيدا في البحث عن القراءات الشاذة (12). و هذا ما سار عليه الرماني الذي أعطى للقياس النحوي صورة أوضح من حيث تعريفه وصلته بالسماع، فيقول إن القياس الصحيح هو الجمع بين شيئين بما يوجب اجتماعهما في الحكم، كالجمع بين الاسم و الفعل بالرفع، بعامل الرفع. فالقياس الصحيح هو المطرد، و المستند على السماع، لأنه بناء على حكم المشبه به، و القياس على المطرد الذي استعمل في أصله. و لا يقاس على النادر لأنه لو قيس عليه لخرج من حد النادر إلى الأصل.

و يتضح رأيه في العلاقة بين السماع و القياس في هذا المثال:

يقول سيبويه في بيت الأحوص:

سلام اللّه يا مطر عليها                        و ليس عليك يا مطر السّلام 
كان عيسى بن عمر يقول: يا مطرا يشبهه بقوله «يا رجلا» إذ نونّ و طالت النكرة و لم نسمع عربيا يقوله، و له وجه من القياس(13) ، فقال الرماني في شرحه «نوّن مطرا» ، و ترك الاسم مضموما لأنه أتى بما احتاج إليه لأجل الضرورة، على قياس المرفوع الذي لا ينصرف إذا نونه مضطرا لأن هذا الضم كالرفع في اضطراره، فهذا هو القياس و عليه كلام العرب، إلا أن عيسى قد أجاز النصب لأنه لما طال الاسم بالتنوين، ورده إلى الأصل كما يرده إذا

ص182

طال بالإضافة و الصلة، و لهذا أجازه سيبويه بالقياس و إن كانت العرب لا تتكلم إلا بالرفع (14).

العلل

و يتحدث الرماني عن العلة، و يقسمها إلى ستة أنواع: هي العقلة القياسية و هي التي يطرد الحكم بها في النظائر مثل الرفع في الفاعل. العلة الحكمية كأحقية الفاعل بالرفع، لأن علامته، و هي الضم، أقوى الحركات. و العلة الضرورية و هي التي يجب بها الحكم بمتحرك من غير جعل جاعل، و لم يعط الرماني لها مثالا، و يفهم معناها من المقابلة مع العلة الوضعية، و هي التي يجب بها الحكم بجعل جاعل، نحو وجوب الحركة للحرف الذي يمكن أن يكون ساكنا. و العلة الصحيحة و هي التي تقتضي الحكم الجاري في النظائر مما تدعو إليه الحكمة. و ضدها العلة الفاسدة (15).

شرح الكتاب

و إن أهم ما قام به الرماني في شرح الكتاب، هو بيان الموضوع الأساسي لكل باب من أبوابه و ذلك بمراجعة العناوين التي وضعها سيبويه، فاستطاع أن يسهم في توضيحها، ذلك أن عناوين هذه الأبواب في الكتاب اتسمت بالطول و الغموض، فاهتم الرماني أن يستبدل بها عناوين أكثر اختصارا و أوضح معاني، و أقرب من صيغتها إلى محتوى الباب. فحينما يقول سيبويه «هذا باب مجرى النعت على المنعوت و الشريك على الشريك» يقول الرماني «هذا باب التوابع» ثم بين أن الغرض منه تبيين ما يجوز في الباب و ما لا يجوز، و اعتاد أن يقدم بين يدي الموضوع أسئلة عن العلة في الحكم، و عن الأدلة و الشواهد. ثم يأتي بالشرح في شكل أجوبة عن الأسئلة التي وضعها مسبقا. فجاء شرحه و كأنه حوار جدلي يبحث عن ما في نفس الباحث من استطلاع أو اعتراض، بطريقة تذكر بما كان يروى عن منهجية سقراط في إيقاظ الفكر بالحوار.

مذهبه النحوي

لقد سبق أن ذكرنا أن الرماني كان بصري النزعة، سيبويهي الانتماء و مع ذلك فإنه كان يعرب بحرية عن آرائه الخاصة و اختياراته الاجتهادية و لو كانت مخالفة لرأي الإمام سيبويه. فاستيعابه لثقافة عصره و اتساع آفاقه الفكرية أبعدت عنه نوازع التعصب

ص183

المذهبي، فسمع من أعلام النحاة البصريين، و اطلع على مسائل الأخفش و تناولها بالشرح، و عرف آراء الكوفيين، و وافقهم في بعض المسائل.

