المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5881 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قيام دولة بني العباس  
  
2140   11:22 صباحاً   التاريخ: 9-4-2019
المؤلف : محمد فريد بك
الكتاب أو المصدر : تاريخ الدولة العلية العثمانية،
الجزء والصفحة : ص 38- 84
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / الدولة العباسية * /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-06 424
التاريخ: 29-11-2018 1359
التاريخ: 26-1-2018 1449
التاريخ: 7-1-2019 1769

ظهور دولة العباسيين وابرز الاحداث التي مرت عليها

 [وفي عهد مروان بن محمد] وهو رابع عشر خلفاء بني امية وآخرهم ظهرت في ايامه الدعوة للعباسيين في خراسان بمسعى ابو مسلم الخراساني وذلك انه كان يوجد بالأقطار الاسلامية احزاب قوية ضد بني امية فمنها حزب يقول بأحقية اولاد سيدنا علي بن ابي طالب[عليه السلام] بالخلافة وآخر يقول باستحقاق اولاد العباس عم النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وظهر حزب العلويين اكثر من مرة في مدة الامويين فعاد بالخيبة لظهوره في اوائل خلافتهم وقوة شوكتهم فقتل الحسين[عليه السلام] سنة 61 وقتل زيد بن علي بن الحسين سنة 122 وفي هاتين الواقعتين قتل كثير من اولادهم واقاربهم حتى ضعف حزبهم وتفرق من حولهم اما بني العباس فاستعملوا التؤدة والصبر ولم يفاجئوا الامويين في بدء ظهورهم بل بثوا اعوانهم في جميع الجهات لاستمالة الناس إلى بيعتهم ووجهوا همتهم إلى جهات الشرق مثل العراق وايران وخراسان وما جاورها لبعدها عن مركز خلافة الامويين وعدم تعلقهم بهم تعلق اهل الشام ومصر وثابروا على هذه الخطة إلى ان ضعف حال الامويين وتضعضع شانهم ووقع الشقاق والانقسام بينهم حتى تولى الخلافة ثلاثة في سنة واحدة وهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد بن عبد الملك واخوه ابراهيم ولم يقعد العباسيين عن هذا الثبات موت القائم بهذه الدعوة وهو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بل قام بها بعده ولده ابراهيم الامام ولما شاع خبر مساعيهم قبض مروان على ابراهيم المذكور وحبسه في حران حتى مات وكان ذلك في سنة 129 فقام بالدعوة اخوه ابو العباس الذي لقب فيما بعد بالسفاح وفيها اظهر ابو مسلم الخراساني الدعوة للعباسيين ببلاد خراسان وحارب نصر بن سيار العامل عليها من قبل الامويين وانتصر عليه ودخل مدينة مرو وفي صفر سنة 132 اتى ابو العباس إلى الكوفة واختفى بها إلى يوم الجمعة 12 ربيع الاول وفيه خرج إلى الجامع وبايعه الناس بالخلافة ثم اتى مروان لمحاربته فهزم بالزاب وتبعه عساكر العباسيين إلى ان قتل في بوصير بمصر في اواخر ذي الحجة سنة 132 وبذلك تم انتقال الخلافة إلى بني العباس.

ولم يجعلوا مقر ملكهم مدينة دمشق بل اقام ابو العباس بالكوفة وكذلك اخوه ابو جعفر المنصور إلى ان بنى مدينة بغداد وذلك لعدم ثقتهم بأهل الشام لميلهم إلى بني امية لكن انتقال مقر الخلافة إلى العراق كان سببا في فصم عرى الروابط بين الخلافة والولايات البعيدة مثل الاندلس وافريقيا تونس والجزائر فانفصلت تدريجيا، ولم يهدأ بال العباس من جهة الامويين الا بعد ان قتل منهم نحو تسعين رجلا قتلوا ضربا بالعمد ثم بسطت عليهم الانطاع ومدت الموائد واكل الناس وهم يسمعون انينهم حتى ماتوا وامر بنبش قبورهم واحراق عظامهم ولم يفلت من بني امية على ما قيل الا من هرب إلى الاندلس وكان من ضمنهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم فاستولى على الاندلس وبقيت في عقبه لسنة 420 ولقب العباس بالسفاح لكثرة سفكه الدماء ومات في ذي الحجة سنة 136 ودفن في الانبار وقد عهد بالخلافة بعده إلى اخيه ابي جعفر المنصور ثم من بعده إلى عيسى ابن اخيه موسى وفي سنة 137 بايع عم المنصور وهو عبد الله بن علي لنفسه فارسل اليه المنصور ابا مسلم الخراساني فهزمه وهرب عبد الله وبقي مختفيا إلى سنة 139 حتى ظفر به المنصور وقتله وفي شعبان سنة 137 قتل المصور ابا مسلم الخراساني مع انه سبب حصول العباسيين على الخلافة بسعيه واجتهاده قتله لخوفه من امتداد نفوذه والخروج عليه واختلاس الخلافة لنفسه وفي سنة 141 حصلت فتنة الراوندية الذين قالوا بالوهية ابي جعفر المنصور فحاربهم حتى قتلهم عن آخرهم وفي سنة 145 بايع اهل المدينة محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسين الملقب بالنفس الزكية بالخلافة فارسل اليه ابو جعفر عيسى ابن موسى فحاربه وقتله مع كثير من اهل بيته في رمضان من السنة المذكورة وفي اثناء ذلك كان اخوه ابراهيم قد قصد البصرة وطلب البيعة من اهلها لاخيه محمد النفس الزكية فبايعوه ثم ارسل من استولى على الاهواز وواسط ولما اتاه خبر قتل اخيه سار بجموعه قاصدا الكوفة فلاقاه عيسى بن موسى وكان قد عاد من المدينة بعد موت محمد فحاربه حتى قتله وبذلك انتهت هذه الفتنة وامن المنصور جانب العلويين وفي اثناء هذه الفتن توفي ببغداد الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان رضي الله عنه ثم تفرغ المنصور لبناء مدينة بغداد وانتقل اليها وتوفي في 6 ذي الحجة سنة 158 وعمره ثلاث وستون سنة ولم يتبع ما اوصى به العباس بل اوصى بالخلافة لابنه محمد المهدي وخلع عيسى ابن اخيه موسى من ولاية العهد.

 ومن اهم اعمال محمد المهدي تنظيمه البريد وتعميمه بين المدائن العظيمة وغزو الروم مرتين بمعرفة ابنه هرون الرشيد وفي ايامه ظهر بعض الزنادقة في حلب فجمعهم المهدي وقتلهم عن اخرهم ومزق كتبهم واستمرت خلافته عشر سنين وشهرا وتوفي في 22 محرم سنة 169 بماسندان وعمره 43 سنة فاخذ ولده هارون البيعة لاخيه موسى الهادي الذي كان يحارب بجرجان وفي خلافة موسى الهادي بن محمد المهدي ظهر الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن إلى ان ظهر الفاطميون واستقلوا بملك افريقيا ومصر وفي سنة 187 تحول الرشيد عن البرامكة لما راى امتداد نفوذهم وزيادة اموالهم واملاكهم وميل الناس اليهم وكثرة عطاياهم فخشى من ان تطمح انظارهم إلى ما فوق ذلك او يقصدوه وعائلته بسوء طمعا في تولي الخلافة فلهذه الاسباب اصر على الايقاع بهم فقتل جعفر بن يحيى في الانبار عند عودة الرشيد من الحج في اول صفر سنة 187 وارسل راسه وجثته إلى بغداد فنصبت بها اياما ثم ارسل من احاط يحيى البرمكي وولده الفضل وصادرهم في جميع اموالهم من منقول وثابت وبذلك انقضت وزارة البرامكة بعد ان بقيت فيهم سبع عشرة سنة واما ما يذكره بعض المؤرخين ويجعلونه سببا للإيقاع بالبرامكة فغير صحيح.

 وفي سنة 190 توفي يحيى بن خالد بن برمك بالحبس وكذلك توفي بالحبس ولده الفضل في محرم سنة 193 وفي 3 جمادى الثاني من هذه السنة توفي الخليفة هرون الرشيد في مدينة طوس اثناء سفره فصلى عليه ابنه صالح واخذ البيعة لاخيه محمد الامين وارسل يخبره بذلك وكان الرشيد قد عهد بالخلافة بعده لولده الامين ثم للمأمون ثم لابنه القاسم ولقبه بالمؤتمن لكن جعل امر استمراره في ولاية العهد وعزله في يد المأمون ان شاء استخلفه وان شاء عهد بالخلافة لغيره فلم يتبع الامين هذا العهد بل ابطل ذكر اخيه المأمون في الخطبة في سنة 195 وأمر بأن يخطب لابنه موسى ولقبه الناطق بالحق وكان المأمون بخراسان فلما بلغه خبر هذا التغيير لم يقبله واجتمع حوله وبايعه كل من تحول عن الامين لانهماكه في الملاذ واحتجابه عن الناس وصرفه اوقاته فيما لا يعود على الخلافة بخير فجهز الامين جيشا لمحاربة اخيه المأمون واستمرت هذه الفتنة إلى سنة 197 هـ وفيها تغلبت جيوش المأمون على جيوش الامين وحوصر الامين في بغداد مدة وقتل اخيرا في 25 محرم سنة 198 وعمره ثمان وعشرون سنة وبويع بالخلافة لاخيه المأمون وهو سابع بني العباس.

