المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5832 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


دعاوى باطلة في خلافة أبي بكر  
  
1794   05:11 مساءً   التاريخ: 30-11-2019
المؤلف : علي الخليلي
الكتاب أو المصدر : أبو بكر بن أبي قحافة
الجزء والصفحة : ص 304 - 318
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / ابو بكر بن ابي قحافة /

دعاوى باطلة

1- الاجماع على خلافة أبي بكر

هل صح الاجماع ؟ ( 1 ) وهل يصح الاجماع بعد النصوص الأكيدة على خلافة علي من الله ورسوله ؟ من انتخب عمر ؟ لماذا لم يترك أبو بكر ذلك لإجماع الأمة ؟ ومن انتخب عثمان ؟ وكيف ساغ لعمر ان يعطي زمام الأمة إلى نظر ستة افراد ؟ وكيف ساغ له الامر بقتل المخالفين ؟ .

ونبدأ بالسؤال الأول . فنقول : هل صح الاجماع على انتخاب أبي بكر ؟

ونتسأل أولا كيف بدأ الانتخاب ؟ وكيف وقع الاختيار على أبي بكر دون غيره ؟

وهل ان جميع الأمة علمت بهذا الانتخاب فحضرت وشاركت فيه ؟ أم ان صحابة

رسول الله من المهاجرين والأنصار والهاشميين كانوا حاضرين وانتخبوا أبا بكر ؟

يمت ، وأنه كموسى حينما ذهب إلى ربه وسيعود ؟ فما حداه ان يأتي دار رسول الله وبلغت نظر أبي بكر وحده ( 2 ) ؟ دون أي واحد آخر بان الأنصار اجتمعوا لانتخاب أمير منهم ، وفي الطريق يستصحبون معهم أبا عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة . أكان ذلك أمرا مدبرا ؟ لقد ظهر من النتائج التي أعقبت ذلك في زمن أبي بكر وعمر ان الامر كان مدبرا بين الأربعة تدبيرا أكيدا وبعيدا يوم قال عمر وهو يريد أن يحوك أمر الشورى حيث قال : لو كان أحد الاثنين حاضرا لما أودعها للشورى يريد بذلك أبا عبيدة أو سالما مولى أبي حذيفة ذينك اللذين اتفقا على اغتصاب الخلافة ودبرا المكيدة وجاءا بالفتنة الكبرى لقلبها ملوكية . وهكذا ترى المكيدة والتدبير ومن قبلها المناصب العالية لأبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة .

كما ظهر من التدابير المشتركة من أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة ومن عاضدهم ان عائشة ألقت ليلتها الفتنة بين الأوس والخزرج بقولها للأوس إن : الخزرج يحوكون ويدبرون الامر لانتخاب خليفة منهم ، وقالت للخزرج مثلها فجعلتهم يتنافسون ويبادرون في الصباح رغم مرض زعيم الخزرج إلى سقيفة بني ساعدة لانتخاب أمير ، وفي نفس الليلة تحرض بني هاشم لتجهيز وتغسيل وتكفين ودفن رسول الله وهي تدري ان الصحابة الموالين لآل بيت رسول الله سوف لا يفارقونهم . وهكذا دبروا الامر بليل فشغلوا الهاشميين والصحابة الخصوصيين المعارضين لهم برسول الله ، وأوقعوا النزاع بين الأوس والخزرج وجاؤوا على تدبير ومكيدة في وقت بلغ الحسد والحقد أعلاه بين الأنصار ، وأماط أبو بكر اللثام عن أول فتنة في الاسلام مشيدا بالمهاجرين ، واتهم الأمراء والأنصار وهم الوزراء ، ومد يده ليبايع أبا عبيدة أو عمر فبادر الاثنان لبيعته وأعقبها قلة من الأوس حقدا على الخزرج وتلاها بقية الأوس ، وخشية أن يحصل الأوس على الحظوة بادر قسم من الخزرج لمثل ذلك وكاد ان يقع الخصام بين الخزرج وعمر لولا مداخلة أبي بكر وسياسته ، ثم مبادرتهم للخروج بعد الاطمئنان من عملهم ، يستجلبون كل من يجدونه في الطريق وجلب من يعرفونه . وبعدها إرسال الرسل لمن يعرفون تارة بالاستعطاف وأخرى بالتطميع وأخرى بالتخويف والتهديد ، وما يهمهم استعمال القوة والقسوة والظلم لكل من خالفهم أو ظنوا انه سوف يخالفهم ، وهكذا نرى الفتك بمالك بن نويرة وقتله وافراد عشيرته ونهبهم وسلبهم والتعدي على اعراضهم ، وقد ثبت لعمر ذلك وأراد إقامة الحد على خالد فنرى معارضة أبي بكر له ، وعوض إقامة الحد عليه ، وقد ثبت له ذلك ، يسمي خالدا سيف الله ، وقد قال له عمر : إنه قتل مسلما ، ونزا على زوجته . وقال في أبي بكر ، إنه لج فيه شيطانه ، وقد أثبتنا ذلك في هذا الكتاب ، وأعظم من ذلك إحاطة بيت فاطمة بضعة رسول الله والتي قال رسول الله فيها : إنها بضعة مني ، من آذاها آذاني ومن آذاني آذى الله تعالى ، وان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مبينا .

