المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المراحل الفسيولوجية لنمو الارز
2024-12-19
الرياح The Wind
2024-12-19
علامات الفعل
2024-12-19
الرياح المحلية The Local Wind
2024-12-19
غير العوامل
2024-12-19
اختبار استهلاك الاسيتامايد Acetamide Utilization
2024-12-19

معنى التمكين
18-11-2015
غرويات مائية Hydrocolloids
19-8-2018
السّكان والنشاط الاقتصادي في مدينة صامطة
30-6-2018
الطاقة النووية
16-7-2016
بلا حد
21-5-2020
الرقابة على تكلفة الإنتاج
2-6-2016


مَنْ هو الحسين (عليه السّلام) نسباً وحسباً ومقاماً في المجتمع ؟  
  
3585   12:12 صباحاً   التاريخ: 24-6-2019
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص21-23.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 4088
التاريخ: 6/10/2022 2005
التاريخ: 2024-08-07 480
التاريخ: 20-3-2016 3532

من المؤسف المؤلم حقاً أنْ يوجد بين شباب المسلمين اليوم مَنْ يعرفون الكثير عن أقطاب الشرق والغرب والكثير مِنْ أحوال الشخصيات الأجنبية وسيرتهم وحياتهم ولكن لا يعرفون إلاّ القليل وقد لا يعرفون شيئاً أصلاً عن أحوال نبيهم ورجال دينهم وقادة الإسلام . وهذا أوضح دليل على أنّ هؤلاء الشباب قد ابتعدوا عن الإسلام كثيراً مِنْ حيث يشعرون أو لا يشعرون .

فنقول لهؤلاء : وما الذي تعرفونه عن الحسين (عليه السّلام) صاحب تلك النهضة العظيمة والثورة المدهشة التي ستقرؤون بعض فصولها وتعرفون بعض تفاصيلها في مواضيع هذا الكتاب ؟ إذ من المعلوم أنّ الأعمال لا تقدّر إلاّ بمقدار أصحابها ولا تكتسب الأهمية والعظمة إلاّ مِنْ عظمة أهلها .

فالحسين (عليه السّلام) هو أشرف إنسان في الدنيا مِنْ حيث النسب ؛ فهو الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) ؛ أبوه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وأخوه الإمام الحسن الزكي سيد شباب أهل الجنة (عليه السّلام) وابنه الإمام علي السجاد زين العابدين (عليه السّلام) ومن ذرّيّته ثمانية أئمة معصومين .

أمّا أُمّه فهي فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بنت محمد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) سيدة نساء العالمين وجدّه لأبيه هو شيخ البطحاء وكافل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وناصر الإسلام أبو طاب (عليه السّلام) . وأمّا جدّه لاُمّه فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب إله العالمين محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) .

هذا نسب الحسين (عليه السّلام) فأيّ إنسان في العالم جمع نسباً شريفاً كهذا النسب الشريف؟ أضف إلى هذا النسب الشريف مقامه الراقي عند الله تعالى ومنزلته العليا في الإسلام فهو (عليه السّلام) :

أولاً : ثالث أئمّة أهل البيت الاثني عشر الذين عناهم الله تعالى بقوله : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 73]. وثالث اُولي الأمر الذين أمرنا الله تعالى بإطاعتهم فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].

وفي إمامته وإمامة أخيه الحسن (عليهما السّلام) نص نبوي متواتر وهو قوله (صلّى الله عليه وآله) : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا  .

ثانياً : فهو (عليه السّلام) أحد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراًَ كما هو صريح آية التطهير أي إنّه (عليه السّلام) خامس المعصومين الأربعة عشر (عليهم السّلام) ؛ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة مِنْ ذرية الحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) .

ثالثاً : هو (عليه السّلام) أحد العترة الذين قرنهم رسول الله بكتاب الله العزيز وأحد الثقلين اللذين خلّفهما في هذه الاُمّة حيث قال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... .

رابعاً : أنّه (عليه السّلام) أحد الأربعة الذين باهل بهم النبي (صلّى الله عليه وآله) نصارى نجران وهو أحد المعنين بقوله تعالى : ( وأبنائنا وأبنائكم ) .

وهكذا إلى غير ذلك ممّا لا يسع المقام إحصاءه مِنْ فضائله ومناقبه (عليه السّلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.