فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ):

(ليسَ مِنّا مَن ماكَرَ مُسلِماً)

تتضمنُ صِفةُ المَكرِ معاني الشَّرِّ والتي مِنها الخداعُ والغَدرُ والغِشُّ والكَيدُ، فالماكرُ يستبطِنُ النوايا السيئةَ، ويُدبِّرُ للإيقاعِ بالضحيّةِ بخفاءٍ ودَهاءٍ، ويترصَّدُ مواقفَ غفلةِ الممكورِ بهِ ليُسقِطَهُ في مكيدتِهِ.

إنَّ أشدَّ مشاعرِ النّدمِ أنْ يؤخذَ الإنسانُ غدراً عِبرَ تخطيطٍ ماكِرٍ؛ حتى تُسرقَ أموالُهُ، أو يُقصى مِن عملهِ أو منصبِهِ، أو تُلوَّثَ سمعتُهُ، أو ينالُهُ الضُرُّ والسوءُ.

 وتحدثُ كثيرٌ مِنَ المواقفِ في السوقِ مِن قِبَلِ الباعَةِ والتُّجّارِ ... يُحكى أنَّ أحدَ اللصوصِ جاءَ لرجلٍ يتبضَّعُ في السّوقِ وعرضَ عليهِ صفقةً رابحةً ، ألا وهيَ : شراءَ عدّةِ أساورَ ذهبٍ بسعرٍ زهيدٍ مِن شخصٍ غريبٍ مِن دولةٍ أخرى ، وأظهرَ هذا اللِّصُ حِرصَهُ على أنْ يشتريَ ابنُ بلدِهِ مِن هذا الغريبِ هذهِ الأساوِرَ الذهبيّةَ النفيسةَ، ولو أنَّهُ يمتلكُ المالَ لما تأخرَ عَن شرائها مِنهُ، وفي الحقيقةِ هوَ لم يكنْ مِن دولةٍ أخرى، وإنّما تظاهرَ بذلكَ اتفاقاً معَ اللّصِ، وهكذا رَغَّبَ الضحيّةَ وجعلَهُ يشتري أساوِرَ مزيفةً تشبهُ الذهبَ، واستغلَّ سذاجةَ الرجلِ وجهلَهً بالمصوغاتِ والحُلِيّ ...

وما أنْ ذهبَ الرجلُ وعرضَ الأساوِرَ على صائغٍ قالَ لهُ هل تسخَرُ مِنّي؟! إنّها أساورُ معدنيةٌ عاديّةٌ وليستْ ذهباً!

والشواهدُ كثيرةٌُ في التأريخِ وفي حياتِنا المُعاصِرةِ ...

والماكِرُ شخصٌ لا يُمكِنُ أنْ يحمِلَ في قلبهِ خشيةَ اللِه تعالى؛ لأنَّهُ يُدَبِّرُ ويخطّطُ للإيقاعِ بالناسِ، وهذا يكشفُ عَن غفلتِهِ عَن رَقابةِ اللهِ تعالى الذي يعلمُ السِّرَ وأخفى، فالشخصُ الماكرُ يتجاهَلُ إحاطةَ اللهِ تعالى واطّلاعَهُ على الدوافعِ والنوايا، بل يُصِرُّ على إنزالِ الضُّرِ والسُّوءِ بالآخرينَ!

وما درى أنَّ مكرَهُ هذا سيوقِعُهُ فيما مكرَ؛ إذ قالَ اللهُ تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، كما أنَّ اللهَ تعالى سيُعاقِبُهُ أشدَّ العِقابِ يومَ القيامةِ.

لذا: لا يُعدُّ الماكِرُ داخلاً في ولايةِ اللهِ تعالى ونبيّهِ والمؤمنينَ.