نعم رغم كل ذلك فهم أغضبوها وأرهبوها وأمرضوها وأسقطوا جنينها حتى ماتت وهي غضبى عليهم ، وسلبوا نحلتها من أبيها التي ثبت غصبها منها بيد أبي بكر الذي رد كل دعاويها ، وزيف لها حديثا ثبت كذبه . وأعظم من ذلك جلب بعلها حاسر الرأس حافي القدمين قسرا إلى أبي بكر وهو يقول : انا عبد الله وأخو رسول الله ، مهددين إياه بالقتل أو يبايع ، حتى القى نفسه على قبر رسول الله باكيا قائلا " يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وهم الذين بايعوه قبل شهرين وهنأوه بالإمامة والخلافة .

وأهل انتهوا إلى هذا الامر وحسب ، لا ابدا . لقد أرادوا قتله مرة أخرى يوم أوصى أبو بكر خالد بن الوليد أن يقتل عليا حينما يتشهد أبو بكر في صلاته بيد أن أبا بكر ندم وهو في الصلاة وتراه يتكلم قبل التشهد قائلا ثلاث مرات : ( لا يفعلن خالد ما امرته به ) ثم ينهي صلاته فأصبحت تلك سنة لجواز التكلم في الصلاة لان خليفة رسول الله عمل ذلك ، فانظر إلى المنكرات المتتالية ، وبعدها ماذا ؟ نعم اقصاء علي وآل بيت رسول الله عن توليه حتى شبرا واحدا ، وتوليه ألد أعدائهم من الطلقاء ومن أولئك الذين وترهم علي في حربهم يوم كانوا مشركين ولا زالوا باطنا على شركهم وبغضهم لآل رسول الله والمؤمنين . ولم يكتفوا بهذا بل مهدوا لهم سبيل الملك والظلم ، ويقص التاريخ لنا ما جنوا على آل بيت رسول الله من القتل والسبي والنهب لشيعتهم ومواليهم وصحابة رسول الله ومدينته وكعبته فتبا لهم ، ولمن أسس أساس الظلم لآل بيت رسول الله ، وأسقم الاسلام ودس فيه النفاق والشقاق والتفرقة والبغضاء والعداء ، حتى أصبح الاسلام على ما هو عليه اليوم . إذ لو تصفحنا الانتخابات في العالم حتى الزائفة منها لم نجد مثل هذا الانتخاب قط ابدا بين ثلاثة أو أربعة والأمة الاسلامية بما فيهم من الصحابة المقربين وآل بيت الرسالة والجيش الذي هو على أبوب المدينة بما يجمعه من المهاجرين والأنصار ، الجميع في غفلة عنه رغم قربهم منه . وعمر هو الذي جاء دار رسول الله وجميع بني هاشم ونخبة الصحابة مجتمعون فيه فلم يخبر أحدا منهم ولم يخبر باقي أهل المدينة وبعدها التظاهر في الطرق والأسواق لجلب العامة وغيرهم لمبايعة أبي بكر . وهل كانت المدينة سوى مدينة من مدن الحجاز واليمن والجزيرة العربية والجميع في غفلة عن هذا ، النظر إلى هذا التحدي وكيف استنكر الجميع ذلك ، الجيش وأميره أسامة والزبير وطلحة وباقي الصحابة . وبنو هاشم الذين كانوا قائمين بتجهيز رسول الله ، واستغراب أبي سفيان العائد بالأموال التي جلبها من مكة وحواليها ، وكيف حرض بني هاشم للقيام حتى أعطيت له تلك الأموال رشوة ، كما وأعطيت له الوعود بحصة من الملك وذلك ما كان ، أي انتخاب هذا الذي أجمعت عليه الأمة بالقهر والخديعة والرشوة والمكر والفتك . وان صح الاجتماع وهم يطلبون رجاء الأمة ، فلماذا عهد أبو بكر لعمر وهو في مرض موته لدرجة الاغماء دون ان يستشير أي أحد في ذلك ؟ هذا رغم معارضة صريحة من بعضهم وذلك كاعتراض طلحة يوم خاطب أبا بكر قائلا " ماذا تقول لربك إذا سألك وأنت تولي على أمة محمد فظا غليظا " واما الشورى ففيها الفضيحة والاعتداء الفاضح الذي سيأتي في محله .