 وكان من اعماله خلع اخيه القاسم من ولاية العهد بما له من الحق بمقتضى عهد ابيه الرشيد واقام مكانه في سنة 210 علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب [عليهم السلام] وخلع شعار بني العباس وهو السواد ولبس الخضرة شعار العلويين وامر جنده بذلك فنقم عليه العباسيون باخراجهم عن الخلافة وتآمروا على عزله وكان بمرو فعزله اهل بغداد وبايعوا ابراهيم بن المهدي العباسي في محرم سنة 202 ولما بلغ المأمون خبر خروج اهل بغداد عليه سار اليها من مرو ومعه علي الرضا وفي صفر سنة 203 توفى على الرضا فجأة بالطريق بمدينة طوس فصلى عليه المأمون ودفنه بجوار قبر والده الرشيد ثم ارسل إلى اهل بغداد يخبرهم بموته وبعودته إلى ما عهد به ابوه فتفرق الناس من حول ابراهيم بن المهدي ودخلها عسكر المأمون لكنهم لم يظفروا به بل اختفى وبقي مختفيا إلى ان ضبط في ربيع الآخر سنة 210 وعفى عنه المأمون وتوفي في رمضان سنة 224 وفي اوائل سنة 204 عاد المأمون وانقطعت الفتن وترك الخضرة وعاد إلى لبس السواد شعار بني العباس وعادت الاحوال إلى ما كانت عليه وفي هذه السنة توفي بمصر الامام محمد بن ادريس الملقب بالشافعي ثالث الائمة الاربعة وفي سنة 212 قال المأمون بخلق القرآن وجبر الناس على القول بذلك واضطهد كل من خالفه وهو الذي امر محمد بن آلوسي بن شاكر واخويه احمد والحسين بتحقيق طول خط نصف النهار لمعرفة مقدار محيط الكرة الارضية بالضبط فقاموا بهذه المأمورية العلمية خير قيام وقاسوا احد خطوط الطول في سهل سنجار ثم اعادوا المقاس ثانيا في وطئة الكوفة وهذا دليل على سبق العرب للإفرنج في معرفة كروية الارض وفي ايامه ترجمت اغلب كتب اليونان العلمية والفلسفية وبلغ التمدن اعلى الدرجات وفي سنة 216 زار مصر وتوفي في 19 رجب سنة 218 بعد ان اوصى لاخيه ابي اسحق محمد المعتصم بالله ودفن بطرسوس وسنه سبع واربعون سنة ومدة خلافته عشرون سنة ونصف تقريبا فبايع الناس المعتصم الا بعض الجنود فبايعوا العباس بن المأمون فاستدعى المعتصم العباس فبايعه وخرج للجند ونصحهم بمبايعة المعتصم فبايعوه وهي اول مرة تدخل الجند في امر الخلافة.

 ومن اعمال المعتصم بناء مدينة سامراء وفتح عمورية التي كان يقدسها الروم وفي اثناء عودته من عمورية بلغه ان العباس بن المأمون يكيد له وينوي قتله فامر بسجنه فسجن ومات بعد قليل قيل ان الموكل بحراسته منع عنه الماء حتى مات وأرسل المعتصم أحد قواد جيوشه واسمه الافشين خيذر لمحاربة بابك المجوسي الذي استولى على جبال طبرستان مدة عشرين سنة تقريبا فحاربه وقبض عليه واحضره امام المعتصم فقتله وفي سنة 226 غضب المعتصم على الافشين فقتله .

 وفي 18 ربيع الاول سنة 227 توفي المعتصم وعمره ثمان واربعون سنة تقريبا وهو اول من اضيف اسم الله تعالى إلى لقبه وبويع بعده ابنه الواثق بالله هرون ولما تولى الواثق حصلت فتنة بدمشق فارسل اليها جيشا اعاد السكينة اليها وكان له وزير تركي اسمه اشناس اعطى اليه الواثق علامات الامارة وهي تاج ووشاحين ومن ثم ابتدأ وفود قبائل الترك إلى بلاد العراق ودخولهم في الوظائف العالية خصوصا الجندية الامر الذي اوجب تدخلهم في امور الخلافة واستيلاءهم على السلطة الفعلية وتوفي اشناس التركي سنة 229 ومما اوجب ضعف دولة العباسيين جعلهم بلاد خراسان وراثية تقريبا في عائلة طاهر بن عبد الله .

 وتوفي الواثق في 24 ذي الحجة سنة 232 واختلف فيمن يعين بعده فقال فريق بمبايعة ابنه محمد وقال آخر بعدم صلاحيته لصغر سنه واخيرا اتفق على مبايعة المتوكل جعفر بن المعتصم وهو عاشر خلفاء بني العباس وفي مدته توفي الامام احمد بن حنبل احد الائمة الاربعة في سنة 241 وشرع المتوكل في نقل مركز حكومته إلى دمشق ونقل اليها دواوينه ولم يقم بها الا شهرين في سنة 241 ثم عاد إلى سامراء وقتل المتوكل سنة 247 قتله بعض مماليكه باتفاق مع ابنه المنتصر وبغا الصغير الشرابي وقيل انه قتل في مجلس شرابه وقتل معه وزيره الفتح بن خاقان في ليلة الاربعاء 3 شوال سنة 247 ومدة خلافته خمس عشرة سنة تقريبا وعمره نحو اربعين سنة ثم حصلت البيعة لابنه المنتصر لكن لم تطل مدته بل توفي في يوم الاحد 4 ربيع الاول سنة 248 وعمره خمس وعشرون سنة ونصف ومدة خلافته ستة شهور.

 وبويع بعده احمد المستعين بالله ابن محمد المعتصم ولم يرغب رجال الدولة خصوصا الاتراك مبايعة احد اولاد المتوكل وبذلك ازداد تدخلهم في انتخاب الخلفاء وعزلهم بل وقتلهم حتى صار الامر بيدهم وزادت الفتن بين العرب والاتراك في خلافة المستعين وتأيد نفوذ عائلة طاهر بن عبد الله بخراسان ولما توفي طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عبد الله في رجب سنة 248 عين المستعين ولده محمد بن طاهر وكذلك لما توف بغا التركي ولى ابنه موسى مكانه فصارت الوظائف وراثية تقريبا في بعض العائلات الاجنبية وفي خلافة المستعين ظهر يعقوب بن الليث الصفار وتحرك من سجستان قاصدا هرات للاستيلاء عليها وكذلك ظهر الحسن بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب بطبرستان واستقل بها إلى ان توفي سنة 287 وكان يلقب بالداعي إلى الحق وحكم بعده الناصر للحق الحسن بن علي وكان يعرف بالاطروش وتوفي سنة 304 وانقرض بموته ملك العلويين بطبرستان فكانت الاحوال في غاية الاضطراب مدة حكم المستعين وكثر الفساد وسعي كل عامل في الاستقلال بما ولي عليه وضعفت الحكومة حتى صارت العوبة في ايدي اصحاب الدسائس وزادت الفتن بين احزاب الاتراك في سنة 251 حتى حاصروا المستعين بقصره بسامراء فهرب منها إلى بغداد فبايع العصاة المعتز بالله بن المتوكل الذي ارسل اخاه ابا احمد طلحة في خمسين الف تركي لمحاربة المستعين ببغداد ثم اتفق كبار الدولة على خلع المستعين حسما للمشاكل وحقنا للدماء فخلعوه واخبروه بذلك فقبل وبايع المعتز بالله وخطب له في بغداد يوم الجمعة 4 محرم سنة 252 ثم قتل المستعين بامر المعتز بعد ان منع من السفر إلى مكة وحبس وفي مدة المعتز حصلت جملة فتن بين العسكر الاتراك فقتلوا قائدهم وصيف سنة 253 ولم يعاقبهم الخليفة بل اعطى كل ما كان له إلى بغا الشرابي ثم امر بقتله سنة 254 وفي هذه السنة ولى احمد بن طولون على مصر فاستقل بها مع حفظ السيادة الاسمية للعباسيين إلى ان توفي سنة 270 وخلفه ابنه خمارويه الملقب بابي الجيوش وفي سنة 255 استولى يعقوب الصفار على كرمان ثم على بلاد فارس ودخل شيراز وكتب للخليفة يعترف له بالسيادة وارسل اليه هدايا عظيمة فاكتفى الخليفة وفقد بذلك جميع املاكه الواقعة شرق بغداد تقريبا كما فقد مصر وكما استقل الامويون بالاندلس والادريسيون بالمغرب الاقصى بحيث صارت الاقاليم التابعة للعباسيين لا تزيد عن ربع ما كان قبلهم لدولة بني امية.

