المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الهيكل المحوري Axial Skeleton
2024-12-22
الموقوفون لأمر الله
2024-12-22
سبعة أبواب لجنهم
2024-12-22
مناخ السفانا Aw
2024-12-22
جحود الكافرين لآيات الله الباهرات
2024-12-22
لا ينفع الايمان عند الباس
2024-12-22

ينظم تركيز جلوكوز الدم ضمن حدود ضيقة:
8-8-2021
The short monophthongs DRESS
2024-06-05
عقيدة الشيعة في الإمام المهدي عليه السلام
2024-09-03
أسرة بينوزم الأول
2024-12-14
Oxoacids of chlorine, bromine and iodine
11-3-2017
شروط تفسير «ذات السلاسل»
23-2-2019


الفرع الآرامي  
  
1989   10:34 صباحاً   التاريخ: 23-11-2018
المؤلف : د. محمود فهمي حجازي
الكتاب أو المصدر : اسس علم اللغة العربية
الجزء والصفحة : ص176- 188
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / علم اللغة والعلوم الأخرى / علم اللغة و الجغرافية /

 

الفرع الآرامي:
يضم الفرع الآرامي من اللغات السامية مجموعة من اللهجات المتقاربة في بنيتها اللغوية تقاربا كبيرا، وانتشرت هذه اللهجات المختلفة في منطقة الشام والعراق، وتجاوزتها في بعض المراحل التاريخية عندما استخدمت الآرامية كلغة تعامل دولي في الشرق القديم(1). ليست هناك لغة آرامية بالمعنى المتعارف عليه لكلمة لغة في

ص176

 

الاستخدام العام للكلمة، بل هناك لهجات آرامية متقاربة، لقد ذكر الآراميون في التاريخ في النقوش الآشورية في الألف الثالث قبل الميلاد(2). وهذه حال كثير من الشعوب القديمة عندما يرد اسمها لأول مرة عند جيرانهم الأكثر حضارة ولكن الآرامية لم تدون - وفق معلوماتنا المعاصرة إلا بعد ذلك بوقت طويل، فأقدم النقوش الآرامية ترجع إلى القرن العاشر قبل الميلاد، ومرت الآرامية بعد ذلك بمراحل تاريخية متعاقبة، ارتبطت الآرامية في بعض مراحلها التاريخية بإمبراطوريات الشرق القديم، ثم كانت إحدى لهجاتها أداة للتبشير المسيحي ووسيلة لنقل معارف اليونان إلى الحضارة الإسلامية، فالسريانية إحدى اللهجات الآرامية التي كان لها دور كبير في تاريخ الحضارة في الشرق، وانحسر استخدام اللغة الآرامية مع الفتح الإسلامي، ولكنها ما زالت تستخدم في عدة أشكال حديثة في عدد من القرى في شمال العراق وإيران وسوريا، ويبلغ هذا التاريخ الطويل حوالي ثلاثة آلاف عام منذ أقدم النقوش الآرامية إلى اليوم، وقد أطلقت عدة تسميات علمية على اللهجات الآرامية المختلفة عبر التاريخ، وأهم هذه اللهجات: الآرامية القديمة وآرامية الدولة والسريانية، واللهجات الآرامية اليهودية والنبطية والمندعية واللهجات الآرامية الحديثة.
الآرامية القديمة:
يطلق على مجموعة النقوش القديمة المدونة بالآرامية مصطلح الآرامية القديمة(3)،

ص177

 

وترجع هذه النقوش إلى الفترة بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن الثامن قبل الميلاد وقد وجدت هذه النقوش في مناطق مختلفة من الشام والعراق. وأهم ما يميز الآرامية القديمة عن اللهجات الآرامية الأخرى، أنها تستخدم القاف في كلمة "أرقا" ومعناها الأرض، بينما تأتي هذه الكلمة في اللهجات الآرامية الأخرى "أرعا". ومعنى هذا أن الضاد العربية وهي الامتداد المباشر للضاد في اللغة السامية الأولى قد تحولت في الآرامية القديمة إلى قاف وفي اللهجات الآرامية إلى عين. وهذا التحول من أصعب التحولات الصوتية تفسيرا.
آرامية الدولة:
المقصود بها الآرامية المستخدمة في النقوش الكثيرة التي دونت في القرن من السابع إلى الخامس قبل الميلاد، وقد سميت آرامية هذه النقوش باسم آرامية الدولة لأن دولة الفرس الأخمينيين اعترفت بالآرامية لغة رسمية في الدولة، فالدولة المقصودة هي دولة الفرس الأخمينيين(4) كانت اللغة الآرامية قد استخدمت قبل

