أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019
5169
التاريخ: 23-6-2019
3246
التاريخ: 18-4-2019
2316
التاريخ: 18-10-2015
3959
|
نتيجة للأخبار الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار بأن الحسين (عليه السلام) سيقتل بأرض في العراق أو شاطئ الفرات، أكد الإمام الحسين (عليه السلام) بأنه سيقتل برحلته هذه إلى العراق، لذلك نعى نفسه لكل من أراد أن يثنيه عن رحلته إلى العراق، فقد صرح أمام الملأ بقوله: (كأن أوصالي تقطعها غسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء). وسنذكر هنا طائفة من الأخبار الواردة بهذا الخصوص.
- قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرة قال: قال الحسين: والله ليعتدن علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت .
- قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن جعفر بن سليمان الضبعي، قال: قال الحسين بن علي: والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي! فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.
فقدم العراق فقتل بنينوى سنة إحدى وستين .
- قال ابن سعد: دخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلمه طويلا، وقال: أنشدك الله أن تهلك بحال مضيعة، لا تأتي العراق، وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك (وذلك في عشرة ذي الحجة سنة ٦٠).
فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق، فقال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فأنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال الحسين: أبا العباس إنك شيخ قد كبرت، فقال ابن عباس: لولا أن يزري بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، لو أعلم أنا إذا تناحينا أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي. فقال له الحسين: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي - يعني مكة - قال: فبكى ابن عباس، وقال: أقررت عين ابن الزبير فذلك سلى بنفسي عنه، ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يا بن الزبير قد أتى ما أحببت، قرت عينك، هذا
أبو عبد الله يخرج ويتركك الحجاز، تم تمثل:
يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
وأخرجه الحافظ يعقوب بن سفيان النسوي قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، قال: سمعت طاووسا يقول: سمعت ابن عباس يقول:
استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، فكان الذي رد علي أن قال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تنجدني - يعني مكة - قال ابن عباس: فذلك الذي سلى نفسي عنه .
- وعندما وصل الإمام الحسين وأصحابه إلى أرض كربلاء قال: ما يقال لهذه الأرض؟ فقالوا: كربلاء، ويقال لها: نينوى قرية بها، فبكى وقال: كرب وبلاء، أخبرتني أم سلمة قالت: كان جبرئيل. الحديث .
- قال ابن سعد: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن زيد الرشك، قال: حدثني من شاهد الحسين، قال: رأيت أبنية مضروبة بفلات من الأرض فقلت: لمن هذه؟ قالوا: هذه للحسين، قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن قال: والدموع تسيل على خديه ولحيته، قال: قلت: بأبي وأمي يا بن رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة ليس بها أحد؟ فقال هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة - يعني مقتنعها .
- ذكر ابن سعد في الطبقات قال: كتب عبد الله بن جعفر كتابا يحذره أهل الكوفة ويناشده الله أن يشخص إليهم، فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمرني بأمر وأنا ماض له، ولست بمخبر به أحدا حتى ألاقي عملي .
- عن يحيى بن إسماعيل، عن الشعبي: أن سالما قال: قيل لأبي عبد الله بن عمر: إن الحسين توجه إلى العراق، فلحقه على ثلاث مراحل من المدينة، وكان غائبا عند خروجه، فقال: أين تريد؟ قال: أريد العراق، وأخرج إليه كتب القوم، هذه بيعتهم وكتبهم، فناشده الله أن يرجع، فأبى، فقال: أحدثك بحديث ما حدثت به أحدا قبلك: إن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، فوالله لا يليها أحد من أهل بيته أبدا، وما صرفه الله عنكما إلا ما هو خير لكم، فأنت تعرف غدر أهل العراق وما كان يلقي أبوك منهم، فأبى فاعتنقه، وقال: استودعك الله من قتيل .
- وروى سالم بن أبي حفصة قال: قال عمر بن سعد للحسين بن علي (عليهما السلام): يا أبا عبد الله إن قبلنا ناسا سفهاء، يزعمون أني أقتلك، فقال له الحسين (عليه السلام): " إنهم ليسوا بسفهاء، ولكنهم حلماء، أما إنه يقر عيني إلا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا ".
وروى عبد الله بن شريك العامري قال: كنت أسمع أصحاب علي (عليه السلام) إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين بن علي، وذلك قبل أن يقتل بزمان .