وقد أحلوا حرام الله وحرموا حلاله وجعلوها سنة. كما عطلوا سنن رسول الله وأحاديثه حتى نسيت بحجة ان عندنا القرآن. كلمة حق يراد بها باطل . وكيف يتركون سنن الله ورسوله وأحاديث رسول الله تثبت وتسجل وكلها تخالف امارتهم وتناقض اعمالهم ؟ فلا بد من منعها حتى نسيانها وموت المحدثين والحفاظ كي يمكن تزييف وتعديل وتغيير ما يشاءون وتهيئة الوسائل لأعداء آل بيت رسول الله لذلك ، وهكذا كان حيث ترى اعمالهم المنكرة تصبح منهجا وسننا كأنها من الله ومن رسوله ، وتنسب لهم من الكرامات ما تتبرأ منهم بل أبعد عنهم بعد السماء عن الأرض .

2 - أبو بكر أكبر سنا

أما الثانية وهي ان أبا بكر أكبر سنا ، فلماذا أمر عليه أسامة الذي هو أصغر من علي ولم يبلغ العشرين ؟ ولماذا لم نجده ولا مرة واحدة يؤمر على جيش أو على مدينة رسول الله بينما يترك عليا محل رسول الله في المدينة ويقول له رسول الله : لا ينبغي أن نتركها إلا وأنا أو أنت فيها ( 3 ) ولا ننسى إرساله لليمن ونصبه عليا وصيا وخليفة يوم الدار ويوم غدير خم ، وهل تجد مثل تلك لأبي بكر وغيره ؟

وإذا كان السن هو المناط فإن ابا قحافة أكبر من ابنه سنا وهناك كثير في المسلمين وفي الصحابة من هو أكبر سنا من أبي بكر ، سيأتي ذكرهم فيما يلي ، هذا إذا قلت إن العلم والحنكة والسابقة والحسب والتقوى والشجاعة والتضحية والخلق السامي والبر والاحسان كلها لا تساوي السن . فقد بعث النبي وعمر أبي بكر 38 سنة ، وأسلم وعمره 45 سنة ، في حين ان عليا منذ البعثة وهو صبي صلى مع رسول الله سبع سنين قبل أن يسلم أبو بكر ومدة اسلام أبي بكر هي ثماني عشرة سنة لم يذكر خلالها له كرامة غير السن كي يحتج بها ، حتى أنه لم يذكر انه أبدى شجاعة أو أصاب أحدا في احدى الحروب ، ولهذا ترى البعض يحتجون بهذه المنقصة فيجعلونها له فضيلة بأن عليا وتر أكثر القوم وأبو بكر لم يتر أحدا ، ولهذا رضيه القوم . فانظر إلى هذا المنطق المفلوج وتكرر أن أبا بكر مرت عليه 45 سنة وهو مشرك يسرح فيما يتخبط فيه غيره من مشركي قريش ، ورغم انه أسلم بعد هذا فقد كانت تكتنفه عادات الجاهلية الظاهرية والباطنية فنراه يحضر نوادي الخمرة والقمار ، ورغم ان القرآن صرح بأن الخمرة إثم فكان أبو بكر وعمر يشربانها ويسكران حتى نزلت الآية الثانية من عدم الصلاة في حالة السكر حتى يعلموا ما يقولون ، وكان أبو بكر وعمر يحضران ناديهم للشرب وهم جماعة مر ذكرهم ، ويعودان منها وفي الآية الأخيرة التي حرم بها الخمر كانوا قد شربوها وسكروا حتى دخل عليهم الصحابي ونهاهم وقال : انها حرمت ، فأجاب عمر انتهينا انتهينا ، وكان أبو بكر هو الذي اغضب رسول الله حينما شربها ورثى قتلى قريش في معركة بدر حتى اغضب رسول الله ، ويوم قال عمر : انتهينا انتهينا كانت بعد فتح مكة وفيها يظهر ان القوم استمروا على شربها ولم يتركها عمر ، واستعمل النبيذ حتى زمن خلافته وكان مدمنا عليها ورغم انه كان يقيم الحد على غيره فهو يجيزها لنفسه باعتبارها لا تسكره لأنه اعتادها ، وأحيانا يخففها بالماء فانظر التناقض في اعمالهم من إقامة الحد على غيرهم واستباحتها لأنفسهم ، وترى التظاهر وحب الذات يبلغ أقصاه حينما يجدد أبو بكر الحد على ابنه عبد الرحمن وهو الذي شهد عمرو بن العاص وإليه أنه أقام الحد عليه فيطلب إرساله على قنب من مصر إلى المدينة وهو مريض ويجدد الحد عليه فيموت فيه .

