ما من مشروع يدار إلا عبر طاقم إداري، ولايمكن لأي مؤسسة أن ينتظم عملها إلا من خلال نظام إداري كامل في عناصره من وضوح الأهداف والرؤية والتخطيط الناجح والرقابة الإيجابية والتوظيف المدروس والتدقيق في المنتج ومراعاة أخلاقيات المهنة والعمل ...
فالإدارة فن لا يجيده إلا القليل من الأشخاص ذوي الكاريزما القيادية ولا علاقة لها بنوع الشهادة الدراسية أو الرتبة العلمية التي يحصل عليها الفرد!
إنها قدرة توجيه الأفراد نحو المهام المحددة طبقا للبرنامج الذي تم التخطيط له بمعية طاقم المؤسسة.
فالمدير الذكي هو الذي يحول جميع العاملين في المؤسسة الى إداريين يحملون الدوافع والمشاعر الإدارية والقيادية حتى تتحد الرؤية ويتوحد الهدف ويتركز السعي، فتنصهر إرادة الجميع في قالب واحد لإنجاح العمل؛ وكما قيل: " أن الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده".
وهذا يتطلب أن لا يكون المدير سلطوي التفكير، ويشخصن الإدارة لمصالحه ويسعى لتعزيز ذاته عبر صلاحيات منصبه ونفوذه، فينظر الى الموظف والعامل بعين الدون؛ فيعامله معاملة الأجير والعبد فتصبح العلاقة متوترة بينهما، وتسود أجواء العداوة والكره ..
فالمدير الناجح هو من نجح في ضبط سلوكه تحت سلطان العقل والأخلاق والشرع، فكان مديرا لمملكة نفسه، وقائدا لها قبل أن يفكر في قيادة الآخرين وإدارة المشاريع، فكان مثالا في دماثة الأخلاق، وسعة الصدر، والتوظيف الصائب، وملهما لمن حوله ويرغب العاملون في دوام بقائه في منصبه.