- وذكر أبو علي السلمي البيهقي في تاريخه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال للحسين بن علي (عليه السلام): إن لك في الجنة درجة لا تنالها إلا بالشهادة. قال السلمي: فكان يعلم وقت اجتماع العسكر عليه أنه مقتول، فصبر ولم يجزع حتى نال الشهادة. عليه السلام .
- روى عن ابن عباس: لما أراد أن يثني الحسين (عليه السلام) عن الخروج إلى العراق وأبى الحسين ذلك خرج منه وهو يقول: وا حسيناه، أنعى حسينا لمن سمع .
بعد أن قمنا بعون الله بجمع الروايات المعتبرة والمتواترة، الواردة أغلبها من طريق العامة، بأخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن ولده وثمرة فؤاده الحسين بن علي (عليه السلام)، يقتل بأرض في العراق تسمى كربلاء، وأن المنحرفين من أمته سوف يجتمعون تحت راية الضلال والانحراف في هذه الأرض، ويساهمون في قتل عترته الطاهرة.
وكان إخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحادثة مقتل ولده الحسين (عليه السلام) من ضمن إخباره بحوادث كثيرة، وقعت منها في حياته، وأخرى بعد مماته، وقد تطرق المرجع الكبير المرحوم محمد الحسين آل كاشف الغطاء لهذا الموضوع بقوله: " والمناسبة نقول: إن نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) كما أخبر بقتل ولده الحسين (عليه السلام) في كربلاء قبل وقوعه، ودفع لزوجته أم سلمة من تربتها وأراها الجملة من أصحابه، كذلك أخبر بحوادث كثيرة
ووقائع قبل وقوعها، فوقع بعضها في حياته، وبعضها بعد رحلته من الدنيا.
(فمن الأول) أخباره بفتح مكة ودخولهم المسجد الحرام آمنين مطمئنين، كما في القرآن الكريم، وإخباره بغلبة الروم على الفرس في بضع سنين، كما في القرآن أيضا، وأخباره بأن كسرى قد مات أو قتل، وأخباره بالكتاب الذي مع حاطب بن بلتعة وكثير من أمثالها.
(ومن الثاني) إخباره بأن أصحابه يفتحون ممالك كسرى وقيصر، وأن أصحابه يختلفون في الخلافة من بعده، وإخباره بمقتل عثمان، وشهادة أمير المؤمنين بسيف ابن ملجم، وبسم ولده الحسن، وغلبة بني أمية على الأمة، وبشهادة قيس بن ثابت الشماس، وبفتح الحيرة البيضاء، وقضية المرأة التي وهبها لبعض أصحابه، ولما فتح الحيرة خالد بن الوليد طلبها منه، واستشهد بشاهدين من الصحابة فدفعها له وهي الشيماء أخت عبد المسيح بن بقيلة كبير النصارى وقسهم
الأعظم، إلى كثير من أمثال هذه الوقائع التي لو جمعت لكانت كتابا مستقلا " .
لكن هذه الأمة التي أراد لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكون خير الأمم، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قد طعنت رسول الله في خاصرته، وخذلته في أحب الخلق إليه وهم أهل بيته.
لقد تجمع أعوان الضلال والانحراف على قتل ذريته الطاهرة شر قتلة، ومزقتهم شر ممزق، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول أيام صفين: " والله ما سمعت إن أمة آمنت بنبيها قاتلت أهل بيته غيركم " . ورسول الله يؤكد على لزوم الأمة بمودة أهل بيته، ورعايتهم إكمالا للدين، وإتماما للنعمة .
وروى عن الحسن أنه قال: إنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه فقال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23] فالحسنة مودتنا أهل البيت .
لكن هذه الأمة التي لم تلتزم بوصايا الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) بمودة أهل بيته، ولم تكتف بهذا بل ذهبت أبعد من ذلك، من قتلهم وتشريدهم، والتاريخ شاهد على ما ارتكبوه من إجرام واضطهاد بحقهم، وأصبحت أعمالهم الشائنة هذه محل سخرية واستهجان حتى من غير المسلمين، كما في رواية ابن أبي لهيعة عن ابن الأسود، قال: لقيت رأس الجالوت، فقال: إن بيني وبين داود سبعين أبا، وإن اليهود إذا رأوني عظموني وعرفوا حقي وأوجبوا حفظي، وإنه ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ابنه .