ص178

 

ذلك في الدولة الآشورية على نطاق واسع فقد لاحظ الباحثون في كثير من العقود المدونة على نقوش من أواخر عهد الدولة الآشورية استخدام الأكادية والآرامية جنبا إلى جنب، وعندما سقطت الدولة الآشورية سنة 625ق. م ودخل العراق في إطار الإمبراطورية الفارسية دعم الحكام الفرس مكانة الآرامية واعترفوا بها لغة رسمية في كل أنحاء الدولة، وبهذا دخلت الآرامية إيران أيضا، ودخلت مع النفوذ الفارسي إلى كل أنحاء الشرق القديم وتعد الآرامية في هذه الفترة التي تبدأ في القرن السابع قبل الميلاد لغة دولية لأنها كانت مستخدمة في منطقة واسعة من العالم القديم؛ في التعامل التجاري والسياسي بين أبنائها وغير أبنائها. تشهد بذلك النقوش الكثيرة التي وجدت في إيران والعراق والشام وشمال الجزيرة العربية ومنطقة أسوان في مصر، ووجدت في آسيا الصغرى نقوش ثنائية اللغة، فبعضها آرامي يوناني وبعضها آرامي ليدي.
وهكذا كانت الآرامية اللغة الوحيدة التي تجاوز استخدامها في هذه الفترة التعامل المحلي المحدود وأصبحت تستخدم عند الكثيرين ممن ينتمون إلى بيئات لغوية مختلفة، وإذا كان سفر أستير قد ذكر أن أوامر الملك الفارسي كانت تمضي من إيران إلى الهند وإلى الحبشة فلا شك أن هذه الأوامر كانت تصل إلى هذه المناطق بالآرامية. وأدى انتشار الآرامية في إيران والمناطق المجاورة لها إلى أن كل رجال الدين البوذي يستخدمونها في مواعظهم الدينية في منطقة الحدود الإيرانية الهندية. وتشير النقوش الكثيرة التي وصلت إلينا من القرون السابع والسادس والخامس والرابع قبل الميلاد من إيران والعراق وآسيا الصغرى والشام ومصر إلى أن اللغة الآرامية أصبحت في هذه الفترة لغة التعامل الدولي في الشرق القديم بالإضافة إلى كونها لغة الإدارة في دولة الفرس الأخمينيين، ولكن مكانة اللغة الآرامية أخذت تقل شيئا فشيئا، وعندما انتهت الدولة الأخمينية وأعلنت الدولة الساسانية في مطلع القرن الرابع قبل الميلاد عدل الساسانيون عن استخدام الآرامية في الإدارة، وبذلك انتهت آرامية الدولة.

ص179


ولكن التعامل اليومي باللغات الآرامية أو بمعنى آخر اللهجات الآرامية المختلفة ظل يسود الحياة اللغوية في الشام والعراق عدة قرون بعد هذا التاريخ. لقد قلت مكانة اللغة الأكادية في العراق مع انتشار اللغة الآرامية قبيل سقوط الدولة الآشورية.وقل استخدام اللهجات الكنعانية المختلفة في منطقة الشام مع انتشار الآرامية، لقد ظلت الآرامية إلى جوار العبرية والفينيقية واللهجات الكنعانية المختلفة عدة قرون، ولكن استخدام اللهجات الكنعانية قل شيئا فشيئا إلى أن حلت الآرامية محل كل لهجة كنعانية بادت، وما نكاد نصل إلى فترة انحسار الآرامية عن الاستخدام الدولي حتى نجد اللهجات الآرامية قد أصبحت وحدها في العراق والشام، وهنا نجد عدة لهجات آرامية تختلف باختلاف المكان؛ فهناك لهجات شرقية وأخرى غربية وتختلف باختلاف الطائفة الدينية فهناك لهجات لليهود وأخرى للوثنيين والمندعيين. ثم تأتي بعد ذلك السريانية وتتحول مع انتشار المسيحية إلى لغة من أهم لغات الشرق المسيحي في القرون التالية.
السريانية:
السريانية لهجة آرامية ارتبطت بالمسيحية، ولذا يحب أبناؤها تمييزها عن اللهجات الآرامية الأخرى، وقد انتشرت السريانية بعد أن كانت في منطقة محدودة في شمال الشام لتصبح لغة جماعة كبيرة في شمال العراق والشام، وتكون السريانية مع لغة التلمود البابلي والمندعية مجموعة آرامية واحدة يطلق عليها المجموعة الشرقية، فهذه اللهجات الثلاث تتفق في عدد كبير من الخصائص اللغوية وهي متقاربة كل التقارب من ناحية البنية اللغوية. ومن الطبيعي أن تتأثر آرامية التلمود البابلي بالعبرية، وأن تأخذ مندعية الصابئة اتجاها خاصا بها، وأن تتأثر السريانية المسيحية بالثقافة السائدة في منطقة الشام والأفكار المسيحية.
وقد ازدهرت السريانية مع انتشار المسيحية شيئًا فشيئًا، ووصل التأليف