راجع شكاية عبد الرحمن في موسوعتنا في الجزء الخاص بعمر . واما سن أبي بكر فقد كان عند وفاته 63 سنة وأبوه حي ومن حيث السن أحق منه ، وهناك جماعة كبيرة من المسلمين هم أكبر منه سنا وأشرف حسبا منهم شيبان الكندي . ويقال : إنه عاش ثلاثمئة وعشرين سنة ، وأحد بن أبد الخوض كما جاء في ج 1 ص 63 من الإصابة ، وأنس بن مدرك ، أبو سفيان الخثعمي ، الإصابة ج 2 ص 73 ، وجود بن قيس المرادي ج 1 ص 235 الإصابة ، وحسان بن ثابت الأنصاري ص 326 منه ، وحكيم بن حرام الأسدي ابن أخي خديجة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) 345 منه وحنيفة بن صبير بن بكر التجمل 358 منه ، وحويطب بن عبد العزى العامري ص 364 منه ، وحيدر بن معاوية العامري ( ص 365 ) منه ، وجنابة بن كعب العبء ص 463 منه ، وخويلد بن قرة المدني ص 465 منه ، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان أسن من ابن عمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ص 506 منه ، وسعيد بن يربوع القرش المخزومي ج 2 ص 52 الإصابة ، وسلمة اللمي وأبو عبد الله سلمان الفارسي ج 2 ص 62 الإصابة ، وأبو سفيان الأموي ج 2 ص 275 منه ، وحرمة بن انس أبو قيس الأوس ص 183 منه ، وحرمة بن مالك الأنصاري ص 183 منه ، وطارق بن المرقع الكناني ص 221 منه ، والطفيل بن زيد الحارثي ص 224 منه ، وعاصم بن عدي العجلاني ص 246 ، والعباس بن عبد المطلب عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ص 271 منه ، وعبد الله بن الحارث بن أمية ص 291 ، وعدي بن هاشم الطائي ص 468 منه وعدي بن وداع الدوس ص 472 منه ، وعمر بن المسبح ج 3 ص 16 الإصابة ، ومفتالة بن زيد العدواني ص 214 ، وقبات بن أثيم ص 221 ، ومردة بن نفاثة السلولي ص 231 منه ، ولبيد بن ربيعة بن عامر الطلابي الجعفري ص 326 منه ، واللجاج الغطفاني ص 328 منه ، والمشوغر بن ربيع بن كعب ص 492 ، ومعاوية بن ثور البكاني ج 1 ص 156 الإصابة ، ومنقذ بن عمرو الأنصاري ، أسد الغابة ، والنابغة الجودي ج 3 ص 538 الإصابة ، ونوفل بن الحرث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغيرهم . كما تجد تراجمهم في المعارف لابن قتيبة ومعجم شعراء المرزباني ، واستيعاب أبي عمر ، وأسد الغابة لابن الأثير ، وتاريخ ابن كثير ، وإصابة ابن حجر ، ومرآة جنان اليافعي وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي . فهل ترى بعد هذا فضلا لسن أبي بكر لتسنمه الخلافة وحجته هو وغير بالأفضلية لأنه أسن .

