نيماتودا حوصلات البطاطس

Globodera rostochiensis and G. pallida

نشأ النوعان G.pallida, G. rostochiensis (الشكل التالي) على عائلهما الرئيسي وهو البطاطس في أمريكا الجنوبية، ومن هناك بدأ في الانتشار والانتقال إلى معظم بلدان العالم عن طريق الدرنات المصابة، أو الحوصلات الموجودة في حبيبات التربة الملوثة لهذه الدرنات أو المنتجات الزراعية الأخرى. وينتشر التلوث بهذه النيماتودا في ثماني وخمسين دولة أو أكثر (1992)، إلا أن النوع G.rostochiensis هو الأكثر شيوعاً وانتشاراً. وقد يظهر النوعان معاً في الحقل نفسه، بل وفي هكتار واحد داخل الحقل نفسه، ويبدو أن هذا الظهور تحكمه صفة المقاومة أو القابلية للإصابة لمحصول البطاطس المعتاد زراعته في هذا الحقل (1987 ,Whitehead and Westerdijk). ومن الجدير ذكره أنه لا يمكن حدوث تزاوج ناجح بين النوعين G. Pallida, G. rostochiensis (Parrot, 1972)، كما يحتوي كلا النوعين على عدد من السلالات التي يصعب التفريق بينها بوضوح حتى الآن. وفي الوطن العربي، سجل النوع G. rostochiensis في كل من مصر (1978 ,EPPO 2009, Ghorab) ، والجزائر، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وتونس، وفلسطين المحتلة (2009 ,EPPO). كما سجل النوع Gallida. في كل من الجزائر وتونس (1990 ,Jatala and Bridge ، EPPO, 2009 ).

شكل يبين: نيماتودا حوصلات البطاطس من النوع G.pallida : (أ) الطور اليرقي الثاني، ب) مقدمة الجسم في الطور اليرقي الثاني، ح) مقدمة جسم الذكر . ونيماتودا حوصلات البطاطس من النوع G.rostohiensis (ج) الطور اليرقي الثاني، د) مقدمة الجسم في الطور اليرقي الثاني، هـ) ذكر ، و) مقدمة الجسم في الأنثى، ز) الذيل في الذكر. (دوابة واليحيى، 2008)

1- المدى العوائلي وتوزيع النيماتودا في التربة

Host range and distribution in Soil

تتكاثر نيماتودا حوصلات البطاطس على نباتات العائلة الباذنجانية، وبخاصة البطاطس، والطماطم، والباذنجان Solanum melongena، والأنواع البرية من جنسي Solanum و Lycopersicon. وتأتي الأهمية الاقتصادية الكبرى لهذه النيماتودا من كونها أهم آفات البطاطس على المستوى العالمي، كما أنها قد تسبب أضراراً كبيرة أيضاً للطماطم والباذنجان. وفيما يتعلق بمحصول البطاطس فإن جميع أجزاء النبات تحت سطح التربة (جذور ومدادات ودرنات) معرّضة للعدوى والإصابة بالنيماتودا، ولو أن حوصلات النيماتودا تشاهد بأكثر ما يمكن على الجذور المتعمقة في التربة، حيث إن الإصابات الشديدة تتركز عادة في قطاع التربة الرأسي على عمق 20-50 سم من سطح التربة. ويتوقف توزيع الحوصلات في التربة على مقدرة الجذور في التعمق إلى أسفل داخل قطاع التربة، وعلى التاريخ المحصولي السابق للبطاطس في الأرض، وكذلك على عمق الحرث وقابلية محصول البطاطس المزروع للإصابة (دوابة واليحيى، 2008).

2- الضرر والفقد في المحصول Damage and yield losses

تنمو أصناف البطاطس غير المتحملة للإصابة بطيئة إذا زرعت في أرض شديدة التلوث بنيماتودا حوصلات البطاطس، وذلك بسبب تقزم الجذور نتيجة لإصابتها بالنيماتودا، الأمر الذي يحد من قدرتها على امتصاص الماء والعناصر المغذية من التربة. وتبدو على الجذور شديدة الإصابة مظاهر عرض "فرشاة الزجاج"، كما تتلون باللون البني أيضاً، ونتيجة لذلك تخرج بادرات البطاطس بطيئة من التربة وتظل صغيرة متقزمة، وقد تذبل تلك البادرات خاصة في الأجواء الجافة، وتظهر عليها أعراض نقص العناصر، بالرغم من توفر جميع العناصر الغذائية بالتربة. ومن أكثر أعراض نقص العناصر التي يمكن مشاهدتها على هذه النباتات هي أعراض نقص النيتروجين والماغنيسيوم، وقد تشيخ النباتات المصابة قبل وصولها إلى طور النضج، وربما يعود ذلك إلى زيادة قابليتها للإصابة بمرض الذبول الفيرتسيليومي Verticillium wilt نتيجة لسابق إصابتها بالنيماتودا.

تظل الدرنات المتكونة صغيرة الحجم، ويظهر سطحها الخارجي مغطى بإناث وحوصلات النيماتودا في منتصف الموسم . قد تظهر قشرة الدرنات بعد ذلك ملطخة بالألوان الحمراء ومنقرة بنقر صغيرة كانت من قبل مشغولة بالإناث التي تركتها وسقطت في التربة بعد تحولها إلى حوصلات تاركة أماكنها فارغةً تمثلها هذه النقر. وينعكس كل ما سبق في النهاية سلبياً على محصول درنات البطاطس كما ونوعاً. وتتناسب شدة الأعراض والفقد المحصولي في درنات البطاطس مع عدد بيض النيماتودا الحي في التربة، أو بتعبير أدق مع عدد يرقات الطور الثاني حديثة الفقس في التربة (دوابة واليحيى، 2008).

3- المكافحة Control

يمكن مكافحة هذه النيماتودا باستخدام أسلوب الدورة الزراعية، وزراعة الأصناف المقاومة، واستخدام بعض الطرق الزراعية كزراعة المحاصيل الصائدة Trap crops، وتشميس التربة، كما يمكن استخدام المبيدات النيماتودية في المكافحة، ولكن مع اتخاذ الحذر الشديد فيما يتعلق بنوع المبيد المستخدم بحيث لا يكون من نوعية المبيدات ذات الأثر المتبقي الطويل بسبب طبيعة محصول البطاطس كمحصول درنات لا يبقى طويلاً في التربة. كما يمكن أيضا استخدام طرق المكافحة الحيوية سواءً باستخدام الفطريات المتطفلة على النيماتودا ، أو غيرها، متى توفرت (دوابة واليحيى، 2008).