فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

مِنَ المشاكِلِ التي تواجِهُ العَمَليَّةَ التربويةَ وقوعُ الأهلِ في توجيهِ الأطفالِ نحوَ الأهدافِ العلميّةِ فقط دونَ أنْ يكونَ الدينُ أَحَدَها، فيتركَّزُ توجيهُهُم وسَعيُهُم بأَنْ يكونَ ابنُهم ذا مستوىً مرموقٍ اجتماعياً عِبرَ تحصيلِ شهادةٍ عِلمِيَّةٍ أو مِهنَةٍ تَدُرُّ عليهِ الأرباحَ والمراكزَ المرغوبةَ اجتماعياً دونَ أنْ يَنْصَبَّ تركيزُهُم في أقَلِّ تقديرٍ على أنْ يجعلوهُ مُتَديِّناً مؤمِناً لديهِ صبغةُ الالتزامِ والاستقامَةِ!!

فنراهُم يُكثِرونَ مِن تَلقينِ ابنهٍم بأَنْ يصيرَ في المستقبَلِ طبيباً، أو مُهندساً، أو طيّاراً أو مُحاسباً ... ولا يهتمُّونَ بأنْ يرونَهُ مُتديِّناً ولديهِ ثقافةٌ مَلحُوظةٌ عَنِ الالتزامِ الدينيِّ!

وإذا تَناولوا مسألةَ تَدَيُّنِهِ فإنَّهُم يَرَونَها هدفاً ثانوياً لا أساسياً، فسعيُهُم بأنْ يدخُلَ كُليّةَ الطبِّ أو الهندسَةِ أو الشّرطَةِ هوَ الأساسُ والدافِعُ الذي يدفعُهُم الى إرسالِ أبنائهِم الى المدارسِ التي قد تكونُ لا تنتَهِجُ المناهجَ الدينيةَ السليمةَ، ولا تكتَرِثُ للبناءِ الروحيِّ، بل قد تنظُرُ الى الدينِ نظرةً سَلبيةً فتنتَهِجُ المنهجَ اللادينيّ ...

ويَتَخيَّلُ الأهلُ أنَّ ذلكَ لا يُشكِّلُ مصدرَ قَلقٍ على دينِ أبنائهِم، وأنَّهُ بالإمكانِ تعويضُ مسألةِ التَدَيُّنِ وبناءِ العَقيدةِ مِن خِلالِ البيتِ وفي أيامِ العُطَلِ عِبرَ الدوراتِ التي تُقامُ في مساجدَ أو قاعاتِ المدينةِ !!

إنَّ على الأهلِ أنْ يكونَ مِن جُملةِ أولوياتِهم هوَ تحصيلُ الأهدافِ الدينيةِ؛ فكما أنَّ التفوُّقَ العلميَّ أمرٌ مطلوبٌ فإنَّ التَدَيُّنَ والالتزامَ يُعَدُّ موازياًَ إنْ لم نَقُلْ لهُ الأولوِيَّةُ؛ لأنَّ الدينَ يجعلُ مِنَ الإنسانِ يشعُرُ بالانتماءِ الى الخالقِ العظيمِ، وهذا يُعطي الإنسانَ رؤيةً مُختَلِفَةً للحياةِ عمّا لو كانَ مُنسَلِخاً عَنِ الانتماءِ للخالقِ ولا يَعبَأُ بما أنزلَ اللُه مِن شرائعَ وأحكامٍ!

وحتى يَتَرَكَّزُ الهدفانِ في نفوسِ الأبناءِ مِنَ الضروريِّ أنْ يهتمَّ الأهلُ بنوعِ المدارسِ في مراحِلِها الأولى والمتوسِّطَةِ والإعداديّةِ، وأنْ تمتلِكَ هذهِ المدارسُ مَنهَجاً قائماً على الإرشادِ الدينيّ والحَثِّ على الإستقامةِ عِبرَ بياناتٍ مُحَفِّزَةٍ لا مُنَفِّرَةٍ تُوَلِّدُ قناعاتٍ دافعةً الى التَدَيُّنِ، كما وأنَّ دورَ الوالدينِ سيكونُ أساسيّاً في تجذيرِ وتعميقِ الالتزامِ الدينيِّ، مُضافاً للتعليمِ وطَلبِ العِلمِ حتى يتَحَقَّقُ التوازنُ في طَلبِ الأهدافِ دونَ أيِّ خَلَلٍ.