3 - واما كلمة عمر بأن النبوة والملك لا يجتمعان في أهل بيت واحد فما هو إلا حسدا وحقد ، ومن أين جاء بها ، وقد قال الله في الآية 57 من سورة النساء ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) فنجد بموجب هذه الآية ان استدلال عمر باطل وحسد ومكر ، ثم أليست الخلافة جزءا من النبوة ومن مستلزماتها منطقا ؟ وكيف أجمعت عليه الأمة بعد عثمان ؟ وكيف ناقض عمر قوله وأدخل عليا في الشورى ؟ وما قولهم في حديث الثقلين ، وغدير خم وآية الولاية ، والأحاديث الجمة المسندة ، وحديث سفينة نوح وحديث المنزلة ؟ وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب انه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو معي في السماء العليا ، وهو الفاروق بين الحق والباطل " رواه البلخي الحنفي باب 16 من ينابيع المودة وأبو حيدر أحمد بن عبد الله الشافعي امام الحرم الشريف عن فردوس الديلمي ، والحمداني الشافعي في المودة السادسة من مودة القربى ، والحافظ في الأمالي ، والكنجي في الباب 44 من كفاية الطالب ، وثلاثة أحاديث متشابهة المعنى مع اختلاف اللفظ عن ابن عباس وأبي ليلى الغفاري وأبو ذر الغفاري .

وأشار رسول الله لعلي قائلا : " هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل " . أخرجه محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ، والطبري ، والبيهقي في السنن ، ونور الدين المالكي في الفصول المهمة ، والحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية ، وابن عساكر في تاريخه ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، والطبراني في الأوسط ، ومحب الدين في الرياض ، والحمويني في الفرائد ، والسيوطي في الدر المنثور عن ابن عباس وسلمان وأبي ذر وحذيفة .  نقل الكنجي في الباب 49 في كفاية الطالب الحديث هكذا : " وهو يعسوب المؤمنين وهو بابي الذي منه أؤتى منه وهو خليفتي من بعدي " . وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، فقال : هذا علي فأحبوه بحبي ، فأكرموه بكرامتي فان جبرائيل امرني بالذي قلت لكم من الله عز وجل " أخرجه الحافظ أبو نعيم ج 1 ص 63 بإسناده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

وهاك حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعمار بن ياسر قائلا : " يا عمار ! إذا سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس ، يا عمار ! علي لا يردك عن الهدى ولا يدلك على ردى . يا عمار ! طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله " . أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية ، وابن طلحة في مطالب السؤول ، والبلاذري في تاريخه ، والبلخي الحنفي في ينابيع المودة باب 43 ، وعن الحمويني ومير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة الخامسة من مودة القربى ، والديلمي في الفردوس نقلا عن أبي أيوب الأنصاري حينما اعترضوا عليه لماذا تركت أبا بكر واخذت جانب علي .