أما المسائل التي عدل فيها عن رأي سيبويه، فمنها ما كان مرجحا فيه لقول الخليل أو الأخفش أو المبرد، و منها ما وافق الكوفيين.

فلقد أيد رأي الخليل في وجوب الرفع في قولهم: هذان جحرا ضب خربان، بينما يرى سيبويه جواز «خربين» قياسا على حكمه في الإفراد.

و في قول الأعشى:

إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا              أو تنزلون فإنا معشر نزل 
رجح قول الخليل «أو تنزلون» وقعت عطفا على المعنى من «أتركبون» و قد كان سيبويه يذهب إلى رأي يونس برفعها بالابتداء، و وقف في جانب الأخفش في قوله بأن الكاف من «عساك» و «لولاك» في موضع الرفع، و هي عند سيبويه في موضع نصب في عساك و جر في لولاك. و كان من المبرد في جواز قولهم «أتانا سرعة» قياسا على «أتانا ركضا» مع أن سيبويه قال (إن هذا النوع من المصادر لا يؤخذ إلا سماعا) (16). أما القضايا التي تفرد فيها بمخالفة سيبويه فمنا كونه يقيد حذف الخبر بعد لو لا يكونه مطلقا عاما كالوجود و الحصول، أما إن كان الخبر خاصا كالقيام و القعود فلا يجوز حذفه إن لم يعلم مثل: «لو لا قومك حديثو عهد بالإسلام لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم» و إن علم الخبر الخاص جاز حذفه أو ذكره، و منها أنه أجاز تثنية المصدر و جمعه، فيما يظهر في مدلوله اختلاف أو تفاوت مثل الأفكار و العلوم (17).

و القضايا التي وافق فيها الكوفيين، لا تتجاوز خمس مسائل فيما ذكره الدكتور مازن المبارك، لكن ثلاثا منها تابع فيها شيوخه أكثر مما كان منتصرا فيها للكوفيين، فقال إن «كي» تنصب بنفسها دون اللجوء إلى إضمار «أن» و هذا أيضا رأي شيخه ابن السراج، و قال إن المفرد المنفي ب‍ (لا) معرب، و أن فتحته علامة للنصب، لا على البناء، و هو في ذلك يوافق الزجاج و الجرمي.

و بقي أنه يؤيد الكوفيين في أن الخبر يتضمن ضمير المبتدإ و لو كان اسما محضا، و أن «سوى» قد تكون اسما و تكون ظرفا، و البصريون يقولون بظرفيتها على كل حال (18).

ص184

بين الرماني و الزجاجي

و المقارنة بين الرماني و معاصريه تدعو إلى ملاحظة كثير من أوجه الشبه بينه و بين الزجاجي، فكلاهما اهتم بكتاب سيبويه و جعله مرتكزه في البحوث النحوية، و كتب كل منهما عن حروف المعاني، إلا أن كتاب الرماني اقتصر على الأدوات المجمع على حرفيتها، و ترتيبها بحسب عدد الحروف، و تابعه المبرادي بن أم قاسم في الترتيب، و تابع الزجاجي في إيراد الأدوات الاسمية، ثم نرى أيضا كلا منهما يستثمر ثقافته الفلسفية في تطبيق منهج منطقي في تنظير الأصول النحوية. و لقد أوليا في هذا المنهج عناية خاصة للعلل، فأوضح الزجاجي أقسامها، و بسط الرماني فروعها. فكانا بذلك مع السيرافي من دعائم منهج التأصيل النحوي.

ص185

___________________

(1) معجم الأدباء:1826.

(2) الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه:54-55.

(3) إنباه الرواة:2 / 295.

(4) كتاب الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه: الذي طبعته دار الكتاب اللبناني، بيروت سنة 1974.

(5) الرماني النحوي: 244.

(6) معجم الأدباء:1826، نزهة الألباء:234.

(7) معجم الأدباء:1826، نزهة الألباء:234.

(8)) الرماني النحوي:73.

(9) الرماني النحوي:248-250.

(10) الرماني النحوي:250-252.

(11) المصدر نفسه، ص 272.

(12) المصدر نفسه، ص 268.

(13) كتاب سيبويه:2 /203.

(14) الرماني النحوي: (عازيا لشرح الرماني) ، ص 262.

(15) المصدر نفسه، ص 269.

(16) راجع لهذه المناقشات «الرماني النحوي» :282-290.

(17) الرماني النحوي:300-302.

(18) الرماني النحوي:317-321.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.