 وفي 26 رجب سنة 255 ثار عليه الاتراك من الجند لعدم مقدرته على اداء ما يطلبونه من الاموال فاهانوه واشهدوا على خلعه وبايعوا المهتدي محمد بن الواثق وهو رابع عشر الخلفاء العباسيين وفي 2 شعبان من السنة المذكورة مات المعتز جوعا بمنع الطعام والشراب عنه وفي مدته ابتدأ ظهور شخص اسمه علي بن محمد وادعى الانتساب للعلويين وجمع قبائل الزنوج النازلين بالقرب من البصرة وصار يعثو هو ورجاله في الارض إلى ان قتل سنة 270 ولم تطل خلافة المهتدي بل خصلت حروب بينه وبين الاتراك بسبب قتله احد قوادهم المدعو بايكيال وظفروا به اخيرا وقتلوه في 18 رجب سنة 256 واخرجوا ابا العباس احمد بن المتوكل من السجن وبايعوه ولقب المعتمد على الله وهو خامس عشرهم وفي مدته توفي الامام البخاري في ليلة عيد الفطر سنة 256 والامام مسلم في سنة 261 واستفحل امر يعقوب الصفار فاستولى على بلخ وكابل والاهواز ثم توفي في 19 شوال سنة 265 وخلفه اخوه عمرو وكتب للخليفة بالطاعة فولاه جميع البلاد التي كانت تحت يد اخيه وعظم شأن الحسن بن زيد العلوي بطبرستان واستولى على جرجان ثم توفي سنة 270 وتولى اخوه محمد بن زيد وعصى العرب في حمص حاكمهم التركي وقتلوه واستولى الزنوج على البصرة وقتلوا كثيرا من اهلها ودخلوا مدينة واسط ووصلت طلائعهم إلى بغداد نفسها فازدادت الخلافة ضعفا على ضعف وتخللت الفوضى جميع اجزائها واستبد القواد والحكام لعدم وجود رادع او مراقب.

بنو طولون بمصر

 وفي خلافته اشهر كذلك احمد بن طولون استقلاله ومنع ذكر اسم الخليفة في الخطبة وسار إلى بلاد الشام وفتح اكثر مدائنها وعظمت سطوته ثم مات سنة 270 وخلفه ابنه خمارويه وكان ابو احمد طلحة الموفق اخو الخليفة المعتمد هو قائد جنوده وصاحب الكلمة في البلاد حتى ضيق على الخليفة في المصرف وتوفي في 22 صفر سنة 278 وحيث كان بويع له بولاية العهد بعد المفوض جعفر بن المعتمد اجتمع القواد وبايعوا ابا العباس المعتضد بولاية العهد مكان ابيه الموفق ثم عزل المعتمد ابنه جعفر قبل وفاته واوصى بولاية العهد لأبي العباس المعتضد وفي آخر خلافة المعتمد ظهر اصحاب مذهب القرامطة بالكوفة وتوفي في 19 رجب سنة 279 بعد ان حكم ثلاثا وعشرين سنة وبويع لأبي العباس احمد المعتضد بالله ابن الموفق بن المتوكل وهو سادس عشر خلفاءهم وفي مدته زادت شوكة بني سامان المستقلين ببلاد ما وراء النهر مع اعترافهم بالسيادة للخليفة وسار اسماعيل الساماني إلى خراسان لمحاربة عمرو اخي يعقوب الصفار فهزمه وقبض عليه وحبسه حتى مات وانقرض بموته ملك الصفار ثم حارب الساماني محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان فهزمه وجرح العلوي جراحا بليغة مات بسببها سنة 287 وخلفه ابنه الناصر للحق وفي ايام المعتضد قتل خمارويه بن طولون صاحب مصر سنة 282 وخلفه ابنه جيش الملقب بالافضل ثم خلعه الجند وعينوا اخاه هرون وضعف امر بني طولون وقارب الزوال وفي 22 ربيع الآخر سنة 289 توفي المعتضد وكانت خلافته عشر سنوات تقريبا وعمره سبع واربعون سنة وخلفه ابنه المكتفي بالله وهو سابع عشر خلفاء العباسيين وفي ايامه افتتح العباسيون مصر ثانيا من هرون ابن خمارويه وهزمت القرامطة عدة مرات وتوفي اسماعيل الساماني وتولى بعده ابنه ابو النصر احمد فأقره الخليفة ثم توفي في 12 ذي القعدة سنة 295 فكانت خلافته ست سنوات ونصف وعمره ثلاث وثلاثون سنة وبويع بعده اخوه ابو الفضل جعفر المقتدر بالله بن المعتضد وعمره ثلاث عشرة سنة وهو الثامن عشر وامتدت مدة خلافته إلى سنة 320 أي بلغت خمسا وعشرين سنة إلا انه خلع في خلالها مرتين الاولى في سنة 296 خلعه القضاة والقواد لصغر سنه وبايعوا عبد الله ابن المعتز ولقبوه الراضي بالله لكنه لم يلبث الا ليلة واحدة ثم قتل اثناء الفتن والحروب التي قامت بين اتباع المقتدر واتباعه واعيد المقتدر ثانيا والثانية في سنة 317 خلعه الجند والقواد بسبب تسليمه امور الخلافة للنساء والخدام واشتغاله بما لا يفيد الامة فحاصروه في داره وحملوه واولاده ووالدته إلى دار مؤنس الخادم احد القواد الذي كانت له اليد الطولى في هذه الفتن واكرهوه على ان يخلع نفسه ففعل وبايعوا اخاه محمد بن المعتضد ولقبوه القاهر بالله ثم اعيد بعد ثلاثة ايام من خلعه وامن اخاه القاهر بالله وبقي حيا إلى ان خلفه بعد قتله سنة 320 ولم يعد المؤرخون عبد الله بن المعتز في عداد الخلفاء لانه لم يحكم الا ليلة واحدة لكن اعتبرته تاسع عشر خلفائهم بما انه حصلت مبايعته وتولى الحكم في ايام المقتدر حصلت عدة حروب بين جنوده وبين القرامطة كان النصر فيها غالبا لجنود الخليفة.

ظهور الدولة الفاطمية بتونس

 وابتدأت دولة الفاطميين بتونس في سنة 296 واولهم المهدي ابو محمد عبيد الله وكان القائم بالدعوة له ابو عبد الله الشيعي فاستقل بافريقيا تونس والجزائر بعد ان انتزعهما من بني الاغلب الذين حكموا مدة مائة واثنتي عشرة سنة أولها سنة 184 التي ولى فيها هرون الرشيد ابراهيم بن الاغلب على افريقيا ثم فتح المهدي سجلماسة وتاهرت وبفتح الاولى أي سجلماسة انقرض ملك بني مدرار بعد ان استمر مائة وثلاثين سنة كما انتهى ملك بني رستم بفتح تاهرت بعد ان دام مائة وستين سنة وبنى مدينة جديدة على البحر وسماها المهدية ونقل مركز حكومته بعد ان حصنها ولما استتب له الحال في افريقيا حول عبد الله انظاره إلى مصر وارسل اليها جملة حملات في ايام المقتدر عادت بالفشل والخيبة وفي سنة 317 تعدى القرامطة على الحجاج بالايذاء الشديد ونقلوا الحجر الاسود من مكانه وقتلوا الحجاج في البيت الحرام وفي سنة 320 حصلت وحشة بين الخليفة ومؤنس الخادم فسار مؤنس إلى الموصل فصادره الخليفة في جميع املاكه ثم جمع مؤنس جيشا جرارا وقصد بغداد وحارب جند الخليفة وانتصر عليه وقتل الخليفة في المعركة في 28 شوال سنة 320 وبويع بعده اخاه محمد القاهر بالله ابن المعتضد الذي بويع وخلع اول مرة في سنة 317 وهو العشرون من بني العباس.

دولة بني بويه

 وفي ايام القاهر كان ابتداء دولة بني بويه ببلاد فارس واستيلاء عماد الدولة ابن بويه على شيراز ولم تطل مدة القاهر بل تألب عليه الجند بمسعى الوزير ابن مقلة بسبب قتله مؤنس الخادم وبعض القواد الاتراك فقتلوا الخليفة في 5 جمادى سنة 322 وأخرجوا أبا العباس أحمد بن المقتدر وبايعوه بالخلافة في 6 منه ولقبوه الراضي بالله وهو الخليفة الحادي والعشرون.

