المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2025-03-13
الفرنسيسيلة التولارية Francisella tularensis
2025-03-13
Written Syllabification
2025-03-13
Dialectal variations
2025-03-13
فرضيات التغذية الاسترجاعية Feedback Hypotheses
2025-03-13
Triple codas
2025-03-13

محل مسح القدمين.
23-1-2016
اللواصق المتجددة Renewable Adhesives
18-11-2019
محمد بن الحسن الصّفّار
30-8-2016
كيف تتخلص من القلق؟؟
26-6-2019
تطبيقات محكمة الأمم المتحدة للاستئناف لمبدأ المساواة
2024-09-10
الفقر والفقراء والغنى والأغنياء
25-2-2019


رواة الشعر  
  
2844   04:36 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص410
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2019 1915
التاريخ: 1-04-2015 11289
التاريخ: 1-04-2015 17757
التاريخ: 23-03-2015 2299

هناك طبقة من الرواة غلبت عليهم رواية الشعر على ما سواه من علوم العربية، فاشتغلوا بجمع شعر عرب الجاهلية وغيرهم ودونوه او حفظوه. وهم غير الذين يختص كل راو منهم بشاعر فيكون راويته .. وقد علمت من كلامنا عن شعراء الجاهلية انهم كانوا كثيرين، عددنا منهم مائة وبعض المائة، وهم أكثر من ذلك لضياع اخبار الباقين منهم في اثناء ظهور الإسلام، بسبب كثرة من قتل منهم ومن رواتهم في الحرب والغزو على عهد الرسول والراشدين.

فلما احتاج المسلمون في صدر الإسلام الى معرفة معاني الالفاظ في التفسير والقراءة، عمدوا الى جمع اشعار العرب وأمثالهم واقوالهم بلا تخصيص. ثم غلب على بعضهم جمع الشعر، وعلى البعض الآخر شواهد النحو، او الامثال، او رواية اللغة. فاخذوا يطلبونها في اماكنها وينقلونها عن اصحابها او من سمع عنهم. والمشهور ان اخبار الجاهلية لم يدون منها شيء قبل الإسلام. ثم ظهر ان بعض ذلك كان مدونا في صحف عند اهل الحيرة من ايام المناذرة.

وأول من اشتغل بجمع الشعر بعد الإسلام ممن بلغ الينا خبره: حمادة الراوية المتوفى سنة 156، وقد عاصر الدولتين الاموية والعباسية وعاصر ابا عمرو بن العلاء المتقدم ذكره. ثم ظهر خلف الاحمر، والمفضل الضبي، وغيرهما.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.