إن العلم نور يبدد ظلمات الأوهام والجهل ، وبالعلم يتعمق إيمان الفرد وتسمو نفسه في مراقي الكمالات الروحية ومراتب الإنسانية ، ولكن قد يخطيء البعض في الدوافع فيكون هدفه لطلب العلم هدفا رخيصا بل لا قيمة له إذ ربما يكون منبعا للشرور فبدل أن يكون العلم طريقا للجنة يكون طريقا الى دركات النار نعوذ بالله منها : فإذن ماهي هذه الأمور الأربعة التي تحطم المنظومة الأخلاقية لطالب العلم ؟
الأمر الأول : أن يكون الهدف من طلب العلم والدافع هو الرياء وحب الشهرة .
الأمر الثاني : لغرض الجدل والانتقاد والطعن بالآراء والشخصيات والتقليل من قيمة الآخرين ومقاماتهم العلمية .
الأمر الثالث : لغرض التكبر والتعالي على العلماء والآخرين.
الأمر الرابع : المنافسة على الترأس والمناصب والمراكز الإدارية
وهذا ما ذكره الإمام علي -عليه السلام- بقوله :
"خذوا من العلم ما بدا لكم ، وإياكم أن تطلبوه لخصال أربع :
لتباهوا به العلماء ، أو تماروا به السفهاء ، أو تراؤوا به في المجالس ، أو تصرفوا وجوه الناس إليكم للترؤس" .
إذن لكي يحصل طالب العلم على فوائده الروحية وتتحلى شخصيته بالفضائل عليه أن :
يكون الإخلاص غالبا على دوافعه ونواياه ويسأل نفسه باستمرار: ما هو هدفي من الدراسة ؟
التواضع .. وبه تعمر المعرفة وتنجذب القلوب الى طالب العلم المخلص
وعلامات ذلك أن تتوفر فيه صفات خمس :
- يتجنب الجدال والمراء حتى ولو كان محقا.
- يتقبل النصيحة من الآخرين ولا يأنف أن يتعلم من أي إنسان.
- يكره الإطراء عليه ويتجنب الظهور.
- الموضوعية في الحوار والنقد .
- التفوق العلمي وهو المنافسة الإيجابية في طلب العلم لنيل الدرجات العالية .
وليتذكر من يطلب العلم إن العلم وسيلة وليس غاية ، و طريق لسعادة الدنيا والآخرة .