ونعود لنورد أن عليا الذي بايعه بالولاية في غدير خم وجمع غفير من أجل الصحابة مثل الزبير وطلحة وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر وخالد بن سعيد بن العاص ، وبريدة بن الأسلمي وأبي بن كعب ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي الهيثم ابن التيهان ، وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف وأبي أيوب الأنصاري ، وجابر بن عبد الله الأنصاري وحذيفة بن اليمان ، وسعد بن عبادة ، وقيس بن سعد ، وعبد الله بن عباس ، وزيد بن أرقم ، والبراء بن عازب هؤلاء وطائفة الخزرج وسموا بالروافض ذكرهم ابن حجر العسقلاني ، والبلاذري في تاريخه ، ومحمد في روضة الصفا وابن عبد البر في الاستيعاب وغيرهم ، كما امتنع علي وبنو هاشم عن البيعة وأجبروهم على البيعة وهددوهم بالقتل ، وقد ثبت ان بيعة علي وثم تهديده جرى بعد وفاة الصديقة الطاهرة بضعة رسول الله كما ذكر ذلك البخاري ص 37 ج 3 من حججه في باب غزوة خيبر ، ومسلم بن الحجاج القشيري ص 154 ج 5 من حججه أيضا في باب قول النبي : لا نورث . كما نقل عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ص 14 عن الإمامة والسياسة قوله : " فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها " غير أن بعضا قال في وفاة فاطمة ( عليها السلام ) إما ماتت بعد 75 يوما من وفاة أبيها ومنهم ابن قتيبة والأغلب قالوا إنها توفيت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها حيث بايع علي وبنو هاشم ، وهكذا قال المسعودي في مروج الذهب ج 1 ص 414 ( ولم يبايعه أحد من بني هاشم حتى ماتت فاطمة ) وممن روى بيعة علي بعد ستة أشهر من الثقات إبراهيم بن معد الثقفي ، كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، كما نقل ابن أبي الحديد ص 18 ج 2 لشرح النهج عن الزهري عن عائشة قولها : " فلم يبايعه علي ستة أشهر ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي " وأيد ذلك أحمد بن أعثم الكوفي الشافعي في الفتوح ، والحميدي في الجمع بين الصحيحين عن نافع عن الزهري . ولم يبايع علي إلا قسرا وبعد ان هددوه مرارا ومعها هجومهم على داره وفي الدار فاطمة والحسن والحسين والزبير وجمع من الصحابة ، وقد امر أبو بكر عمر وخالد بن الوليد وجماعة بجلبهم للبيعة فجمع الحطب على باب الدار وهددهم بالإحراق ومنهم من قال : إنه أشعل النار ، وثبت انه ضغط الزهراء بين الباب والجدار حتى أسقطت محسنا . أما الذين رووا الأولى وهو جمع الحطب وتهديدهم بالاحراق واخذ علي حاسر الرأس حافي القدمين ومن معه إلى أبي بكر فهم : البلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي المتوفى سنة 279 هجري في تاريخه ، وعز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي ، ومحمد بن جرير الطبري ، وابن خرابة في " الغرر " عن زيد بن أسلم ، وابن عبد ربه ص 63 ج 3 في العقد الفريد ، وابن أبي الحديد المعتزلي ص 134 ج 11 شرح نهج البلاغة طبع مصر عن كتاب السقيفة للجوهري حول سقيفة بني ساعدة وقد شرحها شرحا مسهبا وفيها محاجة علي وفاطمة حول أحقيتهما بالأمر ومطالبتهما لمبايعة علي ، وأن عليا رغم التهديد لم يبايع وعاد ولازم الدار ، كما أخرج ذلك محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة بن عمر الباهلي الدينوري ص 13 ج 1 في كتابه : تاريخ الخلفاء الراشدين ودولة بني أمية المعروف بالإمامة والسياسة طبع مصر . وقد أسهب في بحثه ومما قال : " ان أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا ان يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها . فقيل له : يا أبا حفص ! إن فيها فاطمة ، فقال : وان فخرجوا فبايعوا إلا " عليا " . وقيل : إن فاطمة خرجت وصرخت يا أبة يا رسول الله ! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة وهي باكية وعندما سمع القوم صوتها وبكاءها عادوا سوى عمر ومعه جماعة وأخذوا عليا قهرا إلى أبي بكر وطلبوا منه البيعة فقال : وإن لم أبايع ! فقالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك . وكل ذلك بمرأى من أبي بكر وهو ساكت لا يتكلم . فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فأجاب ما دامت فاطمة في الوجود فإني لا أكرهه فعاد علي إلى قبر رسول الله باكيا والقى نفسه على القبر وقال : " يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وكانت فاطمة تدعو عليهما في كل صلاة حتى ماتت وهي غضبى عليهما " واما أشبه ذلك اليوم بهذه الأيام حينما تجتمع جماعة من الانتهازيين لسلب حرية دولة واخذ زمام الأمور بيدهم ويرغمون الناس بعد التسلط على الحكم للخضوع ويقتلون بالشبهة والظن . كما اخرج ذلك أحمد بن عبد العزيز الجوهري وهو ثقة في كتاب السقيفة ونقل عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 19 طبع مصر وخلاصة قولهم تأييد ما مر وان اجتماع الصحابة في دار علي كان احتجاجا على أبي بكر وعمر ، وان البيعة كانت بدون مشورة الصحابة ، وأخرجه الجوهري عن سلمة بن عبد الرحمن ، وروى ذلك أبو وليد محب الدين محمد بن محمد بن الشحنة  في كتاب " روضة المناظرة في أخبار الأوائل والأواخر " في شرح السقيفة . كما أخرجه الطبري ص 433 ج 3 في تاريخه ، والمؤرخ المعروف ابن شحنة ص 112 ج 11 حاشية كامل ابن الأثير حول قصة السقيفة .