ص180

 

بالسريانية والترجمة إليها مع بداية القرن الثالث الميلادي إلى مستوى رفيع، وقد ازدهرت حركة التأليف بالسريانية في الفترة من القرن الثالث الميلادي حتى القرن السابع، ولكن لغة التأليف انقسمت في القرن الخامس الميلادي -أي في منتصف فترة الازدهار- إلى سريانية شرقية وسريانية غربية(5). إن السريانية عمومًا هي إحدى لهجات المجموعة الشرقية من الآرامية، ولذا ينبغي ألا يختلط انتماء السريانية إلى الآرامية الشرقية بانقسام السريانية ابتداء من القرن الخامس الميلادي إلى سريانية شرقية وسريانية غريبة. لقد حدثت اختلافات عقيدية في إطار المسيحية السريانية أدت إلى انشطارها إلى فرقتين: النساطرة واليعاقبة: والنساطرة هم السريان الشرقيون الذين كانوا خاضعين آنذاك للدولة الفارسية، أما اليعاقبة فهم

ص181

 

السريان الغربيون الخاضعون آنذاك لحكم الرومان. وقد أدى هذا الانقسام أيضا إلى تطور الخط السرياني. وهو خط أبجدي، في اتجاهين.
وترجع الأهمية التاريخية للسريانية إلى أنها كانت المعبر الذي انتقلت عليه الثقافية اليونانية إلى الحضارة العربية الإسلامية، فبعد غزو الإسكندر لمصر والشام في القرن الرابع قبل الميلاد بدأت هذه المناطق تدخل شيئًا فشيئًا في إطار الثقافة اليونانية. وهنا تحدث صحوة التراث الهيليني تمزجه بالروح الشرقية فتبدأ مرحلة جديدة للحضارة يطلق عليها الحضارة الهيلينستية. والحضارة الهيلينية هي حضارة اليونان في جنوب أوربا في عصرها المبكر، والحضارة الهيلينستية هي حضارة اللغة اليونانية في مصر والهلال الخصيب بعد فتح الإسكندر وقبل الفتح الإسلامي. نقل السريان كتبا كثيرة من التراث اليوناني وشروحها الهيلينستية من اليونانية إلى السريانية، وكان السريان أيضا نقلة هذا التراث إلى اللغة العربية في عصر الحضارة الإسلامية، ولذا تعد الترجمات السريانية ذات أهمية في نقل تراث اليونان إلى العربية(6).
وعقب ظهور الإسلام وقيام الدولة العربية الإسلامية التي ضمت أيضا الشام والعراق بدأت السريانية واللهجات الآرامية الأخرى تفقد قيمتها في التعامل اليومي.

ص182

 

ولكن حركة التأليف بالسريانية استمرت في العصر الإسلامي على الرغم من التناقص المطرد لعدد المتحدثين بالسريانية وبباقي اللهجات الآرامية وكانت هذه المؤلفات السريانية المدونة في العصر الإسلامي انعكاسًا لتراث اليونان والسريان من جانب والتراث العربي الإسلامي من الجانب الآخر، ومن أهم المؤلفين السريان الذين عاشوا في عصر الحضارة الإسلامية وتمثلوا جوانب كثيرة من علوم القدماء والعلوم العربية أبو الفرج بن العبري، المتوفى 1286م. وقد ألف ابن العبري كتبا كثيرة، بعضها بالعربية وبعضها بالسريانية. وفي كتب ابن العبري تلتقي معرفته بتراث اليونان والتراث السرياني المسيحي والتراث العربي الإسلامي لتكوِّن الروافد الأساسية لكتبه في فروع المعرفة المختلفة: التاريخ والطب وعلوم اللغة(6).
وهناك جوانب اتصال كثيرة بين السريانية والعربية في اللغة والحضارة، فقد انتقلت كلمات كثيرة من السريانية إلى العربية، وبعض هذه الكلمات ليست أصلا في السريانية، فأكثر الكلمات اليونانية التي دخلت إلى العربية مثل كلمة "فيلسوف" انتقلت من السريانية، وخصوصا المصطلحات الفلسفية والطيبة. أما اللقاء الحضاري بين التراث السرياني والتراث العربي فله جوانب كثيرة، فهناك عدد كبير من القصص الشعبية نجدها في نصوص سريانية ثم عربية، أشهرها قصة أهل الكهف، قصة السندباد، كليلة ودمنة، لقمان الحيكم، قصة الإسكندر ذي القرنين، قصص القديسين وكراماتهم. وبعض هذه القصة ليس أصيلا في التراث السرياني بل ترجم إلى السريانية، ومن الأهمية بمكان مقارنة