الاخشيديون بمصر

 وفي خلافته ولي الاخشيد مصر سنة 333 فاستقل بها واستطال إلى بعض جهات الشام وكذلك منع ابن رابق عامل واسط والبصرة وارسال الخراج ومنع البريدي ارساله من الاهواز فضاق الحال ببغداد ثم عاد ابن رابق إلى طاعة الخليفة فعينه امير الامراء وهو حارب البريدي وهزمه وبعد ذلك بقليل ثار بجكم القائد وقصد بغداد وهزم ابن رابق الذي خرج لمحاربته واستولى بجكم على بغداد فعينه الخليفة امير الامراء وصار هو الحاكم فعلا ولما هرب ابن رابق قصد الشام واستولى على دمشق وحمص وقصد مصر فحاربه الاخشيد وصده عنها ثم توفي الراضي بالله في منتصف ربيع الاول سنة 329 ولم يبايع المتقي بالله ابراهيم بن المقتدر الا في 20 منه بعد ان ابلغ بجكم الذي كان بواسط موت الخليفة واستصوابه مبايعة المتقي فكان الحاكم الحقيقي هو امير الامراء يعزل ويولي من يريد من الخلفاء واقتصرت الخلافة مع كونها اسمية فقط على بغداد وبعض البلاد المجاورة لها وفي اوائل حكمه قتل بجكم اثناء الصيد فقصد ابن البريدي بغداد واستولى عليها وقلده الخليفة امارة الامراء فهاجت عليه الاهالي لظلمه واخرجوه من المدينة فعين الخليفة كورتكين احد القواد ولما بلغ خبر موت بجكم إلى ابن رابق بالشام قصد بغداد وحارب كورتكين فهرب وقلد هو امارة الامراء وفي سنة 330 قصد ابن البريدي بغداد ثانيا فهرب الخليفة وابن رابق إلى الموصل فاستقبلهم صاحبها ناصر الدولة بن حمدان واكرمهما ثم قتل ابن رابق فعينه الخليفة اميرا للامراء وعاد معه إلى بغداد فهرب ابن البريدي وفي سنة 332 ثار قائد تركي اسمه تورون فقلده الخليفة الامارة في رمضان وبعد مدة ضجر من معاملته وخرج من بغداد قاصدا الموصل ليحتمي ببني حمدان فكاتبه تورون واغلظ له الايمان وجدد العهود والمواثيق فعاد الخليفة وفي اثناء عودته قبض عليه تورون الخائن وسمل عينيه وحبسه ولما دخل بغداد بايع المستكفي بالله ابا القاسم عبد الله بن المكتفي في صفر سنة 333 وهو الثالث والعشرون من خلفاء بني العباس.

 وفي خلافته استولى سيف الدولة بن حمدان صاحب الموصل على مدينتي حلب وحمص وقصد دمشق فرده عنها الاخشيد صاحب مصر وفي محرم سنة 334 توفي تورون امير الامراء فانتخب الجند احد القواد المدعو ابن شيرزاد ولم تبلغ مدته الا ثلاثة اشهر واياما ثم دخل معز الدولة بن بويه إلى بغداد في جمادى الاولى سنة 334 وقلده الخليفة الامارة وامر ان يضرب اسمه على العملة وبعد ذلك بشهر عزل الخليفة بدسيسة ابن بويه في 22 جمادي الآخرة سنة 334 ثم سملت عيناه وبقي مسجونا إلى ان مات سنة 338 وبويع بعده المطيع لله ابن المقتدر وفي مدته توفي الاخشيد سنة 334 وولي الامر بعده ابنه الامير محمود ولصغر سنه استولى على الامر كافور السوداني احد خدم الاخشيد ثم توفي سنة 349 فأقام كافور أخاه عليا بن الاخشيد فتوفي سنة 355 واستقل كافور بمصر وملحقاتها من بلاد الشام إلى ان توفي في السنة التالية وبعد وفاته اختلف فيمن يعين وبقي الخلاف مدة ثم اتفق على تنصيب ابو الفوارس احمد بن علي بن الاخشيد وخطب له في جمادى الاولى سنة 357 وفي خلافة المطيع توفي عبد الرحمن الناصر الاموي بالأندلس في رمضان سنة 350 وعمره ثلاث وسبعون سنة بعد ان حكم خمسين سنة ونصفا وهو اول من تلقب بالاندلس بأمير المؤمنين وكانوا قبلا يلقبون بالأمراء وابناء الخلفاء واستمر الحال كذلك إلى سنة 327 وضعف العباسيون ببغداد وظهر الفاطميون في تونس وادعوا الخلافة ولقبوا بامراء المؤمنين فأمر عبد الرحمن الاموي بان يلقب بالناصر لدين الله ويخطب له بأمير المؤمنين وفي سنة 356 توفي معز الدولة بن بويه وكانت امارته اثنتين وعشرين سنة وقبل وفاته عهد بالامارة إلى ابنه بختيار ولقبه عز الدولة فأقره الخليفة اميرا للامراء وفي امارة معز الدولة حصلت عدة حروب بينه وبين ابن المقداد وغيره من الامراء خصوصا سيف الدولة بن حمدان صاحب الموصل مما يطول شرحه ويدل على امتداد الفوضى إلى جميع اجزاء الخلافة حتى اجترأت الروم وتعدت الحدود مرارا وسبت ونهبت وقتلت في بلاد الاسلام .

 الفاطميون بمصر

 وفي سنة 358 ارسل المعز لدين الله الفاطمي جوهر القائد الصقلي الاصل بجيش كثيف لفتح مصر لما بلغه خبر الاختلاف الذي وقع بها عقب موت كافور الاخشيدي فوصل اليها جوهر وفتحها وخطب فيها للمعز في شوال من هذه السنة ثم سافر جوهر إلى بلاد الشام ففتح البلاد التي كانت تابعة للاخشيديين وقطعت الخطبة للعباسيين ثم عاد إلى مصر وشرع في بناء مدينة القاهرة وفي شوال سنة 361 سار المعز من تونس إلى مصر فوصل الاسكندرية في شعبان سنة 362 ودخل القاهرة في 15 رمضان سنة 362 وجعلها مقر خلافته واستعمل بعض عماله على افريقيا وصقلية.

 وفي سنة 363 سافر بختيار عز الدولة بن بويه إلى الاهواز فثار عليه احد قواد الاتراك واسمه سبكتكين ونهب داره واجبر المطيع لله على ان يخلع نفسه فاستقال في منتصف ذي القعدة سنة 363 ومدة خلافته تسع وعشرون سنة ونصف وبويع بعده لابنه عبد الكريم ابو بكر ولقب الطائع لله وهو الخامس والعشرون من بني العباس وفي خلافته حصلت عدة حروب داخلية لا اهمية لذكرها لان الفتن والحروب وتغلب الولاة بعضهم على بعض واستقلالهم بولاياتهم صار امرا عاديا حتى يمكننا القول بان جميع الولايات صارت مستقلة تتوارثها بعض العائلات وتنتقل من عائلة إلى اخرى بدون علم الخليفة وفي خلافته ملك سبكتكين احد قواد السامانيين مدينة غزنة ثم سار إلى بلاد الهند واستولى على بعض بلادها وسبكتكين هذا هو غير سبكتكين التركي الذي كان ببغداد ومر ذكره.

 هذا ولما ثار سبكتكين على بختيار واستولى على الامارة كاتب بختيار الامير عضد الدولة ابن عمه ركن الدولة المستقل ببلاد فارس يستنجد به ضد الاتراك وقائدهم سبكتكين فاتى عضد الدولة ومعه جيش جرار وحارب الاتراك ففر سبكتكين ودخل عضد الدولة بغداد وعزل عز الدولة بختيار وقبض عليه وصار هو امير الامراء ولم بلغ خبر القبض على بختيار إلى ولده المرزبان بالبصرة كتب إلى ركن الدولة فغضب هذا على ولده عضد الدولة والزمه بان يعيد الملك إلى بختيار فاذعن إلى امر ابيه واخرجه من سجنه واعاده إلى ما كان عليه وقفل هو راجعا إلى بلاد فارس وفي سنة 366 توفي ركن الدولة بن بويه واستخلف على ممالكه ولده عضد الدولة وعهد لولده فخر الدولة على همدان واعمالها ولولده مؤيد الدولة على اصفهان واعمالها وجعلهما تحت حكم اخيهما عضد الدولة وفي السنة التالية سار عضد الدولة إلى بغداد ثانيا للانتقام من بختيار عز الدولة الذي استعان عليه بابيه فحاربه مده ثم اسره وقتله وصار هو الحاكم ببغداد وخلع عليه الخليفة وفي سنة 369 قصد عضد الدولة بلاد اخيه فخر الدولة فملكها وهرب اخاه والتجا إلى شمس المعالي صاحب جرجان وطبرستان فتبعه عضد الدولة وملك بلاده ثم غزا بلااد الاكراد وصارت دولته في اتساع ونمو إلى ان توفي في 8 شوال سنه 372 وبعد وفاته ولي بغداد ولده كالجار المرزبان ولقبوه صمصام الدولة وكان له ولد اخر اسمه شرف الدولة كان بكرمان فلما بلغه خبر موت ابيه سار إلى فارس وملكها قبل اخيه صمصام الدولة واستقل بها ثم في سنة 376 قصد شرف الدولة بغداد وحارب اخاه واسره وارسله مسجونا إلى بلاد فارس واستبد هو بالامر إلى ان مات في اول جمادى الاخرة سنة 379 فقلد الامارة بعده اخ له اسمه ابو النصر بهاء الدولة وكثرت في هذه السنة الفتن بين الاتراك ورجال بني بويه.