فإذا كان حال آل الرسول هذه، فكيف الحال وبقية أحكام الدين التي جاهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الميامين من أجل تطبيقها لانتشال الأمة من براثن الجاهلية إلى مواقع السمو والرفعة. وما كان على الحسين (عليه السلام) وهو حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفعل وهو يرى أحكام الدين قد تعطلت، والانحراف والعودة إلى الجاهلية التي أخذت تدب في أوصال أمة جده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال (عليه السلام) في إحدى خطبه: " إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، فأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود واستأثروا بالفئ " .
وما كان على الإمام الحسين (عليه السلام) وهو سيد قريش أن يفعل، وقد رقى منبر جده شخصية متهتكة مثل يزيد، الذي يجاهر بأفعاله المنكرة على مسمع ومرأى من الأمة، علاوة على رسل أهل العراق التي كانت تصل إلى الإمام الحسين تحثه على الخروج إليهم، والالتفاف حول قيادته الرشيدة، لانتشال الأمة من هاوية السقوط والعودة بها الإسلام المحمدي الأصيل، ومن جملة ما كتب له أهل الكوفة
خمسين صحيفة، الصحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة، وكتبوا معهما: " أما بعد فحي هلا، فإن الناس منتظرون لا إمام لهم غيرك، فالعجل، ثم العجل، ثم العجل، والسلام " .
وكتب إليه أشراف الكوفة أيضا منهم شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمرو بن الحجاج الزبيدي وغيرهم: " أما بعد، فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم علينا، فإنما تقدم على جند لك مجندة، والسلام " .
بعد هذا، هل يعذر الحسين بعدم خروجه إلى العراق، والأمة هناك، وعدته في انتظاره ليبدأ بهم عملية التغيير الفعلي بعدما أصيب دين جده (صلى الله عليه وآله وسلم)، والعودة للنهج الصحيح الذي شذ عنه بنو أمية منذ الوهلة الأولى لاستحواذهم على زمام السلطة وقيادة الأمة.
لذلك لم يجد الإمام الحسين (عليه السلام) بدا من الموافقة على طلب أهل العراق بالخروج إليهم، على الرغم من المخاطر الجسيمة التي كانت تحف به، وهو على يقين بأن هؤلاء القوم لا يفون له، لكنه (عليه السلام) أراد أن يلقي الحجة على قوم عابوا على أخيه الحسن من قبل بعد أن صالح معاوية عندما وجد فيهم التخاذل والتقاعس.
قرر الإمام الحسين (عليه السلام) الخروج إلى العراق على الرغم من تحذيرات بعض الناس له، ومنعه من الخروج، لكنه (عليه السلام) أصر على الخروج، لأنه كان يرى في أفق لا ترى الناس مثله، فعندما منعته أم سلمة من الخروج، قال لها: " إني والله مقتول وإن لم أخرج للعراق".
ثم سار الركب متوجها إلى العراق، إلى الأرض ذات التربة الحمراء التي أبكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلى أرض كربلاء التي كانت على موعد مع الملحمة التاريخية التي أخبر عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الأمين جبرئيل (عليه السلام).
لقد شهدت كربلاء دم آل الرسول يسيل على بطائحها وهم مجندلون على رمضائها، لقد شهدت كربلاء أراذل عبيد الله بن زياد وهم يجولون على صدر الحسين، وآخرين يتسابقون لإحراق خيم آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).. ومن بين صخب القوم وضجيجهم يخرج صوت يشق عباب صحراء كربلاء: " يا محمداه، صلى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الرياح " .
نعم لقد كان صوت العقيلة زينب (عليه السلام) يصك السمع، ويخترق الحجب، ولا زالت صحراء كربلاء تردد صداه على مر الزمن والتاريخ " واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، ماتت فاطمة أمي وعلي أبي، والحسن أخي، يا خليفة الماضي وثمالة الباقي " .
وهكذا انتهت ملحمة كربلاء، وصار الانتصار المزعوم خزيا وعارا، وعاد القتلة تلاحقهم اللعنات أينما حلوا، وقد خسروا خسرانا مبينا .
وذكر ابن الأثير: قال الناس لسنان بن أنس النخعي: قتلت الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قتلت أعظم العرب خطرا، أراد أن يزيل ملك هؤلاء، فأت أمراءك فأطلب ثوابك منهم فأنهم لو أعطوك بيوت أموالهم في قتله كان قليلا.
فأقبل على فرسه، حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادى بأعلى صوته:
أوقر ركابي فضة أو ذهبا * إني قتلت السيد المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|