فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ فلسفةَ الدنيا ترتَكِزُ على إدراكِ حقيقةِ التزاحُمِ والتَّضادِّ فيها؛ فلنْ تحصُلَ على شيءٍ إلا على حسابِ شيءٍ، ولن تأخذَ ما تُريدُ إلا بعدَ أنْ تُعطي وتبذُلَ وتَجِدَّ وتجتَهِدَ ... فالصعوباتُ والعَقَباتُ لا تَنفَكُّ عن حقيقةِ هذهِ الحياةِ!

ولكي يتكيّفَ الإنسانُ للعيشِ فيها؛ عليهِ أنْ يتقبَّلَها بصعوباتِها وسهولتِها وذلكَ من خلالِ:

أولاً: مواجهةُ الواقِعِ بما هوَ وعدمُ التّهرُّبِ مِن مواجَهةِ العَقباتِ والصّعوباتِ، بأنْ يكونَ فعّالاً يُعالِجُ الأمورَ حتى تُصبِحَ لديهِ قواعدَ تُرشِدهُ لتطويرِ إمكانياتهِ في التعامُلِ بشَكلٍ أعمقَ وأفضلَ معَ الحياةِ، وتُصبحُ الأمورُ التي كانَ يعتبرُها صعبةً أسهلَ، وما يُخيفُهُ يُصبحُ مألوفاً، ويستطيعُ السيطرةَ على حياتهِ، وتزيدُ ثقتُهُ بنفسِهِ، فمواجهةُ الواقعِ هيِ مفتاحُ القُدرةِ على مواجهةِ صعوباتِ الحياةِ، وبالتالي يتحقَّقُ التكيُّفُ معَها.

 ثانياً: إعرفْ دائرةَ مسؤولياتِك، لا يجبُ عليكَ تغييرُ الأمورِ دائماً الى الأفضلِ والأحسَنِ! لأنَّ ذلكَ غيرُ مُمكِنٍ حسبَ فلسفةِ العَيشِ في الدنيا؛ فيبقى الإنسانُ أسيرَ الفَقرِ والاحتياجِ مَهما بلغَ مِنَ المُكنَةِ والاقتدارِ ، لذا توجدُ بعضُ الحالاتِ تكونُ خارجةً عَن سيطرةِ الفَردِ، فليسَ مِن المنطقيِّ لومُ النَّفسِ والشعورُ بالإحباطِ؛ لذلكَ ينبغي التركيزُ على الأمورِ التي نستطيعُ التحكُّمَ بها، وتدخلُ ضمنَ حدودِ مسؤولياتِنا وإمكانياتِنا؛ والطريقةُ المناسِبةُ التي من خلالِها يُحدِّدُ الفردُ وظيفتَهُ اتجاهَ مسؤولياتِه ؛ هي : أنْ يعمَدَ الى وضعِ قائمةٍ بالمُتَطَلَّباتِ والأوضاعِ التي يواجِهُها، وما يَمرُّ بهِ، وتركيزِ جُهدِهِ على تغييرِها للأفضلِ متوكّلاً على اللهِ تعالى ومُستمِدّاً طاقتَهُ بالدُّعاءِ والصَّبرِ .

 ثالثاً: إستمدادُ العَونِ والمُساعَدةِ، يرى بعضُ الأشخاصِ أنَّهُ في الظروفِ الصّعبةِ ينبغي أنْ يجتازوها لوحدِهم؛ لأنَّهم يحمِلونَ قناعاتٍ شخصيّةً غيرَ صحيحةٍ؛ فلا توجدُ مُشكِلةٌ مِن طلبِ المُساعَدةِ من الآخرينَ، مِثلَ: التعاطُفِ أو الدّعمِ، أو انتقادِهِ، ويُفضَّلُ طَلَبُ المساعدةِ مِنَ الأصدقاءِ والأحبّاءِ وذلكَ لأنَّها تقوّي العَلاقاتِ وتُجذِّرُ الصّلةَ وتمنحُ الفردَ شعوراً بالقوّةِ وتُخَفِّفُ عليهِ ضغطَ الأزمةِ وثِقلِها.

 رابعاً: البثُّ والشكوى للمحبّين، التحدّثُ عَن المخاوفِ التي نشعُرُ بها ونحُن في مَيدانِ مواجهةِ الأزَماتِ والصُّعوباتِ؛ يُعطينا تغذيّةً نفسيّةً إيجابيّةً ، ويُزوِّدُنا بزخْمٍ أكبرَ للمُضيِّ نحوَ اجتيازِ الصعوباتِ فتنكَسِرُ حدَّةُ القَلقِ الذي يؤثِّرُ على الصحَّةِ النفسيّةِ والبدنيّةِ؛ فالبَثُّ والشكوى للمُحبّينَ أفضلُ وسيلةٍ لتخفيفِ الضغطِ النفسيِّ والإجهادِ والتوتُّرِ؛ إِذ سنسمَعُ منهُم الحلولَ الداعِمةَ والإرشاداتِ والنصائحَ التي تكونُ بمنزلةِ التقييمِ لإدائنا ، وإعطاءِ وِجهَةِ نظرٍ نستفيدُ مِنها.