 وفي سنة 381 حصلت وحشة بين الامير والخليفة فقبض الامير على الطائع لله وعزله وولى مكانه القادر بالله ابي العباس احمد بن الامير اسحاق بن المقتدر بالله وهو السادس والعشرين من خلفاء بني العباس واستمر في الخلافة لسنة 422 وفي هذه المدة الطويلة انقرضت دولة آل سامان اصحاب ما وراء النهر وملك بلادهم يمين الدولة محمود الغزنوي بن سبكتكين وذلك في سنة 389 وكان ابتداء ملكهم سنة 261 فتكون مدة دولتهم مائه وثماني وعشرين سنة وكذلك انقرضت دولة بني امية بالاندلس انتهى ملكهم اولا سنة 407 بعزل سليمان المستظهر بالله بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر ثم اعيدت لهم الخلافة سنة 414 وانتخب اهل قرطبة عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر في رمضان وقتلوه في ذي القعدة وبايعوا محمد المستكفي ثم عزلوه وبايعوا هشام بن محمد ابن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر ثم عزلوه في سنة 422 وبه انتهت دولتهم نهائيا وكان ابتداؤها سنة 139 فتكون مدتهم بالاندلس مائتين وثلاثا وثمانين سنة.

 ثم امتدت املاك محمود الغزنوي وفتح وغزا كثيرا من بلاد الهند وتوفي في ربيع الآخر سنة 421 وملك بعده ابنه مسعود وكانت السلطة في اثناء خلافة القادر في قبضة بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن بويه إلى ان مات في جمادى الآخرة سنة 403 وعمره ست وستون سنة ومدة ملكه اربع وعشرون سنة وولي الامر بعده ابنه سلطان الدولة وفي اواخر سنة 411 ثار الجند على سلطان الدولة فترك بغداد واستخلف اخاه شرف الدولة فاتحد اخاه مع الجند وحارب سلطان الدولة وانتصر عليه وصار صاحب الامر في العراق وخطب له بعد اخيه في اوائل محرم سنة 412 واستمر في الامارة إلى ان توفي في ربيع الاول سنة 416 وبموته ضعف امر آل بويه ببغداد وعظم امر الاتراك وحصلت فتن كثيرة وعمت الفوضى جميع انحائها واستمر الحال كذلك إلى ان حضر جلال الدولة بن بهاء الدولة إلى البصرة في رمضان سنة 418 فخرج الخليفة لملاقاته وسلمه قيادة الأمور.

  السلجوقيون

 وفي ذي الحجة سنة 422 توفي القادر بالله وعمره يقرب من سبع وثمانين سنة وخلافته احدى واربعين سنة وشهر وبويع بعده ابنه ابو جعفر عبد الله بعهد منه ولقب القائم بامر الله وفي خلافته ابتدأت دولة آل سلجوق وجد هذه العائلة يسمى دقاق من رؤساء قبائل الترك التي كانت تأتي من بلاد كشغر الواقعة في غرب بلاد الصين تباعا وولد له سلجوق ولنجابته قدمه ملك الترك اذ ذاك واسمه يبغو ثم تركه سلجوق وقصد بلاد الاسلام واسلم هو وجميع من تبعه من رجال قبيلته ونزل بجنده بقرب بخارى واخذ في غزو الكفار من الترك فعظم امره وكثرت جنوده وخلف من الاولاد ارسلان وميكائيل وموسى قتل منهم ميكائيل في الحرب وخلف يبغو وطغرل بك وجغرو بك ثم حصلت فتن بينهم وبين بغراخان ملك تركستان في ذاك العهد ادت إلى سفك الدماء ولما عظم امر السلجوقيين خشى محمود الغزنوي من تعديهم على املاكه فحاربهم وفرق قبائلهم بين خراسان واصفهان ثم اجتمعوا ثانيا وحاربوه وانتصروا عليه وعلى ولده مسعود من بعده واستولوا على خراسان وخطب لهم على منابرها في سنة 431 وفي سنة 432 انتهز طغرل بك السلجوقي فرص الحروب الداخلية التي وقعت بين مسعود الغزنوي واخيه محمد وابنه مودود فاستولى طغرل بك المذكور على جرجان وطبرستان وفي السنة التالية أي سنة 434 ملك خوارزم وما حولها وفي اثناء ظهور ونمو دولة آل سلجوق بهذه الجهات كانت الفوضى عامة في بغداد لقيام الفتن بين جنود آل بويه من الديلم والجيوش التركية حتى لما توفي جلال الدولة بن بويه في شعبان سنة 435 لم يتفق الجند على تعيين خلف له وبقيت دار السلام بلا حكومة ان صح تسميتها بهذا الاسم إلى ان قبل ابو كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة الامارة واتى إلى بغداد في صفر سنة 436 ولم تطل مدة ابي كاليجار بل توفي في جمادى الاولى سنة 440 بكرمان وتولى بعده ولده الملك الرحيم وفي مدته وقعت عدة فتن في بغداد بين السنة والشيعة ادت إلى حرق قبور بعض الخلفاء وامراء بني بويه وقتل فيها خلق كثير لعدم امكان الحكومة قمع الفتن وفي هذه الاثناء عظم امر طغرل بك السلجوقي فاستولى على اصفهان في محرم سنة 443 ودخل تبريز سنة 446 ثم قصد حلوان ونزل بها سنة 447 فراسله قواد الاتراك واستدعوه إلى بغداد باذلين له الطاعة فقبل وقبل الخليفة وخطب لطغرل بك في 22 رمضان من هذه السنة ثم دخل بغداد بمن اتى معه من جيوشه بعد ان اقسم للخليفة القائم وللملك الرحيم باحترام حقوقهم لكن لم تلبث جيوشه بالمدينة حتى حصلت فتنة بينهم وبين جنود الملك الرحيم كانت نتيجتها القبض على الملك الرحيم وقواد جيوشه وبذلك انقضت دولة آل بويه بعد ان استمرت مدة ملكهم مائة وثلاث عشرة سنة من تاريخ دخول معز بن بويه بغداد في جمادى الاولى سنة 334 وابتدأت دولة آل سلجوق ببغداد ولتوطيد اقدامهم بها زوج طغرل بك ابنة اخيه إلى الخليفة سنة 448 وتزوج هو بنت الخليفة في شعبان سنة 454.