ص183

 

الصياغة السريانية بالصياغة العربية لهذه الأقاصيص(8).

اللهجات الآرامية اليهودية:
هناك عدد من اللهجات الآرامية ارتبطت بكتب اليهود المقدسة وبالجماعات اليهودية التي عاشت في فلسطين والعراق في فترة ازدهار الآرامية، ولا تزال هناك أقليات لغوية يهودية في شمال إيران تتعامل في الحياة اليومية بلهجة آرامية حديثة. لقد استخدمت الآرامية في بعض أسفار العهد القديم، وفيه سفران بالآرامية هما سفر عزرا وسفر دانيال. وهذان السفران جزيرة لغوية آرامية في محيط عبري(9).

ص184


وعندما قلت معرفة اليهود بالعبرية وأصبح أكثرهم لا يستطيع قراءة نصوصها فضلا عن التحدث بها، نجمت ضرورة لترجمة أجزاء من العهد القديم إلى اللهجات المحلية التي كان اليهود يفهمونها آنذاك. وبدأت هذه الترجمات الآرامية في صورة نقل شفوي، فكان رجل الدين يترجم النص العبري ترجمة شفوية إلى لهجة المستمعين الآرامية، وكان ثمة تحرج من تدوين هذه الترجمات حتى لا تكون منافسا للكتاب المقدس الأصلي، ولكن هذا الحرج قل بمضي الوقت فدونت هذه الترجمات، وبذلك ظهر الترجوم البابلي والترجوم الفلسطيني والترجوم السامري. ويمثل كل ترجوم من هذه "الترجوميم"(10). لهجة آرامية متميزة، فلهجة الترجوم

ص185

 

البابلي قريبة في كثير من الخصائص من باقي اللهجات الآرامية الشرقية، ولكن الترجوم الفلسطيني والترجوم السامري يمثلان مع غيرهما المجموعة الآرامية الغربية، ويلاحظ في كل هذه اللهجات أن اليهود كتبوها بالخط العبري, وهذا شأنهم مع كل اللغات التي كانوا يستخدمونها في التعامل الداخلي فيما بينهم. وقد أدى استخدام الخط العبري لكتابة هذه اللهجات الآرامية إلى دخول كلمات كثيرة من العبرية إلى هذه اللهجات الآرامية.
وقد كتب أحبار اليهود وربانيوهم في فلسطين والعراق نصوصًا أخرى باللهجات الآرامية. ودخلت هذه النصوص في التلمودين البابلي والفلسطيني. يتكون التلمود البابلي من النص العبري للمشنا مع الشروح الآرامية عليه. ويتكون التلمود الفلسطيني أيضا من المشنا العبرية والشروح الآرامية، وثمة اختلاف بين اللهجة المستخدمة في الجمارا وهي الشرح الآرامي في كلا التلمودين، فكلاهما يمثل لهجة مختلفة عن الأخرى وكلاهما مكتوب بالخط العبري مثل الترجوميم.
النبطية:
النبطية لهجة آرامية كتب بها النبط نقوشهم حتى أواخر القرن الثالث الميلادي، والنبط شعب عربي عاش في أقصى شمال الجزيرة العربية وجنوب بادية الشام(11). وعاش النبط حياة رعوية وكان لهم في النشاط التجاري مكانة كبيرة. وكانت لغتهم العربية آنذاك لغة محلية، ولم يكن لها خط فكتب النبط كما كان يكتب جيرانهم. كانت الآرامية لغة التعامل في الفترة التي ازدهر فيها النبط، وكانوا يتعاملون بالآرامية

ص186

 

