سوء الظن هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح على اللسان والجوارح، وإن الأضرار الاجتماعية لهذا الانحراف كبيرة جدا وآثاره السيئة واسعة ومن جملتها:
أولا: يتسبب سوء الظن في انعدام الفهم الاجتماعي الصحيح؛ لأن الذين يصابون بهذه الآفة ينظرون لكل شيء بنظرة متشائمة، ويتورطون بأخطاء كثيرة في معرفة وضعية الأفراد وأحداث الحياة، ويعيشون في عالم خيالي على خلاف ما هو موجود في الواقع.
ثانيا: إن النظرة المتشائمة وسوء الظن من أكبر موانع التعاون الاجتماعي والاتحاد والألفة القلبية، مما يجر الإنسان إلى العزلة والانزواء والحذر من معاشرة الآخرين، ويسلب من الناس حسن اعتماد بعضهم على البعض وبالتالي تعاونهم لحل المشكلات.
ثالثا: سوء الظن يقود الإنسان إلى التجسس على الآخرين، وإن التجسس منبع للغيبة والمفاسد الناشئة عنها، قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.
رابعا: النظرة المتشائمة منشأ لكثير من موارد العداء والبغضاء، وأحيانا الحروب والنزاعات الدموية. فما أكثر العوائل التي تحطمت بمعول النظرة المتشائمة؟!، وما أكثر الأبرياء الذين استسلموا للموت نتيجة لسوء ظن ألصق بهم؟! قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
خامسا: إن سوء الظن يطفئ سراج المحبة والصداقة بين الأصدقاء، وينمي فيهم روح البغض والنفاق؛ لأن شخصا كهذا يكون مجبرا على التظاهر بالمحبة لأصدقائه في الوقت الذي يخلو باطنه منها، وينظر إليهم نظرة متشائمة تبذر فيه روح البغض والنفاق.