 هذا وفي سنة 450 ثار ابراهيم أخو طغرل بك على اخيه فحاربه وقتله وفي اثناء اشتغاله بمحاربة اخيه ثار بعض الجنود ببغداد تحت قيادة من يدعى البساسيري فخرج الخليفة منها وخطب في الجوامع للمستنصر بالله الخليفة الفاطمي لكن لم تدم هذه الحالة بل عاد طغرل بك إلى بغداد واعاد الخليفة اليها وحارب البساسيري حتى قبض عليه وقتله في 8 ذي الحجة سنة 451 وفي رجب من هذه السنة توفي داود بن ميكائيل بن سلجوق اخو طغرل بك صاحب خراسان وتولى مكانه ابنه الب ارسلان ثم توفي طغرل بك في ليلة الجمعة 8 رمضان سنة 455 عن غير عقب وخلفه الب ارسلان السالف الذكر فصار حاكما على خراسان والعراق والموصل واصفهان وتبريز وغيرها من البلاد التي فتحها طغرل بك قبل وفاته ثم اضاف الب ارسلان إلى املاكه بلادا كثيرة واطاعه صاحب جند وبخارى وكذلك اصحاب ديار بكر وحلب وفتح مدينة الرملة وبيت المقدس وحاصر دمشق ولم يفتحها وحارب قطلومش بن ارسلان ابن سلجوق لعصيانه عليه وقتل في الحرب فخلفه ولده سليمان الذي اسس دولة سلجوقية بقونية استمرت إلى ان فتحها العثمانيون واستمر الب ارسلان مالكا لجميع هذه الجهات المتسعة إلى ان قتل في 11 ربيع الآخر سنة 456 وولى بعده ابنه ملكشاه وفي 13 شعبان سنة 467 توفي الخليفة القائم بالله وكانت مدة خلافته خمسا واربعين سنة تقريبا وبويع عبد الله ابن ولده محمد ذخيرة الدين لوفاة ذخيرة الدين قبل ابيه القائم ولقب عبد الله المقتدي بامر الله وهو الثامن والعشرين من خلفاء بني العباس وساس ملكشاه الأمور بغاية الحكمة وفتح البلاد شرقا وغربا واقام ببغداد مرصدا فلكيا وجامعا عظيما سمي جامع السلطان وعظم في ايامه امر الاسلام في الشرق حتى خطب باسمه من بلاد الصين إلى الشام ومن اقاصي بلاد الاسلام في الشمال إلى بلاد اليمن في الجنوب وتوفي في نصف شوال سنة 485 وبينما كانت هذه الدولة ى الاسلامية ترتقي في درجات الكمال كانت الدول الاسلامية في الغرب آخذة في الانحطاط فتفرقت بلاد الاندلس طوائف وملك الافرنج مدينة طليطلة وعبر يوسف بن تاشفين من مراكش إلى الاندلس وضم إلى رايته بعض ولاياته وضعف حال المسلمين بجزيرة صقلية وتفرق اهلها واستحكم الشقاق بينهم حتى استعانوا على بعضهم بملوك الافرنج ولما توفي ملكشاه اخفت زوجته خبر موته إلى ان استحلفت القواد لابنها محمود وعمره اربع سنين وشهور فانكر عليها ذلك ابنه الاكبر بركيارق وحارب جنودها فهزمهم واستقر له الامر وخطب له في بغداد يوم الجمعة 14 محرم سنة 487 وفي يوم السبت 15 منه توفي الخليفة المقتدي بامر الله وعمره ثمان وثلاثون سنة ومدته نحو عشرين سنة وبويع بعده ابنه ابو العباس احمد المستظهر بالله وسنه ست عشرة سنة ، هذا وبعد موت ملكشاه تفرق ملكه ولم يضم شتاته احد من خلفائه بل ثارت بينهم الحروب الداخلية التي ادت إلى تجزئتها واستحواز كل فرد على جزء منها واستمرار الحروب بين الامراء السلجوقيين الذين أستقلوا ببلاد الشام والموصل والكرد وفارس وغيرها فثار تتش اخو ملكشاه على السلطان بركيارق فقتل في الحرب في صفر سنة 488 وبعد وفاته وقع الخلف بين ولديه رضوان ودقاق ببلاد الشام واستقل اخيرا كل منهما ببعض المدن وفي محرم سنة 490 قتل ارسلان ارغول اخو ملكشاه الذي كان استقل بخراسان بعد موت اخيه قتله بعض غلمانه فاستولى بركيارق على بلاده واقطعها لاخيه سنجر ...... .

هذا وفي 24 ذي الحجة سنة 511 توفي السلطان محمد السلجوقي وعهد بالسلطنة لابنه محمود وفي 16 ربيع الآخر سنة 512 توفي الخليفة المستظهر وبويع بعده ابنه ابو منصور فضل ولقب بالمسترشد بالله وفي خلافته وقعت عدة حروب بين السلطان محمود السلجوقي واخيه داود وبعض اعمامه سفكت فيها دماء المسلمين وتوطدت في اثنائها اقدام الافرنج في جهات الشام واسسوا بها امارات مسيحية في اورشليم وحمص وانطاكية وطرابلس ثم وقع الخلف بين الافرنج لتباين مقاصدهم واختلاف اجناسهم بين نورمانديين وفرنساويين والمانيين وايطاليين وانكليز فضعفت سطوتهم رغما عن توارد الجنود اليهم تقودها سلاطينهم واعاظم قوادهم ومن جهة اخرى ظهر في هذه الظروف عماد الدين زنكي صاحب الموصل وايد شوكته وسطوته في البلاد المجاورة له واستولى على عدة امارات اسلامية ثم عزم على اخراج الافرنج من بلاد الشام فقصد اولا مدينة حمص وفتحها عنوة سنة 532 واستخلص منهم اغلب بلاد الاسلام ثم ارسل إلى مصر احد قواده واسمه اسد الدين شيركوه بناء على استنجاد شاور وزير الخليفة العاضد الفاطمي لمساعدته على خصومه الذين كانوا ينازعونه الوزارة فاتى اليها شيركوه وبعد ان هزم خصوم شاور قتله في ربيع الآخر سنة 564 وتولى هو في الوزارة ثم مات وتولى يوسف صلاح الدين ابن اخيه نجم الدين أيوب وفي 5 ربيع الآخر سنة 541 قتل عماد الدين صاحب الموصل فخلفه سيف الدين غازي إلى ان توفي في اواخر سنة 544 فتولى بعده اخوه نور الدين محمود.

 ولما مات العاضد في 10 محرم سنة 567 قطع صلاح الدين خطبة الفاطميين وصار هو سلطانا على مصر وتلقب بالملك الناصر وخطب للخليفة العباسي وبذلك انتهت دولة الفاطميين بعد ان مكثت 271 سنة تقريبا تولى الخلافة في اثنائها اربعة عشر خليفة وهم المهدي والقائم والمنصور والمعز والعزيز والحاكم والظاهر والمستنصر والمستعلي والآمر والحافظ والظافر والفائز والعاضد وصارت الخلافة للعباسيين بدون منازع ، ولما توفي نور الدين زنكي في 11 شوال سنة 569 خلفه صلاح الدين على الشام والجزيرة وجميع البلاد التي كانت تابعة لنور الدين واشتغل بمحاربة الافرنج فانتصر عليهم في عدة مواقع واخذ منهم مدينة القدس ودخلها في 27 رجب سنة 583 12 اكتوبر سنة 1187.

 هذا ولنرجع إلى ذكر آل سلجوق فنقول ان السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه توفي في شوال سنة 525 وعين بعده ابنه محمود فحاربه عمه مسعود واستمرت الحروب بينهما مدة كان الفوز فيها لمسعود فملك بغداد وفي 17 ذي القعدة سنة 529 قتل جماعة من الباطنية الخليفة المسترشد اثناء محاربة وقعت بينه وبين مسعود السلجوقي المتقدم ذكره وبويع بعده ابو جعفر المنصور ولقب بالراشد بالله ولم يمكث في الخلافة الا نحو سنة ثم عزله السلطان مسعود في منتصف القعدة سنة 530 وبايع مكانه محمد بن المستظهر ولقبوه المقتفي لأمر الله وهو الثاني والثلاثين من خلفاء بني العباس.

 وفي 25 رمضان سنة 532 قتل الخليفة الراشد بن المستظهر وكثرت الفتن والقلاقل في خلافة المقتفي وتفرق ملك السلجوقيين واشتغل امراؤهم بمحاربة بعضهم فاستقل الخليفة نوعا ببغداد والعراق لعدم وجود من يزاحمه من السلجوقيين او غيرهم وبقي مرتاح البال بالنسبة لمن سبقه من الخلفاء إلى ان مات في فراشه في ثاني ربيع الاول سنة 555 وبويع بعده ابنه يوسف ولقب المستنجد بالله وفي خلافته وخلافة ابيه علا شأن آل زنكي واستخلصوا اغلب البلاد التي ملكها الافرنج واتى صلاح الدين الايوبي مصر كما مر وحارب الافرنج وردهم عن سواحلها وصار صاحب النفوذ الاوفر فيها وفي 9 ربيع الآخر سنة 566 توفي المستنجد وبويع ابنه ابو محمد الحسن ولقب المستضئ بأمر الله واشترط عليه عضد الدين ابو الفرج الذي كان استاذ دار ابيه ان يكون وزيرا له وابنه كمال الدين استاذ داره والامير قطب الدين اميرا للعسكر فقبل لمستضيء بذلك ووقع في حجرهم وفقد ما كان لأبيه المستنجد وجده المقتفي من بعض الحرية والاستقلال وفي خلافته انقرضت دولة الفاطميين في مصر بموت العاضد وخطب للعباسيين بها في ثاني جمعة من محرم سنة 567 أي في 14 منه واستقل بها صلاح الدين بن ايوب ولم يترك للعباسيين سوى الخطبة وفتح شمس الدولة توران شاه بن ايوب اخو صلاح الدين بلاد اليمن ولما توفي نور الدين في 11 شوال سنة 569 استولى صلاح الدين على اغلب بلاده واقطعها لاخوته واولاد عمومته وفتح كثيرا من البلاد التي ملكها الافرنج حتى لم يبق لهم الا مدينة القدس وبعض قرى صغيرة وفي 2 ذي القعدة سنة 575 توفي الخليفة المستضيء وبويع ابنه الناصر لدين الله وفي خلافته استرد صلاح الدين الايوبي اغلب البلاد التي كانت في يد الافرنج واستخلص منهم القدس الشريف ودخله يوم الجمعة 27 رجب سنة 583 12 اكتوبر سنة 1187 واستمر على الفتح الغزو إلى ان مات بدمشق يوم الاربعاء 26 صفر سنة 589 3 مارس سنة 1193 وبموته تفرقت املاكه وانفرط عقد انتظامها واستقل كل من اولاده وكانوا سبعة عشر بجزء منها فاستقل بمصر الملك العزيز عماد الدين عثمان واستقل الافضل نور الدين علي بدمشق فضعف حال الاسلام بعدما بلغه من القوة ايام الناصر صلاح الدين الايوبي ثم وقع الخلف بين اولاده وطمع كل منهم فيما في يد اخيه ولو بالحرب والقتال فاتحد العزيز صاحب مصر مع عمه العادل صاحب الكرك على محاربة الافضل صاحب دمشق فحاربوه واخرجوه منها وبقي فيها العادل وعاد العزيز إلى مصر مكتفيا بالخطبة والسكة ثم توفي الملك العزيز في محرم سنة 595 وخلفه ابنه الملك المنصور وكان عمره تسع سنين ولصغر سنه ارتأى امراء الدولة استدعاء احد امراء بني ايوب ليكون وزيرا له فاختاروا الافضل الذي كان صاحب دمشق وكاتبوه فحضر مسرعا ثم قصد دمشق للانتقام من عمه الملك العادل واتحد مع اخيه الظاهر صاحب حلب على محاربة العادل فحاصرا دمشق مدة ثم وقع الخلف بينهما وعاد كل منهما إلى بلاده فتبع العادل الافضل وجيوشه إلى مصر وهزمه واكرهه على الخروج منها وصار هو وزيرا للملك المنصور بن العزيز ثم غدر بالمنصور واخرجه من مصر سنة 599 واستقل هو بمصر ودمشق وما حولها وصار له اغلب بلاد اخيه الناصر صلاح الدين وبقي ملكه في ازدياد وشأنه في ارتقاء إلى ان توفي في 7 جمادى الآخرة سنة 615 وعمره خمس وسبعون سنة قضاها في محاربة الافرنج وصد غاراتهم عن بلاد الاسلام وخلفه في مصر ابنه الملك الكامل وفي دمشق الملك المعظم عيسى وخلف من البنين ستة عشر ولدا غير البنات.

