يُعتَبَرُ حِسُّ التَّفَوُّقِ والأفضَلِيَّةِ مِنَ الرَّغَباتِ الفِطرِيَّةِ في ذَاتِ كُلِّ فَتىً وشَابٍّ، ورُكناً مِنَ الأركانِ الأساسِيَّةِ التي تُسهِمُ في رُقِيِّ الإنسانِ.
والفَتَى الذي يُريدُ إرضاءَ هذهِ الرَّغَبةِ الطبيعيّةِ في ذَاتِهِ، تَراهُ ينحُو مَنحى الأبطالِ، ويُشرِعُ في تَقليدِ مَشاهيرِ الرِّجالِ، ويَبحَثُ مِنْ خِلالِ الصِّراعِ مَعَ مُنافِسِيهِ الرِّياضِيينَ مَثلاً على لَقَبِ البُطولَةِ عَن سبيلٍ لإثباتِ وجودِهِ وتَفَوُّقِهِ، مُتجاهِلاً مُنافِسَهُ الباطنيَّ الحَقيقيَّ - النفسَ الأمارَّةَ - دونَ أنْ يُفَكِّرَ في سَبيلٍ للإطاحَةِ بهذا العَدوِّ المُقتَدِرِ.
لكنَّ الإسلامَ يَرى أنَّ أهَمَّ دليلٍ على تَفوُّقِ الإنسانِ، هُوَ صِراعُهُ ضِدَّ غرائزِهِ والتَّغَلُّبُ عَليها. وبِعِبارَةٍ أُخرى مُوجَزةٍ نَقولُ: إنَّ البَطلَ في نَظرِ النّاسِ هُوَ مَن يتَغَلَّبُ على مُنافِسِهِ على لَقَبِ بُطولَةٍ مَا، أَمَّا البَطلُ في نظرِ الإسلامِ فَهُوَ ذاكَ الذي تَتَغَلَّبُ إرادَتُهُ القَويّةُ على هَواهُ وغرائزَهُ.
رُويَ عَنِ النَّبيِّ الأكرمِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلهِ) أنَّهُ قالَ: (إِنَّ الشَّدِيدَ لَيْسَ مَنْ غَلَبَ النَّاسَ وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ عَلَى نَفْسِهِ).