يثير فضولنا ذلك الطفل الذي ما أن يلتقي بنظيره من الأطفال إلا وأظهر تنمره بالاعتداء عليه، كأن ينال من وجهه، أو ينتزع من يده لعبته ويفر هاربا بها ؟
فعلا أنه لمشهد يثير الاستغراب ؟ فأين البراءة والنقاء والملائكية لدى هذا الطفل ؟ لماذا هو متنمر وعدواني ؟
مؤكد أن ثمة أسبابا ودوافع كثيرة تجعل الطفل متنمرا وعدوانيا من أهمها:
أولا: الأنانية وشعورهم بوجود المنافس الذي يحاول الانفراد بالمديح والإطراء، مما يجعلهم يشعرون بالغيرة، وخصوصا إذا تمت مقارنته بمن هم في عمره.
ثانيا: وجود ما يمنع من تحقيق أحلامهم ورغباتهم، لهذا تستولي عليهم حالة من الغيظ والحنق فتتصف ردود أفعالهم بالعدائية.
ثالثا: حرمان الطفل من اللعب واللهو وتقييد تحركاته، فيستشعر الضغط والتضييق ، الأمر الذي يجعله غاضبا ومستاء، فتظهر عليه صور التمرد والتنمر.
رابعا: دفع مخاوفه ، فهناك بعض الأطفال يعيش حالة خوف في داخله من الناس، فينتهج منهج الدفاع لأي شيء يصدر من الآخرين تجاهه فهو يتصور بأن الأطفال الذين أمامه أعداءه ويظن بأنهم يريدون سلب أغراضه أو إيذائه فينال منهم!
خامسا: وجود بعض الضغوط النفسية نتيجة معاناة الطفل من تناقضات واضطرابات نفسية لأسباب تربوية أو وراثية ؛ فإنه يستولي عليه شعور غامض يدفعه إلى معاداة المحيطين به حتى وإن لم يكن لهم ذنب في ذلك.
سادسا: الحسد والغيرة، فإن الطفل أفقه محدود، فهو لا يطيق رؤية تفوق الآخرين وتقدمهم عليه فيحمل في صدره ما يجعله عدوانيا متنمرا.
سابعا: الإهانة والاحتقار والسخرية تدفع ببعض الأطفال الى أن يكونوا ثائرين تجاه من يهينهم، بل يصبح غير متزن نفسيا، ويفسر أي شيء على أنه إهانة له، أو يسخر منه فيكون رد فعله شرسا جدا.
ثامنا: قد ينشأ السلوك العدائي لدى الأطفال الصغار بسبب شعورهم بالجوع وحاجتهم إلى الطعام، وخصوصا عندما يتأخر تحضير الطعام لهم.
تاسعا: التدخل المفرط باختيارات الأطفال، وحرمانهم من التعبير الحر في الاختيار واللعب، فإنهم سيثأرون ويتعاملون بصورة عدوانية.
عاشرا: التربية المغلوطة والتغذية الأسرية السلبية التي يعيشها الطفل بسبب المزاج الحاد لأبويه وأسلوبهما الجاف، وربما يتعرض للضرب منهما أو من أحد أفراد الأسرة مما يصيره عدوانيا متوحشا.