 وفي 10 رمضان سنة 615 30 نوفمبر سنة 1218 ضايق الافرنج الصليبيون ثغر دمياط وفتحوه عنوة وجعلوا الجامع كنيسة فابتنى الملك الكامل قلعة حصينة بالقرب منها سماها المنصورة وهي مدينة المنصورة مركز مديرية الدقهلية الآن ليراقب حركات الافرنج ويمنع تقدمهم داخل الديار المصرية فلم يجسر الصليبيون على مهاجمتها ولبثوا ينتظرون المدد من بلادهم إلى ان ارتفعت مياه النيل في صيف سنة 618 فقطع المسلمون جسوره وطغى الماء على معسكر الافرنج وحال بينهم وبين دمياط قاعدة اعمالهم وصاروا في ضيق شديد فاخذوا يخابرون الملك الكامل على ان يردوا اليه ثغر دمياط بشرط ان لا يفتك بهم فقبل الكامل بذلك وسلمت اليه مدينة دمياط في 19 رجب سنة 618 8 سبتمبر سنة 1202 واقيمت شعائر الاسلام في جوامعها كما كانت عليه قبل هذا وفي اول شوال سنة 622 توفي الخليفة الناصر لدين الله وكانت مدته نحو سبع واربعين سنة وكان مستقلا بالعراق صارفا همته للمحافظة عليه ولم يحارب الافرنج اصلا وفي مدته ظهر التتر وخرجوا من بلادهم الواقعة غرب بلاد الصين في سنة 617 هجرية تحت قيادة رئيسهم جنكيزخان فقصدوا اولا بلاد خوارزم وفتحوها وملكوا بخارى وسمرقند وغزنة بعد محاربات عنيفة ثم سارت فرقة إلى بلاد الروس الشمالية وملكوها وبقيت في ملكهم إلى اواخر القرن الخامس عشر للميلاد ويقال ان الخليفة الناصر هو الذي استدعاهم من بلادهم لمحاربة خوارزمشاه فجر بذلك على الاسلام اجمع من المصائب ما لم يطرأ عليه ابدا لانهم كانوا يقتلون المسلمين ويسبون نساءهم ويخربون الجوامع ويحرقون الكتب النفيسة ويرتكبون انواع المنكرات جهارا.

 وبعد موت الخليفة الناصر لدين الله بويع ابنه ابو النصر محمد ولقب الظاهر بأمر الله ولم تطل مدته فانه توفي في 14 رجب سنة 623 وبويع بعد موته ابنه ابو جعفر المنصور ولقب المستنصر بالله وفي خلافته اخذ امر الاسلام في الضعف بعد ان بلغ من القوة مبلغا عظيما حتى استخلصوا مدينة القدس من الافرنج وسبب هذا الضعف انقسام اولاد صلاح الدين الايوبي واخوته ومحاربتهم بعضهم بعضا طمعا في امتلاك مدينة او قرية غير ناظرين إلى الاجانب المحتلين بعض بلاد الشام يتربصون الفرص للانقضاض عليهم واسترجاع مدينة القدس ثانيا فلما توفي الملك المعظم ابن الملك العادل بن ايوب في ذي القعدة سنة 624 صاحب دمشق وخلفه ابنه الناصر داود اتحد الملك الكامل صاحب مصر واخوه الملك الاشرف على انتزاع دمشق من يد الناصر ابن اخيهما المعظم وليتمكن الكامل من التفرغ لمحاربة الناصر ويأمن جانب الافرنج في اثناء محاربته له كاتب الامبراطور فريدريك امبراطور الالمان وصاحب صقلية على ان يهادنه ست سنوات ويسلمه مدينة القدس وبعض المدن الاخرى بشرط عدم التعرض للجامع الاقصى ولا لجميع المسلمين واتفق مع الامبراطور على ذلك وسلمه مدينة القدس في ربيع الآخر سنة 626 مارس سنة 1229 بدون حرب مع ان الملك الناصر صلاح الدين بذل النفس والنفيس في استخلاصها منهم سنة 583 وسلمها هو اليهم غنيمة باردة ليحارب ابن اخيه وينتزع بعض بلاده منه وبعد ان تم تسليم القدس إلى الافرنج بهذه الكيفية التي تلحق العار بالملك الكامل مدى الدهر وتسود صحائف تاريخه جمع جيوشه حول مدينة دمشق واستولى عليها في جمادى الاولى فتمت له امنيته ونال بغيته بعد ان ضحى البلاد التي صرف صلاح الدين عمره في استخلاصها من يد الافرنج ثم قضى الملك الكامل بقية عمره في محاربة اخوته واقاربه ومات في 21 رجب سنة 635 فعين الجند والامراء بعده ابنه الملك العادل فأتى إلى مصر لكن لم تطل مدته بل قبض عليه في 8 ذي القعدة سنة 637 بدسيسة اخيه الملك الصالح ايوب ووصل الصالح إلى مصر في 24 منه واستقر بها واستمر الملك العادل مسجونا إلى ان توفي سنة 645 وفي هذه الاثناء تقدم التتر في بلاد الاسلام وامتلكوا جميع بلاد فارس ووصلت طلائعهم إلى العراق وفي 10 جمادى الآخرة سنة 640 توفي الخليفة المستنصر بالله ابو جعفر المنصور وبويع بعده ابنه ابو احمد عبد الله ولقب المستعصم بالله وهو الثامن والثلاثين من خلفاء بني العباس بعد عبد الله بن المعتز والسابع والثلاثين لو اسقط ابن المعتز من عدادهم والمستعصم بالله هو آخر من ولي الخلافة الاسلامية من العباسيين ببغداد وفي خلافته انتصر الصالح ايوب على الافرنج بقرب غزة سنة 642 هجرية سنة 1244 واستخلص مدينة القدس التي كان سلمها الملك الكامل اليهم سنة 626 فحولوا انظارهم إلى القطر المصري واتى اليه لويس التاسع ملك فرنسا ومعه جيش عظيم واحتل ثغر دمياط بدون كثير عناء في 21 صفر سنة 647هـ 5 مايو سنة 1249 فتحصن الصالح ايوب في المنصورة لردهم عن القاهرة وفي اثناء الاستعداد للقتال توفي الصالح في ليلة الاحد 14 شعبان سنة 647 فاخفت زوجته شجرة الدر خبر موته إلى ان حضر من الشام ولده توران شاه الذي خلفه في ملك مصر وفي اوائل محرم سنة 648 ابريل سنة 1250 انتصر المسلمون على الافرنج بقرب المنصورة واخذوا ملك فرنسا اسيرا مع كثير من امراء الفرنساويين وحجز الملك في دار فخر الدين بن لقمان كاتب الانشاء ووكل به طواشي يسمى صبيح.

