حين تشتعل نيران الغيظ من تصرفات بعض أعدائنا وتتوتر أعصابنا طلبا للثأر والانتقام ونشغل تفكيرنا بالحيل والأساليب التي نحقق من خلالها القصاص المناسب بهم فإنما نتيح فرصة الغلبة علينا ... الغلبة على راحتنا وطعامنا وصحتنا وسعادتنا
وإن أعداءنا ليرقصون طربا لو علموا كم يسببون لنا من قلق وتوتر وكم يقتصون منا وإن مقتنا وغيظنا المشتعل لا يؤذيهم بل يؤذينا نحن ويحيل أيامنا وليالينا ولحظاتنا الى جحيم ونكد ...
فبغضبك وانفعالك واحتراق أعصابك كرها لإعدائك ترهق نفسك وتحطم أعصابك ، ويرتفع ضغطك وتتلف صحتك ، وتترك التجاعيد على وجهك وربما قصرت من أجلك .. فارحم نفسك الحبيبة وتعامل مع اعدائك طبقا لقاعدة أوصى بها الإمام علي عليه السلام : " أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما، فعسى أن يكون حبيبك يوما ما " .
خفف من الإفراط والشدة في تركيز عواطفك في الحب والكره
فإن الغضب نار تهلك القلب قبل العدو ،قال الإمام علي عليه السلام :
" الغضب نار موقدة، من كظمه أطفأها، ومن أطلقه كان أول محترق بها "
إذن عليك أن تهتم لصحتك ونظارة مظهرك وأن تشحن رصيدك من الحلم وكظم الغيظ وأن لا تنظر لشخص عدوك بقدر ما تنظر للموضوع الذي لأجله صار العداء بينكما ، فإن كان تافها وحقيرا لا يستحق الاهتمام فلا تشغل بالك وتجاهل عدوك ولتكن لك قضىة كبرى تهتم لأجلها وهدفا عاليا تتجه صوبه لا تشغلك عنه السفائف ، فأعف عن أعدائك في داخلك لتحصل على السلام الداخلي وراحة البال عن التفكير في الانتقام ، واعلم أن الأقدار تتقاضى منا جميعا بشكل من الأشكال ثمن الشرور التي نزرعها ، وعاجلا أم آجلا سيدفع المرء ثمن ما ارتكبه من الشرور .. ثم إن مدة العمر أقصر من أن يقصرها بالانتقام واللوم والكره ، وكما قال أحد القادة : " لا تضيع لحظة واحدة في التفكير في أولئك الذين تبغضهم ... إذ إن وقتا من عمرك ستخسره عليهم بلا ربح . فتجاهل لتكن الرابح .