المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مراتب وفضائل علي (عليه السلام)  
  
3568   10:48 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله),لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج1,ص21-23.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في المحرّم سنة ست عشرة وخمسمئة ، قال : حدّثنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأوّل سنة ثلاث وستين وأربعمئة بالبصرة في مسجد النخاسين على صاحبه السلام ، قال : حدّثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه ، قال : حدّثنا حمويه أبو عبد الله ابن علي بن حمويه ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، قال : حدّثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي ، قال : حدّثنا محمد بن علي بن عمرو بن ظريف الحجري ، قال : حدّثني أبي ، عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نفر من الشيعة وكنتُ فيهم ، فجعل الحارث يتلوّذ  في مشيه ويخبِط الأرض بمِحجَنِه  وكان مريضاً ، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين وكانت له منزلة منه فقال : كيف نجِدُك يا حارث ؟.

فقال : نالَ منّي الدهر يا أمير المؤمنين ، وزادني غليلاً  اختصام أصحابك ببابك .

قال : وفيمَ خصومتهم ؟

قال : في شأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرِط غال ومقتصِد ومن متردد مُرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم ؟.

قال ( عليه السلام ) : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إنّ خير شيعتي النمط  الأوسط ، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي.

فقال له الحارث : لو كشفت ـ فداك أبي وأُمي ـ الريب عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا .

قال : فذاك فإنّه أمرٌ ملبوس عليه  ،إنّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحقّ ، فاعرف الحقّ تعرف أهله ، يا حارث ، إنّ الحقّ أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحقّ أُخبرك فأرعني سمعك ثمّ خبّر به مَن كان له حصافة  من أصحابك ، ألاَ إنّي عبد الله وأخو رسول الله وصدّيقه الأكبر ، صدّقتُه وآدم بين الروح والجسد ، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمتكم حقّاً ، فنحن الأوّلون ونحن الآخِرون ، ألاَ وإنّي خاصّته يا حارث ، وصنوه  ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه ، أُوتيتُ فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعتُ ألف مفتاح ، يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد ، وأُيّدت ـ أو قال : وأُمددت ـ بليلة القدر نفلاً ، وإنّ ذلك ليجري لي والمتحفّظين من ذريتي كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وأنشُدك  يا حارث لتعرفني ووليي وعدوّي في مواطن شتّى ، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة .

قال الحارث : ما المقاسمة يا مولاي ؟.

 قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحاً ، أقول : هذا وليي فاتركيه وهذا عدوّي فخذيه.

ثمّ أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : يا حارث ، أخذتُ بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي وقد اشتكيتُ إليه حسدة قريش والمنافقين : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحبل الله أو بحُجزَته ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخذتَ أنت يا علي بحجزتي ، وأخذتْ ذرّيتك بحُجزَتك ، وأخذتْ شيعتكم بحُجزَتكم ، فماذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيّه وماذا يصنع نبيّه بوصيه  خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع مَن أحببت ولك ما اكتسبت.

قالها ثلاثاً ، فقال الحارث : وقام يجرّ رداءه جذلاً ، لا أُبالي وربّي بعد هذا متى لقيتُ الموت أو لقيني .

قال جميل بن صالح : فأنشدني أبو هاشم السيد ابن محمد في كلمة له :

قـولُ  عـليٍّ لـحارث iiعـجبٌ

كـم ثـمّ أُعـجوبة له حَمَلا ii

يـا حـار همدان مَن يمت iiيرني

مــن مـؤمن أو مـنافقٍ قُـبلا

يـعـرفني  طـرفـه iiوأعـرفه

بـعينه  واسـمه ومـا iiعملا

وأنـتَ عـند الـصراط iiتعرفني

فـلا  تـخف عـثرةً ولا iiزَلَـلا

أسـقيك مـن بـاردٍ عـلى iiظمأ

تـخاله  فـي الحلاوة iiالعسلا

أقـول لـلنار حـين تـوقف

للعرض على حرّها

 دعي الرجُلا

دعـيـه لا تـقـربيه إنّ لــه

حـبلاً  بـحبلِ الـوصي متّصلا

هــذا لـنـا شـيعة وشـيعتنا

أعـطاني الله فـيهم الأملا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.