دولة المماليك البحرية بمصر

وبعد ذلك بقليل قتل توران شاه بفارسكو في 28 محرم سنة 648 قتله ركن الدين بيبرس احد المماليك الذين جمعهم والده السلطان الصالح لحراسته وسماهم البحرية واتفقوا على تولية امه شجرة الدر فخطب باسمها ثم في صفر حصل الاتفاق بين المسلمين وملك فرنسا على اطلاقه من الاسر بشرط رد مدينة دمياط اليهم فدخلها المسلمون في صفر سنة 648 مايو سنة 1250 ونزل ملك فرنسا إلى البحر مع من بقي من رجاله في اليوم التالي عائدين إلى بلادهم وبذلك انتهت الحروب الصليبية وبقي البيت المقدس في يد المسلمين إلى الآن هذا ثم عزلت شجرة الدر وولي مكانها المعز ايبك التركماني مملوك زوجها السلطان الصالح وهو اول المماليك البحرية في 30 جمادى الآخرة سنة 648 وتزوج بشجرة الدر وبذلك انتهى ملك الايوبيين بمصر ثم قتل بايعاز شجرة الدر في 23 ربيع الاول سنة 655 فلم يوليها المماليك بل ولوا نور الدين علي بن المعزو ايبك وحبسوا شجرة الدر ثم قتلوها في 16 ربيع الآخر سنة 655 وكانت تركية وقيل ارمنية.

سقوط الدولة العباسية:

 وفي اثناء ذلك تقدم التتر نحو بغداد تحت امرة هولاكو خان حفيد جنكيزخان ودخلوها عنوة في 30 محرم سنة 656 وقتلوا الخليفة المستعصم وكل من قبضوا عليه من بني العباس والامراء والعلماء، فانتهت دولة العباسيين ببغداد بعد ان استمرت خمسمائة واربع وعشرين سنة وتشتت من نجا من العباسيين ثم وصل التتر إلى بلاد الشام واخربوها واضمحل الاسلام وتفرقت اجزاؤه إلى ان ظهرت دولة العثمانيين بالاناضول فاعادت اليه رونقه السابق وضمت ما تفرق من ممالكه وصارت هي الدولة الوحيدة الاسلامية امام العالم الأوروبي....

الخلفاء العباسيون في بغداد

1- ابو العباس السفاح 750 754 م 132 136 هـ

2- ابو جعفر المنصور 754 775 م 136 158 هـ

 3- محمد المهدي بن ابي جعفر المنصور 775 785 م 158 169 هـ

 4- موسى الهادي بن محمد المهدي 785 786 م 169 170 هـ

 5- هرون الرشيد بن محمد المهدي 786 809 م 170 193 هـ

 6- الامين بن هرون الرشيد قتل 809 813 م 193 198 هـ

 7- المأمون بن هرون الرشيد 813 833 م 198 218 ه

8- محمد المعتصم بالله بن هرون الرشيد وهو اول من اضيف اسم الله إلى اسمه 833 842 م 218 227 هـ

 9- هرون الواثق بالله بن المعتصم بالله 842 847 م 227 232 هـ

 10- جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله قتل 847 861 م 232 247 هـ

 11- المنتصر بالله بن المتوكل على الله قتل 861 862 م 247 248 هـ

 12- احمد المستعين بالله بن محمد المعتصم بالله خلع ثم قتل 862 866 م 248 252 هـ

 13- المعتز بالله بن المتوكل على الله قتل صبرا 866 870 م 252 255 هـ

 14- محمد المهتدي بن الواثق بالله قتل 870 870 م 255 256 هـ

 15- احمد ابو العباس المعتمد على الله بن المتوكل على الله 870 892 م 256 279 هـ

 16- احمد ابو العباس المعتضد بالله بن الموفق بن المتوكل على الله 892 902 م 279 289 ه

 17- علي المكتفي بالله بن المعتضد بالله 902 908 م 289 295 هـ

 18- جعفر ابو الفضل المقتدر بالله بن المعتضد بالله خلع مرتين ثم قتل في الحرب 908 932 م 295 320 هـ

 19- عبد الله بن المعتز الراضي بالله ولي الخلافة يوما واحدا 909 م 296 هـ

 20- محمد القاهر بالله بن المعتضد بالله 932 934 م 320 322 هـ

 21- احمد ابو العباس الراضي بالله بن المقتدر 934 940 م 322 329 هـ

 22- ابراهيم المتقي بالله بن المقتدر بالله 940 945 م 329 333 هـ

 23- عبد الله ابو القاسم المستكفي بالله بن المكتفي سملت عيناه وسجن حتى مات 945 946 م 333 334 هـ

 24- المطيع لله ابن المقتدر خلع نفسه 946 974 م 334 363 هـ

 25- عبد الكريم ابو بكر الطائع لله بن المطيع 974 991 م 363 381 ه

26- احمد ابو العباس القادر بالله بن الامير اسحق بن المقتدر بالله 991 1031 م 381 422 هـ

 27- عبد الله ابو جعفر القائم بامر الله بن القادر بالله 1031 1075 م 422 467 هـ

 28- عبد الله المقتدي بامر الله حفيد القائم بامر الله لان اباه مات قبله 1075 1094 م 467 487 هـ

 29- احمد ابو العباس المستظهر بالله بن المقتدي بامر الله 1094 1118 م 487 512 هـ

 30- ابو منصور فضل المسترشد بالله بن المستظهر بالله قتله الباطنيون 1118 1135 م 512 529 هـ

 31- ابو جعفر المنصور الراشد بالله بن المستظهر بالله خلعه السلطان مسعود 1135 1136 م 529 530 هـ

 32- محمد المقتفي لامر الله بن المستظهر بالله 1136 1160 م 530 555 هـ

 33- يوسف المستنجد بالله بن المستظهر بالله 1160 1170 م 555 566 ه

34- ابو محمد الحسن المستضيء بامر الله بن المستنجد بالله 1170 1180 م 566 575 هـ

 35- الناصر لدين الله بن المستضيء بامر الله 1180 1225 م 575 622 هـ

 36- ابو النصر محمد الظاهر بامر الله بن الناصر لدين الله 1225 1226 م 622 623 هـ

 37- ابو جعفر المنصور المستنصر بالله بن الظاهر بامر الله 1226 1242 م 623 640 هـ

 38- ابو احمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر بالله قتله التتر 1242 1258 م 640 656 ه

الخلفاء العباسيون في مصر

 1- الامام احمد بن الخليفة الظاهر بالله 1261 1261 م 659 659 هـ

 2- الامام احمد بن علي بن ابي بكر الحاكم بامر الله ابن الخليفة المسترشد ابن الخليفة المستظهر 1262 1302 م 660 701 هـ

 3- ابو الربيع سليمان المستكفي بالله 1302 1337 م 701 740 هـ

 4- ابو اسحق ابراهيم الواثق بالله وهو ابن اخي المستكفي خلع 1337 1341 م 740 742 هـ

 5- ابو العباس احمد الحاكم بامر الله بن المستكفي 1341 1353 م 742 754 هـ

 6- ابو بكر المعتضد بالله بن المستكفي 1353 1362 م 754 763 هـ

 7- محمد المتوكل على الله بن المعتضد بالله خلع وسجن 1362 1383 م 763 785 ه

8- محمد الواثق بالله عمر خلع 1383 1386 م 785 788 هـ

 9- زكريا ابراهيم اخو الواثق 1386 1389 م 788 791 هـ محمد المتوكل على الله ثانية 1389 1405 م 791 808 هـ اذا حسبت خلافته الثانية يكون عدد الخلفاء 17 خليفة واذا لم تحسب يكونون 16 فقط مع حذف الخليفة الاول ايضا

 10- ابو العباس المستعين بالله بن محمد المتوكل خلع 1405 1414 م 808 817 هـ

 11- داود المعتضد بالله بن محمد المتوكل 1414 1441 م 817 845 هـ

 12- سليمان المستكفي بالله اخو المعتضد بالله بن محمد المتوكل 1441 1451 م 845 855 هـ

 13- حمزة القائم بامر الله بن محمد المتوكل 1451 1455 م 855 859 هـ

 14- يوسف المستنجد بالله ابو المحاسن بن محمد المتوكل على الله 1455 1479 م 859 884 ه

15- عبد العزيز ابو المعز المتوكل على الله حفيد المتوكل على الله 1479 1498 م 884 903 هـ

 16- يعقوب ابو الصبر المستمسك بالله بن عبد العزيز خلع 1498 1515 م 903 921 هـ

 17-محمد المتوكل على الله بن يعقوب ابو الصبر 1515 1516 م 921 922 ه

             

             

                                    

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





قبل افتتاحها بايام.. شاهد بالصور اكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو في البصرة
قبل ايام من افتتاحه.. لقطات حصرية توثق اللمسات الاخيرة لإنجاز أحدث مستشفى لعلاج السرطان في البصرة تابع للعتبة الحسينية (صور)
بالصور: طلبة وطالبات الجامعات التابعة للعتبة الحسينية يؤدون الامتحانات النهائية
الأمين العام للعتبة الحسينية: تبني مشروع تأسيس هيئة التعليم التقني يأتي لحاجة العراق الماسة إلى الربط بين الجانبين النظري والعملي