1
القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ على الآباءِ والمُرَبِّينَ جُملَةً مِنَ المسؤولياتِ والواجباتِ الكبيرَةِ التي يَجِبُ أنْ يُنجِزونَها تُجاهَ أبنائِهِم؛ إذ أنَّ أيَّ قُصورٍ أو تَقصيرٍ في هذا المجالِ سيكونُ لَهُ دَورٌ في انحطاطِ الشابِّ وسُقوطِهِ في الهاوِيَةِ، وقد لا تَتَبَيَّنُ هذهِ النتيجةُ بِسُرعَةٍ، ولكنَّها تَبرُزُ في المستقبلِ، بكُلِّ تأكيدٍ.

إنَّ القيامَ بالمسؤولياتِ يحتاجُ الى نِسبَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ الوَعيّ بهذهِ المرحَلَةِ وبِمُتَطَلَّباتِها، ولابُدَّ أنْ يَصرِفُوا جُهوداً كثيرَةً لتحقيقِ هذهِ المُتطَلَّباتِ وإنجازِها. نُشِيرُ هُنا الى بعضِ النصائحِ التي يَتَعَيَّنُ على الآباءِ والمُرَبِّينَ الاهتمامُ بِها:

أوّلاً: المَحَبَّةُ: أخبِروا الشابَّ دائماً بأنَّكُم تَوَدُّونَهُ وتُحِبُّونَهُ، ومِنَ الطُّرُقِ التي تُحكِمُ مِنْ صَداقَتِكُم معَ الشَّابِّ هُوَ أنْ تُقَدِّمُوا لَهُ بينَ مُدَّةٍ وأُخرى بعضَ الهَدايا، دونَ أنْ تَتَوَقَّعُوا مِنهُ، شَيئاً مَا.

ثانياً: أهميّةُ العِلمِ: عَلينا أنْ نجعلَ الشّابَّ مُهتمّاً بالعِلمِ، فقَد أوصانا الإمامُ الصّادقُ (عليهِ السّلامُ) أنْ نكونَ إمّا عَامِلِينَ أو مُتَعَلِّمِينَ، وفي حَديثٍ عن أبي عبدِ اللهِ (عَليهِ السَّلامُ) قالَ: (طالِبُ العِلمِ يستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَئ ٍحَتّى الحيتانُ في البِحارِ، والطَّيرُ في جَوِّ السَّماءِ).

ثالثاً: إيجادُ فُرَصِ عَمَلٍ لائِقَةٍ بالشَّابِّ: مِنَ الواجباتِ التي تُلقى على عاتِقِ الآباءِ والمُرَبِّينَ، هُوَ تَوفيرُ فُرَصِ عَمَلٍ للشّبابِّ لكي يملؤوا بها أوقاتِ فَراغِهِم، ويُحبَّذُ أنْ يكونَ العَملُ جماعيّاً.

ولا بَأسَ أنْ يُوَفِّرَ العملُ للشّابِّ مَبلغاً مِنَ المالِ ولكنْ يُشتَرطُ أنْ لا يُسَبِّبَ لَهُ المَتاعِبَ.

رابعًا: الاعتمادُ على الذّاتِ: يجِبُ تقويَةُ رُوحِيّةِ الشّابِّ في الاعتمادِ على نفسِهِ، لكي يقومَ تدريجِيّاً بِحَلِّ مَشاكِلِهِ بنفسِهِ. ولِذا على الآباءِ أنْ يمنَحُوا أبناءَهُم بعضَ المسؤولياتِ، وَيَدَعُونَهُم يقومونَ بِها بنفسِهِم وبكامِلِ حُرِّيَّتِهِم، فإذا أنجزَوها فليَتَشَكَّروا مِنهُم ويُقَدِّرُونَهُم على ذَلكَ.

خامسًا: تنظِيمُ الأعمالِ: يَجِبُ على الشّابِّ أنْ يَتَعَلَّمَ الطريقةَ الصحيحةَ في تنظيمِ أعمالِهِ وبَرمَجَتِها. وأنْ لا يتَخَبَّطَ في إنجازِ أمورِهِ. فالشَّابُّ يمتَلِكُ ذَكاءً حادّاً قد يجعَلُهُ يتَسَرَّعُ لإنجازِ بعضِ الأعمالِ ويعودُ ذلكَ بالضَّرَرِ على أعمالِهِ، ودونَ أنْ يشعُرَ بذلكَ فيَلزَمُ أنْ يَتِمَّ تعليمُهُ تنظيمَ الأمورِ وبرمَجَتَها.

سادساً: الطّاعَة: في نفسِ الوَقتِ الذي يَتَعَيَّنُ على المُرَبِّي أنْ لا يُهمِلَ الشَّابَّ، يَتَعَيَّنُ عليهِ أنْ يجعَلَهُ مُطيعاً لَهُ دونَ أنْ يُرغِمَهُ أو يَجبُرَهُ على تنفيذِ أوامِرِهِ. كما يَلزَمُ على المُرَبّي أنْ يكونَ حَذِراً مِنِ استخدامِ وسائلَ وأشياءَ الشّابِّ، لأنَّ الشَّابَّ يَعتَبِرُ ذلكَ تَعدِّياً على حُرِّيَّتِهِ وكرامَتِهِ.

سابعاً: إبعادُهُ عَنِ الضّغوطِ النفسيّةِ: يَشعُرُ الشَّبابُ باضطراباتٍ نفسيّةٍ حَادَّةٍ، كما يشعرونَ بالخَوفِ. ولِذا يجِبُ الابتعادُ عَنِ الأمورِ التي تُسَبِّبُ لَهُم اضطراباتٌ نفسيّةٌ أخرى، لأنَّها ستُضاعِفُ مِنْ خَوفِهِم وارتيابِهِم. فحاوِلُوا أنْ تُقَوُّوا إرادةَ الشَّابِّ، كي يتخَلّصَ مِنْ هذهِ الضغوطِ النفسيّةِ.