واما ما يعود لهجوم عمر واضرامه النار واجهاضه فاطمة ( عليها السلام ) فقد أورده جماعة من أجلة العلماء المعترف بهم من السنة والشيعة كأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي صاحب مروج الذهب في كتابه : اثبات الوصية ومما قال : " فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا " . كما اخرج ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ص 312 ج 3 عندما نقلت لأستاذي أبي جعفر النقيب شيخ المعتزلة عندما أخبروا رسول الله أن هبار بن اسود حمل على هودج زينب بنت رسول الله وان زينب أسقطت جنينها خوفا ، أهدر رسول الله دمه لهذا . قال أبو جعفر : " لو كان رسول الله حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها " وكانت زينب بنت رسول الله زوجة ابن خالتها أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى حيث أسر في معركة بدر وافتدته ، ومما افتدته به قلادتها وطلب منه رسول الله بعد أن سمح له بالعودة أن يرسل زينب إليه لأنها لا تحل له فأرسلها مع زيد بن حارثة الذي عينه رسول الله ، فتصدى لها أبو سفيان وجماعة معه وهجم عليها هبار وروعها برمحه حتى أسقطت . فإذا كان تأثر رسول الله من أجل زينب لهذه الدرجة فماذا كان يعمل من أجل سيدة النساء حبيبته فاطمة التي قال عنها : انها بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني . كما نقل صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الألف كلمات وعقائد إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام المعتزلي إلى أن قال النظام : " إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها " ، وهكذا تجد مما أخرجه البلاذري والطبري وابن خزاية وابن عبد ربه والجوهري والمسعودي والنظام وابن أبي الحديد وابن قتيبة وابن شحنة والحافظ إبراهيم وغيرهم تثبت ان عليا وبني هاشم وأخص الصحابة انما بايعوا بعد التهديد وبعد اجبارهم قسرا ، وأن أبا بكر وعمر بالغا بالظلم والقسر لأخذ البيعة .

رد اللائحة :

 لقد حاول البعض تبرئة الصحابة المخالفين لحدود الله ورسوله فأوردوا خبرا أسندوه إلى رسول الله وهو :

رد الرد: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد رأينا مخالفة سعد بن عبادة وجماعة من الخزرج لأبي بكر وعمر. ومثله علي والهاشميون وجماعة من الصحابة ، ولا ننسى بيعة طلحة والزبير لعلي ثم نكثهما البيعة ومحاربتهما إياه في حرب الجمل وقتلهما الألوف بل عشرات الألوف ظلما وعدوانا ، ولا ننسى قيام معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة على علي وإثارة حروب صفين وغيرها .

____________________

( 1 ) لم يحصل إجماع وأقره الجميع راجع ص 457 ج 2 من تاريخ الطبري ، وتصفح صحاح مسلم والبخاري والفخر الرازي وقد حاج أبا بكر كبار الصحابة في ذلك مثل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وبريدة الأسلمي وخالد بن سعيد بن العاص وأبي الهيثم وحذيفة بن ثابت والأنصاري وأبي بن كعب وسهل بن حنيف وأخيه عثمان وبعدها كل من أبي ربيعة من المهاجرين والأنصار سموهم بالروافض لأنهم رفضوا أبا بكر لأنه لا يحق له ذلك والحق لعلي . راجع تاريخ البلاذري ، وابن حجر العسقلاني .

( 2 ) تاريخ الطبري ص 56 ج 2 .

( 3 ) في غزوة تبوك امر عليا عليها خليفة بعده لان المنافقين أرادوا القيام قائلا " أنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي " .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك