لعل الخطوة الأساسية هو الاتفاق على التشاور في علاقاتنا بأن نصنع قرارا عبر المصادر المتبادلة لاستلهام قرار سواء كان شخصيا أو مهنيا أو في أي شكل آخر ؛ ورد عن أهل البيت -عليهم السلام- : "من شاور الرجال، شاركهم في عقولهم" فعندما تتشاور لأجل استلهام قرار ينبغي عليك أن تكون جادا وواقعيا وموضوعيا لا مجرد أن تكون مشجعا لجهود الشريك أو غيره ، الدافع الحقيقي هو تحمسك لمساعدة شريكك أو من تتشاور معه في أن تصنعوا قرارا تتيقن فيه من بلوغه أو بلوغ مشروعكما الى أفضل ما ينبغي أن يكون ، فإن المشورة قائمة على تبادل وجهات النظر لغرض التوصل الى قرار صائب.
يقول الإمام علي-عليه السلام-: "اضربوا بعض الرأي ببعض يتولد منه الصواب"
إليك عدة ضوابط لتصنع قرارا ناجحا عبر التشاور:
أولا: سل من تثق في تفكيره. ولا تعتمد على شخص واحد في الاستشارة، واعتمد على ما يحتاجه اتخاذ القرار وفق المواقف المختلفة وابحث عن الشخص الذي تثق فيه.
ثانيا: ينبغي أن يتصف المستشار بالتعقل أي أن له القدرة على تدبير الأمور، وليس بالضرورة أن يكون ذا مستوى علمي؛ فرجاحة العقل تعني أن المستشار يتمتع بحسن تدبير الأمور، ويلتفت إلى محاسنها وإلى محذوراتها وناظرا في عواقبها ومآلاتها.
ثالثا: أن يتصف المستشار بالحلم؛ فالحليم: هو من يكون واسع الصدر ومتأنيا وغير مضطرب في تفكيره ومشاعره. حتى يعطيك رأيا ناتجا عن طول تفكير وترو؛ لأن المتروي لا يعجل في الأمور.
رابعا: أن تعرفه ناصحا لا يغشك فالناصح هو المحب والمخلص الذي يحب لنا الخير ، إذ قد يكون الشخص الذي تود استشارته عاقلا غير أنه لا يحب لك الخير حسدا وكرها أو قد يكون عاقلا غير نظيف النوايا محتالا مثلا فمن غير الصحيح استشارته ، فالنصح يجب أن ينبع عن خلوص النفس من طرق الشر كالكيد والمكر والإحتيال ، فاحذر أن تقع بيد من لا نصح في استشارته .