مع غير العرب، وفرض عليهم نشاطهم التجاري التعامل بالآرامية لكي يفهمهم الآخرون، ولذا كان من السهل على النبط أن يكتبوا نقوشهم باللغة الآرامية التي اعتادوا عليها، تعلم النبط من جيرانهم الكتابة بالآرامية، وبذلك كان النبط أول شعب عربي شمالي كتب. تظهر عروبة النبط من استخدامهم اللغوي فهناك ألفاظ تأتي بمعانيها العربية في نقوشهم مثل: آل "للدلالة على الانتماء العربي القبلي". ولد "بمعنى أبناء". أخر "بمعنى ذرية". وجر "بمعنى قبر صخري". ضريح "بمعنى حجرة"، إحدى "بمعنى واحدة". غير "بمعناها العربي الحالي". والأفعال هلك، صنع، لعن. بمعانيها في العربية، وبالإضافة إلى هذا فقد أفاد النبط من أداة التعريف العربية "أل" وتظهر في نقوشهم، بينما لا تستخدم اللهجات الآرامية الأخرى للتعريف إلا الفتحة الطويلة في آخر الكلمة، وللنبط أهمية كبيرة في تدوين العربية. فقد كانوا أول شعب عربي كتب، وهم معلمو سائر العرب كيف يكتبون، فالخط العربي يقوم على الخط النبطي، والخط النبطي يعود على نحو غير مباشر للخط الأجريتي، فالتطور الذي بدأ عند الأجريتيين وصل عن طريق النبط إلى العرب.
 

المندعية:
المندعية هي لهجة آرامية شرقية ارتبطت بجماعة دينية عرفت باسم الصابئة(12).

ص187

 

وللمندعيين كتاب مقدس يطلقون عليه اسم: جنزا، أي الكنز.
وقد جمعوا في هذا الكتاب ترانيمهم الدينية وآراءهم في الدين فأصبحوا بعد الفتح الإسلامي من أهل الكتاب، وبذلك أتيحت لهم في إطار الدولة الإسلامية حقوق أهل الكتاب، ولا يزال المندعيون يتعاملون داخليا بلهجتهم الآرامية إلى اليوم وهم يعيشون في عدة قرى في جنوب العراق.
وهكذا ارتبطت اللهجات تارة بالمسيحية، وأخرى باليهودية، وثالثة بالصابئة، ولكنها كانت في كل هذه الأحوال -وفي غيرها أيضا- في منطقة سادتها العربية بعد الفتح الإسلامي.
ص188

_____________________

(1) انظر الفصل القيم الذي كتبه كارل بروكلمان:
C. Brockelmann, Das aramaische, einschliesslich des Syrischen, in: Handbuch der Orientalistik, Band III, LEIDEN 1954, S. 135-162.
وأفضل مدخل لدراسة اللهجات الآرامية المختلفة:
F. Rosenthal, Aramaic handbook. Wiesbaden 1967.
(2) انظر مقال:
P.N. Schneider, Aram und Aramaer in der Ur III-
Zeit, Bibllica 30, 1949.
(3) انظر بروكلمان في المرجع المذكور 137.
وكتاب ديجن:
Degen, Altaramaische Grammatik der Inschriften
des 10-8 Jh. v. Chr. Wiesbaden 1969.

(4) ترجع هذه التسمية إلى الباحث J. Markwart
انظر المرجع السابق من بروكلمان ص 139-140. وحول الأهمية الدولية للآرامية في تلك الفترة، انظر:
F. Altheim und R. Stiel,
Aramaisvh als weltsprache, 1. Band. Berlin 1964, s. 181-203
وانظر المواضع الكثيرة المذكورة في البحث المذكور، وكذلك:
A. Cowley. Aramaic Papyri of the Fifth Century BC. 1923. Bauer-Meissner,
in: Sitzungsberichte der Preussischen Akademie. 1937, s. 412f.

G.R. Driver, Aramaic Documents of the Century Century. Oxford 1957.
Th. Noldeke, in Zeitschrift fur Assyriologie, 7,350f.

