إن النزاع بين الزوجين يختلف تماما عن أي نزاع آخر ينشب بين شخصين غريبين، حيث ينتهي كل شيء بعد ساعة ويمضي كل منهما في طريقه، أما في الحياة الزوجية التي تعني حياة مشتركة تحت سقف واحد بين شخصين اختارا تلك الحياة معا، فإن أي نزاع قد ينشب بينهما يترك مضاعفات خطيرة ومريرة في عدة أصعدة يمكن الإشارة إلى بعضها:
أولا: يتحول الزوجان إلى شخصين غريبين يعيشان معا، كما يشعر الصغار بالقلق وإحساس بالخوف.
ثانيا: يسيطر نوع من البرود القاتل على العلاقات الزوجية إثر نشوب الخلاف بينهما، وينظر كل منهما للآخر على أنه السبب في شقائه وتعاسته.
ثالثا: إن النزاع لا يؤدي إلى تصدع العلاقات الزوجية فحسب، بل تتعدى آثاره إلى إحداث تصدع فكري وتمزق نفسي.
رابعا: قد يصل الإيذاء والظلم الذي يمارسه أحد الزوجين بحق الآخر حدا يدفعه لارتكاب عمل ما يتصور خلاصه فيه.
خامسا: إن النزاع الزوجي الذي يؤدي إلى ظلم أحد الطرفين أو تعريض سمعته للخطر سوف يحدث آثارا لا يمكن تفاديها أبدا.
سادسا: يخلق النزاع حالة من التشاؤم في الحياة ويجعلها سوداء خالية من كل المعاني الجميلة.
سابعا: أن حاسة الإبداع تترعرع في الحياة المستقرة الهادئة في حين أنها تتراجع وتذبل وتموت في الحياة المضطربة القلقة.
ثامنا: إن كل ظلم في الحياة الزوجية يعني ظلما اجتماعيا بحق إنسان له كرامته،
قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (ألا وأن الله ورسوله بريئان ممن أضر بامرأته حتى تختلع منه).