يجتهد المؤمن الصائم على مراعاة ضوابط الصوم الشرعية من اجتناب الطعام والشراب وكل ما يعد مفطرا ، ويلزم نفسه أن يتخلق بأخلاق الصائمين من حفظ لسانه وعينه ويده ليشع في قلبه نور التقوى ويتجذر الإيمان ويتسم عمله بالإخلاص ، غير أنه وأثناء فترة الصوم أبيحت له مأدبة خاصة من الطعام ، وقد ندب إليها ورغب بأن يتناول طيباتها ليلا ونهارا !
أ ليس هذا شيئا غريبا ! كيف يتناول من هذه المأدبة وهو صائم ؟
إنها المأدبة الملكوتية ، تلاوة القرآن الكريم
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى ، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم
فإن ما فيه من طعام معنوي يحيي القلب وينعش الروح ويغذي العقل ويزكي الأخلاق ، لا تدع تلاوته طوال الشهر الفضيل ،
فقد حث رسول الله في خطبته المباركة على ذلك بقوله :
من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
على أن تلتمس غرائبه وتستنطق آياته و تسرح بفكرك في خزائنه مستعينا بكتب التفسير فإن التدبر ثمرة تلاوة القرآن حق تلاوته إذ " لا خير في قراءة ليس فيها تدبر"
كما ورد في الأخبار الشريفة