(5) حول اللغة السريانية وآدابها، انظر:
C. Brocklmann, Syrische Grammatik. Leipzig 1955.
ويضم هذا الكتاب القيم نحوا علميا واضحا للغة السريانية وقائمة ببليوجرافية بالتراث السرياني والدراسات المؤلفة عنه ونصوصا سريانية مختارة ودليلا بالمفردات الواردة في الكتاب ولا يزال أفضل كتاب في تاريخ التراث السرياني كتاب باو مستارك:
A. Baumstark, geschichte der syrischen literatur mit Ausschluss der christlich-palastinensischen texte. bonn 1922. والمعجم الذي يعتمد عليه في السريانية عند الباحثين المعاصرين هو المعجم الذي أعده بروكلمان للسريانية واللاتينية بعنوان:
Lexicon Syriacum. Halle 1928.
ويمكن أيضا لغير العارفين باللاتينية الإفادة من معجم Smith:
j. payne smith, A compendious syriac dictionary. oxford 1903, 1967. وقد ظهر بالعربية كتبان بعنوان: تاريخ الأدب السرياني الأول للأب السمعاني القدس 1933-36 والثاني لمحمد حمدي البكري بالقاهرة.

(6) أهم هذه الدراسات في هذا الموضوع: Oleary, How Greek Scence Passed to the Arabs
وقد ترجم الكتاب مرتين إلى اللغة العربية:
- علوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب، ترجمة وهيب كامل، القاهرة 1962.
- مسالك الثقافة الإغريقية إلى العرب، القاهرة 1957.
(7) انظر قائمة مؤلفات ابن العبري في:
Brocelmann, Syrische
Grammatik Leipzig 1995, s. 173-175

(8) حول الأدب الشعبي السرياني، انظر:
F.Nau, historie et sgesse d'ahikar l'assyrien. paris 1909.
G.hunnius, das syr. alexanderlied, diss, gottigen 1904.
G.bickell, kalilag und demmag. dammag. alte syr. ubersetzung. leipzig 1876.
وقد كتب المقدمة التحليلية لهذا الكتاب بنفي th.benfey أستاذ الدراسات الهندية وصاحب نظرية الأصل الهندي للقصة الشعبية. وتوضح هذه المقدمة نظريته في ضوء كتاب كليلة ودمنة وهناك دراسات كثيرة أخرى حول هذا الموضوع:
sindbad oder die sieben weisen meister, syriscvh und deutsch von fr. baethgen leipzig 1879.
وقد اهتم بعض المستشرقين بدراسة المصادر السيريانية للتاريخ الإسلامي ومن هذه الأبحاث بحث نولدكه:
th. noldede, zur geschichte der araber im I. hagrh. d.H. aus syrischen quellen, zdmg 29, 76-98.

(9)حول آرامية العهد القديم:
H. Bauer und P. leander, Kurzgefasste biblish-aramaische Grammatik. Halle 1929-1969.
(10) حول الترجوم البابلي، انظر:
F.Rosenthal, Grammar of biblical Hebrew, VViesdaben 1960.
Targum Onkelos (ed.) Abraham Berliner 1884.
وانظر أيضا:
M. Ginsburger, Pseudo-Jonathan : Thargum Jonathan zum Pentateuch. Berlin 1903.
وانظر حول اللهجات الآرامية في فلسطين عند اليهود
G.Dalman, Grammatik des jiidisch-Palastinischen AramStsch, 2 Aufl.
Leipzig 1905.
W. Stevenson, Grammar of Palestinian Jewish Aramaic. Oxford 1962.
وحول الترجوميم، انظر ما كتبه باومشتارك:
A. Baumstark, Die aramaische und syrische Literatur, in : Handbuch der Orientalistik, ed (spuler) Semitistik 162-168.
أهم معاجم الترجوم والتلمود والمدارش:
G. Dalman, Aramaisch-neuhebraisches Worterbuch. Frankfurt 1901. Jastrow, Dictionary of Targumim, the Talmud New York 1926.
(11) حول النبط الآرامية عندهم، انظر:
J.cantineau, le nabateen, I: notions generales, ecriture grammaire, II: choix de textes, lexique. paris 1930, 1932.
C. Brockelmann, das aramaische, einschliesslich es syrischen, in: handbuch der orientalistik III, s. 148.

(12) تسمى عند بعض الباحثين العرب: المندائية أو المندئية، وهما تسميتان صحيحتان دون شك غير أن الاسم القديم للكلمة قد وصل بالعين لا بالهمزة، وبعد ذلك فقد المندعيون نطق العين فينطقون بهمزة بدلا منها، وأهم دراسة لغوية عن اللهجة الآرامية للمندعيين:
Th. noldeke, mandaische grammatik. halle 1875.
R.mach, handbook of classsical and modern mandaic berlin 1965.
وحول المندعيين وعاداتهم ودينهم، انظر:
E.drower, the mandaeans of iraq and iran. oxford 1937, 1962.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.